منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا
منتدى ماء الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تأمل في معجزة احياء لعازر /ج1

اذهب الى الأسفل

تأمل في معجزة احياء لعازر /ج1 Empty تأمل في معجزة احياء لعازر /ج1

مُساهمة من طرف ندى الور 2009-07-20, 8:35 pm

تأمل في معجزة احياء لعازر

لنتأمل و اياك في معجزة احياء لعازر من الموت. "أنا القيامة والحياة, من آمن بي, وإن مات, فسيحيا, وكلّ من يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد".
يسردها لنا القدّيس يوحنّا في إنجيله (يوحنا ١١ : ١ - ٤٥). ولنتذكر دائماً أنّه, كما في كفرناحوم ونائين, كان كلّ منّا أيضاً في ذهنه هناك في بيت عنيّا. بيت عنيّا قرية صغيرة في شمال اليهوديّة, وهي لا تبعد كثيراً عن أورشليم. توفّي هناك شخص اسمه لعازر, كان من أصدقاء يسوع الأعزّاء, وكان له أختان, مرتا ومريم. يبدو أنّ يسوع كان يجعل من تلك العائلة إحدى محطّاته وهو يتنقّل بين الجليل واليهوديّة.

حدث أنّ مرض لعازر. وإذ اشتدّ عليه المرض, أرسلت أختاه مرتا ومريم خبراً عاجلاً إلى يسوع تنبآنه بذلك, وكانتا عل يقين من أنّه سوف يُسرع إلى زيارته ليشفيه. وإذا حدث لنا أن وجدنا أنفسنا إلى جانب شخص عزيز تتدهور حالته الصحيّة بسرعة حتّى أخذ يُشرف على الموت, ورحنا نبحث عمّن يُساعد في إنقاذ حياته, لا بُدّ أن نتفهّم طبيعة شعور الأختين, وكم كان في طلبهما يسوع من إلحاح كي يأتي إلى نجدة العائلة في ذلك الظرف الحرج.

الجواب الذي تلقتاه من يسوع كان بمثابة صدمة لهما. كانت رسالتهما إليه بسيطة: "يا ربّ إنّ الذي تُحبّه مريض". فبدل أن يُسرع يسوع إلى بيت عنيا, كما تمنّت مرتا ومريم, أرسل يقول لهما بكلّ برودة: "هذا المرض لا يؤول إلى الموت, بل إلى مجد الله, ليُمَجّد به ابن الله". ولكنّه كان من الواضح أنّ المريض مُشرف على الموت.

وكان صراع بين ثقتهما بيسوع, وما يبدو في جوابه من عدم إعارة الأمر الإهتمام الكافي وبالسرعة المنشودة. ولا بدّ أنّهما بحثتا عمّا يعزّيهما في ذلك الجواب... ولكن ما لبث أخاهما أن فارق الحياة...

ومع ذلك, يقول لنا يوحنّا الإنجيليّ, وبالرغم من أنّيسوع "كان يُحبٌ مرتا وأختها ولعازر, وبعد أن سمع أنّ لعازر مريض, بقي في مكانه يومين". لماذا تراه أخّر قدومه بهذا الشكل؟

لا بدّ وأن حزن مرتا ومريم كان عميقاً وعميقاً جداً. وما من شكّ في أنّهما شعرتا بخيبة مريرة, وكان لهما على يسوع عتب كبير. كان يسوع صديقاً حميماً للعائلة وللعازر بنوع أخصّ, ولطالما لجأت العائلة إليه في ساعات الشدّة, ووثقت بقدرته التي بدت جليّة في أماكن عدّة ومناسبات مختلفة, حتّى إنّها حوّلت الماء خمراً وهدّأت العاصفة الهوجاء... وكانت مرتا ومريم قد تأملتا بشفاء أخيهما, إذ قال لهنّ إنّ "هذا المرض لا يأول إلى الموت". ولكن ما غدا مؤكّداً الآن أنّه, بالرغم من كلّ التطمينات, لعازر قد مات!
ومن الطبيعيّ أن يتساءل المرء, في مثل هذه الحال, هل أدّى موت لعازر أيضاً, في تلك الليلة المظلمة, إلى موت إيمان الأختين بيسوع وحبّهما إيّاه ؟

"ثمّ قال للتلاميذ بعد ذلك: لنعد إلى اليهوديّة". فعارضه التلاميذ بقولهم له: "ربّي, قبل قليل حاول اليهود أن يرجموك, أفتعود إلى هناك ؟". ولكنّه لم يكن يفكّر في نفسه, بل بما سيفعله للعازر وأختاه. فقال لهم: "إنّ صديقنا لعازر رقد, ولكنّي ذاهب لأوقظه". فأتت ردّة فعل التلاميذ في غاية المنطق, إذ قالوا له: "إذا كان راقداً فسينجو". آنذاك أخبرهم بوضوح أنّ لعازر قد مات. فخيّم فجأة عليهم سكون حزين, فهم كانوا ينزلون, مع يسوع, ضيوفاً على تلك العائلة في تجوالهم من الجليل وإليه. ثمّ تابع يسوع كلامه قائلا لهم بصراحة: "قد مات لعازر, ويسرّني, من أجلكم كي تؤمنوا, أنّي لم أكن هناك. فلنمض إليه". ولنتذكّر هنا كذلك أنّنا نحن أيضاً كنّا في ذهنه, وأنّ عمله هذا كان من أجلنا نحن أيضاً كي نؤمن.

وكان توما على يقين من أنّ عودة يسوع إلى اليهوديّة لن تأول فقط إلى موته, بل إلى موت مَن هم معه أيضاً. ولكن يبدو أنّ كلام يسوع أضرم في تلك اللحظة نار البطولة في قلب توما, فقال لسائر التلاميذ بصوت ينمّ على شعور بالإيمان : "فلنمض نحن أيضاً لنموت معه".

وبهذا تحرّكت الجماعة نحو بيت عنيا. وكان يسوع يُدرك أنّه سيأتي يوم يفرح فيه التلاميذ أيضاً لأنّ يسوع لم يكن هناك عندما كان لعازر مريضاً. ذلك لأنّ الخبرة التي سيعيشونها بعد قليل ستكون لهم مصدر قوّة, فيما بعد عندما يتعرّض كلّ منهم إلى العذاب والموت.

وبينما هو يقترب من بيت عنيا, علم الناس بقدومه. ولمّا سمعت مرتا بذلك, خرجت لاستقباله كما كانت تفعل قبل موت أخيها. وإذ كان يقترب رآها آتية نحوه, فنظرت عيناه الإلهيّتان إلى قلبها, ففهم أنّها سوف تعاتبه بقولها: "يا ربّ, لو كنتَ هنا لما مات أخي". ولكنّه أدرك أيضاً عمق إيمانها الذي دفع بها لتتابع كلامها قائلة: "ولكنّي ما زلتُ أعلم أنّ كلّ ما تسأل الله, فالله يعطيكَ إيّاه". فقال لها يسوع: "سيقوم أخوك". ولكنّ مرتا أخطأت فهم ما قاله لها. لذا أتى جوابها, وفيه بعض عتب ومرارة, إذ قالت له: "أعلم أنّه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير!".

آنذاك نظر يسوع بكثير من الحنان في عينيّ مرتا وقد ظلّلهما الاحمرار وأرهقتهما الدموع التي عادت الآن مُجدّداً تنهمر منهما. وهمس إليها قائلاً: "أنا القيامة والحياة, مَن آمن بي, وإن مات, فسيحيا. وكلّ مَن يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد. أتؤمنين بهذا ؟". أتت إجابتها هذه المرّة نبويّة وفي غاية العمق, إذ أحسّت بذلك الدفء من قلب المسيح يظلّلها, فقالت له: "نعم يا ربّ, إني أؤمن بأنّك المسيح ابن الله الآتي إلى العالم".

هذا هو الإيمان الذي ينقل الجبال... الإيمان الذي يُعيد الميّت إلى الحياة !

"أنا القيامة والحياة, مَن آمن بي, وإن مات, فسيحيا, وكلّ مَن يحيا ويؤمن بي لن يموت إلى الأبد".
ندى الور
ندى الور
مساعد المشرف العام
مساعد المشرف العام

عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى