منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا
منتدى ماء الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المحبة التي لا تموت

اذهب الى الأسفل

المحبة التي لا تموت Empty المحبة التي لا تموت

مُساهمة من طرف ندى الور 2009-05-15, 9:13 pm

المحبة التي لا تموت
دخل الرجل معرض الثياب وابتدأ ينظر يمنةً ويسرة، رأته فتاة المحل وأدركت حيرته، ثمّ اقتربت منه تعرض عليه المساعدة. قال لها بهدوء، نعم أحتاج عوناً، فزوجتي هي التي تقوم بشراء الثياب لطفلنا، ولكن اليوم هذه مهمتي. أريد طقماً رسمياً حلواً أبيض لطفل عمره ثلاث سنين.
قادته الفتاة بلطف إلى قسم الثياب الولادية. ابتدأت تريه الطقم تلو الآخر، وكبائعة ماهرة، أخذت تشرح له كل ما هو جميل في كل منها. لكن الزبون بدا غير مأخوذ بأي منها. انتقت منها طقماً وقالت، "هذا الطقم يا أستاذ سيعجب زوجتك جداً، وسيبدو ابنكما فيه أروع الأولاد. إن لم يكن القياس مناسباً، يمكن أن يأتي ويقيس غيره."
لا، شكراً، ولم يستطع هنا أن يحجب دموعه وقال، "يا سيدتي، لقد توفي ابننا البارحة، وأنا أشتري له طقماً لا ليعيّد فيه وإنما لندفنه فيه."
جرت تلك الحادثة منذ مدة وجيزة، وهي ترينا المحبة التي لا تتوقف عند الموت، والرغبة في إعطاء المحبوب أفضل الموجود. وتذكرنا بالأحداث التي رافقت موت المسيح منذ حوالي ألفي سنة. فالمحبة التي يقدمها الإنسان لمن فقده هي سامية؛ ليس فيها مجاملة لأن المحبوب لا يراها، وليست بهدف الانتفاع منه لأنه لا أمل من ردّ صداها.
يتألق يوسف الرامي (الذي من الرامة) في قصة موت المسيح ودفنه فقد صدقت نبوة المسيح عن تلاميذه، "كلكم تشكون فيّ هذه الليلة، لأنه مكتوب: أني أضرب الراعي فتتبدّد خراف الرعيّة" (متى 31:26). فقد تفرّقوا كل إلى خاصته. هنا ظهر يوسف وأضاء ولاؤه في ليل يوم الصلب إذ تقدم بكل جرأة إلى الوالي الروماني "فتجاسر ودخل إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع" (مرقس 43:15). لم يكن يوسف من الاثني عشر تلميذاً، ولم يرد ذكر اسمه قبل هذه الحادثة. ولكن الكتاب يعرّف بأنه مشير (لوقا 50:23؛ مرقس 43:15) وكلمة "مشير" تترجم أيضاً بعبارة "عضو في المجمع،" أي في السنهدريم، ومنتظر لملكوت الله (مرقس 43:15)، ورجل صالح وبار (لوقا 50:23)، وأنه تلميذ ولكن خفية بسبب الخوف من اليهود (يوحنا 38:19). أين تلاشى الخوف يا يوسف؟ أظنه يجيب، "أحبّني حتى الموت، فكيف لا أحبه؟ قدّم حياته من أجلي؛ أكثير إن قدّمت له الأكفان؟" فذلك التلميذ الذي تبع المسيح سراً صار الآن بطلاً جريئاً، ولم يتوانَ عن التكلم مع من أعدم سيده لطلب إذن بدفنه حسب التقاليد المتبعة. كان يوسف غنياً (متى 57:27) ولكنه قد هيأ لنفسه قبراً وهو حي، "أخذ يوسف الجسد ولفّه بكتان نقي، ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة" (متى 60:27). يبني معظم أغنياء هذا الدهر قصوراً ليتمتعوا فيها، أما أن يبني الغني قبراً لنفسه فهذا دليل على استعداده للموت ومعرفته بأنه في غربة على هذه الأرض. لقد تحققت نبوة إشعياء عن المسيح، "وجُعل مع الأشرار قبره، ومع غنيٍّ عند موته" (9:53).
ندى الور
ندى الور
مساعد المشرف العام
مساعد المشرف العام

عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى