فلسي الأرملة
صفحة 1 من اصل 1
فلسي الأرملة
إنها قصة عجيبة حدثت في وجود الرب يسوع في الهيكل: "جاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين قيمتهما ربع. فدعا تلاميذه وقال لهم: الحق أقول لكم: إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة. لأن الجميع من فضلتهم ألقوا، وأما هذه فمن أعوازها ألقت كل ما عندها، كل معيشتها" (مر12 42- 44).
والأسئلة التي قد تتبادر إلى الذهن عند قراءة هذه الواقعة المؤثرة هي كما يلي
أولاً: كيف تتبرع أرملة فقيرة في خزانة بيت الرب وهي تحتاج إلى مساعدة؟
ثانياً: كيف تتبرع بكل ما عندها، كل معيشتها. مع أن الناموس طالبها بالعشور فقط؟!
ثالثاً: لماذا سمح السيد المسيح لهذه الأرملة أن تفعل ذلك، ثم تخرج وليس معها ما تقتات به وهي أرملة فقيرة؟!
رابعاً: لماذا لم يأمر تلاميذه بمنحها مبلغاً من المال لمساعدتها بعد أن صارت لا تملك شيئاً بل "ألقت كل ما عندها، كل معيشتها" (مر12: 44)؟
إن القصة قد بدأت هكذا "جلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقي الجمع نحاساً في الخزانة. وكان أغنياء كثيرون يلقون كثيراً فجاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين قيمتهما ربع" (مر12: 41، 42).
أراد السيد المسيح أن يلقن تلاميذه درساً في العطاء، وأن يعطيهم فكرة عن مقاييسه التي تختلف عن مقاييس عامة البشر ... أراد أن يفهموا أن قيمة عمل الإنسان في نظره لا تتوقف على حجم هذا العمل، ولكن على المشاعر والدوافع التي تقترن به، وأن كل فضيلة تخلو من الحب والاتضاع لا تحسب فضيلة عند الله.
لاشك أن هذه الأرملة قد امتلأ قلبها بمحبة الله ولهذا أعطت كل ما عندها، كل معيشتها. وبالفعل عاشت الوصية التي تقول "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك" (مت22: 37). وفي تواضعها لم تخجل من أن تضع قدر ضئيل جداً من المال في وسط الأغنياء الذين يملكون الكثير ووضعوا نقوداً كثيرة. لقد عرضت نفسها لسخرية واحتقار الآخرين، ولكن دافع الحب عندها جعلها تقدم أقصى ما عندها حتى ولو بدا ضئيلاً في أعين الآخرين .
لقد عاشت هذه المرأة الوصية بغض النظر عن حالتها الشخصية فبالرغم من فقرها الشديد إلا أنها أرادت أن تنال بركة العطاء وتقديم العشور. ولكن ماذا تكون عشورها؟!.. ربما لا توجد عملة متاحة من النقود تساوي عشر الفلسين. وحتى لو وُجدت فإنها أرادت أن تقدم تكريماً لرب الجنود يتخطى الحد الأدنى للعطاء وهو العشور.. لذلك "ألقت كل ما عندها، كل معيشتها" (مر12: 44)، ولسان حالها يقول {اقبل يا رب تقدمتي المتواضعة التي لا تليق بجلالك.. ولكن هذا هو كل ما عندي}
موقف السيد المسيح
كان عطاء هذه المرأة عظيماً جداً في عيني الرب لذلك لم يعترضها ولم يمنعها ولم يجرح مشاعرها بأن يمنحها صدقة في ذلك التوقيت بالذات.
كانت الملائكة تسبح بتسابيح البركة وكان المشهد عظيماً إهتزت له أعتاب السماء على مثال سلم يعقوب حاضراً بملائكته الأطهار صاعدين ونازلين وسجّل الإنجيل المقدس هذا المشهد العجيب ليكون عبرة للكنيسة في جميع الأجيال.
إنها أنشودة حب ابتهج لها قلب السيد المسيح وأراد أن يلفت أنظار تلاميذه ليقفوا مبهورين أمام هذا المشهد العظيم الذي كان حضوره فيه هو مصدر جلاله وعظمته.
وخرجت الأرملة الفقيرة بكل وقار القداسة، محاطة بجماهير الملائكة الذين اجتذبهم حب هذه المرأة وتواضعها.
إن هذه الأرملة الفقيرة التي كانت غنية بمحبتها وتواضعها هي رمز للكنيسة التي ترملت بعد خروجها من الفردوس وقال لها الرب بفم اشعياء النبي "لا تخافي لأنك لا تخزين. ولا تخجلي لأنك لا تستحين. فإنك تنسين خزي صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد. لأن بعلك هو صانعك رب الحنود اسمه ووليك قدوس إسرائيل إله كل الأرض يُدعى. لأنه كإمرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاك الرب، وكزوجة الصبا إذا رذلت قال إلهك. لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة، وبإحسان أبدي سأرحمك قال وليّك الرب.." (أش54: 4-.
لاشك أن الرب قد أحسن كثيراً إلى هذه المرأة الأرملة الفقيرة بعد خروجها من الهيكل وتولاها بعنايته بعد أن قدّمت له كل ما عندها.. كل معيشتها .
وهكذا أيضاً الكنيسة من خلال القديسة مريم العذراء قد قدّمت كل ما عندها بكل الحب والاتضاع جسداً وروحاً إنسانياً عاقلاً إتخذه الرب ناسوتاً كاملاً من العذراء مريم ليدخل به مع البشرية في عهد جديد. وكان هذا الجسد والروح الإنساني اللذين إتخذهما الرب هو ما يرمز إليه فلسَي الأرملة اللذان لهما أعظم قيمة في عيني الرب "ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة" (مر12: 43).
والأسئلة التي قد تتبادر إلى الذهن عند قراءة هذه الواقعة المؤثرة هي كما يلي
أولاً: كيف تتبرع أرملة فقيرة في خزانة بيت الرب وهي تحتاج إلى مساعدة؟
ثانياً: كيف تتبرع بكل ما عندها، كل معيشتها. مع أن الناموس طالبها بالعشور فقط؟!
ثالثاً: لماذا سمح السيد المسيح لهذه الأرملة أن تفعل ذلك، ثم تخرج وليس معها ما تقتات به وهي أرملة فقيرة؟!
رابعاً: لماذا لم يأمر تلاميذه بمنحها مبلغاً من المال لمساعدتها بعد أن صارت لا تملك شيئاً بل "ألقت كل ما عندها، كل معيشتها" (مر12: 44)؟
إن القصة قد بدأت هكذا "جلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقي الجمع نحاساً في الخزانة. وكان أغنياء كثيرون يلقون كثيراً فجاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين قيمتهما ربع" (مر12: 41، 42).
أراد السيد المسيح أن يلقن تلاميذه درساً في العطاء، وأن يعطيهم فكرة عن مقاييسه التي تختلف عن مقاييس عامة البشر ... أراد أن يفهموا أن قيمة عمل الإنسان في نظره لا تتوقف على حجم هذا العمل، ولكن على المشاعر والدوافع التي تقترن به، وأن كل فضيلة تخلو من الحب والاتضاع لا تحسب فضيلة عند الله.
لاشك أن هذه الأرملة قد امتلأ قلبها بمحبة الله ولهذا أعطت كل ما عندها، كل معيشتها. وبالفعل عاشت الوصية التي تقول "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك" (مت22: 37). وفي تواضعها لم تخجل من أن تضع قدر ضئيل جداً من المال في وسط الأغنياء الذين يملكون الكثير ووضعوا نقوداً كثيرة. لقد عرضت نفسها لسخرية واحتقار الآخرين، ولكن دافع الحب عندها جعلها تقدم أقصى ما عندها حتى ولو بدا ضئيلاً في أعين الآخرين .
لقد عاشت هذه المرأة الوصية بغض النظر عن حالتها الشخصية فبالرغم من فقرها الشديد إلا أنها أرادت أن تنال بركة العطاء وتقديم العشور. ولكن ماذا تكون عشورها؟!.. ربما لا توجد عملة متاحة من النقود تساوي عشر الفلسين. وحتى لو وُجدت فإنها أرادت أن تقدم تكريماً لرب الجنود يتخطى الحد الأدنى للعطاء وهو العشور.. لذلك "ألقت كل ما عندها، كل معيشتها" (مر12: 44)، ولسان حالها يقول {اقبل يا رب تقدمتي المتواضعة التي لا تليق بجلالك.. ولكن هذا هو كل ما عندي}
موقف السيد المسيح
كان عطاء هذه المرأة عظيماً جداً في عيني الرب لذلك لم يعترضها ولم يمنعها ولم يجرح مشاعرها بأن يمنحها صدقة في ذلك التوقيت بالذات.
كانت الملائكة تسبح بتسابيح البركة وكان المشهد عظيماً إهتزت له أعتاب السماء على مثال سلم يعقوب حاضراً بملائكته الأطهار صاعدين ونازلين وسجّل الإنجيل المقدس هذا المشهد العجيب ليكون عبرة للكنيسة في جميع الأجيال.
إنها أنشودة حب ابتهج لها قلب السيد المسيح وأراد أن يلفت أنظار تلاميذه ليقفوا مبهورين أمام هذا المشهد العظيم الذي كان حضوره فيه هو مصدر جلاله وعظمته.
وخرجت الأرملة الفقيرة بكل وقار القداسة، محاطة بجماهير الملائكة الذين اجتذبهم حب هذه المرأة وتواضعها.
إن هذه الأرملة الفقيرة التي كانت غنية بمحبتها وتواضعها هي رمز للكنيسة التي ترملت بعد خروجها من الفردوس وقال لها الرب بفم اشعياء النبي "لا تخافي لأنك لا تخزين. ولا تخجلي لأنك لا تستحين. فإنك تنسين خزي صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد. لأن بعلك هو صانعك رب الحنود اسمه ووليك قدوس إسرائيل إله كل الأرض يُدعى. لأنه كإمرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاك الرب، وكزوجة الصبا إذا رذلت قال إلهك. لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة، وبإحسان أبدي سأرحمك قال وليّك الرب.." (أش54: 4-.
لاشك أن الرب قد أحسن كثيراً إلى هذه المرأة الأرملة الفقيرة بعد خروجها من الهيكل وتولاها بعنايته بعد أن قدّمت له كل ما عندها.. كل معيشتها .
وهكذا أيضاً الكنيسة من خلال القديسة مريم العذراء قد قدّمت كل ما عندها بكل الحب والاتضاع جسداً وروحاً إنسانياً عاقلاً إتخذه الرب ناسوتاً كاملاً من العذراء مريم ليدخل به مع البشرية في عهد جديد. وكان هذا الجسد والروح الإنساني اللذين إتخذهما الرب هو ما يرمز إليه فلسَي الأرملة اللذان لهما أعظم قيمة في عيني الرب "ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة" (مر12: 43).
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تذكار الأرملة البارة باولا / 27 كانون الثاني.
» تذكار القديسة أولِمبياد الأرملة والشماسة / 16 كانون الأول.
» تذكار القديسة أولِمبياد الأرملة والشماسة / 16 كانون الأول.
» تذكار القديسة أولِمبياد الأرملة والشماسة / 16 كانون الأول.
» تذكار القديسة أولِمبياد الأرملة والشماسة / 16 كانون الأول.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى