منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا
منتدى ماء الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموعظة على الجبل-الجزء الاول

اذهب الى الأسفل

الموعظة على الجبل-الجزء الاول Empty الموعظة على الجبل-الجزء الاول

مُساهمة من طرف admin-yousef 2009-05-18, 9:15 pm

الموعظة على الجبل

(متى 5:1-7:28)

بعد أن اختار المسيح تلاميذه، ألقى عليهم عظة فريدة وافية شاملة أبدية، تُعتبر قاعدة المواعظ وخلاصة الدين، وتُسمَّى »الموعظة على الجبل«. ألقاها المسيح في مكان مرتفع بقرب كفرناحوم، اتفق أكثر المفسرين على أنه المكان المعروف حالياً باسم »قرون حطين« وهو للجهة الشرقية الشمالية من مدينة طبرية. والموعظة على الجبل هي أهم وأكمل ما ورد من عظات المسيح، كما أنها الأكثر شهرة، والأقرب قبولاً عند أضداد المسيحية من سائر خُطب المسيح.

هذه الموعظة دستور الملكوت الروحي الجديد الذي أنشأه المسيح على أساس النظام القديم الإلهي الذي أُنزل على موسى والأنبياء، وجاء المسيح لا لينقضه بل ليكمله. في هذا الملكوت نرى أن المسيح هو الملك الذي أنبأ الله عنه قبلاً بفم نبيّه داود: »أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي« (مزمور 2:6). فلا بدَّ له من منشور خصوصي يسلّمه لسفرائه الرسل معلناً فيه ما هو جديد في نظام هذا الملكوت، وما هو المعنى الجديد لما حفظ فيه من النظام القديم. فالملك الذي عيَّن رسله، يؤيدهم بقوة خصوصية تمكّنهم من القيام بمهمتهم المتنوعة العجيبة.

قبل الإصغاء إلى كلام المسيح، لنقف قليلاً لنشرح الظروف الخارجية المتعلِّقة بهذه العظة، التي لم تُعْطَ كما أُعطيت الشريعة القديمة، فقد أُعطيت شريعة موسى على جبل سيناء الأجرد، بصوت إلهٍ غير منظور، ومحُوطةٍ بالبروق والرعود والزلازل ولهيب النار المخيفة، بينما حُرِّم على كل حي، سوى موسى الكليم، الدنوّ من هذا الجبل وإلا قُتل رجماً. أما الموعظة على الجبل فأُلقيت على جبل »قرون حطين« الأنيس، في وسط المروج الخضراء، وبين تغريد العصافير الأليفة، وأريج الأزهار الجميلة. والصوت صوت الإله متأنساً متسربلاً بالطبيعة البشرية، محاطاً بتلاميذه، وراءهم جمهور من كل الأنحاء جاءوا لسماع كلامه.

قال اليهود في تقاليدهم إنه عندما يظهر المسيح فإنه يقف على شاطئ البحر عند مدينة يافا، ويأمر البحر أن يسلِّم ما فيه من الكنوز، فيقذف البحر أمام قدميه الجواهر الثمينة والكنوز التي دُفنت في قاعه، فيُلبِسُ المسيح تابعيه الملابس الفاخرة والحجارة الكريمة، ويطعمهم منّاً سماوياً يفوق حلاوة ولذة المن الذي أكله آباؤهم أربعين سنة في البرية. هذا تصوير وهميٌّ لمجيء مسيح وهمي.

أفلَم تكن الحقيقة التي نحن بصددها أجمل وأكمل؟ هل من جواهر في قاع البحر تساوي جواهر التعليم الروحي الجوهري؟ هل من حُلل أفخر من حلل الخصال الحميدة المذكورة في وعظه والظاهرة في مثاله؟ هل في الأمر للبحر أن يقدم ما فيه سطوة وهَيُبة كالتي في الأمر للشياطين أن تخرج من الناس، وللموتى أن تحيا، وفي الأمر الذي يمنح غفران الخطايا لتابعيه.

لا ريب في أن كل درر تعاليمه ليست جديدة في مسامع البشر. كان قد سبق عند اليهود كثير، وعند الأمم قليل من التعاليم المشابهة لها، لكن هذه السابقة كانت كجسم آدم الجميل، عندما جبله الرب من التراب قبل أن قام حياً، بينما تعاليم المسيح أشبه بجسم آدم بعد أن نفخ الخالق نسمة الحياة.

»وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ. فَعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: »طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. طُوبَى لِلْحَزَانَى، لِأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لِأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الْأَرْضَ. طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لِأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لِأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. طُوبَى لِلْأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لِأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللّهَ. طُوبَى لِصَانِعِي السَّلَامِ، لِأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللّهِ يُدْعَوْنَ. طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لِأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الْأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ« (متى 5:1-12).

بداية الموعظة: طوبى

صعد المسيح إلى الجبل. ولما جلس تقدم إليه تلاميذه، فعلمهم قائلاً: »طوبى«. كان روح الشريعة القديمة ظاهراً في القول: »مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لَا يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ« (غلاطية 3:10) وفي اللعنات المفصَّلَة التي نودي بها على جبل عيبال. أما الشريعة الجديدة فقد أعلن المسيح روحها في الآية الشهيرة: »لِأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ« (يوحنا 3:16). استحسن المسيح أن يكون استهلال شريعته كلمة »طوبى«، وهي الكلمة التي استهلَّ بها جده داود بعض مزاميره الفائقة الشهرة والجمال.

افتتح المسيح وعظه، لا بالوصايا والوعيد، بل بالتهنئة، لأنه أتى من عند الآب لكي يردَّ للبشر سعادة فقدوها بسبب الخطيئة، فجعل الفرح من أهم أركان ملكوته، وجمع في كلمة »طوبى« التهنئة والفرح والسعادة، لأنه يتكلم عن الطوبى الحقيقية لا الوهمية. ففي يومنا هذا نرى أن مبادئ ملكوته الجديد قد رسخت في العالم، وأنها تتسلَّط تدريجياً قرناً بعد قرن من يوم ظهورها إلى الآن، فقد أجمع البشر وعلماؤهم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، بأن شريعة المسيح أسمى كل ما ظهر في تاريخ الإيمان.

نرى في سلسلة التطويبات التي أتت في مقدمة هذه العظة أمراً يجب الانتباه الخصوصي إليه، وهو ما أتى قديماً في القول الإلهي: »لأن أفكاري ليست أفكاركم، ولا طرقكم طرقي يقول الرب« (إشعياء 55:Cool. فمن أول أعمال المسيح أنه نقض الآراء الدينية الباطلة السائدة في ذلك الزمان، ونفى الخطأ في تعاليم رؤساء الدين اليهودي في زمانه.

طوبى للمساكين



الطوبى الأولى تقول: »طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات« وهي تتحدث عن أشخاص غير الذين ظنَّهم أهل ذلك الزمان أصحاب ملكوت السماوات، فهذه الحجة للتطويب لا يصدقها سامعوه، لأنهم يحسبون أن في مقدمة أصحاب السعادة رؤساء الدين من كهنة وكتبة وفريسيين (أي الأغنياء في المنصب الديني). لهؤلاء يكون القول الأول والمنفعة الكبرى في الملكوت الزمني المجيد الذي يقيمه المسيح متى جاء. لكن المسيح يرى أن ملكوت السماوات ليس لأولئك وأمثالهم، بل للمساكين بالروح، لأن هؤلاء هم الذين يملكون مع المسيح. كان المسيح قد استشهد في عظته الشهيرة المختصرة في الناصرة بالنبوة القائلة فيه: »الرب مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ« (لوقا 4:18) ولهذا خصص تطويبه الأول للمساكين بالروح.

طوبى للحزانى



الطوبى الثانية أعطاها للذين يتمتعون بتعزيات الحياة في وسط مصائبها ويفرحون بعد البكاء. ولا خلاف بين المسيح وسامعيه في هذا القول، لكنهم يخصصون هذه التعزيات للأغنياء، الذين يدفعون عنهم المصائب بمعاونة ذويهم، ويتعزون بكثرة الأصدقاء. أما فهو فخصصها للباكين من الويل والشقاء. التعزية الإلهية هي للذين قد عُفي عن إثمهم، وقد قبلوا من يد الرب ضعفين عن كل خطاياهم (إشعياء 40:2).

وطوبى للودعاء



الطوبى الثالثة هي للذين يرثون الأرض. نعم ومن هم؟ حسب رأي سامعيه هم أصحاب النفوذ، الذين بدهائهم يسيطرون على البشر، وبمهارتهم يوسّعون أملاكهم ويزيدون ثروتهم. أليس هؤلاء هم الذين يرثون الأرض؟ أما المسيح فيرى أن الذين يرثون الأرض هم الودعاء. في ملكوت المسيح ليس المهوب بل المحبوب هو الذي يرث الأرض. رأى هذه الحقيقة داود النبي فقال: »بَعْدَ قَلِيلٍ لَا يَكُونُ الشِّرِّيرُ. تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلَا يَكُونُ. أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الْأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ السَّلَامَةِ« (مزمور 37:10، 11).

طوبى للجياع والعطاش



الطوبى الرابعة هي نصيب الشباعى. هنا أيضاً اتفاق بين المسيح وسامعيه. لكن من هم الشباعى؟ عند سامعيه هم الأغنياء في المال، الذين لا يشتهون أمراً إلا ويأتيهم المال به. هم الذين لا يعرفون من الجوع إلا اسمه. إنما حسب رأي المسيح، هم الذين لا يبالون بالغنى المادي، ولا يشتهون كثيراً خيرات هذا العالم، بل يجوعون ويعطشون إلى البر السماوي لأجل نفوسهم ولأجل من حولهم. في ملكوت المسيح هؤلاء هم الذين يشبعون. وقد قال نبي الله إشعياء: »هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: »هُوَذَا عَبِيدِي يَأْكُلُونَ وَأَنْتُمْ تَجُوعُونَ. هُوَذَا عَبِيدِي يَشْرَبُونَ وَأَنْتُمْ تَعْطَشُونَ« (إشعياء 65:13).

طوبى للرحماء



الطوبى الخامسة خصَّها للرحومين، الذين ينالون من الله الرحمة ومن الناس المراعاة. لكن هل هم الأغنياء في السلطان، أي الملوك والحكام المرعيو الجانب، السالمون من المظالم؟ وهل هم الذين يرغمون الناس على مراعاتهم بسطوتهم؟ وبقوتهم يخدمون المصالح الدينية الخارجية، وبذلك يكسبون عند الله أيضاً المراعاة؟ يقول المسيح إن الذين يُرحمون هم اللطفاء لا المتجبِّرون. هم الذين يراعون الناس لا الذين يراعيهم الناس. هم الذين يخضعون للآخرين لا الذين يُخضِعونهم. في ملكوته ينال الرحماء الرحمة لا العتاة. قال الحكيم سليمان: »اَلرَّجُلُ الرَّحِيمُ يُحْسِنُ إِلَى نَفْسِهِ« (أمثال 11:17). وقال أبوه داود لِلَّه: »مَعَ الرَّحِيمِ تَكُونُ رَحِيماً« (مزمور 18:25).

طوبى للأنقياء القلب



السبب المعطى للطوبى السادسة هو أصعب الكل وأبعدها عن التصديق. قال: »طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله«. أليس هذا مستحيلاً في هذه الدنيا؟ أليس هو العلي الذي يرى ولا يُرى؟ ألم يقل المسيح سابقاً: »اَللّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ؟« (يوحنا 1:18) مع كل ذلك نعلم أن اشتهاء الإنسان معاينة الله أمر فطري، وأشرف ما هو فطري في الإنسان.

حسب تصوُّرات الذين خاطبهم المسيح إن الذين يعاينون الله في هذه الدنيا، أو في الآخرة هم الأغنياء في العلم، ولا سيما المتعمَّقين في الدروس اللاهوتية، لأن لهم البصيرة الكافية ليروا من الأمور الإلهية ما لا يراه غيرهم. لكن المسيح يرى أن أنقياء القلب هم الذين يعاينون الله. لا أنقياء العين بل أنقياء القلب. العين التي تستطيع رؤية الله إذاً ليست عين العقل الذكي بل القلب النقي. قال داود النبي: »لِأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ.. مَنْ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، وَمَنْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ قُدْسِهِ؟ اَلطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ، وَالنَّقِيُّ الْقَلْبِ« (مزمور 11:7 و24:3، 4).
admin-yousef
admin-yousef
المشرف العام
المشرف العام

عدد المساهمات : 248
نقاط : 575
تاريخ التسجيل : 02/05/2009

https://wateroflife.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى