تكريس العائلة لقلب يسوع الأقدس.

تكريس العائلة لقلب يسوع الأقدس.

يا قلب يسوع الأقدس, الذي أظهرت للقديسة مرغريتا مريم رغبتك في أن تملك على العائلات المسيحيّة, فقد جئناك اليوم نجهر بسيادتك المطلقة على عائلتنا, وقد عزمنا أن نحيا من الآن فصاعداً ونجتهد في أنْ تُزهر فينا الفضائل التي علّقتَ عليها السلام في هذه الحياة, وتُبعد عنّا روح العالم الذي رذلته.

نُريد أن تملك في عقولنا بسذاجة إيماننا, وعلى قلوبنا بحبّنا التام لك, وسنُنمّي هذا الحبّ باقترابنا المتواتر من سرّ الافخارستيّا.

فتنازل, أيها القلبُ الإلهيّ, وترأس اجتماعاتنا, وباركْ مشاريعنا الروحيّة والماديّة. أبعدْ عنّا المصاعب والضيقات, وقدّس أفراحنا, وسلّ همومنا, وإذ خَطئَ أحدُنا وأحزنك, ذكّرهُ, أيها القلب الأقدس, أنّك رؤوف رحوم للخاطئ التائب, وشجّعه ليتقرّب من أسرارك المقدّسة. وعندما تدقّ ساعة الإنفصال, ويُلقي الموتُ علينا لِباسَ الحِداد, نكون كلّنا, الراحلين والباقين, خاضعين لآرادتك القدّوية, ونتعزّى برجاء إجتماع العائلة كلّها يوماً في السماء حيثُ تُمجّد إلى الأبد نِعَمكَ ومحبّتك اللامتناهيين.

يا يسوع حبيبنا, تعال وامكثْ بيننا, كأنّك في بيتك, في الناصرة. فإنّنا نُحبّ العذراء أمّك, التي أعطيتناها أمّاً. تعال واملأ بحضورك, الفراغ الذي سبّبه لنا الشقاء والموت. يا أوفى الأصدقاء, لا تتركنا في أوقات المِحَن والآلام, بل أفض بلسَمَكَ العذب على جراحنا الخفيّة, التي لا يعلَمُها أحدٌ سواك. تعال فَلَعَلَّ مساء الشدائد والمصائب قد دنا منّا. امكثْ معنا, يا ربّ, فقد دنا وقت المغيب.

فليتنازلْ قلبُ مريم الطاهر, وليتنازل خطيبها مار يوسف البتول, وليقدّما لك هذا التّعبّد والتكريس, وليُذكّرانا به كلّ يومٍ من أيّام حياتنا. ليحيَ قلبُ ملكنا ومخلّصنا. آمين.