يسوع في حياة يوسف/ج3
صفحة 1 من اصل 1
يسوع في حياة يوسف/ج3
مصالحة يوسف مع إخوته
فَلَمْ يَسْتَطِعْ يُوسُفُ أَنْ يَضْبِطَ نَفْسَهُ لَدَى جَمِيعِ ٱلْوَاقِفِينَ عِنْدَهُ فَصَرَخَ: "أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي!" فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ عِنْدَهُ حِينَ عَرَّفَ يُوسُفُ إِخْوَتَهُ بِنَفْسِهِ. فَأَطْلَقَ صَوْتَهُ بِالْبُكَاءِ. فَسَمِعَ ٱلْمِصْرِيُّونَ وَسَمِعَ بَيْتُ فِرْعَوْنَ. وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: "أَنَا يُوسُفُ. أَحَيٌّ أَبِي بَعْدُ؟" فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِخْوَتُهُ أَنْ يُجِيبُوهُ لأَنَّهُمُ ٱرْتَاعُوا مِنْهُ. فَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: "تَقَدَّمُوا إِلَيَّ". فَتَقَدَّمُوا. فَقَالَ: "أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ ٱلَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ. وَالْآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا لأَنَّهُ لِاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ ٱللهُ قُدَّامَكُمْ ... ثُمَّ وَقَعَ عَلَى عُنُقِ بِنْيَامِينَ أَخِيهِ وَبَكَى. وَبَكَى بِنْيَامِينُ عَلَى عُنُقِهِ " (تك45 :1 -5 , 14 ) .
إنّ من أقوى الصّور في هذه القصّة هو المصالحة بين يوسف وإخوته الذين أسلموه . لقد ضرب المنطقة جوعاً عظيماً , وإخوة يوسف جاؤوا يطلبون المؤونة .. في رحلتهم الاولى لم يتعرّفوا على يوسف , ولكنّهم إكتشفوا حقيقته في المرّة الثّانية . لقد كان هناك بكاءاً عظيماً , ليس فقط لان الذي باعوه الى مصر ما زال حيّاً , بل أيضاً يحكم الارض كلّها . كما إخوة يوسف , هكذا اليهود لم يعرفوا الرب يسوع في مجيئه الاول , سيعرفون ويبكون كثيراً عند مجيئه الثّاني . تكلم زكريا عن ذلك اليوم قائلاً : " وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ ٱلنِّعْمَةِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ ٱلَّذِي طَعَنُوهُ وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ. فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ يَعْظُمُ ٱلنَّوْحُ فِي أُورُشَلِيمَ كَنَوْحِ هَدَدْرِمُّونَ فِي بُقْعَةِ مَجِدُّونَ. وَتَنُوحُ ٱلأَرْضُ عَشَائِرَ عَشَائِرَ عَلَى حِدَتِهَا: عَشِيرَةُ بَيْتِ دَاوُدَ عَلَى حِدَتِهَا وَنِسَاؤُهُمْ عَلَى حِدَتِهِنَّ. عَشِيرَةُ بَيْتِ نَاثَانَ عَلَى حِدَتِهَا وَنِسَاؤُهُمْ عَلَى حِدَتِهِنَّ. (زك12: 10 -12)
إن الذي قصده اسرائيل للشر , قصده الله للخير
" وَأَتَى إِخْوَتُهُ أَيْضاً وَوَقَعُوا أَمَامَهُ وَقَالُوا: "هَا نَحْنُ عَبِيدُكَ". فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: "لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ ٱللهِ؟ أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاً أَمَّا ٱللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً. (تك50 :18 -20 ) . لقد تاب إخوة يوسف توبة حقيقية ومن الاعماق , كنتيجة لمصالحتهم مع يوسف , عن تسليمهم وخيانتهم لاخيهم . ولكن يوسف لم يمسك لهم الكرباج , بل النعمة قائلاً " أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاً أَمَّا ٱللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً " . يا لها من صورة حقيقية للرب يسوع المسيح !!
نعم , لقد خانه إسرائيل , وخطّطوا ليفعلوا به شرّاً . ولكن الله حوّله للخير , ليخلّص الكثيرين , وهذا ما فعله ومازال يفعله الرب يسوع في كل العالم حتى اليوم !
تأمّل أيضاً لطف يوسف نحو إخوته , ليس فقط أنّه لم يتحامل عليهم , بل أكّد لهم أنّه سيكون حافظاً لهم . ان البركات الالفيّة التي سوف تأتي على الشّعب اليهودي بعد عودتهم للرب يسوع هو تتميم لهذه الصّورة .
كتب بولس عن البركة التي سوف تأتي من هذا الشّعب بعد إعترافهم وقبولهم للرب يسوع : " فَإِنْ كَانَتْ زَلَّتُهُمْ غِنىً لِلْعَالَمِ وَنُقْصَانُهُمْ غِنىً لِلأُمَمِ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ مِلْؤُهُمْ؟ (رو11 :12 ) , تعتبر حقّاً حياة يوسف أعظم وأشمل الامثلة عن حياة الرب يسوع في الكتاب المقدّس . منذ تسليمه بيد إخوته , تمجيده وتسلّطه على الامبراطوريّة المصرية , الى أخذه للعروس من الامم ومصالحته النهائية مع إخوته اليهود .. الكل هو لمحة من الله عن التاريخ الماضي , الحاضر وحتّى المستقبل .
فَلَمْ يَسْتَطِعْ يُوسُفُ أَنْ يَضْبِطَ نَفْسَهُ لَدَى جَمِيعِ ٱلْوَاقِفِينَ عِنْدَهُ فَصَرَخَ: "أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي!" فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ عِنْدَهُ حِينَ عَرَّفَ يُوسُفُ إِخْوَتَهُ بِنَفْسِهِ. فَأَطْلَقَ صَوْتَهُ بِالْبُكَاءِ. فَسَمِعَ ٱلْمِصْرِيُّونَ وَسَمِعَ بَيْتُ فِرْعَوْنَ. وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: "أَنَا يُوسُفُ. أَحَيٌّ أَبِي بَعْدُ؟" فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِخْوَتُهُ أَنْ يُجِيبُوهُ لأَنَّهُمُ ٱرْتَاعُوا مِنْهُ. فَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: "تَقَدَّمُوا إِلَيَّ". فَتَقَدَّمُوا. فَقَالَ: "أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ ٱلَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ. وَالْآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا لأَنَّهُ لِاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ ٱللهُ قُدَّامَكُمْ ... ثُمَّ وَقَعَ عَلَى عُنُقِ بِنْيَامِينَ أَخِيهِ وَبَكَى. وَبَكَى بِنْيَامِينُ عَلَى عُنُقِهِ " (تك45 :1 -5 , 14 ) .
إنّ من أقوى الصّور في هذه القصّة هو المصالحة بين يوسف وإخوته الذين أسلموه . لقد ضرب المنطقة جوعاً عظيماً , وإخوة يوسف جاؤوا يطلبون المؤونة .. في رحلتهم الاولى لم يتعرّفوا على يوسف , ولكنّهم إكتشفوا حقيقته في المرّة الثّانية . لقد كان هناك بكاءاً عظيماً , ليس فقط لان الذي باعوه الى مصر ما زال حيّاً , بل أيضاً يحكم الارض كلّها . كما إخوة يوسف , هكذا اليهود لم يعرفوا الرب يسوع في مجيئه الاول , سيعرفون ويبكون كثيراً عند مجيئه الثّاني . تكلم زكريا عن ذلك اليوم قائلاً : " وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ ٱلنِّعْمَةِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ ٱلَّذِي طَعَنُوهُ وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ. فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ يَعْظُمُ ٱلنَّوْحُ فِي أُورُشَلِيمَ كَنَوْحِ هَدَدْرِمُّونَ فِي بُقْعَةِ مَجِدُّونَ. وَتَنُوحُ ٱلأَرْضُ عَشَائِرَ عَشَائِرَ عَلَى حِدَتِهَا: عَشِيرَةُ بَيْتِ دَاوُدَ عَلَى حِدَتِهَا وَنِسَاؤُهُمْ عَلَى حِدَتِهِنَّ. عَشِيرَةُ بَيْتِ نَاثَانَ عَلَى حِدَتِهَا وَنِسَاؤُهُمْ عَلَى حِدَتِهِنَّ. (زك12: 10 -12)
إن الذي قصده اسرائيل للشر , قصده الله للخير
" وَأَتَى إِخْوَتُهُ أَيْضاً وَوَقَعُوا أَمَامَهُ وَقَالُوا: "هَا نَحْنُ عَبِيدُكَ". فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: "لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ ٱللهِ؟ أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاً أَمَّا ٱللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً. (تك50 :18 -20 ) . لقد تاب إخوة يوسف توبة حقيقية ومن الاعماق , كنتيجة لمصالحتهم مع يوسف , عن تسليمهم وخيانتهم لاخيهم . ولكن يوسف لم يمسك لهم الكرباج , بل النعمة قائلاً " أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاً أَمَّا ٱللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً " . يا لها من صورة حقيقية للرب يسوع المسيح !!
نعم , لقد خانه إسرائيل , وخطّطوا ليفعلوا به شرّاً . ولكن الله حوّله للخير , ليخلّص الكثيرين , وهذا ما فعله ومازال يفعله الرب يسوع في كل العالم حتى اليوم !
تأمّل أيضاً لطف يوسف نحو إخوته , ليس فقط أنّه لم يتحامل عليهم , بل أكّد لهم أنّه سيكون حافظاً لهم . ان البركات الالفيّة التي سوف تأتي على الشّعب اليهودي بعد عودتهم للرب يسوع هو تتميم لهذه الصّورة .
كتب بولس عن البركة التي سوف تأتي من هذا الشّعب بعد إعترافهم وقبولهم للرب يسوع : " فَإِنْ كَانَتْ زَلَّتُهُمْ غِنىً لِلْعَالَمِ وَنُقْصَانُهُمْ غِنىً لِلأُمَمِ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ مِلْؤُهُمْ؟ (رو11 :12 ) , تعتبر حقّاً حياة يوسف أعظم وأشمل الامثلة عن حياة الرب يسوع في الكتاب المقدّس . منذ تسليمه بيد إخوته , تمجيده وتسلّطه على الامبراطوريّة المصرية , الى أخذه للعروس من الامم ومصالحته النهائية مع إخوته اليهود .. الكل هو لمحة من الله عن التاريخ الماضي , الحاضر وحتّى المستقبل .
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» يسوع في حياة يوسف/ج1
» يسوع في حياة يوسف/ج2
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 29 - في مواصلة التعبّد للقديس يوسف.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 31 - التعبّد للقديس يوسف مدى الحياة.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 25 - في حرارة التعبّد للقديس يوسف.
» يسوع في حياة يوسف/ج2
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 29 - في مواصلة التعبّد للقديس يوسف.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 31 - التعبّد للقديس يوسف مدى الحياة.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 25 - في حرارة التعبّد للقديس يوسف.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى