منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا
منتدى ماء الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تذكار ابينا البار القديس سمعان العمودي / 1 ايلول ج2

اذهب الى الأسفل

تذكار ابينا البار القديس سمعان العمودي / 1 ايلول  ج2 Empty تذكار ابينا البار القديس سمعان العمودي / 1 ايلول ج2

مُساهمة من طرف ندى الور 2009-09-02, 2:16 am

- شهرة سمعان:
ذاعت شهرته في كل مكان، فتوافد عليه الجميع. لا أهل الجوار فحسب، بل والبعيدون مسافة ايام ايضًا: بعضهم يجيئه بالأشلاء، وبعضهم يطلب الصحة للمرضى، وغيرهم يستنصرون به ليرزقوا ولدًا. وكل ما لا تمكنهم الطبيعة من الحصول عليه بشفاعته، ومتى حصلوا على طلبهم، واستجيبت صلواتهم، كانوا يعودون من عنده فرحين. وبينا هم يعلنون ما حصلوا عليه من نعم، كان يتدفق عليه الناس في الطلب ذاته، فيفدون عليه من كل مكان، فيصبح كل طريق وكأنه نهر يمشي، فيتكون حوله بحر من الناس، تصب فيه الأنهر الجارية من كل الجهات. والمتدفقون ليسوا من سكان الامبراطورية فقط، بل هناك أيضًا: الاسماعيليون، والفرس، والأرمن الخاضعون لهم، والايبريون، والحميريون، وسائر الشعوب الذين في الداخل. ويأتي كثيرون من سكان الغرب الأقصى: من أسبان، وبريتونيين، وغاليين يقيمون في ما بين الاثنين. أما الايطاليون، فمن الفضول أن نتحدث عنهم، لأن سمعان أصبح له من الشهرة في روما الكبرى، ما حمل السكان على اقامة تماثيل له على مداخل الحوانيت، ليضمنوا لهم نوعًا من السلام والحماية.

- سمعان العامودي:
كان الزوار اذًا، يتدفقون بأعداد لا تحصى، ويحاول كل منهم أن يلمسه، ويجني بركة ما من لمس معاطفه الشهيرة، التي من جلد. في أول الأمر، رأى أن هذه المبالغة في تكريمه، هي في غير محلّها، وان الأمر يسبّب له ارهاقًا لا يحتمل، ففكّر في الاقامة واقفًا على عامود، أمر بنحته عاليًا عشرة أذرع أولاً، ثم اثني عشر ذراعًا، وبعد ذلك اثنين وعشرين، والآن اثنين وثلاثين. لأنه يصبو إلى التحليق في السماء، ومغادرة المسكن الأرضي.
لا أعتقد أن هذا الوضع حصل من دون تدبير خاص من الله. فقد أوحى لأشعيا، مثلاً، بأن يمشي عريانًا حافيًا. ولأرميا، بأن يشدّ حقويه، ويعلن النبوءة للجاحدين. وأمره مرة أخرى، أن يضع، حول عنقه، طوقًا من خشب، ثم من حديد. ولهوشع، أن يتخذ امرأة زنىً، وان يحب امرأة محبوبة لخليل، وهي فاسقة. ولحزقيال، أن يضطجع أربعين يومًا على جنبه الأيمن، وماية وخمسين يومًا على جنبه الأيسر، ثم ان ينقب الحائط ويخرج منه هاربًا، وان يتظاهر بمظهر سجين. وأمر مرة أخرى، أن يأخذ سيفًا ماضيًا، ويحلق به شعر رأسه، ثم يقسم شعره إلى أربعة أقسام، وأن يعطي البعض إلى هذا، والبعض الآخر إلى ذاك. فسيّد الكون ، كان يرسم هذه الحركات، ليجمع، بما في الأمر من مظهر مستغرب، أولئك الذين لا يؤمنون بالكلمة، ويرفضون الاصغاء إلى النبوءة، ويهيئهم لسماع كلمة الله. فَمَن، ترى، لا ينذهل، اذا ما شاهد رجلاً فاضلاً يتنزّه عاريًا؟ ومن لا يودّ أن يعرف سبب هذه الظاهرة؟ ومن لا يسأل، كيف يرضى النبي أن يساكن عاهرة؟ وهكذا، كما أن إله الكون، كان يرسم كل حركة من هذه الحركات، متوخيًا مساعدة اولئك الذين يعيشون في اللامبالاة، هكذا أوجد هذا المشهد الجديد والمستغرب، ليجذب بغرابته، جميع الناس، فيأتون اليه، ويقبلون ما يوجهه اليهم من ارشاد. ولأن في طرافة المشهد ضمانة كافية للعقيدة، فالذي يحضر ليرى المشهد، يعود وقد تثقف بالأمور الإلهية. وكما أن الذين قيّض لهم أن يحكموا الناس، يبدلون، بطريقة دورية، الرسوم المنقوشة على عملاتهم، فيحفرون تارة رسوم أسود، وطورًا رسوم كواكب وانتصارات، ومرات أخرى، يحاولون تعديل قيمة القطعة الذهبية، بغرابة الشكل المحفور، هكذا، فإن ملك الكون السامي، وهو يُلبس التقوى، ضروبًا من العيش جديدة، ومن الإلهامات المتنوعة، وكأنها بعض النقوش، فإنه يحثّ على المديح، ليس فقط لسان الرضع في الايمان، بل وألسنة مرضى الكفر.

- حج وارتدادات:
ان ما يشهد على أن الأمور تنحو هذا المنحى، ليس من باب التأويل، بل هي وقائع صارخة. فعشرات الألوف من الاسماعيليين، مثلاً، وقد استعبدتهم ظلمات الإلحاد، هداهم إلى النور الوقوفُ على العامود.
والحال، ان هذا السراج المضيء، وهو كأنه على المنارة، نشر في كل الجهات نوره مثل الشمس ويرى هناك، كما قلت، ايبيريون، وأرمن، وفرس، يفدون إلى المكان، ويقتبلون العماد المقدس. أما الاسماعيليون الوافدون زرافات، مائتين أو ثلاثمائة، وألفًا أحيانًا، فانهم يكفرون بأعلى أصواتهم بضلال أجدادهم، ويحطّمون، أمام هذه المنارة العظيمة، أوثانًا كان آباؤهم يعبدونها، ويقلعون عن "دعارة" افروديت – لأنهم منذ أمد طويل، كانوا قد تعبّدوا لهذا الشيطان – ويشتركون في الأسرار الإلهية، ويقبلون الشرائع من هذا الفم المقدّس، ويودعون إلى الأبد عادات آبائهم، ويمتنعون عن أكل لحم الحمار الوحشي والجمل.

- خصومات حول العامود:
هؤلاء الناس، يقلعون عن كفر توارثوه عن أجدادهم، ويقتنعون بتعليم الانجيل. وقد تعرض احد الكهنة مرة لخطر كبير. فسمعان ذاته، كان قد أمرهم بأن يدنوا منه، ويطلبوا البركة الكهنوتية. وهو يقول لهم، بأنهم سيحصلون منها على فائدة جُلّى. فانقضّوا عليه انقضاضًا بربريًا، وشدّوه، بعضهم من أمام، وبعضهم من وراء، وبعضهم من الجانبين. بينما الأباعد كانوا يريدون أن يمرّوا قبل الآخرين، فراحوا يمدّون أيديهم، هؤلاء يشدون لحيته، واولئك يمسكون بثيابه. فكاد يختنق تحت وطأة هجومهم العنيف، لو لم يرتفع صراخ سمعان ليشتتهم جميعًا. هذا هو الخير فجّره هذا العامود، سخرة الساخرين، وهذا هو شعاع المعرفة الالهية، الذي أنزله على عقول البرابرة.

- معجزات: شفاء النعمان:
معجزة خارقة في غير مناسبة، فقد دخل النعمان بن امرؤ القيس، وتوسل إلى الوجه المقدّس، أن يسعف رجلاً أصابه الشلل وهو في الطريق، قال: انتابه هذا الألم وهو في كلينيكوس (قرب مدينة الرقة السورية)، وهي قلعة بالغة الأهمية. وعندما أحضروه، أمام جميع الناس، أمره سمعان بأن ينكر كفر آبائه، فوافق عن طيبة خاطر، وخضع خضوعًا تامًا للأمر. فسأله القديس، هل يؤمن بالآب والابن والروح القدس، فاعترف هذا بأنه يؤمن، فقال له سمعان: "بما أنك تؤمن بهذه الأسماء الإلهية، فانهض". ولما وقف، أمره بأن يحمل، على كتفيه، زعيم القبيلة، حتى خيمته. وكان هذا الزعيم طويل القامة، فحمله، من فوره، وانصرف. بينما الحاضرون كانوا يلهجون بالتسبيح لله, وهذه المعجزة تروى بطرق أخرى.

- يسوع يعمل بواسطة سمعان:
أعطى سمعان هذا الأمر، مقتديًا بالمعلّم، الذي أمر المخلع بأن يحمل سريره (متى6:9). ولا يقولنّ أحد أن هذا الاقتداء هو اغتصاب للسلطة.لأن المعلّم قال:"من آمن بي يعمل هو أيضًا الأعمال التي أعملها، بل يعمل أعظم منها" (يو 12:14). لأن ظلّ المسيح لم يحدث معجزات، أما ظلّ بطرس فكسر شوكة الموت، وطرد الأمراض، وهرّب الشياطين (أعمال 15:5). ولكن هذه المعجزات، انما كان السيد يصنعها بواسطة خدامه، واليوم أيضًا، على استدعاء اسمه، يفعل سمعان عجائبه التي لا تحصى.
ندى الور
ندى الور
مساعد المشرف العام
مساعد المشرف العام

عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى