يوحنا الذهبي الفم / ج6
صفحة 1 من اصل 1
يوحنا الذهبي الفم / ج6
أم أن الطبيعة غضبت في المرة الأولى بعلامات ظاهرة إيقاظا لضمير الملكة وتذكيرا لها بمكانة الرجل عند الله...فلما تقسي قلب الملكة (الخروج13:15) تخلت العناية الإلهية عنها, فلم يعد هناك داع لعلامات ظاهرة. هذه هي سياسة الله وتدبيره بالنسبة للخطاة. يرسل لهم في مبدأ الأمر بعض علامات ظاهرة بمثابة منخاس (أعمال2:37) لعلهم يستيقظون ويتنبهون,فإذا ساروا في غيهم, أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق (رومية1:28). أما الظلم الذي يقع على قديسيه فيحوله لهم إلى منفعة وخير وبركة عالمين أن امتحان إيمانكم ينشيء صبرا.وأما الصبر فليكن له عمل تام, لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شئ...طوبي للرجل الذي يحتمل التجربة, لأنه إذا تزكي ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه (يعقوب1:12,4,3).
أما يوحنا ذهي الفم, فعلى الرغم من أنه لم يكن سهلا عليه أن يترك الخدمة المقدسة, وشعبه,في أيام الصوم الكبير, إلا أنه احتمل الموقف بشجاعة تليق بالسائرين في طريق السماء...وقيل إنه صعد مرة على المنبر ليعظ, فورد في خطبته قوله: إن هيروديا لاتزال ساخطة, وقد عادت ترقص, وهي تطلب رأس يوحنا... فلما بلغت هذه العبارة مسامع الملكة (أفدوكسيا) أيقنت أنه يشير بها إليها ويندد بها, فتميزت غيظا وحقدا. ولذلك أمرت الجند عندما أخذوه أن يشددوا عليه ويرهقوه في طريقه إلى المنفي ,ويسيئوا معاملته,لعله يموت...
أما يوحنا هبي الفم, فأراد أن ينقذ شعبه من إراقة الدماء بسببه,فأسلم نفسه إلى الجند في هدوء وفي الخفاء وبعد أن ودع بعض الأخصاء من شعبه. وقبيل ذلك قال للجند: لنودع ملاك الكنيسة قبل أن نخرج, فدخل الكنيسة وسجد أمام الرب وصلى, واستودع حياته بين يدي الرب, وخرج مع الجند من باب سري. وكان ذلك في يونية لسنة .404 م
ولقد أذاقه الجند ألوانا من العذاب تنفيذا لتعليمات الملكة (أفدوكسيا), فكانوا يضطرونه إلى السير على الأقدام مسافات طويلة في مسالك جبال وعرة تحت أشعة الشمس المحرقة, وهو عاري الرأس حافي القدمين...فكانت الشمس تلهب صلعته, والأمطار تبلل ثيابه, والحر نهارا والبرد ليلا ينخران عظامه, وهو في السابعة أو الثامنة والخمسين من عمره...ومما يثير الإعجاب بقداسة الرجل أنه مع أتعابه وآلامه تلك, كتب مرة في رسالة بعث بها إلى العفيفة (أوليمبياذا) يعزيها عن نفسه وهو في المنفى, يقول: إن قلبي يذوق فرحا لا يوصف في الشدائد,لأنه يجد فيها كنزا خفيا. فيجدر بك أن تفرحي معي, وتباركي الرب,لأنه منحني نعمة التألم من أجله.
ولما بلغوا به بلدة (كومان) في إقليم البنطس,خارت قواه,فلم يعد قادرا حتى على الوقوف. ومع ذلك أجبره الجنود على متابعة السير, فسار كما أرادوا, لكنه كان قد تهالك, فسقط علي الأرض, فلم يشفقوا عليه, وأعادوه إلى (كومان),وهناك شعر أن ساعته قد حانت ليغادر العالم نهائيا .فارتدى ثوبا أبيض , وتناول من القربان المقدس, ثم صلي وختم قائلا: ليكن اسم الله ممجدا في كل شيء. ثم أمال رأسه, وأسلم الروح. وكان ذلك في عيد (رفع الصليب) في 14 من سبتمبر لسنة 407, وكان قد بلغ الستين من عمره, فدفنوه بالقرب من أحد الشهداء (فاسلسكس).
أما يوحنا ذهي الفم, فعلى الرغم من أنه لم يكن سهلا عليه أن يترك الخدمة المقدسة, وشعبه,في أيام الصوم الكبير, إلا أنه احتمل الموقف بشجاعة تليق بالسائرين في طريق السماء...وقيل إنه صعد مرة على المنبر ليعظ, فورد في خطبته قوله: إن هيروديا لاتزال ساخطة, وقد عادت ترقص, وهي تطلب رأس يوحنا... فلما بلغت هذه العبارة مسامع الملكة (أفدوكسيا) أيقنت أنه يشير بها إليها ويندد بها, فتميزت غيظا وحقدا. ولذلك أمرت الجند عندما أخذوه أن يشددوا عليه ويرهقوه في طريقه إلى المنفي ,ويسيئوا معاملته,لعله يموت...
أما يوحنا هبي الفم, فأراد أن ينقذ شعبه من إراقة الدماء بسببه,فأسلم نفسه إلى الجند في هدوء وفي الخفاء وبعد أن ودع بعض الأخصاء من شعبه. وقبيل ذلك قال للجند: لنودع ملاك الكنيسة قبل أن نخرج, فدخل الكنيسة وسجد أمام الرب وصلى, واستودع حياته بين يدي الرب, وخرج مع الجند من باب سري. وكان ذلك في يونية لسنة .404 م
ولقد أذاقه الجند ألوانا من العذاب تنفيذا لتعليمات الملكة (أفدوكسيا), فكانوا يضطرونه إلى السير على الأقدام مسافات طويلة في مسالك جبال وعرة تحت أشعة الشمس المحرقة, وهو عاري الرأس حافي القدمين...فكانت الشمس تلهب صلعته, والأمطار تبلل ثيابه, والحر نهارا والبرد ليلا ينخران عظامه, وهو في السابعة أو الثامنة والخمسين من عمره...ومما يثير الإعجاب بقداسة الرجل أنه مع أتعابه وآلامه تلك, كتب مرة في رسالة بعث بها إلى العفيفة (أوليمبياذا) يعزيها عن نفسه وهو في المنفى, يقول: إن قلبي يذوق فرحا لا يوصف في الشدائد,لأنه يجد فيها كنزا خفيا. فيجدر بك أن تفرحي معي, وتباركي الرب,لأنه منحني نعمة التألم من أجله.
ولما بلغوا به بلدة (كومان) في إقليم البنطس,خارت قواه,فلم يعد قادرا حتى على الوقوف. ومع ذلك أجبره الجنود على متابعة السير, فسار كما أرادوا, لكنه كان قد تهالك, فسقط علي الأرض, فلم يشفقوا عليه, وأعادوه إلى (كومان),وهناك شعر أن ساعته قد حانت ليغادر العالم نهائيا .فارتدى ثوبا أبيض , وتناول من القربان المقدس, ثم صلي وختم قائلا: ليكن اسم الله ممجدا في كل شيء. ثم أمال رأسه, وأسلم الروح. وكان ذلك في عيد (رفع الصليب) في 14 من سبتمبر لسنة 407, وكان قد بلغ الستين من عمره, فدفنوه بالقرب من أحد الشهداء (فاسلسكس).
alesabat- مشرف
- عدد المساهمات : 230
نقاط : 576
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» يوحنا الذهبي الفم / ج1
» يوحنا الذهبي الفم / ج2
» يوحنا الذهبي الفم / ج3
» يوحنا الذهبي الفم / ج4
» يوحنا الذهبي الفم / ج5
» يوحنا الذهبي الفم / ج2
» يوحنا الذهبي الفم / ج3
» يوحنا الذهبي الفم / ج4
» يوحنا الذهبي الفم / ج5
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى