منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا
منتدى ماء الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دقة العهد الجديد اليوم

+3
bassam
admin-yousef
موسى خوري
7 مشترك

اذهب الى الأسفل

دقة العهد الجديد اليوم Empty دقة العهد الجديد اليوم

مُساهمة من طرف موسى خوري 2010-02-15, 6:11 pm

دقــة العــهد الجــديــد اليوم
(بقلم موسى خوري)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قائمة المحتويات
المقدمة.
I. تنظيم العهد الجديد
1. ماهي الطريقة
2. كيف رُتبت الأسفار المقدسة
II. سلسلة الأحداث التي أدت إلى توصيل كلمة الله الينا
1. الله يُقرر الإعلان عن نفسه للإنسان
2. الله يضمن دقة الإعلان بالوحي
3. التصريح بقانونية الأسفار المقدسة
4. الله يشرف على عملية النقل لكل الأجيال
5. الله يحفظ كلمته لتكون نسخة دقيقة بالترجمة
أ‌. ماهي الترجمات العربية المعاصرة
ب‌. ماهي الوثائق التي تستند عليها
6. الله دبر معلمين لشرح كلمة الله للحصول على التفسير
III. استنتاجات الكاتب حول مصداقية العهد الجديد بناءاً على الأدلة السابقة
الخاتمة
المراجع

المـقـدمــة
إن الكتاب المقدس هو كتاب الكتب ولكل عصر وزمان، وعندما يقرأه الإنسان يكون كمرجع أساسي لحياته الروحية والمادية. في الكتاب المقدس هناك وصية من الله لشعبه في (تث7،6:6) "ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقُصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم". ما أعظم كلمة الله لحياة الإنسان، ولكنها تُقاوم وتُحارب من قبل الكثير من الناس اليوم مسيحيين، أو من الديانات الأخرى.
والأسئلة التي تُطرح دائماً هي: هل الإنجيل محرف؟ وهل هو نسخة دقيقة اليوم؟ وللإجابة عن تساؤلات الكثيرين سيتطرق الكاتب إلى إثبات أن كلمة الله هي نسخة دقيقة من خلال كيفية تنظيم العهد الجديد، و ترتيب أسفاره، وأيضاً من خلال سلسلة الأحداث التي وصلت للإنسان من الله، فعملية الوصول بدأت من عند الله الروح واللامحدود بخلق الإنسان المحدود، ولعدم مقدرته على معرفة وعمل كل الأشياء، قرر الله أن يعلن عن نفسه للإنسان وبدأت العملية بالإعلان. بينما نتيجة هذا الإعلان هو الوحي الذي يعتمد على حقيقة أن الله أوحى بكلمته، وضمان هذه الكتابة هي القانونية فكانت مقبولة من الجميع. وبعد ذلك أخذ الإنسان على عاتقه نقل وترجمة الكتاب المقدس لتكون نافعة لكل جيل، مع ذكر بعض الترجمات العربية المعاصرة، وعلى ماذا تستند. وفي نهاية عملية التوصيل الله دبر بل وأنار عقول معلمين لشرح كلمة الله وللحصول على التفسير أيضاً. ومن خلال شرح عملية التوصيل سيتكلم الكاتب عن مصطلحي "الأصالة" و "الموثوقية" في الخطوة الثالثة من خطوات عملية الإعلان.
وفي نهاية هذا البحث سيقدم الكاتب استنتاجه الشخصي في موضوع مصداقية العهد الجديد بناءاً على الأدلة السابقة. ليكون قاعدة أساس لحياته الشخصية.


في بداية هذا البحث سوف يتم التعرف على طريقة تنظيم العهد الجديد، وكيف تم ترتيب أسفاره؟ وحتى يتم التعرف على الطريقة يجب أن يُعّرف الكاتب أولاً عبارة "الكتاب المقدس". لقد أطلق على الكتاب المقدس لفظة "بايبل" باللغة الإنجليزية، وهذه اللفظة أشتُقت من الكلمة اليونانية "بيبليا" بمعنى "سفر مكتوب". سُميّ الكتاب المقدس لأن الله هو الذي كتبه، وبما أن الله قدوس، كتابة أيضاً مقدس، لذلك هو بلا خطأ، واللفظة اليونانية للصفة "مقدس" هي "هاغيوس" بمعنى "مخصص لله". فسمى بهذا الأسم لأنه فريد، وهذه التسمية كافية لسد كل احتياج في حياة الإنسان.
لذلك يخبرنا الكتاب باسمه بأنه كتاب الله، في (رو12:7) "إذا الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة". وهنا بولس يقصد الناموس أي العهد القديم بأكمله، ويخبرنا أيضاً بأنه مقدس بمعنى مخصص من أجل هدف مقدس. وعندما يدرس الدارس عن أسماء الله سوف يجد أن القداسة هي من صفات الله الأدبية. ومرة أخرى يشير بطرس للعهد القديم (2بط21:2) بأن كلمة الله تدعى مقدسة، وأيضاً في (مز2:138) كلمة الله لا يمكن أن تُكسر، لأن كل ما هو موجود فيها دقيق وحق، وجدير بالثقة.
لقد تم ترتيب الكتاب المقدس من أربع فئات وهي: الأسفار التاريخية والتي تشمل (الأناجيل الأربعة، وأعمال الرسل)، سفر أعمال الرسل هو نظرة لتاريخ العهد الجديد، واستكمال لما كتبه لوقا. وأيضاً يتألف من رسائل بولس وعددها (14) رسالة، و(7) رسائل عامة، لأنها كتبت للكنائس بشكل عام، وسفر واحد نبوي (سفر الرؤيا). قد يكون هناك أشكال تقسيم أخرى، لكن هذا التقسيم المتبع والأكثر انتشاراً الآن.
لذلك الكتاب المقدس كتاب فريد في نوعه، وله سلطان. جوش ماكدويل في كتابه "ثقتي بالتوراة والإنجيل" عرّف كلمة "فريد" بمعنى (الواحد، الوحيد، المنفرد، المختلف عن كل ما عداه، الذي لا شبيه له).
وبما أن الكتاب المقدس فريد في سلطانه يجب تحديد طبيعته من خلال الأسماء التي أطلقت عليه من قبل الله،واستخدمها الكتاب المقدس له وأول اسم كلمة "الكتاب" (2تيم16:3) ويشير إلى أن أفكار الله ومقاصده قد صيغت كِتابه، وعبارة "كل الكتاب" تشير إلى كل الكتابات وكل التفاصيل بأنها مقدسة، وتشير أيضاً إلى الكتاب المقدس بأكمله، ويقصد العهدين القديم والجديد. بينما كان الأسم الثاني "كلمة الله" (عب12:4) ويركز على المضمون الإلهي للكتاب المقدس، بمعنى الإشارة إلى الحق المعلن لنا من عند الله. والأسم الثالث كلمة "الإيمان" (يهوذا3) والقصد منها هو أن كل تعاليم الله في الكتاب تستحق أن نجاهد من أجلها أي (المحاربة بإجتهاد من أجل الإيمان).
ومن الدلائل التي تعلن فرادة الكتاب المقدس "الدقة" والتي تشير إلى خلوه من الأخطاء، وأيضاً هناك دليلان على هذه الدقة وهما "النبوءه" و "العلم". في الكتاب المقدس مقاطع نبوية دقيقة جداً ونسبتها 100%، ويبلغ عددها حوالي (9) آلاف نبوءه تتعلق بشعب إسرائيل ومجيء المسيح ومعظمها قد تحقق، منها (300) نبوءه قد تحققت عن مجيء المسيح في العهد القديم. بينما العلم يشهد لدقة الكتاب المقدس، لأنه يوجد حقائق في الكتاب المقدس مدونه فيه قبل أن يكتشفها الإنسان بزمن طويل، لذلك الكتاب المقدس يفسر العلم، وليس العلم هو الذي يفسر الكتاب المقدس. فهو الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم على مر العصور، لأن تأثيره واضح في جميع المجالات. وبما أن الكتاب المقدس هو التسجيل الفريد للأحداث، بل هو أعظم قصة على الإطلاق لقد سُجّل بسبعة الآف لغة ولهجة في العالم، وتُرجم إلى أربعة آلاف لغة ولهجة. فهو الضامن الوحيد للإنسان في التغلب على الخطية، في إعطاء الشِبع، في سد الحاجة، في القوة، في الكلام المناسب، في الثبات والقيادة والخلاص. حقاً الكتاب المقدس هو أعظم كتاب للبشرية.
والآن بعد أن تم التعرف على فرادة الكتاب المقدس في تنظيمه وترتيبه، سيتطرق الكاتب إلى شرح الأحداث التي أدت إلى توصيل كلمة الله الينا. الله أوحى بكلمته لأناس قديسين، ووعد بحفظ كلمته لهذا اليوم، فقرر الله اللامحدود القدوس أن يعلن عن نفسه للإنسان المخلوق والمحدود من خلال ست خطوات وهي (الإعلان، الوحي، القانونية، النقل، الترجمة، والتفسير).
1. الإعلان. هو الخطوة الأولى في عملية توصيل الكتاب المقدس للإنسان. الأستاذ جايمس بيرس عرف الإعلان بالصف بأنه "فعل الله الذي على اساسه يكشف عن ذاته، أو يوصل الحق إلى الذهن، وبواسطته يُظهر لخلائقه ما لا يمكن معرفته بأية طريقة أخرى". وأصل كلمة "إعلان" مشتقة من الكلمة اليونانية "ابوكالوبسيس" بمعنى (كشف النقاب، أو رفع النقاب). لذلك الله هو المبادر في كشف النقاب بنفسه عن وجوده للإنسان. فالملامح الأساسية لهذا الإعلان هي أن الله قرر أن يعلن عن نفسه للإنسان، وهذا ليس عمل إنسان، بل الله هو الذي كشف عن الحق ووصله للإنسان، لأنه يُظهر عن الحق الذي لا يمكن أن يصل الإنسان بأية طريقة.
تشارلز رايري في كتابه "للاهوت الأساسي" يوضح طريقة في الإعلان ويقول: أن الله استخدم طريقتين للإعلان عن ذاته ألا وهما الإعلان العام، والإعلان الخاص. فالإعلان العام يشمل كل ما أعلنه الله في العالم من حولنا بما في ذلك الإنسان، بينما الإعلان الخاص يشمل الأساليب المختلفة التي استخدمها الله لتوصيل رسالته التي ضمنها وجمعها لنا في الكتاب المقدس.
الإعلان العام. يوضح هنري ثيسن في كتابه "محاضرات في علم اللاهوت النظامي" أن إعلان الله العام موجود في الطبيعة، التاريخ، والضمير، ومتاح للجميع. موضوع هذا الإعلان هو سد الإحتياج الطبيعي للإنسان، والسعي وراء الله الحقيقي بقناعة تامة، وبإختصار سوف يتعرف القارئ على أشكال هذه الإعلانات الثلاثة. أولاً: إعلان الله في الطبيعة. هناك آراء كثيرة بهذا الموضوع، الراي الطبيعي: لا يرى إعلان الله، بل يؤمن بأن الطبيعة مكتفية ذاتياً ولا تحتاج لإعلان. ويقول آخرون أن الإعلان العام هو عقل متجسد بالكون. لكن في أغلب الأحيان يرى الناس إعلان الله في الطبيعة من خلال المقطعين في (رو19:1-20/مز1:19-2)، يرى القارئ أن إعلان الله واضح في الطبيعة، وأن هنالك إلهاً له صفات القوة، والمجد،والألوهة،والصلاح.
ثانياً: إعلان الله في التاريخ. في (مز6:75و7 / أع26:17و27)، والذي يبين قوة وتدبير الله، وأيضاً الله أعلن عن ذاته في تاريخ مصر (خر13:9-17)، وآشور (إش5:10-19)، وبابل (إر1:50-16).
ثالثاً: إعلان الله في الضمير. ضمير الإنسان الذي يحكم بالخطأ والصواب بحسب المقياس الأخلاقي، وله الحرية في التصرف، وهو إنعكاس، وفكر الله داخل النفس. لذلك يعلن الضمير عن وجود الله، ويميز بدقة بين الخطأ والصواب (رو14:2-16)، بمعنى أن الأوامر، والقرارات، والممنوعات، والدوافع لا يكون لها سلطان حقيقي علينا اذا لم نشعر بوجود معين آخر يفوق طبيعتنا، ويعلن أن هناك قانوناً مطلقاً للصواب والخطأ من مُشرّع عظيم يبرزه في شخصه وسلوكه. بمعنى أن بولس يشرح هنا دور الضمير في البشر، بأن الله يعمل مع الأمم وكأن عندهم الناموس.
الإعلان الخاص. في هذا الإعلان الله يعلن عن نفسه بطريقة خاصة ليتواصل فيها مع الإنسان، وهناك طرق مختلفة لهذا الإعلان منها القرعة (أم33:16)، الأوريم والتميم (خر2:3/عد21:27)، والأحلام (تك6،3:6/11:31-13و24)، والرؤى (إش1:1/1:6)، والظهورات (خر2:3/زك12:1)، والملائكة (دا20:9-21/رؤ1:1)، والأنبياء (2صم2:23)، والأحداث (خر7:25/مي5:6). ولكن كان الرب يسوع هو إعلان الله الخاص للإنسان، وطريقة تجسده كانت رئيسية من طرق الإعلان الخاص التي فسرها لنا الآب في (يو14:1) أن الله أعلن لنا عن ذاته، وأرسل المسيح ليعلن حق الله للإنسان، والمسيح هنا ملآن نعمةً وحقاً، والله يكشف للإنسان عن طبيعته (يو9:14)، وقوته (يو2:3)، وحكمته (يو46:7)، وحياته (1يو1:1-3)، ومحبته (رو8:5). وقد قام الله بكل هذا عن طريق أفعاله (يو11:2)، وكلماته (17:16). الطريقة الأكثر شمولاً للإعلان الخاص هو الكتاب المقدس، لأنه يعتبر سجلاً لجوانب الإعلان الخاص، بل الإعلان ذاته. لذلك الإعلان في الكتاب المقدس دقيق جداً (يو17:17)، وتدريجي (عب1:1)، وذو معنى (2تيم15:3-17)، ويقدم محتويات رسالة الله إلى العالم.
2. الوحي. الوحي هو الخطوة الثانية لتوصيل كلمة الله للإنسان بعد الإعلان. يوسف رياض في كتابه "وحي الكتاب المقدس" يُعرّف كلمة الوحي باللغة اليونانية "ثيوبنوستوس" وتعني حرفياً "نفس أو نسمة الله". فالكتاب المقدس هو أنفاس الله أرسلها إلى أواني الوحي ليهب الحياة الروحية (تك7:2/يو68،63:6). وفي نفس الكتاب عرف وبستر الوحي بأنه "تأثير روح الله الفائق للطبيعة على الفكر البشري، به تأهل الأنبياء والرسل والكتبة المقدسون، لأن يقدموا الحق الإلهي بدون أي مزيج من الخطأ". بينما جيمس أنس كاتب كتاب "علم اللاهوت النظامي" يُعرف الوحي بأنه "عمل روح الله في العقل البشري إرشاداً للأنبياء والرسل وكتبة الأسفار المقدسة، ليظهروا الحق الإلهي، معصومّين عن الخطأ.
بينما الأستاذ جايمس بيرس عرف كلمة الوحي في الصف بأنها تشير إلى نسمة الهواء في الجو، فهي مشتقة من الكلمة اليونانية المركبة من مقطعين "ثيوبنوستوس"، الأول يشير إلى الله، والثاني يشير للتنفس. فالوحي يضمن دقة الإعلان، والله وحده الذي يضمن دقة هذه العملية، والكلمة التي نستخدمها لضمان دقة الكلمة هي الوحي، والوحي يُعطي السلطان للكلمة. إذن الإعلان هو اتصال الله بالإنسان، وهذا الكتاب هو إعلان الله للإنسان، وضمان هذا الكتاب بأنه دقيق، وجدير بالثقة، هو الوحي، وبإختصار شديد الوحي بدقته يعطي الإعلان سلطان. الفكرة هنا هي أن الكتاب المقدس هو موحى به وليس إلهام (2تيم16:3)، لأنه يوجد فرق كبير بينهما، وكلمة الوحي تختص بالكتاب المقدس فقط، والرجال الذين كتبوا الكتاب كانوا منقادين ومسوقين بالروح القدس (2بط21:1). هذه الاية تصف عمل الله في هؤلاء الرجال كُتاب الكتاب المقدس، وأيضاً هم ملهمين بالروح القدس، لأن الوحي لا يتعلق بالشخص الذي كتب بل بالكلام المكتوب. فكلمة مسوقين تعني محمولين، ومعناها الضمني أن الله يحمل هؤلاء حتى لا يضلوا الطريق، بل تحمل في معناها الإشراف على كلمة الله، أي المراقبة للتأكد من العمل بأنه قد تم بصورة صحيحة. الروح القدس ليس فقط يُشرف عليهم، بل يحميهم من ارتكاب الأخطاء، إن ما فعله الروح القدس، ولمئات السنين كان كافياً لشرح ماذا تعني كلمة الوحي. ما سيراه القارئ اليوم هو إضافة بعض الكلمات الأخرى لتصف بها تعريف الوحي بشكل أدق، لأنه دخل معلمون كذبة وعبثوا بتعريف كلمة الوحي، فهذه الكلمات تُمثّل الأساس لتعريف كلمة الوحي. الأولى: الله. الله الروح القدس هو المشرف والقائد للكُتّاب. والثانية: الرجال المسوقين، الله استخدمهم ليكتبوا، فالكتاب المقدس له كاتب واحد، وله كُتاب كثيرين وصفاتهم " قديسين، اختارهم الله. والثالثة: الوحي لفظي وكامل، بمعنى كامل في كل أجزائه. والرابعة: منزه عن الخطأ، ويقصد بها المخطوطات الأصلية فقط. والخامسة: معصوم، مصطلح تقليدي ويشير إلى النسخ التي نُسخت من المخطوطات، والتي بين يدي الإنسان الآن.
3. القانونية. يتبادر إلى الذهن سؤالين مهمين، الأول: هل الله أعطى الإنسان رواية مكتوبة عن إعلانه؟ نعم في الإعلان والوحي. والثاني: هل عند الإنسان نسخة دقيقة من هذا الإعلان؟ نعم يوجد نسخة دقيقة من إعلان الله، وذلك حسب وعده بأنه يحفظ كلمته من خلال القانونية ونقل النصوص. سيبحث الكاتب في ما هي القانونية؟ والطرق التي تتم فيها القانونية، ثم ينتقل لعملية النقل.
في كتاب علم اللاهوت النظامي الصادر عن دار الثقافة المسيحية، يُعرف لفظة قانونية في أصلها اليوناني هي كما في العربي بكلمة "قاعدة" بمعنى الأسفار المقدسة قانونية وتتضمن الحق المُنزل لاغير. بينما تشارلز رايري عرّف لفظة القانونية بأنها مشتقة من الأصل اليوناني "kanon"، وتشير إلى "أداة قياس" ويعني "قاعدة عمل" (غل16:6/في16:3). ولكن جوش ماكدويل عرف القانونية (canon) بأنها مشتقة من كلمة قصبة، بالإنجليزية (cane)، وفي العبرية (ganeh)، وفي اليونانية (kanon)، والقصبة اسُتخدمت كقضيب للقياس ثم صار معناها "معيار". في القرن الثالث استخدم أوريجانوس هذه الكلمة للإشارة إلى "قانون الإيمان" بمعنى المقياس للتقييم، وبعد ذلك صارت الكلمة تعني "قائمة أو فهرس"، وبالنسبة للكتاب المقدس صارت تعني "قائمة بالكتب المقبولة رسمياً". علماً بأن الكنيسة لم تقرر قانونية الأسفار، بل اكتشفت وأدركت ما هي الأسفار الموحى بها من البداية، ولتوضيح المعنى أكثر لا يصبح السفر كلمة الله لأن شعب الله قبله، بل شعب الله يقبله لأنه كلمة الله، إذن الذي يقر القانونية هو الله،وأيضاً يعطي السفر سلطانه الإلهي، ليس شعب الله، لأنهم هم يكتشفون سلطان الله في الأسفار المقدسة.
جايمس بيرس يوضح للقارئ إن الهدف من القانونية بأنها تعطي القبول للإنسان، لأنه عندما يدرك وحي هذا الكتاب فأنه يقبله، ويجب أن يعلم أنه لا يوجد أي سفر موحى به خارج قانونية الأسفار، ولا يوجد سفر من المفترض أن يوضع في الأسفار ولم يُكتشف بعد. ولأنه لا يوجد أنبياء ورسل، لا يوجد أسفار تكتب بعد. فالقانونية اكتملت بكتابة سفر الرؤيا الذي يؤكد على ذلك. ولإكتشاف القانونية طور آباء الكنيسة خمسة امتحانات لإقرار القانونية. الأول: هل كاتب السفر هو نبي؟ الثاني: هل الكاتب مؤيد بأعمال الله؟ الثالث: هل رسالة السفر تقول الحق عن الله؟ الرابع: هل يحمل السفر قوة الله؟ الخامس: هل السفر لقى قبولاً لدى شعب الله؟ وشرح أيضاً عن تجميع القانونية بأن هناك أرين يجب أخذهما بعين الإعتبار وهما "الأصالة" و "الموثوقية". فالأصالة تختص بهوية الكاتب، هل كتب هذا الكتاب على يد الكاتب ويذكر أسمه في السفر؟ إن قضية الأصالة يتبغها السلطة الرسولية، لأنه ليس كفاية أن يكون الكاتب الحقيقي، لكن يجب أن يكون عنده سلطة رسولية. هناك أكاذيب تتعلق بهوية الكاتب، وماذا يسمي اسمه في الكتاب، وخصوصاً عند المعلمين الكذبة يضعون اسم شخص آخر على الكتاب، في (2تس2:2) بسبب استلام أهل تسالونيكي رسالة كاذبة باسمه، يؤكد بولس لهم ويطمئنهم بأن الرسالة ليست منه، ويقول "لا تتزعزعوا في أذهانكم ولا برسالة لو منا". بينما الموثوقية تختص بأحد النصوص، هل هذا النص يخبر الحق، وجدير بالثقة؟ هذه الأسئلة عقائدية. مثل التناقض ما بين رسالة يعقوب وتعليم بولس كما يفكر البعض، لا يوجد تناقض بل اختلاف الموضوع، فبولس يتكلم عن التبرير أمام الله، وحال القلب التي يراها الله فقط. بينما يعقوب تكلم عن التبرير أمام الناس، وعن الأثمار التي تراها الناس كلها. إن قضية الموثوقية هي إذا احتوت الرسائل على عقائد مغلوطة مثل الخلاص، هل الرسالة تقول الحق عن عقيدة الخلاص؟ هذا السؤال يحدد الرفض والقبول (غل8:1-9). لذلك لكي يكون الكتاب جزء من القانونية يجب أن تتوافر فيه المقاييس 100% حق، لأن الله لا يقبل أن يكون بكتابه غير الحق.
هناك الكثير من الكتب التي رفضت والتي قبلت، والتي قبلت من البعض. الكتب المرفوضة كانت من القرن (1-3) كتبها الهراطقة لخداع الكنيسة، وكانت تتميز بالكذب والعبارات الغير صحيحة. أما الكتب التي أثير حولها الشكوك من حيث أصالتها وموثوقيتها وقُبلت في النهاية هي (يعقوب، العبرانيين، بطرس الثانية، يهوذا، الرؤيا، رسالتي يوحنا الثانية والثالثة). والأسفار التي تم قبولها من البعض هي أسفار "الأبوكريفا" والتي تعني "سري أو خفي"، ولم يستخدمها كل آباء الكنيسة وهي (كتاب الراعي، الديداكي، رؤية بطرس، رسالة بوليكاربوس، رسائل اغناطيوس). هذه الأسفار لها بعض القيمة، لأن البعض منها يتفق مع الكتاب المقدس، بل وتعطي الفترات التاريخية للكتابة،فهذا غير كافي لأن تكون هذه الأسفار موحى بها.
4. النقــل. وللإجابة على السؤال الثاني هل لدينا نسخة دقيقة من هذا الإعلان اليوم؟ نعم يوجد نسخة دقيقة من إعلان الله، وذلك أن الله من خلال الروح القدس أشرف على حفظ كلمته، واستخدم الكتابة لأنها أفضل الطرق لتوصيل إعلانه للإنسان، علماً بأن الله قد أتصل بطرق أخرى مع الإنسان مثل (الملائكة، الرؤى والأحلام، الأوريم والتميم، الناموس الأخلاقي في الخليقة، أصوات مسموعة أو معجزات، الكلمة المكتوبة). واليوم الله يتصل مع الإنسان من خلال كلمته ، وأيضاً أمره بأن يأخذها للعالم أجمع لأنها مؤثرة فيه. الكلمة المكتوبة هي إعلان الله الكامل والمكتمل، لأنه لا يعطي أي معلومة جديدة في الكتاب المقدس،إن الذي يجعل من الكلمة المكتوبة طريقة عليا في الإتصال، بسبب صفاتها التي تبرهن على حكمة الله وهي: الدقة، والإنتشار، والحفظ.
ويصا الأنطوني يوضح للقارئ لغة الكتاب المقدس بأن معظم أسفار العهد القديم كتبت باللغة العبرية، وأقسام منها باللغة الآرامية. كتب الكتاب المقدس بأربع لغات وهي (العبرية، الآرامية، اليونانية)، الارامية ظهرت في الفصول التالية: (عز6:4- 8/12:7-26)،(دا4:2-7 ، 28)، (إر11:10)، واليونانية كتبت العهد الجديد. بينما الأستاذ جايمس بيرس ذكر أن العهد الجديد قد كتب باللغة اليونانية العامية وتسمى "الكويني". وأخيراً اللغة اللاتينية كانت لغة الأمبراطورية الرومانية سياسياً وعسكرياً.
وأيضاً كان هناك مواد مستخدمة لكتابة الكتاب المقدس مثل (ورق البردى، الرقوق، الرق) وأيضاً يوجد مواد أخرى للكتابة مثل: "الفخار (أي8:2)، الأحجار، الألواح الطينية (إر13:17، خر1:4)، الألواح الشمعية". بينما أدوات الكتابة هي: "الأزميل، القلم المعدني، القلم (إر8:8)، الحبر". وهناك أشكال للكتب القديمة مثل:"الدرج (رؤ1:5)، الكتاب"، وكتبت الكتابة بالحروف البوصية، أي الحروف الكبيرة وتسمى (Unciale)، وأيضاً كتبت بالحروف الصغيرة في بداية القرن التاسع، وبحسب جايمس بيرس سماها (Minuscules). وآخر شكل للكتابة هو المسافات وحروف العلة. كانت المخطوطات اليونانية تكتب بدون فواصل بين الكلمات، بينما العبرية تكتب بدون حروف العلة حتى أضافها المازوريون بين القرن الخامس والقرن العاشر. وأضاف الأستاذ جايمس لأشكال الكتابة نوع آخر وهو جداول القراءة الكتابية التي هي دليل للعبادة الكنسية في القرن الثاني. وبعد ذلك قسم اليونانيون العهد الجديد إلى فقرات قبل مجمع نيقية عام (325م)، ثم إلى إصحاحات عام (350م)، وفي عام (1227) قام "ستيفن لانجتون" بتقسيم الكتاب المقدس إلى إصحاحات كما هو الآن، وأصبح التقسيم المتبع لغاية اليوم. وبعد ذلك التقسيم تلاه التقسيم للآيات عام (1551م)، وذلك لدراسة الكتاب، وسهولة البحث عن أي آية. "وليم ويتنجهام" أدخل هذا التقسيم على النسخة الإنجليزية عام (1557م)،و"استيفانوس"أدخله على نسخة الفولجاتة اللاتينية عام (1555م)، وظل هذا التقسيم ليومنا هذا
وبعد ذلك ظهر النقد النصي الذي حذف (رو1:8/يو52:7-12:8/مر19:9)، والسبب في ذلك الحذف هو أن اقدم المخطوطات لا تحتوي هذه النصوص. النص النقدي بمعناه اللغوي كما شرحه الأستاذ جايمس بيرس في الصف يشير إلى عملية تقييم للأمور مع إصدار أحكام بناءاً على حسن الإطلاع، أي بمعنى لماذا تحتوي المخطوطات على هذا النص ومخطوطات أخرى لا تحتوي على هذا النص. المخطوطة تشير إلى نسخة مكتوبة بخط اليد. فالنقد النصي هو اختلاف بين نصين في القراءة، والنقاد امتحنوا (5000) مخطوطة وعملوا تصنيف للقراءات بالإختلافات في النصوص. وهناك أيضاً نص الغالبية الذي هو نص العهد الجديد اليوناني ويعتمد على القراءات المسنودة من غالبية المخطوطات الموجودة. ويوجد أيضاً النص المستلم.
وقال فادي اليكساندر أن تاريخ العهد الجديد يتميز بمرحلتين مختلفتين بالقواعد، والأسس، والرؤية، لذلك يجب دراسة النص لهاتين المرحلتين. الأولى: النص المستلم الذي يمثل أغلب المخطوطات. والثانية: النص النقدي الذي يمثله المخطوطات القديمة جداً. وتم تقسيم نصوص المخطوطات اليونانية إلى أربعة أقسام، (النص البيزنطي، النص السكندري، النص العربي، النص اليوناني)، وكل نص له سماته وصفاته المحددة. و الأستاذ جايمس شرح في الصف نظرية "وستكوت – هورت" اللذان طورا مجموعة مبادئ لإختيار نص القراءة عن نصوص أخرى، ونظرية "جون برغون" الذي أيد بعض المبادئ لإختيار نص القراءة عبى نصوص أخرى، لكنه رفض النص النقدي، وطور سبع قواعد له ضد السبع قواعد التي طورها "وستكوت-هورت". ولضيق إطار البحث يسأل الكاتب هل الله حفظ كلمته في أغلبية المخطوطات المحفوظة، أم من خلال الأقلية؟ الله حفظها من خلال الأغلبية، لأنه أراد أن يسهل على الإنسان عملية المعرفة، وعندما تقارن ما بين نص الأغلبية والنص النقدي سترى نسبة الإتفاق بين الصيغتين 90% من العهد الجديد. كل ترجمة في الإنجليزية في القرن العشرين تعتمد على النص النقدي ما عدا "ترجمة نيو كنج جيمس"، و"وستكوت-هورت" هدفهما تدمير "ترجمة نيو كنج جيمس"، لأنه النص الوحيد المستخدم، وطريقة هدمهم لها من خلال مبادئهم السبعة المتحيزة ضد النقد التقليدي. كانت دوافعهم غير نقية، لأنهم اعتبروا ما قبل نظريتهم من وجود ترجمات غير مهم، فأنتجوا نسخة العهد الجديد باليوناني عن النص التقليدي، وصار هناك صراعاً لإنتاج النسخ.
5. الترجمة. تعني نقل النص الكتابي من لغة إلى أخرى، وذلك يتم في عدة طرق شرحها الأستاذ جايمس بالصف، الأولى: الترجمة الحرفية (المرادف الرسمي). والهدف منها التأكد من أن كل كلمة في الوثيقة الأصلية يُعمل حسابها في الوثيقة الجديدة. الثانية: الترجمة الترادفية (المرادف الديناميكي). يعني أن الكلمات المفردة المستخدمة غير مهمة، المهم هو الفكرة العامة. الثالثة: إعادة الصياغة بكلمات أوضح. هي توضيح المعنى للنص الأصلي قدر المستطاع، أي إعادة صياغة جمل بأكملها مع إدخال كلمات للنص غير موجودة في النص الأصلي ولا تغيير باللغة. الرابعة: الترجمة التفسيرية. ترجمة كلمة بكلمة، ولكن أضيف كلمات لتوضيح الكلمات المترجمة، وهذا يسمى النص الموسع. الخامسة: كتابة لغة بحروف لغة أخرى. هنا يستخدم نفس الكلمة ويضعها بلغة جديدة في النص. سادساً: الصيغة. تشير إلى ترجمة من اللغة الأصلية إلى لغة أخرى، مثل الترجمة من اليوناني إلى العربي. سابعاً: التنقيح. تشير إلى تحسين الصيغة، بمعنى أن الترجمة صيغة بشرية ودائماً بحاجة لتحسين. ثامناً: الإختصار. بعنى تصغير النص بقدر الإمكان.
لذلك الكتاب المقدس من أكثر الكتب التي نُسخت وترجمت، الترجمة هي عملية آلية تتم بروح الصلاة، وتعتمد على مستوى عالي من المهارات. وضح الأستاذ بيرس في الصف أن كل الترجمات الحرفية هي من النص النقدي، وترجمات اليوم المعاصرة للنص النقدي تستخدم المرادف الديناميكي. ذكر بعض الصيغ الحديثة في اللغة الإنجليزية، صيغة "نيو امريكا ستاندرد" عام (1971)، وهي ترجمة حرفيه من النص النقدي، وفيها أكثر من (5000) كلمة باللغة اليونانية لم يعمل حسابها بالترجمة. الصيغة الثانية "نيو انترناشيونال N.I.V" عام (1978)، وهي ترجمة المرادف الديناميكي وتعتمد على النص النقدي. الصيغة الثالثة "نيو كنج جيمس الحديثة" عام (1982)، وهي ترجمة حرفيه من النص التقليدي. الصيغة "القياسية" هي أول ترجمة إلى اللغة الإنجليزية عام (2001)، فهي جديرة بالإهتمام لأنها تجمع ما بين الترجمة الحرفيه والمرادف الديناميكي، وتجعل منهم واحد، وتعتمد على النص النقدي. ولكن هناك ترجمات من اللغة اليونانية إلى العربية منها "ترجمة فاندايك" في عام (1860) تم الإنتهاء من ترجمة العهد الجديد، وفي عام (1865) تم الإنتهاء من العهد القديم، وتعتمد على النص المستلم أو التقليدي. بينما "الكتاب المقدس الكاثوليكي" انتهت ترجمته عام (1878) للعهد الجديد، وعام (1880) للعهد القديم. الترجمة الثالثة "العربية الحديثة" (كتاب الحياة)، ترجم من ترجمة "نيوانترناشيونال" من لغة إلى لغة، وليس من صيغة لأنه ليس من اللغة الأصلية. كانت طريقة الترجمة في "كتاب الحياة" المرادف الديناميكي من صيغة ثانية تم نقل الأفكار. وهناك أيضاً ترجمة "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح" وهي عبارة عن ترجمة للأناجيل وأعمال الرسل، وهي تعتمد على شيء مشترك بين المسيحيين والمسلمين. وهناك ايضاً "وليم تندال" الذي ترجم العهد الجديد من اليونانية إلى الإنجليزية، وقام بالترجمة من اللغة الأصلية إلى الإنجليزية.
6. التفسير. هذه الخطوة الأخيرة لتوصيل الكتاب المقدس من الله للإنسان، وقبل أن يشرح الكاتب خطوة التفسير يجب أن يعرف أولاً ما هي الإستنارة؟ الإستنارة هي عمل الروح القدس في إعطاء فهم لقلب الإنسان، أي أن يحصل الإنسان على فهم لمعنى النص (كو9:1/2تيم7:2)، وبولس يعطي كل الفضل لله ليعطي الإنسان الفهم (1يو27:2/20:5). وبعد ذلك الأستاذ جايمس يشرح خطوة التفسير ويقول بأنه علم تحديد معنى النص باستخدام المبادئ الكتابية التي ثبت فعاليتها، وهذه الخطوة هي عمل دارس الكتاب المقدس، وإعطاء المنهج السليم لتحديد معنى النص، وعندما تطبق هذه المناهج ستخلص للمعنى الصحيح للنص مثل (نح8:8/1كو12:2-13/أع11:17). فهناك أربعة مبادئ للتفسير يقوم بها الدارس،" الحرفي، اللغوي،التاريخي، السياق أو القرينة"
وأخيراً الكاتب يقدم خلاصة استنتاجه بمصداقية العهد الجديد، وبناءاً على الأدلة المدرجة في البحث، فأن الكتاب المقدس هو موحى به من الله، بل كتبه أناس مسوقين ومنقادين تحت إشراف الروح القدس (2تيم16:3 و17/2بط20:1و21). وهو سجل إعلان الله الكامل عن ذاته للبشرية، وانه الكنز الكامل من التعليم الإلهي للبشر. المؤلف الوحيد لهذا الكتاب هو الله وأربعين كاتباً، وغايته خلاص الجميع، وغير قابل للخطأ لا بالزيادة ولا بالنقصان لأنه قانوني ومعصوم ومنزه عن الخطأ. فهو مستمر من آلاف السنين رغم المقاومة والإضطهاد(1بط25:1)، فهو المقياس الأسمى والحقيقي للإتحاد المسيحي، الذي على أساسه يجب أن يمتحن كل عمل وسلوك بشري، وكل قرار بشري، وكل رأي ديني. وهو كتاب ديني ذو سلطان إلهي ونهائي، وكافِ، وحي وفعال (عب12.4/1بط23:1)، والزرع (لو11:8)، نور (مز105:119)، نار و مطرقة (إر29:23)، سيف (أف17:6)، وأيضاً هو الأكثر تأثيراً و مبيعاً في العالم. لذلك تمت ترجمته لكل لغات العالم، فهو الفريد في ترابطه، وتوزيعه، وبقائه، وتعليمه، وتأثيرة على جميع المجالات. يعوز الكاتب الوقت ليتكلم أكثر عن كلمة الله الصادقة.













الخاتمة
ختاماً لهذا البحث سوف يتم ما قد تطرق له الكاتب من نقاط رئيسية وفرعية، والتي تبين فكرة هذا البحث. وبعد الدراسة والبحث تم التطرق إلى دقة العهد الجديد ومصداقيته كفكرة رئيسية، وهل العهد الجديد هو نسخة دقيقة لغاية هذا اليوم؟ لذلك شرح الكاتب كيفية تنظيم العهد الجديد، والطريقة التي تم بها ترتيب هذه الأسفار. وبعد ذلك شرح عملية الوصول التي إبتدأت من عند الله اللامحدود الذي تواصل مع الإنسان المحدود. عملية التواصل هذه مكونة من ست خطوات رئيسية، بدأت بالخطوة الأولى والتي هي إعلان الله عن نفسه للبشر، ويقسم هذا الإعلان لقسمين وتم تعريفهما بالإعلان العام، والإعلان الخاص. والخطوة الثانية هي الوحي الذي ضمن دقة الإعلان، لأن كل الكتاب موحى به من الله، والله الروح القدس قاد مجموعة من الكُتّاب وأشرف على الكتابة والخطوة الثالثة التصريح بقانونية الأسفار المقدسة، أي تم الإعتراف بها من الكنيسة بعدما أقرها الله بنفسه. والخطوة الرابعة هي إشراف الله على عملية النقل لجميع الأجيال، من خلال عملية النسخ. والخطوة الخامسة هي حفظ الله لكلمته لتكون نسخة دقيقة بالترجمة، وتم ذكر بعض الترجمات العربية والمعاصرة، والوثائق التي تستند عليها هذه الترجمات. والخطوة السادسة والأخيرة هي أن الله قد دبر معلمين مستنيرة أذهانهم بالروح القدس لشرح كلمة الله حتى يحصل الجميع على التفسير.
وأيضاً تم التطرق إلى استنتاج الكاتب حول مصداقية العهد الجديد، وذلك بناءاً على ما قد تم شرحه سابقاً في هذا البحث. فالكتاب المقدس هوأعظم كتاب على الإطلاق بين كتب العالم، لأنه إعلان الله، ووحيه المطلق الذي حُفظ لغاية الآن. وذلك بسبب تأثيره العظيم على البشر، بل المغيّر للحياة، والعامل في جميع المجالات الحياتية للإنسان.


]
موسى خوري
موسى خوري
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 19
نقاط : 25
تاريخ التسجيل : 29/01/2010
العمر : 63

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دقة العهد الجديد اليوم Empty رد: دقة العهد الجديد اليوم

مُساهمة من طرف admin-yousef 2010-02-18, 5:00 pm

ربنا يباركك اخي موسى بحث رائع يبين العديد من الجوانب التي تثبت مدى دقة الكتاب المقدس وكذلك الخظوات التي اعلن الرب بها عن نفسه وكذلك بيانك للخطوات التي تم نسخ الكتاب المقدس بها والتي تثبت ان الرب قد حفظها وصانها حتى وصلت الينا .
ربنا يبارك باسم الرب يسوع
admin-yousef
admin-yousef
المشرف العام
المشرف العام

عدد المساهمات : 248
نقاط : 575
تاريخ التسجيل : 02/05/2009

https://wateroflife.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دقة العهد الجديد اليوم Empty رد: دقة العهد الجديد اليوم

مُساهمة من طرف bassam 2010-02-19, 5:47 am

الرب يباركك
اؤيد ما جاء بدراسة الاخ موسى خوري ببحثه الذي اضاف لنا معلومات رائعه ولاي شخص يود الاطلاع على هذا الموضوع فقد اوردت اخي موسى العديد من النقاط التي لا تجعل مجالاً للشك بدقة كتابنا المقدس على الرغم ان ما ورد بكتابنا يجعل اي شخص يبتعد عن اي شكوك فما ورد بالكتاب المقدس باناجيله الاربعة لهو خير دليل على دقته وروعته بحيث يجعله دليلاً دقيقاً صالحاً لكل زمان ويكفينا بأنه رسم لنا الطريق واعطانا الحق بأن نكون ابناء الرب الذي اعطانا الحياة الابديه
صلواتنا معك اخي موسى بعملك وجهدك الرائع وليكن ربنا يسوع المسيح معك

bassam
عضو نشيط فعال
عضو نشيط  فعال

عدد المساهمات : 28
نقاط : 48
تاريخ التسجيل : 02/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دقة العهد الجديد اليوم Empty رد: دقة العهد الجديد اليوم

مُساهمة من طرف ندى الور 2010-02-19, 5:53 am

الأخ موسى خوري المحترم.. سلام المسيح معك

على الرغم من بحثك الذي ليس بقصير, فقد قرأته اكثر من ثلاث مرات و ذلك لزخم المعلومات التي يحتويه بحثك الفائق الفائدة ومن المعلومات التي ليست بعادية بل هي مميزة و مثبتة لفكرنا بالكتاب المقدس من ناحية دقته في الكتابه و المحتوى و كيفيه نقله و نسخه و تناقله الينا...

شكراً لك ايها الأخ الكريم المبارك.. الرب يكون معك ,يساندك و يثبت قلمك في ابحاثك التي تبحث بكلمته المقدسه و يفتح عيون اذهانك.. شكراً لجهودك الواضحة و الجلّية للعيان.
الله يكون معك.. آمين +.
ندى الور
ندى الور
مساعد المشرف العام
مساعد المشرف العام

عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دقة العهد الجديد اليوم Empty رد: دقة العهد الجديد اليوم

مُساهمة من طرف الاب شاهر مرجي 2010-02-19, 5:55 am

سلام المسيح يكون معك اخي موسى
كل من يقرء كتابنا المقدس يدرك اهميته ودقته وما طرحته في هذا البحث انما يدل على ثقافتك وعلمك، وايمانك بالهنا يسوع المسيح
هذا البحث مجهود رائع واتمنى على الجميع قرأته بتمعن
وليباركك الرب
الاب شاهر مرجي
الاب شاهر مرجي
عضو نشيط فعال
عضو نشيط  فعال

عدد المساهمات : 24
نقاط : 26
تاريخ التسجيل : 02/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دقة العهد الجديد اليوم Empty رد: دقة العهد الجديد اليوم

مُساهمة من طرف sallam 2010-02-22, 9:26 pm

اخي العزيز موسى
الرب يباركك ويبارك عملك وخدمتك ويستخدمك لمجد اسمة القدوس , بحث رائع ومجهود عظيم
sallam
sallam
عضو جديد
عضو جديد

عدد المساهمات : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
العمر : 56

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دقة العهد الجديد اليوم Empty رد: دقة العهد الجديد اليوم

مُساهمة من طرف ارميا 2010-02-27, 6:18 am

إلى الأخ المبارك موسى خوري
سلام و نعمة من الكائن و الذي كان و الذي يأتي

بداية أود شكرك على هذا البحث العظيم و الذي أتمنى أن أراه في كل موقع مسيحي حتى يستفيد منه الكل و يعرفوا عظمة و قيمة الكتاب المقدس, و لي عدة أسئلة تعقيبا على موضوعك المبارك أود طرحها, و كون أنك قد تطرقت للاستشهاد كثيرا من كتاب اللاهوت النظامي فأود أن أطرح بعض الأسئلة و النقاط من منظور اللاهوت الكالفيني الذي قد بني عليه كل تعليم اللاهوت النظامي.

النقطة الأولى: تقول بما يخص الإعلان بأن الله قدأعلن عن ذاته بالكتاب المقدس حتى يكشف النقاب عن نفسه لأجلنا و أنا أوافقك الرأي تماما, و تضيف بالنقطة الثالثة عن اعلان الله بالضمير ( بأن الانسان له حرية التصرف)و أنا بدوري أسأل ما فائدة هذا الإعلان اذا كان الله قد اختار مسبقا الذي سينالون الخلاص (فكر التعيين المسبق باللاهوت الكالفيني و اللاهوت النظامي) فما الغرض من أن يعلن الله عن نفسه لأناس لم يتخارهم ولا يمكنهم قبلوه اذا كانوا غير مختارين ؟ و كيف يكون الانسان له حرية التصرف كما تقول و اللاهوت الكالفيني يتبنى فكرة القداء و القدر فمن هو مختار لا يمكنه الارتداد مهما فعل و من هو غير مختار لا يمكنه الوصول لله و الخلاص مهما فعل ؟

النقطة الثانية: (تقول بأنه يجب على الشخص الاجتهاد و المحاربة لأجل الإيمان و تضيف بأن كل تعاليم الله يجب أن تجاهد من أجلها) فماذا عن الخلاص بلحظة دون جهاد ؟ و كيف يمكن لشخص بمجرد أن قبل المسيح مخلصا له أن يخلص فورا (بحسب اللاهوت النظامي) دون جهاد و اكمال السعي بحسب قول بولس الرسول (2تي7:4) ؟

النقطة الثالثة: (تقول بما يخص الوحي بأن الوحي لفظي و كامل في كل أجزاءه), فهل المقصود هنا أن الوحي كامل بالكتاب المقدس فقط أم أن الوحي قد تناقل الينا شفاهية أيضا؟ و اذا كان الوحي مكتوبا فقط فبماذا تفسر قول بولس الرسول "فاثبتوا اذا ايها الاخوة وتمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلام ام برسالتنا" (2تس 15:2) و بماذا يفسر قول يوحنا الحبيب "وكان لي كثير لاكتبه لكنني لست اريد ان اكتب اليك بحبر وقلم ولكنني ارجو ان اراك عن قريب فنتكلم فما لفم" (3يو13-14)؟

النقطة الرابعة: بما يخص قانونية السفر فقد ذكرت بأن آباء الكنيسة قد حددوا خمسة امتحانات لقبول السفر و من شروط ذلك أن يكون كاتبه نبي و أن يظهر عمل الله في حياة كاتب السفر و إلخ مما تفضلت, و لكن هناك من كتبوا الكثير مما في الكتاب المقدس و لم يكونوا أنبياء و لم يظهر عمل الله في حياتهم (كالمعجزات و غيرها) و رغم ذلك اعتبرت كتابتهم قانونية, و منهم على سبيل المثال بني قورح الذين كتبوا احدى عشر (11) مزمورا و اعتبرت كلها قانونية و قبلتها الكنيسة, فعلى أي أساس تم امتحان قانونيتها, رغم أن هناك أنبياء كالملك الحكيم سليمان قد كتب 1005 أناشيد و لم تقبل الكنيسة إلا ثمانية أناشيد منها كأناشيد موحى بها بالروح القدس (سفر نشيد الانشاد).

النقطة الخامسة: تقول بأن بولس يتكلم عن التبرير أمام الله بينما يعقوب يتكلم عن التبرير أمام الناس, ولكن أريد التوضيح بأن كليهما يتكلمان عن التبرير أمام الله فعندما ذكر يعقوب الرسول بأن أبانا ابراهيم لم يتبرر بالايمان فقط بل أيضا بتقديم ابنه كذبيحة للرب(عمل ابراهيم) كان الرسول يعقوب يركز على توضيح نقطة التبرير بالايمان و الأعمال فقد قالها جهارة الإيمان دون أعمال ميت في ذاته كالجسد بلا روح و قال أيضا أهل يقدر الإيمان وحده أن يخلّصه (يع15:2)

النقطة السادسة: تقول بما يخص التفسير بأن أساس التفسير هو من الله وأن يكون مبني على عمل الروح القدس, و لكن اذا نظرنا حولنا اليوم فنجد تقريبا أكثر من ألف إيمان مختلف بين المسيحيين أنفسهم, و كل منهم يدعي بأنه قد وصل الى هذه الحقيقة بالروح القدس فهل حقا الروح القدس كان عاملا معهم ؟! و أعطيك مثالا فعندما كان يقرأ الخصي الحبشي سفر اشعياء النبي فيما يخص آلام المسيح فإن الروح القدس أرسل فيلبس ليشرح له ما يقرأ من اشعيا53 و لكن لو أن هذا الخصي قد التقى برابي يهودي فبالتأكيد كان سيحصل على شرح متختلف كليا عما قاله له فيلبس, لذلك من شروط التفسير أن نفهم الكتاب المقدس فهما كنائسيا آبائيا بحسب المسيحيين الأوائل(الرسل القديسين و القديسين المعادلي الرسل) لنؤمن بالإيمان الحقيقي و المستقيم المسلم مرة للقديسين.

بانتظار ردودك و ربنا يبارك حياتك و يعوضك تعب محبتك

و لإلهنا كل كرامة و مجد من لآن و إلى الأبد آمين
ارميا
ارميا
عضو جديد
عضو جديد

عدد المساهمات : 1
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 26/02/2010
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دقة العهد الجديد اليوم Empty رد: دقة العهد الجديد اليوم

مُساهمة من طرف موسى خوري 2010-03-02, 7:36 pm

أخي الحبيب إرميا أنا مبسوط على اسئلتك للتعقيب وهذا من حقك كإنسان دارس للكلمة، ونحن معاً نتعلم ونُعلم بعضنا البعض بالمحبة الأخوية والتي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس. أخي الحبيب في المسيح الأفكار تتعدد، والآراء تختلف لكن أنا أؤمن أننا أعضاء في الجسد الواحد مختلفين وهذا الإختلاف هو تكاملنا في المسيح. أخي الحبيب سوف أجاوب بمعونة الروح القدس كل سؤال لوحده، لأن الإجابة ستكون طويلة لم تكتب في البحث، وأستميحك عذراً للتأخر في ردي على أسئلتك الرائعة. وهنا ارجوا من الأخ إرميا والإخوة الُقرّاء تقّبل آراء بعضنا البعض بمحبة المسيح.
والآن رداً على النقطة الأولى:
أخي إرميا أولاً أنا تكلمت عن إعلان الله في الضمير وليس عن عقيدة الإختيار، وسأوضح لك وللقراء عن ماهي فائدة الإعلان وما هو الغرض منه؟ وموضوع الإختيار سنتكلم عنه لاحقاً بمشيئة الرب آمين.
إن إعلان الله هو لكل البشرية قاطبةً، والسمة الأساسية لهذا الإعلان هي عملية التوصيل، وهذه العملية تمت بعدة طرق، وأولها خطوة الإعلان.وعملية التوصيل هي جزء من الإعلان، لذلك يجب على الإنسان أن يفهم ما يتم توصيله من قبل الله، ألا وهو الحق. وهنا نرى أن الله يعمل عمل لا يمكن لأحد غيره عمله، وهو بأن يكشف عن الحق الذي لا يمكن للإنسان أن يصل إليه مهما كانت قدراته، ولا بأي طريقة. لكن الله الكامل الصفات ترك للإنسان حرية في الإختيار لإكتشاف الحق، لكن وأسفاه الإنسان اكتشف الأغلاط، والأخطاء الكثيرة بسبب محدوديته، والنتيجة اليوم نرى الآراء المختلفة عند المسيحيين، والإختلاف في شتى المواضيع المسيحية وخصوصاً في أصل الخليقة(الجبلة البشرية). وأنت اخي الحبيب إرميا توافقني الراي في هذا على ما أظن.نحن تسلمنا الحق من الله، لأن الله لا يعلن لنا بأي طريقة كانت إلا في الإعلان.
وموضوع الحق مهم جداً في الكنيسةوهو احد القضايا التي تهُاجم ، والسؤال دائماً ما هو الحق؟ هذا الحق نراه في صلاة الرب يسوع لما صلى في البستان في (يوحنا 17:17) صلى لله الاب بان يقدس التلاميذ بالحق ويخبرنا بمصدر الحق وأصله بأنه من الله وحده، وهذا يجب علينا فهمه، ان هذاالحق يصل للانسان من الله ولكن هناك متطلبات لهذا الاتصال، وهو ان يكون الانسان مستعد للاستقبال لهذا الحق . وهنا نسأل من الذي يعد الانسان لقبول الحق؟ دعنا ننظر سوياً الى ( 1 كو 14:2) السياق لهذا الاصحاح هو حقيقة اعلان الله في القرينة السابقة يقول ان حق الله قد وهب لنا مجاناً وعندنا هذا الحق ونفرح به . كيف نتأكد من هذا الحق ؟ نرى في (1كو13:2) بأن نقارن الروحيات بالروحيات وفي العدد 14 تكلم عن الانسان الطبيعي وانه لا يقبل ما لروح الله لانه غير مُعّد لذلك، لان الحق من روح الله . والحقائق لا يمكن فهمها الا روحياً . وهنا اتطرق لسؤال آخر وهو ماذا نعرف عن روح الانسان كمخلص للانسان؟ بمعنى هل يقدر الانسان ان يخلص اخيه الانسان ؟ طبعاً لا لان روحه ميت يقول بولس في ( اف 1:2 ) للمؤمنين انهم اموات في الخطايا والذنوب لذلك غير المؤمن غير مستعد لحق الله لانه روحياً ميت .
وفي النهاية نرى ان الحقيقة الروحية لا يمكن توصيلها لشخص لم ينال الخلاص . لانه كل حق هو روحي لا يستطيع الانسان ان يتعلمه عن طريق الملاحظة والتكرار بل هو جزء من وجوده الجسدي لذلك الاعلان للجميع من الله للبشر، هذا هو الغرض من اعلان الله يا اخي ارميا والقراء الكرام. وأنت أخ إرميا قلت في نهاية سؤالك في النقطة الأولى من هو مختار لا يمكن أن يرتد، وغير المختار من الله يرتد.
والنقطة الأخرى يا أخي إرميا اللاهوت النظامي الكالفيني لا يؤمن بالقضاء والقدر، لأن القضاء دائماً يبتدأ من بيت الآب، وقضاء الله لم يبتدأ لغاية الآن، والقدر هو بيد الإنسان فهو يختار ويميز ما بين الخطأ والصواب، وفي أغلب الأحيان يكون القدر إهمال أو إختيار من قبل الإنسان بوجود العقل وحرية التصرف. هذا رائيي مع الإحترام الكبير لأي رأي آخر لأننا كلنا في الموازين إلى فوق.
وللرب كل المجد
موسى خوري
موسى خوري
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 19
نقاط : 25
تاريخ التسجيل : 29/01/2010
العمر : 63

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دقة العهد الجديد اليوم Empty رد: دقة العهد الجديد اليوم

مُساهمة من طرف موسى خوري 2010-03-06, 12:30 am

أخي الحبيب إرميا في النقطة الثانية من تساؤلاتك ساوضح لك ما قصدته بكلمة جهاد أعني بها جهاد الإيمان والذي يطلق على الكتاب المقدس ايضاً إسم "الإيمان". فالرسول يهوذا يناشدنا ان نجتهد "لأجل الإيمان" (يهوذا 3). عندما يتحدث عن "الإيمان"، فهو يقصد بذلك المواد نفسها المعروفة تحت اسم الكتاب أو كلمة الله. كان تركيزه الأول والأساسى من خلال كتابة هذه الرسالة هو على الأنجيل، لكنه قصد ايضاً ان كل تعاليم الله فى الكتاب المقدس تستحق ان نجاهد فى سبيلها.


"جون ماكارثر" (John Mac Arthur) فى تفسيره لرسالة أفسس، يدعم هذا التفسير للفظة "الإيمان". ففى معرض تعليقه على أفسس 4 : 5، يكتب : -


" ثمة رب واحد فقط ... لذا لا يمكن ان يكون هناك سوى إيمان واحد. بولس لا يشير إلى فعل الإيمان الذى على أساسه يخلص أحدهم ولا حتى على الإيمان المستمر الذى يقود إلى عيشة صحيحة، إنما المقصود هنا هو مجموع العقيدة المعلنة فى العهد الجديد. ففى المسيحية الحقيقية، لا يوجد سوى إيمان واحد، "الإيمان المسلّم مرة للقديسين" والذى يجب ان نجتهد لأجله (يهوذا 3). إن إيماننا الواحد هذا، هو مضمون كلمة الله المعلنة. ان تقاعسنا فى دراسة كلمته بأمانة وإنتباه، وعدم تفحصنا للتقاليد، تعمل جنباً إلى جنب مع التأثيرات العالمية والميول الجسدية وغيرها على شرذمة العقيدة وتفتيتها إلى عدة أشكال متنوعة وحتى متناقضة. تحوى كلمة الله عدة حقائق، لكن هذه الحقائق الإفترادية ليست سوى أوجة متناسقة ومتناغمة لحق الله الواحد الذى يشكل إيماننا الواحد." ٰ


إننا بإطلاقنا على الكتاب المقدس التسمية الإيمان، نوجّة الأنظار بذلك إلى الكائن الإلهى الذى هو مؤلف رسالته المخلّصة أى الأنجيل. الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذى ينقل الحق المختص بالطريقة التى تُمكن الإنسان من اختبار الخلاص ومن تكوين علاقة بالله الأب مبنية على البر بواسطة الرب يسوع المسيح (يوحنا 14 : 6). هذا الأمر يُعتبر أحد الأسباب وراء قراءة الكتاب المقدس. سأل سجان فيلبى : " ماذا ينبغى أن أفعل لكى أخلص؟" فأجابه بولس : " أمن بالرب يسوع يسوع المسيح فتخلص" (أعمال 16 : 30 و31). يظهر لنا من بقية القصة كيف أمن هذا الرجل بالإنجيل وحصل بذلك على هبة الحياة الأبدية المجانية. اننا بإطلاقنا على الكتاب المقدس التسمية الإيمان، نحن بذلك نتعاطف مع رسالة الإنجيل المغيّرة. ما هو الإنجيل؟ الرسول بولس يجيب عن هذا السؤال بالقول :

" فإننى سلمت إليكم فى الأول مل قبلته أنا ايضاًَ ان المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وانه ظهر لصفا ثم للأثنى عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ أكثرهم باق إلى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين. وأخر الكل كأنه للسقط ظهر لى أنا." ( 1 كورنثوس 15 : 3 – 8).

الذين يؤمنون يخلصون بفعل قوة الإنجيل، لا على أساس قوة حامل الرسالة. نقل بولس إلى المؤمنين فى روما ما يلى : " لأنى لست استحى بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودى أولاً ثم لليونانى"
( رومية 1 : 16). كذلك، صرّح يوحنا بالقول : " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً ان يصيروا أولاد الله أى المؤمنين بإسمه." (يوحنا 1 : 12).

ياله من سلطان! الله هو صاحب السلطان الأعلى والأسمى على كل الخليقة، كما ان كلمته تشكل الإعلان الرسمى عن هذه الحقيقة. فلا عجب إذاً إن كان الله يطلب منا الإجتهاد لأجل الإيمان (يهوذا 3). كما انه لا عجب ايضاً ان يأمرنا بضرورة الثبات فى روح واحد مجاهدين معاً بنفس واحدة لإيمان الإنجيل." (فيلبى 1 : 27 ب).



أدرك مصلحو القرن السادس عشر ما للكتاب المقدس من سلطان فريد. فأصبح شعارهم "سولا سكريبتورا" بمعنى " الكتاب المقدس وحده"، معبرين بذلك عن إدراكهم لسلطان الله ومعبرين عن ولائهم لكلمته. وفى نهاية المطاف، توصلوا إلى تعريف الكتاب المقدس بأنه " الأساس الوحيد المعصوم عن الخطأ للإيمان والممارسة."

سلطان الكتاب المقدس يسمو فوق كل زمان وحضارة. حقاً، أنه الدليل الوحيد الذى نحتاج إليه. فا لكتاب المقدس يبقى على حاله من دون ان يدخل عليه أى تعديل أو تغيير فى حين تُنقح سائر الكتب مرات عدة وإلى ما لا نهاية تارةً، او تُهمل طوراً وتصبح بجملتها فى طى النسيان. ان طبيعة الله اللا متغيرة قد أعطت كلمته قدرة فريدة على الثبات على حالها. كان الله قد نقل إلينا : " أنا الرب لا أتغير" ( ملاخى3 : 6 أ). لن يحتاج الكتاب المقدس قط إلى طبعة ثانية منقحة! كان لابد ان يكون قد راود ذهن داود فكرة سلطان كلمة الله الذى يتخطى حدود كل زمان عندما كتب : " أما مؤامرة الرب فإلى الأبد تثبت. أفكار قلبه إلى دور فدور." (مزمور 33 : 11). لذلك بحسب سؤالك أخ إرميا نعم الخلاص بلحظة لأنه من الرب وبالنعمة، ولكن ليس هنا الجهاد بل كما قال بولس تمموا خلاصكم بخوف ورعدة، بمعنى جهادك سيكون في سلوكك كمؤمن بعد الخلاص بحسب مشيئة الله، وبحسب الطبيعة الجديدة التي أخذتها بعد الخلاص، لذلك قال بولس في النهاية لقد جاهدت الجهاد الحسن واكملت السعي، هذا يدل على الجهاد ما بعد الخلاص. الرب يباركك أخونا إرميا وفي المرة القادمة سأرد على النقطة الثالثة
موسى خوري
موسى خوري
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 19
نقاط : 25
تاريخ التسجيل : 29/01/2010
العمر : 63

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دقة العهد الجديد اليوم Empty رد: دقة العهد الجديد اليوم

مُساهمة من طرف موسى خوري 2010-03-12, 7:16 pm

أخي الحبيب إرميا بالنسبة للنقطة الثالثة والتي تختص بالوحي إقرأ عن الوحي في بحثي الثاني على نفس الموقع بعنوان المفهوم الكتابي للوحي ولك شكري واحترامي يا ابن الرب
موسى خوري
موسى خوري
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 19
نقاط : 25
تاريخ التسجيل : 29/01/2010
العمر : 63

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دقة العهد الجديد اليوم Empty رد: دقة العهد الجديد اليوم

مُساهمة من طرف موسى خوري 2010-03-12, 7:50 pm

أخي الحبيب إرميا ممكن الآراء تختلف ما بين إنسان وآخر لذلك سأقدم لك شرح مستفيظ ومتواضع يعبر عن رائيي ورائي استاذي الحبيب د. جايمس بيرس لمراحل قانونية الأسفار المقدسة ووقبولها.
تعريف قانون الأسفار المقدسة:
ان أبسط طريقة للتعريف بقانون الأسفار المقدسة هي التصريح بأنه يضم الستة والستين سفراً في الكتاب المقدس. ما من اسفار اخري هي قانونية، كما ان ما من سفر يجب ان يكون من ضمن القانون، لم يُعثر عليه بعد. بكلمة اخري، الكتاب المقدس هو مكتمل. وهذا عينه ما أكده الرسول يوحنا من خلال إضافته التحذير التالي إلي الأيات الختامية في سفر الرؤيا.

لأني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب إن كان احد يزيد علي هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. وإن كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب. (رؤيا 22: 18و19).

بالإمكان القول بثقة تامة ان القانون يحوي كلمة الله الموحي بها بأكملها. كذلك أقفل قانون الكتاب المقدس بسبب اكتماله. لن يزاد اليه اية اكتشافات اضافية في وقت لاحق. الله وعد بحفظ كلمته. لذا، يجب أن لاّ نخشي ان يكون قد ضاع، بطريقة ما، اي جزء من الأسفار المقدسة الموحي بها.
ان بعض الاكتشافات الحديثة لمخطوطات قديمة لم تبدّل بشيء الاسفار المقدسة التي كان الله قد رسّخها منذ القدم.

كتابات مقدسة:
كانت الكتابات المقدسة التي تخص اسرائيل تُحفظ داخل تابوت العهد الموضوع في خيمة الاجتماع. كانت هذه الكتابات كلمة الله الموحي بها التي كتبها موسي مع انبياء آخرين. وبعد ان قام الملك سليمان بتشييد الهيكل، نُقلت الكتابات المقدسة إلي هناك.

فقال حلقيا الكاهن العظيم لشافان الكاتب قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب. وسلُم حلقيَا السفرلشافان فقرأه (2ملوك 8:22).
قادة اسرائيل، بجعلهم اسفار الشريعة هذه في مكان مقدس، انما يؤكدون بذلك اعتقادهم بأنها كلمة الله الموحي بها. ان تعاملهم هذا بكل انتباه واحترام مع الأسفار المقدسة، يذكرنا نحن ايضاً بضرورة التمثل بهم اذ نجلّ كلمة الله ونعطيها حق قدرها.

كتابات ذات سلطة:
عندما يكون احد الاسفار من ضمن القانون، فإنه يُعتبر ذا سلطة. ولمّا كانت الأسفار الموحي بها من الله، هي وحدها جزءًا من القانون، فإنه يكون للأسفار المقدسة سلطة وذلك بحكم طبيعتها. عندما تُعتبر الكتابات ذات سلطة، ففي ذلك الإقرار بأنه جري قبولها بصفتها موحيً بها من الله.
عندما تسلّم يشوع زمام القيادة في اسرائيل، ثبتت الله سلطة كلمته حين أمر يشوع بضرورة الانتباه إلي سفر الشريعة الذي تسلّمه من موسي. خلال حفل تنصيبه، قال الله:
لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك. بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذِ تصلح طريقك وحينئذِ تفلح (يشوع 8:1).
ان كلمة الله الموحي بها تستطيع وحدها ان تأمر بهذه الدرجة العالمية من السلطة.

اسفار "تلطخ الأيدي":
بما ان اسفار الكتاب المقدس كانت تُعتبر مقدسة، ادّعي كثيرون بأن التقليد اليهودي حظر تناول الأسفار المقدسة باليد اذا لم يُقدم المرء بعد ذلك علي غسل يديه. والفكرة وراء هذه الممارسة هي ان الأسفار المقدسة من شأنها تقديس يدي كل من يلمسها وذلك بحكم طبيعتها المقدسة. كان القصد من هذا القانون حفظ الكتابات وصونها من اي استخفاف او تهاون في التعامل معها، بما ان طقس غسل الأيدي الذي يلي كان ضرورة صارمة وحازمة. وحتي الرسول بولس ادرك الطبيعة المقدسة لأسفار العهد القديم عندما وصف الناموس بأنه "مقدس" في رومية 12:7. "أذاً الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة. "في (2تيموثاوس 15:3)، اعلن ايضاً بأن العهد القديم بجملته هو "مقدس": "وانك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع".


تسميات اخري:
بالامكان العثور علي اكثر من ثماني وعشرين تسمية للعهد القديم ضمن كتابات أباء الكنيسة للقرن الأول. وهذه التسميات انما تشير إلي ان العهد القديم كان مقبولاً بصفته موحيَ به من الله ويشكل بالتالي جزءًا من القانون. ومن جملة هذه التسميات نذكر:
• الناموس والأنبياء والأسفار الآخري التي تقتفي خطاها.
• ناموس موسي، والأنبياء والمزامير.
• الناموس وألأنبياء.
• الأسفارالإلهية الكلية القداسة.
• الوحي الإلهي.
• التدوين الكلي القداسة.
• الكلمة المقدسة.
هذه التسميات تقدم البرهان الحاسم علي ان أباء الكنيسة الأولين اعتبروا ان الكتاب المقدس هو كلمة الله الموحى بها وبالتالي صاحبة السلطان. كما ان احترامهم وتبجيلهم للأسفار المقدسة يظهر بوضوح من خلال كتاباتهم. كذلك لنا في هذا، الدليل علي ان إقرارهم بالأسفار القانونية انما استمدوه من الرأي الذي كان سائداً في الكنيسة الأولي.


معايير غير صالحة:
قبل ان نتتاول طريقة إقرار قانون الأسفار الإلهية، من الأهمية بمكان ان نراجع بعض الأراء المغلوطة حول القانونية كما ظهرت علي مرّ العصور. هذه المعايير هي غير صالحة وتنبع من الافتراض المغلوط بأن الكنيسة هي المسؤولة عن تقرير الأسفار القانونية. وهذا خطأ فادح! مسالة القانونية لا تقررها الكنيسة ولا حتي اية أداة او مجموعة بشرية اخري. فالقانونية يقررها الله وحده. فالله هو الذي قصد ان تصبح بعض الأسفار جزءًا من الكتاب المقدس من خلال عملية الوحي. لذا، لا تعود تدعو الحاجة إلي اي إقرار من نوع آخر، كما ان إقراراً كهذا لا يعود يلقي اي قبول. لماذا لا يحوي الكتاب المقدس الا ستة وستين سفراً فقط؟ ذلك بكل بساطة لأن الله لم يشأ ان يوحي سوي بهذا العدد من الأسفار. من اجل هذا. فإن هذه الأسفار، من دون سواها، هي التي تؤلف الأسفار القانونية.
انكبت الكنيسة علي مدي قرون عدة وانخرطت في عملية اكتشاف تلك الأسفار التي اوحي بها الله. وخلال هذه الفترة، استند كثيرون إلي مجموعة من المعايير المغلوطة واعتبروها بمثابة برهان علي القانونية. من جملة هذه المعايير، نذكر مثلاً عنصر القدم واللغة والقيمة الدينية والقبول من الأغلبية.

عنصر القدم:
رأي بعضهم ان عمر السفر هو من العوامل التي تقرّر ما اذا كان من ضمن القانون ام لا. وهكذا، كان يُنظرر إلي الأسفار القديمة بالمزيد من الاحترام والتقدير؛ وعلي اثر ذلك، ظهر ميل غلي اعتبارها قانونية. المشكلة مع هذا الرأي هي ان عدداً كبيراً من الأسفار القديمة لاتظهر من ضمن القانون. وفي الوقع، ثمة الالاف من الكتب القديمة التي لم تُدرج من ضمن الأسفار المقدسة. فلمجرد ان يكون احد الأسفار قديماً، لا يشكّل سبباً وجيهاً للاعتقاد ان الله أوحي به.
كان الشيطان ولا يزال ناشطاً في مجال التزوير. وهكذا من نتاج خططه اللئيمة والشنيعة هذه، برزت إلي الوجود عدة وثائق تدّعي زوراً وبهتاناً بأنها في عداد الأسفار المقدسة. ومن جراء العدد الهائل لهذه الأسفار، احتاجت الكنيسة إلي سنوات عدة للإجماع أخيراً علي تلك الأسفار التي كان الله قد أوحي بها حقاً. وحتي في يومنا هذا، لا يزال بعض القوم يقرأون نصوص الأناجيل المنتحلة ويدرسونها علّهم يتعلمون من خلالها اموراً جديدة عن الله. ابليس، ومن خلال وضعه في التداول عدد كبير من الكتابات المزيفة، انما يوكد صحة التقييم الذي عرضه عنه الرب يسوع لمعشر الفريسيين عندما قال:
انتم من أب هو ابليس وشهوات إبيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متي تكلم بالكذب فانما يتكلم ممَا له لأنه كذاب وأبو الكذاب (يوحنا44:8).
والجدير ذكره ايضاً ان عدداً كبيراً من الأسفار الحديثة نسبياً تشكّل جزءًا من القانون. مثلاً، كان في حوزة بطرس مجموعة من كتابات بولس اعتبرها من الكتب المقدسة (2 بطرس 15:3 و16). هذه الأسفار، كان يجب نُجمع بعد وقت قصير علي كتابتها. من هنا، نستخلص ان القِدم أو عمر السفر لم يكن عاملاً في إقرار قانونية احد الأسفار. كذلك في ازمنة العهد القديم، كان كل من دانيال وارميا وحزقيال معاصرين. دانيال اعترف بقانونية سفر ارميا (دانيال 2:9)، كما ان حزقيال اشار إلي دانيال (حزقيال 2:28).

اللغة:
اوحي بعضهم بأن اي سفر كتب باللغة العبرانية "المقدسة" يدخل حتماً ضمن اسفار العهد القديم القانونية، كما ان الرفض الفوري يجب ان يكون من نصيب اي سفر لم يُكتب بالعبرانية هذا الرأي هو بالطبع غير صالح وذلك بسبب توافر اسفار عديدة كُتبت بالعبرانية. فالكثير من أسفار المنتحلة، كتبت بالعبرانية مع ان اياً منها لم يكن موحيً به.
بالمقابل، بعض أسفار العهد القديم لم تُكتب بالعبرانية، بل بالحري باللغة الأرامية وكونها لم تُكتب بالعبرانية، لا يُنكر عليها كونها من الأسفار التي اوحي بها الله.


القيمة الدينية:
هذا الرأي يعتبر ان الأسفار ذات القيمة الدينية، هي وحدها القانونية. بالطبع، ثمة قيمة دينية لكل الأسفار المقدسة القانونية. فالكتاب المقدس هو كتاب ديني! والأية من 2 تيموثاوس 16:3 تصرّح بوضوح بأن كل الكتاب هو "نافعً".
المشكلة التي تنشأ عن هذا الرأي، هي انه لم يأخذ بعين الاعتبار تلك الأسفار التي لا تُعدً قانونية، وذلك علي الرغم من قيمتها الدينية، مثلاً، أقدمت عدة كتب علي تفسير ناموس موسي (من التكوين وحتي التثنية)، لكنها غير موحيّ بها مع ان عدداً كبيراً منها يعتبر من جملة الكتب القيَمة والمفيدة جداً. كذلك، تحتوي مكتبتي علي عدد وفير من كتب ذات القيمة العظمي دينياً، لكنها غير موحيً بها. كما ان هذا الرأي يفوته ان يجيب عن السؤال التالي: "ما الذي يضفي علي سفر ما قيمة دينية معينة؟" يكون لأحد الأسفار قيمة دينية إن كان يتوافق مع كلمة الله الموحي بها ويعلّمها بدقة. لكنّ القيمة الدينية والقانونية شيئان مختلفان تماماً.

القبول من الأغلبية:
يصرح هذا الرأي بأن احد الأسفار هو جزء من كلمة الله عندما يلقي قبولاً لدي أغلبية شعب الله. وهكذا يكون السفر قانونياً اذا عمد عدد كافٍ من المسيحيين علي جمعه والاحتفاظ به.
فكرة القبول من الأغلبية هي محبولة بالأخطاء.
اولاً، لا يكون السفر كلمة الله لمجرد قبول المسيحيين له. لكن يجب القول بالحري إن المسيحيين يقبلون السفر نظراً لكونه الله. فالله هو الذي اوحي بهذا السفر مانحاً اياه بذلك سلطاناً. عندئذٍ، يكتسب هذا السفر قيمة فريدة ويصبح اهلاً للاحتفاظ به.
ثانياً، هذا الرأي ينقل التركيز عن الله ويجعله علي البشر. ولنتذكر دائماً ان الله هو الذي يقرّرالقانونية من خلال الوحي. ومن ثم، علي الإنسان ان يبحث لاكتشاف تلك الأسفار التي أوحي بها الله.
ثالثاً، هذا الرأي يفوته ان يأخذ بعين الاعتبار تلك الأسفار الكتابية التي لم تُقبل فوراً في عداد الأسفار القانونية. فالقبول النهائي لبعض أسفار الكتاب المقدس لم يحصل الا بعد مرور عدة سنوات علي كتابتها. وفي بعض الحالات، امتدت السنوات إلي قرون. والمشكلة مع هذا الرأي هي ان السفر لا يُعطي سلطانه الأ بعد موافقة الكنيسة عليه وقبوله.في الواقع، اي سفر أوحي به الله، كان له سلطة فوراً، حتي ولو يُقبل بسرعة.

إكتمال القانون:
هناك اربعة اسس رئيسية للقانونية، بإمكاننا استخراجها من دراسة المعايير غير الصالحة لإقرار القانون وهي:
1. القانونية يقرر ها الله.
2. القانونية يكتشفها الرجال الأتقياء.
3. الكتاب هو قيّم بما انه قانوني.
4. الكتاب هو قانوني بما انه موحيً به.
تذكر ان الكتاب المقدس يحوي ستة وستين سفراً بما ان هذا هو عدد الأسفار التي أوحي بها الله.
قد يسأل بعضهم عن احتمال وجودأسفار اخري قد يوحي بها الله، الأمر الذي يحتم أمر ضمّهاإلي الكتاب المقدس. او بكلمة أخري، هل قانون الكتاب المقدس قد اكتمل؟ والجواب عن هذا السؤال الفرضي هو "نعم"، لقد اكتمل القانون، ولذا قد أقفل. وما من أسفار إضافية سوف تزاد إلي الكتاب المقدس. فلماذا يصح هذا؟
اولاً، الكتابات الموحي بها كان يجبان تُكتب من قبل انبياء العهد القديم او رسل العهد الجديد. ومع توقف هاتين الموهبتين مع نهاية الفترة الرسولية، بالإمكان التأكد من عدم ظهور اية اعلانات جديدة. تعتبر الأية من افسس 20:2 ان الرسل والانبياء يشكلون أساس الكنيسة. فالكنيسة قد تخطت مرحلة وضع اساساتها. وهكذا فإن مهمة المؤمن اليوم تقتضي ان ينمو "في النعمة وفي معرفة ربناومخلصنا يسوع المسيح"(2بطرس 18:3 أ) فعوضاً عن البحث عن اعلان جديد، يجب السعي لدراسة الإعلان الذي اعطاه الله طلباً لفهمه بشكل أوفي.

ثانياً، في نهاية سفر الرؤيا، السفر الإخير في الكتاب المقدس، يحدّر الله كل من يتجرأ علي إضافة اي شيء إلي الكتاب المقدس حيث يوجّه اليه الكلمات التالية: "لأني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب إن كان احد يزيد علي هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب" (رؤيا 18:22). من الواضح اذاً ان الله يعتبر ان قانون الأسفار المقدسة قد أقفل.
ثالثاً، يعتقد كاتب هذا الدليل ان الرسول بولس في 1 كورنثوس 10:13، يشير إلي قانون الكتاب المقدس بواسطة العبارة "الكامل". في ذلك الوقت، لم يكن القانون قد أقفل بعد، كما يظهر من النظرة المستقبلية للنص. واللفظة الكامل كما هي مستخدمة هنا تعني "المكتمل". اذاً، كان بولس يتطلع الي ذلك اليوم في المستقبل عندما سيُقفل القانون. كان ذلك اليوم سيتعلق بتوقف وبكفّ بعض المواهب الروحية التي كانت ضرورية إلي ان تكون كلمة الله قد اكتملت وجُمعت. تاريخياً، هذا الوقت يوافق زمن موت جميع الرسل.ما من أسفار غير رسولية جري قبولها منذ ابكر القرون.

سمات الوحي:
اية عملية اعتمدها آباء الكنيسة الأولون لاكتشاف اية أسفار اوحي بها الله وتلك الأسفار التي هي قانونية؟ في وجود عدد هائل من الكتابات، كانت الكنيسة تحتاج إلي خطة تخولها تمييز تلك الأسفار التي أوحي بها الله.
طوّر آباء الكنيسة خمسة مباديء، تحت شكل اسئلة، جري تطبيقها علي الكتابات التي كانت متوافرة. هذه المباديء يمكن تسميتها الامتحانات الخمسة للقانونية. ونتيجة لذلك، نحن متيقنون اليوم بأن كتابنا المقدس يحوي كل الأسفار التي أوحي بها الله.

1. هل كاتب السفر هو نبي ؟
هل من كتب السفر له سلطان مخوّل التكلم باسم الله؟ هذا هو اكثر سؤال جوهري بإمكان احد طرحه. ذلك لأن الله لا يوحي الاّ لآولئك الذين انتدبهم ليكونوا الناطقين باسمه. وكان قد اختار انبياء العهد القديم ورسل العهد الجديد للقيام بهذه المهام. وكمرسّلين من قبل الله، باتوا الآناس القديسيين الذين ساقهم الروح القدس خلال عملية كتابة الله (2 بطرس 1 :20و21). من اجل هذا، كل كتبه نبي الله او رسوله فُهم عن حق بأنه كان كلمة الله، وذلك بسبب عمل الله فيهم.
ان مسألة هوية الكاتب، اخذتها الكنيسة الأولي علي محمل الجد. لذا خصصت قدراً كافياً من الوقت لتحديد الكاتب الفعلي لكل سفر اعتُبر في عداد الأسفار القانونية.

2. هل من أعمال لله مؤيدة للكاتب؟
كان هناك عدد كبير من الأنبياء والمعلمين الكذبة إلي جانب الأنبياء والرسل الحقيقيين. انه لأمر مدهش كيف ابتلت الكنيسة بسرعة بأولئك الذين يكرزون "بانجيل آخر" (غلاطية 1 :8و9).

بما ان الله اراد لكنيسته ان تتعرف بوضوح ومن دون اي لِبس بمرسَليه الحقيقيين، قصد ان يثبّت خدمتهم ويؤيدها بالآيات والعجائب التابعة، لذا أعطي كل من انبياء العهد القديم ورسل العهد الجديد القدرة علي صنع عجائب وذلك تأكيداً لامتداد يد البركة الإلهية علي كل من حيواتهم وخدماتهم. موسي مُنح قـدرة ومعجزية علي ضرب امَة برمتها بالوبِا (خروج4: 1-9 ). كما ان ايليا تميّز عن انبياء البعل الكذبة بقوته الخارقة (1 ملوك 18). والرب يسوع تثبتت خدمته "بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده (اعمال 22:2). وبحسب (عبرانيين 4:2)، تضمنت عملية تثبيت الرسول ظهور "آيات وعجائب وقوّات متنوعة ومواهب الروح القدس". من اجل هذا، إن جاء من يشكك في اهلية الناطقين بإسم الله، فإنه يكون بالإمكان تثبيت دعوتهم بسهولة من خلال ملاحظة القوة المعجزية التي وهبهم الله إياها.
بالطبع، فإن هذا الاختبار لا يمكن ان يجري الاّ علي الرسول او النبي ما دام علي قيد الحياة ومتوافراً. وعلي هذا الأساس، جري تطوير السؤال الثالث لصالح المؤمنين في المناطق النائية او للآجيال اللاحقة.



3. هل الرسالة تنقل الحق المختص بالله ؟
يكتسب هذا السؤال اهمية خاصة عند الذين يتعذر عليهم ان يشاهدوا بأنفسهم أعمال كاتب احد الأسفار. ففي غياب إمكانية رؤية العجائب، كان عليهم الاعتماد علي مضمون السفر. وحيث ان الله لا يمكنه ان يكذب (تيطس 2:1) ولا ان يناقض نفسه (2 كورنثوس 1 :17و18)، بات من الأهمية بمكان تقييم مضمون احد الأسفار في ضوء تعاليم الأسفار الأخري المعروفة بأنها من الأسفار المقدسة. فحاشا لله ان يستخدم مرسَليه لنقل معلومات متضاربة. لذا، كان يُصار إلي تفحص صحة الرسالة بكل انتباه. وهكذا كان يُرفض كل سفر يحتوي ولو علي مجرد تعليم طفيف واحد لكنه يتناقض مع الحق المسلّم به عن الله. ان معيار الله بشأن الدقة هو 100 في المئة. لاحظ الاختبار التالي الذي وضعه الله لامتحان مصداقية النبي في العهد القديم.
اذا قام في وسطك نبي أو حالم حُلماً واعطاك آية او اعجوبة ولو حديث الآية الأعجوبة التي كلمك عنها قائلاً لنذهب وراء آلهة أخري لم تعرفها ونعبدها فلا تسمع لكلام ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم لأن الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب من كل قلوبكم ومن كل انفسكم (تثنية 13 1-3).
شكّك بعضهم في كل من رسالتي يعقوب ويهوذا بسبب الإرتياب السائد آنذاك حول صحتهما. امّا التشكيك في صحة رسالة يهوذا فناتج من كونها اقتبست أسفاراً ليست من الكتاب المقدس (يهوذا 14،9). كما ان بعض القوم، ومارتن لوثر من جملتهم، اعتقدوا ان يعقوب كان يعلّم عن الخلاص بالأعمال. لكن هذه التعاليم سرعان ما لقيت قبولاً بعد برهان تناغمها مع مضمون الأسفار المقدسةالأخري.

4. هل يحمل السفر سمة قوة الله؟
بكلمة اخري، هل السفر من شأنه ان يبني المؤمن؟ الكتاب المقدس هو كتاب الحي. من هنا، لديه قدرة فريدة علي مباركة المؤمن بسبب عنصري القدرة والجمال في رسالته.
لأن كلمة الله حيّة وفعالة وامضي من كل سيف ذي حدين وخارقة إلي مفرق النفس والروح المفاصل المخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته (عبرانيين 12:4).
الكتاب المقدس هو حيّ روحياً، لذا يقدر ان يبني (2 تيموثاوس 17:3) ويخلص جميع الذين يؤمنون بيسوع المسيح (1 بطرس 23:1). الله هو كلّي القدرة، من هنا يجب ان تكون كلمته مقتدرة بما فيه الكفاية حتي يكون بوسعها تتميم ارادته.

هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إليّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما ارسلتها له (اشعياء 11:55).

5. هل السفر لقي قبولاً لدي شعب الله؟
إن جاء الردّ بالاٍيجاب علي الأسئلة الأربعة السابقين، فهذا السؤال ايضاً سيكون الرد عليه بالإيجاب ، ففي جوهر الأمر، كان قبول شعب الله لأحد الأسفار بمثابة الختم علي قانونيته. ان كان احد انبياء الله هو كاتب احد الأسفار، وان كانت موهبة ذلك الرجل قد تثبتت وتأيدت بالقوة المعجزية الخارقة، وان كانت الرسالة تنقل الحق عن الله، وإن كام السفر قد تبرهن بأنه بركة لبنيان الكنيسة، فعندئذٍ تكون الكنيسة قد قبلته واعتبرته من ضمن الأسفار المقدسة القانونية بما انه يكون قد استوفي الشروط ويحمل كل سمات الوحي.
هذا الاختبار للقانونية، لا يعني ان الجميع اتفقوا دائماً وبالتمام علي سفر. وفي الواقع، شهدت الكنيسة الأولي علي طول تاريخها مناظرات ونقاشات في هذا السياق. لكن بعد فترة من الزمن حصل الإجماع علي قبول قانونية الستة والستين سفراً.
كانت الجهة التي وُجّه اليها السفر او الرسالة في الأصل هي المهياة أكثر من سواها للتحقق من ان السفر كان موحيّ به من الله. مثلاً، في (1 تسالونيكي 13:2)، لحظ بولس كيف كيف انهم قبلوا رسالته فوراً.
من اجل ذلك نحن ايضاً نشكر الله بلا انقطاع لأنكم إذ تسلّمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها لا ككلمة اناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل ايضاً فيكم انتم المؤمنين (1 تسالونيكي 13:2).
يا له من تصريح عنيف! يصرّح الرسول بولس هنا بأن قراء رسالته، اي الأشخاص الذين عرفوه شخصياً، ادركوا ان ما كتبه هو "كلمة الله". ان تصريحات كهذه، اعطت الكثير من التأييد والدعم لقانونية احد الأسفار.
لذلك اخي الحبيب تطرقت لهذا الشرح بحسب استاذي أيضاً لكي ارد على سؤالك بالكامل
موسى خوري
موسى خوري
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 19
نقاط : 25
تاريخ التسجيل : 29/01/2010
العمر : 63

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى