منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا
منتدى ماء الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموعظة على الجبل - الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل

الموعظة على الجبل - الجزء الثاني Empty الموعظة على الجبل - الجزء الثاني

مُساهمة من طرف admin-yousef 2009-05-18, 9:19 pm

طوبى لصانعي السلام
الطوبى السابعة للذين يُدعون أبناء الله. حسب زعم سامعي المسيح هم أبناء إبراهيم، سلالة النسل المختار، الداخلون بالاختتان في عداد شعب الله من بني إسرائيل. هم الذين يقصدون إثارة الحرب على الرومان ليحرروا الأمة المقدسة من نيرهم، حتى لا يكون عليهم ملكٌ إلا الله. هم الذين يقصدون أيضاً محاربة الشعوب الأخرى لكي يُكرهوهم بالسيف على اتِّباع الدين الحق، وترك العبادات الوثنية، ويجعلونهم خُدَّاماً عند شعب الله الخاص الأصلي. لكن المسيح يرى أبناء الله هم الذين يصنعون في العالم سلاماً لا حرباً، لأن السلام هو من أركان ملكوته الرئيسية. هم الذين يصنعون سلاماً مع الله بالطاعة. وسلاماً مع الناس بالمحبة. قيل في الإنجيل إن المسيح جاء ليخلق منّا إنساناً واحداً جديداً. صانعاً سلاماً (أفسس 2:15) »وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلَامِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلَامَ« (يعقوب 3:18).
طوبى للمطرودين
أخيراً يكرر المسيح الطوبى للذين لهم ملكوت السماوات. يظن سامعوه أن ملكوت السماوات، هو للأغنياء في التديُّن الخارجي، الذين يكثرون من الأصوام والصلوات ويقدّمون الحسنات، على شرط أن يكونوا من الجنس المختار الإسرائيلي، الذين يعتقدون أن مسيحهم متى جاء يجعل الشخص الذي كان مجده كنور النجم يصبح كنور القمر، والذي كان مجده كنور القمر يصبح كنور الشمس. ويعود مجد الشعب الإسرائيلي إلى أضعاف ما كان عليه في أفخر أيام عزهم. هذا هو ملكوت السماوات الذي يحلمون به، وهؤلاء هم الذين لهم الملكوت ويستفيدون منه. لكن المسيح يرى أن ملكوت السماوات هو للمطرودين من أجل البر، الذين لأنهم مساكين بالروح، وحزانى، وودعاء، وجياع، وعطاش، ورقيقو الشعور، وأنقياء القلب، ومسالمون، لا يعتبرهم العالم، بل يحتقرهم ويجتنبهم ويخرجهم من دوائره، فيعوِّضهم الرب ملك الملكوت الجديد بإعطائهم إياهم ملكوت السماوات.

تعليق على التطويبات

هذه هي سلسلة التطويبات. لم نجد فيها حتى ولا حلقة واحدة من الثمانية تختص بالطقوس المذهبية، أو تتناول شيئاً من الفرائض الدينية الخارجية. وخلاصتها أن مسكين العالم هو غنيُّ الملكوت، والحزين هو المتعزي، والباكي هو الضاحك، والخاضع للناس هو الحاكم في الناس، والجوعان للبر هو الشبعان، والمعطي هو الذي يُعطَى، والبسيط القلب هو الفهيم، وصانع السلام لا صانع الحرب هو ابن الملك وهو المنصور، والمطرود من وطنه لأجل الله هو صاحب الوطن الثابت.

هذه التطويبات فأس، ضرب المسيح بها أصول شجرة الآمال العالمية عند اليهود، والمتعلقة بمجيء المسيا وملكوته المادي، فالطوبى الحقيقية الدائمة لا تتوقف على الأمور الخارجية الدينية، ولا على النجاح المادي والزمني، بل على الأمور الداخلية الروحية والنجاح الأبدي. لما كلّم المسيح نيقوديموس كان موضوع حديثه الولادة الروحية لدخول الملكوت الروحي، ولما كلّم المرأة السامرية كان موضوع حديثه روحانية الله وملكوته. وفي وعظه على الجبل لا يزال هذا الموضوع شاغله الأول. والحاجة إلى هذا التعليم ليست أقل في يومنا هذا مما كانت في تلك الأيام. ما أبعد هذا عما نشاهده اليوم في كل المذاهب من استيلاء المجد العالمي على أرباب الدين ومعلِّميه، ومن ترويج المقاييس المادية لا الروحية في الدوائر الدينية.

كانت هذه التطويبات مقدمة عمومية لخطاب في صيغة المخاطب، كلّم به المسيح الذين اختارهم ليكونوا رسلاً. وكأنه يقول لهم: لقد تولدتْ فيكم مبدئياً الصفات التي بنَيْتُ عليها التطويبات، وذلك يجعلكم ممقوتين من قومكم الذين تربَّيتم بينهم. فأقول لكم طوباكم أنتم متى عاملوكم على الكيفية التي شرحتُها الآن. فمتى طردوكم وأهانوكم وعيّروكم وأفرزوكم من أجل البر، ومن أجل ابن الإنسان، لا تحزنوا ولا تتكدروا، بل افرحوا وتهللوا. أولاً لأن أجركم في السماء لقاء ذلك يكون عظيماً، ثم لأنكم بذلك تماثلون الأنبياء الأقدمين، فتشتركون في شرفهم الدائم.

أنتم ملح.. أنتم نور

»أَنْتُمْ مِلْحُ الْأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لَا يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلَّا لِأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لَا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، وَلَا يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ« (متى 5:13-16).

في هذه الكلمات يقول المسيح ربنا لنا: أنتم ملح الأرض وأنتم نور العالم. فإذا رفضكم العالم فإن رفضه لا يفسد ملوحتكم ولا يخفي نوركم. وكما يفعل الملح في الطعام تفعلون أنتم فعلاً إصلاحياً، وإنْ كان خفيّاً، حتى في القوم الذين يريدون أن يهلكوكم. وكما أن طبيعة النور هي الانتشار، هكذا لا بد أن تضيء فضائلكم التي هي ثمر الروح القدس فيكم، فيرى الناس أعمالكم الحسنة ولكن ليس لتمجيدكم أنتم، بل لتمجيد أبيكم الذي في السماوات. وكما أن السراج لا يوقد لكي ينظر الناس إليه، بل لكي ينظروا بواسطته شيئاً آخر أهمَّ منه، هكذا تكونون أنتم. لأن لا قيمة للملح في حدّ ذاته بل في فعله، ولا قيمة للسراج إلا في نوره. ولا قيمة لكم كتلاميذي إلى بأن تصلحوا وتنيروا. قد أقمتُكم لأجل هذا، ليس بين شعب إسرائيل فقط، بل أنتم ملح الأرض بأسرها ونور العالم كله. في شخصكم قبل تعليمكم يظهر الملح والنور، لأن الشخص الحي يفعل ما لا يفعله مجرد التعليم.

يكمل القديم، لا ينقضه

»لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الْأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ« (متى 5:17-20).

وهنا يقول لنا المسيح: لا تتوهَّموا أن تعاليمي الجديدة تستخفُّ بالكتاب الإلهي الذي بين أيديكم، لأن زوال السماء والأرض أيسر من زوال أدنى نقطة من نقطِهِ، إلا بعد أن تتم. إني أقصد إثبات الناموس المُنزل على موسى والأنبياء لا إلغاءه. أبدل منه ما هو وقتيّ بعد أن أكمله. أتيتُ لأنقض أعمال إبليس وليس ناموس الله وأقوال الأنبياء، فالناموس في يد الكتبة والفريسيين لا يثمر بالصلاح، فهو كبزر الفاكهة الذي لا يؤكل. وإن مطاليب الناموس، جئت لأبيّن لهم عظمتها فوق ما كانوا يتصوّرون.

شريعة الصلح

»قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لَا تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لِأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لِأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. كُنْ مُرَاضِياً لِخَصْمِكَ سَرِيعاً مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ، لِئَلَّا يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ، فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَا تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الْأَخِيرَ« (متى 5:21-26).
admin-yousef
admin-yousef
المشرف العام
المشرف العام

عدد المساهمات : 248
نقاط : 575
تاريخ التسجيل : 02/05/2009

https://wateroflife.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى