منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا
منتدى ماء الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عظة أحد الأبرار والصدّيقين - المشاركة في كهنوت المسيح بالمحبّة والرحمة.

اذهب الى الأسفل

عظة أحد الأبرار والصدّيقين - المشاركة في كهنوت المسيح بالمحبّة والرحمة. Empty عظة أحد الأبرار والصدّيقين - المشاركة في كهنوت المسيح بالمحبّة والرحمة.

مُساهمة من طرف ندى الور 2010-02-01, 5:20 am

عظة أحد الأبرار والصدّيقين.
المشاركة في كهنوت المسيح بالمحبّة والرحمة.

إنجيل الأحد ( متى ٢٥ : ٣١ - ٤٦ ):
قالَ متى الرسول: ومَتى جَاءَ ابْنُ الإنْسان ِفي مَجْدِهِ، وجَميعُ المَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ عَلى عَرْش ِمَجْدِهِ. وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَميعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعض، كَما يُمَيِّزُ الرَّاعي الخِرافَ مِنَ الجِداء. ويُقيمُ الخِرافَ عَنْ يَمينِهِ والجِداءَ عَنْ شِمالِهِ. حِينَئذٍ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمينِهِ: تَعالوا، يا مُبارَكي أبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إنْشاءِ العَالَم؛ لأنِّي جُعْتُ فأطْعَمْتُمُوني، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُوني، وكُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُموني، وعُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضاً فَزُرْتُمُوني، ومَحْبوساً فَأتَيْتُم إليَّ. حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأبْرارُ قَائِلين: يا رَبّ، مَتى رَأيْناكَ جائِعاً فَأطْعَمْناك، أو عَطْشانَ فَسَقَيْناك؟ ومَتى رأيْناكَ غَريباً فَآويْناك، أو عُرْيَاناً فَكَسَوْناك؟ ومَتى رَأيْناكَ مَريضاً أو مَحبُوساً فَأتِيْنا إلَيْك؟ فَيُجيبُ المَلِكُ ويَقولُ لَهُم: ألحَقَّ أقُولُ لَكُم: كُلُّ ما عَمِلْتُمُوهُ لأحَدِ إخْوَتي الصِّغار، فَلي عَمِلْتُمُوه! ثُمَّ يَقولُ لِلَذينَ عَنْ شِمالِهِ: اذْهَبوا عَنِّي، يا مَلاعين، إلى النَّارِ الأبَديَّةِ المُعَدَّةِ لإبْليسَ وجُنُودِهِ؛ لأنِّي جُعْتُ فَما أطْعَمْتُمُوني، وعَطِشْتُ فَما سَقَيْتُمُوني، وكُنْتُ غَريباً فَما آوَيْتُموني، وعُرْيَاناً كَسَوْتُمُوني، ومَريضاً ومَحْبُوساً فَمَا زُرْتُمُوني! حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هَؤُلاءِ أيْضاً قائِلين: يا رَبّ، مَتى رأيْناكَ جائِعاً أوْ عَطْشانَ أوْ مَريضاً أوْ مَحْبوساً وما خَدَمْناك؟ حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قائِلا ً: ألحَقَّ أقولُ لَكُم: كُلُّ ما لَمْ تَعْمَلوهُ لأحَدِ هَؤُلاء الصِّغار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه. ويَذْهَبُ هَؤلاءِ إلى العَذابِ الأبَديّ، والأبْرَارُ إلى الحَيَاةِ الأبَدِيَّة".

تفسير الإنجيل:
تذكر الكنيسة في هذا الأحد وطوال الأسبوع بالتسبيح والتكريم أصفياء الله, الأبرار والصدّيقين, الذين دخلوا الملكوت السماويّ, بعد أن تقدّسوا بمحبّة القدّوس ونعمة الابن وشركة الروح القدس, وهم يشكّلون حول الثالوث القدّوس "كنيسة السماء". إنهم مريم والدة الإله, ويوسف البتول, الأنبياء والرسل, الشهداء والمعترفون, القدّيسون والمختارون. يسمّيهم الإنجيل "بني اليمين" الذين يجلسهم فادي العالم وديّانه, يسوع المسيح, عن يمينه. تقول عنهم ليتورجيّا الفرض الإلهيّ: "على قمم الروح عاشوا, ومنها إلى الله طاروا".

وتستشفعهم "كنيسة الأرض المجاهدة" لكي يضرعوا إلى الله من أجل أبنائها وبناتها, ليحفظهم في السعي إليه كما سعوا هم وفقا لمقتضيات معموديّتهم, فيما يوطّدون على الأرض ملكوت السماوات. وتستشفعهم من أجل "الكنيسة المتألمة" في المطهر, أي من أجل أبنائها وبناتها المخلصين الذين يتطهرون "بالنار" من نتائج خطاياهم, قبل مشاهدة وجه الله. كما تتأمل الكنيسة في سيرتهم, لكي يكونوا مثالا يُحتذى به وقدوة للمؤمنين, لكونهم معلمي الحياة الروحيّة, وشهود إيمان ورجاء ومحبّة.

١- الدينونة العامّة: إنه إنجيل الدينونة الأخيرة, في حقيقتها ومضمونها وغاياتها وإجرائها.
حقيقة الدينونة راهنة ولا لـُبس فيها. وَصَفها الأنبياء بيوم الرّب العظيم, إذ تقف بين يديه ربوات ربوات, ويجلس أهل القضاء ويُفتح الكتاب الذي تـُدَوّن فيه جميع صالحات الإنسان وسيّئاته. ها هو الربّ يجمع كلّ الأمم وينزلهم إلى وادي يوشفاط ويحاكمهم هناك. تعني لفظة يوشفاط "الله يُدين", وأصبحت الإسم الرمزيّ "للمكان" الذي تتمّ فيه الدينونة: "لِتنهض الأمم وتصعد إلى وادي يوشفاط, فإني هناك أجلس لأدين جميع الأمم من كلّ ناحية" (يوئيل ٣ : ١٢), ويسمّيها يوئيل النبيّ "وادي القرار" (٣ : ١٤) وحُدّد مكانها بالقرب من أورشليم, وهي "وادي قدرون" في الجنوب الشرقي للهيكل. يصف يوحنا الرسول الدينونة في رؤياه: "ورأيت عرشا عظيما أبيض والجالس عليه ... ورأيت الأموات كبارا وصغارا قائمين أمام العرش. وفـُتِحَت كتب (دوّنت فيها أعمال البشر), وفـُتح كتاب آخر هو سفر الحياة (السجلّ السماويّ الذي تدوّن فيه أسماء المختارين). فحوكم الأموات واحدا واحدا وفقا لما دُوّن في الكتب, على قدر أعمالهم.

مضمون الدينونة يدور حول كيفية قبول النعمة من الله والتفاعل معها بالتوبة والسلوك في الحياة الجديدة. ويدور بالتالي حول موقف الإنسان تجاه أخيه بالمحبّة والرحمة, حيث ينكشف حسن استقبال النعمة والمحبة الإلهية أو رفضها, كما يظهر في إنجيل اليوم.
غاية الدينونة هي الثواب أو العقاب وفقا لأعمال كلّ إنسان, خيرا كانت أم شرّا, وقد جاء ابن الله ليُخلص الإنسان, "فالله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليُخلص العالم" (يوحنا ٣ : ١٧), وليعطيه الحياة الأبديّة. فمن يقبل نعمة الله ويحيا بموجبها ينال الخلاص الأبديّ, ومن يرفضها ويرفض روح المحبة الذي هو الروح القدس, ينال الهلاك الأبديّ الذي استحقته أعماله.

أمّا مُجرى الدينونة فهو يسوع المسيح, ابن الانسان. إنه سيّد الحياة الأبديّة, وله أن يحكم نهائيّا على أعمال البشر وقلوبهم, بكونه فادي العالم. ولقد اكتسب بصليبه هذا الحقّ, ففوّض الآب إليه كلّ دينونة.
إنها الدينونة الأخيرة بالنسبة إلى دينونتين سابقتين: واحدة عند ساعة الموت, لكلّ واحد منا, كما يؤكد مثل لعازر والغنيّ (لوقا ١٦ : ١٩ - ٣١), وخلاص لص اليمين (لوقا ٢٣ : ٤٣), وكلام بولس الرسول: "لا بدّ لنا جميعا من أن يُكشف أمرنا أمام محكمة المسيح لينال كلّ واحد جزاء ما عمل وهو في الجسد, خيرا كان أم شرا" (٢ كور ٥ : ١۰). وواحدة في سر التوبة, حيث يخضع الخاطئ لحكم الله الرحوم, ويستبق نوعا ما الحكم الذي سوف يخضع له في ختام حياته التاريخيّة. سرّ التوبة عطيّة عُظمى من محبّة الله, لأنه يُمكـّن الإنسان, إذا ما ارتدّ إلى المسيح بالتوبة والإيمان, من أن ينتقل من الموت إلى الحياة ولا يخضع للدينونة (يوحنا ٥ : ٢٤). فالتوبة هي الباب المفتوح أمامنا لدخول ملكوت السماء.

٢- الأبرار والصدّيقون هم الذين عاشوا مقتضيات معموديّتهم في المحبّة والرحمة: نعمة الله, التي يقبلها الأبرار فيخلصوا, ويرفضها الأشرار فيهلكوا, إنما تعطي لنا في سرّ المعموديّة وتتجلى في الحياة الجديدة التي نحياها في الكهنوت العامّ, مشاركين في كهنوت المسيح.

الكهنوت العامّ هو كهنوت كلّ المعمّدين, وقد أصبحوا, كما يقول بطرس الرسول: "الجيل المختار, الكهنوت الملوكيّ, والأمّة المقدّسة, والشعب المُقتنى, ليخبروا بفضائل الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب" (١ بطرس ٢ : ٩). أصبحوا كذلك بفضل مسحة الروح القدس التي قبلوها في المعموديّة. كانت المسحى تـُعطى, في العهد القديم, للملوك والكهنة, أمّا في العهد الجديد فتـُعطى لجميع المسيحيين على ما يقول القدّيس أغسطينوس: "إنّ رأسنا المسيح لم يتقبّل وحده المسحة, بل نحن أيضا تقبلناها معه, لأننا جسده. وإذا كنا جسد المسيح, فهذا ناجم بوضوح عن كوننا قد تقبلنا المسحة, وأصبحنا في المسيح ممسوحين ومُسحاء, لأنّ الرأس والجسد يؤلفان, على وجه ما, المسيح الكامل. وكما أننا نـُدعى جميعا مسيحيين بسبب المسحة السريّة, كذلك نـُدعى جميعنا كهنة لأننا كلنا أعضاء في جسد الكاهن الأوحد.

الأبرار والصدّيقون هم الذين تقدّسوا من خلال ممارسة رسالة كهنوتهم, سواء في كهنوت الخدمة بالنسبة إلى الذين مُنحوا سرّ الدرجة المقدّسة في الأسقفيّة والكهنوت والشمّاسيّة, أم في الكهنوت العامّ بالنسبة إلى الذين عاشوا مؤمنين علمانيين أو اعتنقوا الحالة الرهبانيّة أو تكرّسوا لله في العالم على غرار الرهبان والراهبات.
إنّ طريقنا إلى الله والخلاص الأبديّ يمرّ عبر الكهنوت العام في أبعاده الثلاثة: العبادة الروحيّة (الخدمة الكهنوتيّة), قبول انجيل الخلاص ونشره (الخدمة النبويّة), والانتصار على الشر في خدمة الإخوة بالمحبة والعدالة (الخدمة الملوكيّة). ولقد تلألأ الأبرار في هذه الخدم, فبلغوا إلى حيث رأس جسدهم, لأنه حيث يكون الرأس هناك يصل الأعضاء.

أ- قوام الخدمة الكهنوتيّة أن يتحد المعمّدون, بصفتهم أعضاء في جسد المسيح, في ذبيحة الفادي التي قدّمها على الصليب, ويواصل تقدمة ذاته في سرّ الإفخارستيّا. إنهم يتحدون بذبيحة المسيح من خلال تقدمة ذواتهم وأعمالهم للربّ, كما يناشدهم بولس الرسول: "أناشدكم بمراحم الله أن تقيموا من أجسادكم ذبيحة حيّة, مقدّسة, ومقبولة لدى الله بعبادة روحيّة". إنّ كلّ أعمالهم وصلواتهم ونشاطاتهم الرسوليّة وحياتهم الزوجيّة والعائليّة وأشغالهم اليوميّة ومشقاتهم, إنما يضمّونها قرابين روحيّة إلى تقدمة جسد الرب في الإفخارستيّا, لتـُرفع إلى الآب بكلّ تقوى. تدخل في إطار الخدمة الكهنوتيّة, وفقا لإنجيل الدينونة, مساعدة الإخوة الصغار مثل: زيارة المريض وافتقاد المسجون.

ب- يشارك في الخدمة النبويّة كلّ من ينفتح على إنجيل ملكوت الله, الذي أعلنه الربّ يسوع, بشخصه وكلامه وأعماله, وكلّ من يقبل كلام الله بإيمان, ويعلنه بالكلمة وشهادة الأعمال, ويُندّد بالشر, ويجسّد قوة الإنجيل وفعاليّته في حياته اليوميّة, العائليّة والإجتماعيّة, ويصمد ثابتا في الرجاء وسط مشقات الزمن الحاضر. إنها حضارة الإنجيل المعلنة في كلام الرب اليوم, وهي حضارة تتحقق أولاً في قلب الإنسان وفي نوعيّة مسلكه الإجتماعيّ. بدافع منها, ينطلق المسيحيّون إلى خدمة الإخوة الصغار يقينا منهم أنّ كلمة المسيح "كلّ ما صنعتم لأحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي قد صنعتموه" (متى ٢٥ : ٤۰) ليست مجرّد أمنية تقويّة, بل هي في حياتهم إلتزام بمساعدة الفقير ومواجهة كلّ أشكال الفقر تاماديّ والثقافيّ والدينيّ والإقتصاديّ (البابا يوحنا بولس الثاني). وهي في الإنجيل إطعام الجائعين خبزا وعلما وتربية وفرصة عمل ووسائل لتحقيق ذواتهم, وإيواء الغرباء الباحثين عن مسكن ودور وانخراط في مجتمعهم الجديد.

ج- أمّا المشاركة في الخدمة الملوكيّة, التي دشّن بها السّيد المسيح زمنا جديدا مرضيا للرب, ونشر ملكوت الله على الأرض, فتدعو المؤمنين إلى الصراع الروحيّ لتدمير سلطان الخطيئة فيهم, وإلى تكريس ذواتهم لخدمة المحبّة والعدالة, مثل سقي العطشان إلى ماء وعدالة وحقوق, وكسوة العريان بلباس ماديّ وبثوب الكرامة والصيت الحسن. فكلام الربّ في إنجيل اليوم يُعلن الحقيقة في شأن خيرات الأرض التي وكـّلها الله إلى البشر ليثمّروها ويمتلكوها ويُحسنوا التصرّف بها, ويُشركوا المعوزين فيها. ويعلن الحقيقة في شأن الفداء الذي أنقذ جميع الناس وآتاهم أن يكونوا مسؤولين بعضهم عن بعض, بحيث أنّ من نال من جودة الله وفرة من الخيرات الروحيّة والمادّية, فقد نالها بهدف استعمالها لكماله الشخصيّ, وفي الوقت نفسه كخادم للعناية الإلهيّة في التخفيف من عوز الآخرين.
ندى الور
ندى الور
مساعد المشرف العام
مساعد المشرف العام

عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى