منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا
منتدى ماء الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تذكار القديسة البارة سنكليتيكي / 5 كانون الثاني.

اذهب الى الأسفل

تذكار القديسة البارة سنكليتيكي / 5 كانون الثاني. Empty تذكار القديسة البارة سنكليتيكي / 5 كانون الثاني.

مُساهمة من طرف ندى الور 2013-01-04, 11:24 pm

تذكار القديسة البارة سنكليتيكي / 5 كانون الثاني.

ذا كان القديس أنطونيوس الكبير، في عرف الدارسين، أب الرهبان، فالبارة سنكليتيكي هي أم الراهبات.

أما سيرتها فتُنسب إلى القديس أثناسيوس الكبير (296 -373م). وثمة من يدعى أنها اهتمت به لما توارى ست سنوات عن الأنظار في أحد الأديار.

أصلها من مقدونية، من عائلة نبيلة تقية. كان والداها مؤمنين تقيين. ولتقواهما انتقلا إلى الإسكندرية بعدما بلغهما صيت التقى بين الناس فيها. كان لها ثلاثة إخوة، أخوين وأختاً. أحد الصبيين قضى ولداً والثاني في سن الخامسة والعشرين فيما كانت يُعد العدة لزفه. أما الشقيقة فعميت.

تمتعت سنكليتيكي، في شبابها، بجمال آخاذ. فأقبل الشبان عليها يطلبون ودها. وقد حثّها والداها على الزواج فلم ترد لأنها كانت قد وضعت في قلبها أن تحفظ البتولية عذراء للمسيح. كيف لا وقد اهتمت بزينة الفضيلة دون الأساور والذهب منذ وقت مبكر من حياتها حتى أضحت صلبة صلابة الماس في نبذها أباطيل هذا الدهر. فلما أيقن أبواها أن قلبها مائل عن الزواج إلى الحياة الملائكية الفضلى كفا عن إقلاقها واستودعاها مشيئة الله. مذ ذاك أخذت تجتنب الخلطة بالناس وتضيق على نفسها بالأكثر، مهتمة، بالحري، بالتأدب بما لله والصلاة.

كذلك شرعت سنكليتيكي تصوم عن أطايب الطعام مكتفية لجسدها بما هو ضروري. شحب لونها لكن قويت روحها وتشدد قلبها. نسكها أخفته عن العيون اتقاء لمدائح الناس. فلما رقد والداها هجرت بيتها ووزعت ميراثها على الفقراء والمعدمين وانتقلت وأختها العمياء، التي شاركتها هم القداسة. إلى مدفن قريب من المدينة فأقامت فيه على غرار ما فعل القديس أنطونيوس الكبير.

وإن هي إلا فسحة من الزمن حتى خطت سنكليتيكي نحو الانقطاع عن العالم خطوة جديدة. فعمدت إلى قص شعرها. الشعر للنساء، كان ولا يزال، أثمن الزينة. وكن يومذاك يعبرن عنه باللفظة عينها التي تعني "العالم"، وفي اليونانية "كوزموس". فكأن سنكليتيكي، أرادت، بما فعلته، أن تقطع كل رباط لها بالعالم.

سيرة القديسة، في هذه المرحلة الجديدة من حياتها، أضحت، على حد تعبير مترجمها، رسولية. فالإيمان الحي والفقر الإرادي والتواضع العميق والمحبة المتقدة أضحت الفضائل التي كانت تتلألأ فيها. لم يعد طعامها غير الخبز تتناوله ولا تشبع منه، ولم يعد شرابها غير الماء. وقد كال لها الشيطان تجارب جمة قاسية ليثنيها عن عزمها فلم يقو عليها بنعمة ربها. وعلى قدر ما كانت تجاربها كان نسكها. تخفف منه متى خفت حدته وتتشدد فيه متى اشتدت وطأنه. وكانت تجمع إلى الصلاة والنسك ثقة بالله بنوية لا تتزعزع وتسليماً كاملاً.

ورغم محاولات القديسة لإخفاء سيرتها الداخلية تواضعاً. الأمر الذي أسف له مترجمها لأنه لم يتمكن من تسطير غير القليل عنها، فإن رائحة فضيلتها الطيبة ما لبثت أن فاحت هنا وهناك فاجتذبت أعداداً من الفتيات العذارى اللواتي شققن طريقهن إليها إما ليتخذنها قدوة ومثالاً وإما لينتفعن من مشوراتها الخلاصية. موقف القديسة كان متحفظاً كل التحفظ. لسان حالها كان "لا تسلب الفقير لأنه فقير" (أمثال22:22). لكنهن أصررن فأذعنت.

ثابرت سنكليتيكي على ممارسة الفضيلة والأعمال الصالحة حتى سن الثمانين حين سمع الرب الإله لإبليس أن يسيء إليها كما أساء لأيوب الصديق. عذابات أيوب دامت خمسة وثلاثين عاماً. أما عذابات سنكليتيكي فدامت ثلاث سنوات ونصف السنة. وقيل عادلت أيوب لأنها كانت على درجة عالية من الحدة والاستمرارية. فلقد أشعل إبليس في الأعضاء الداخلية لبدن القديسة، لاسيما الرئتين ناراً مصحوبة بحمى حادة تآكلتها كمبرد خفي دون أن تهادنها لا في ليل ولا في نهار.

من الصعب وصف الجلد الذي واجهت به سنكليتيكي الأوجاع المبرحة التي ألمت بها. فلقد بدا أن روحها كانت تقوى بمقدار ما كان جسدها ينوء تحت أدوائه. لا نفذ صبرها ولا تضجرت من طول آلامها. لم تنقصها الشجاعة البتة على مقاومة عدو الخير. ولا وهنت عزيمتها في الذود عن العذارى اللواتي اؤتمنت عليهن من لدن الله. ثابرت على تزويدهن بنصائحها وإرشاداتها إلى النهاية.

لسان حالها كان: "إذا أثقل علينا المرض فلا نكتئبن كما لو أن وهن الجسد يحول دوننا والتسبيح. لأن كل ما يحدث لنا يكون لخيرنا وتنقيتنا من شهواتنا. والحق يقال أن الصوم والنسك لا يوصى بهما إلا بسبب هذه الملذات. فإذا أضحى المرض منخس الصوم والنسك فإن ممارستهما تصبح غير مجدية. لذلك النسك الكبير يكون هذا: أن يصبر المرء في أوان المرض ويرفع لله تسابيح شكرية".

ولما رأى الشيطان أن مرض القديسة لم يحل دون استمرارها في الاهتمام بعذاراها ضربها في حنجرتها فسكت ينبوع المياه الحية المتدفق من فمها. ولكن، كان مرأى القديسة وروحها العالية كافيين لثباتهن. لقد أضحت جراحها دواء خلاصياً لنفوسهن.

ثم أن وجعاً جديداً ألم بها ما لبث أن تفاقم. فإن أحد أضراسها التهب وامتد الالتهاب ليشمل اللثة برمتها. فلم يمض عليها أربعون يوماً حتى أضحى فمها في أسوء حال وكانت تخرج منه رائحة منفرة لا تطاق. بالجهد تمكنت العذارى من خدمتها. وكن ملزمات أحياناً بإشعال البخور لتطغى رائحته على رائحة العفونة والنتن. لم ترض القديسة أن يخفف عنها بعلاج أو بطيب تدهن به. كانت تعتبر أنها قد بلغت في جهادها مرحلة متقدمة ولم ترد العودة إلى الوراء. أخيراً أذعنت للطبيب أن يدهن بعض جسدها بطيب تخفيفاً من حدة الرائحة الكريهة المنبعثة منها ورأفة بعذاراها اللواتي عانين الأمرين في خدمتها.

أخيراً بعدما غادرها النوم واستحال عليها أن تتناول الطعام لاحت في الأفق خاتمة جهاداتها وساعة الظفر فعزاها الرب الإله بظهور للملائكة ولعذارى قديسات دعونها لموافاتهن إلى السماء. كما عاينت النور الإلهي الذي لا يعبر عنه ونعمت بذوق الفردوس الذي كانت مقبلة إليه. فلما عادت إلى نفسها تكلمت وزودت العذارى بإرشاداتها حاثة إياهن على الجهاد بشجاعة وعدم الاستسلام للضعف. ثم أردفت أنها سوف تذهب عنهم بعد ثلاثة أيام. وحددت لهم ساعة فراقها. فلما زفت الساعة زفتها الملائكة إلى الرب الإله. بركة صلاتها تكون معنا. آمين.
ندى الور
ندى الور
مساعد المشرف العام
مساعد المشرف العام

عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى