كلام الحياة - من إنجيل ربنا يسوع المسيح للقديس لوقا الأنجيلي البشير.

كلام الحياة - من إنجيل ربنا يسوع المسيح للقديس لوقا الأنجيلي البشير.

(لوقا ٤ : ٣١ - ٤٤)
قال لوقا البشير: ونَزَلَ يَسوعُ إلى كَفَرْناحوم، وهيَ مَدينَةٌ في الجَليل، وكانَ يُعَلِّمُهُم في السُّبوت. فَبُهِتوا مِنْ تَعْليمهِ، لأنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمَ بِسُلْطان. وكانَ في المَجْمَع ِرَجُلٌ بِهِ روحُ شَيْطان ٍنَجِس، فَصَرَخَ بِصَوتٍ عَظيم: "آه! ما لَنا ولَكَ يا يَسوعُ النَّاصِريّ؟ هَلْ أتَيْتَ لِتُهْلِكَنا؟ أنا أعْلَمُ مَنْ أنْت: أنْتَ قُدُّوسُ الله!". فَزَجَرَهُ يَسوعُ قائِلاً: "إخْرَسْ! واخْرُجْ مِنْ هَذا الرَّجُل!". فَطَرَحَهُ الشَّيْطانُ في الوَسَطِ، وخَرَجَ مِنْهُ، ولَمْ يُؤذِهِ بِشَيء. فَتَعَجَّبوا جَميعُهُم وأخَذوا يُخاطِبونَ بَعْضُهُم بَعْضاً قائِلين: "ما هَذا الكَلام؟ فَإنَّهُ بِسُلْطان ٍوقوَّةٍ يَأمُرُ الأرواحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُج". وذاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ مَكان ٍمِنْ تِلْكَ النَّاحيَة. وقامَ يَسوعُ مِنَ المَجْمَع ِفَدَخَلَ بَيْتَ سِمْعان. وكانَتْ حَماةُ سِمْعانَ مُصابَةً بِحُمَّى شَديدَة، فَسَألوهُ مِنْ أجْلِها. فَانْحَنى عَلَيْها، وزَجَرَ الحُمَّى فَتَرَكَتْها. وفَجْأةً قامَتْ وصارَتْ تَخْدُمُهُم. وعِنْدَ غُروبِ الشَّمْس، كانَ جَميعُ النَّاس ِيَأتونَ إلَيْهِ بِكُلِّ ما لَدَيْهِم مِنْ مَرْضى مُصابينَ بِأمْراض ٍمُخْتَلِفَة. فَكانَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلى كُلِّ واحِدٍ مِنْهُم ويَشْفيهِم. وكانَتْ أيْضاً شَياطينُ تَخْرُجُ مِنْ مَرْضى كَثيرين، وهِيَ تَصْرُخُ وتَقول: "أنْتَ هُوَ ابْنُ الله!". فَكانَ يَزْجُرُهُم ولا يَدَعُهُم يَتَكَلَّمون، لأنَّهُم عَلِموا أنَّهُ هُوَ المَسيح. وعِنْدَ الصَّباح، خَرَجَ يَسوعُ ومَضى إلى مَكان ٍقَفْر، وكانَ الجُموعُ يَطْلُبونَهُ، فَأتوا إلَيْهِ وحاولوا يُمْسِكوا بِهِ لِئلاَّ يَبْتَعِدَ عَنْهُم. فَقالَ لَهُم: "عَليَّ أنْ أُبَشِّرَ سائِرَ المُدُن ِأيْضاً بِمَلَكوتِ الله، فَإنِّي لِهَذا أُرْسِلْتُ". وكانَ يَكْرِزُ في مَجامِع ِاليَهودِيَّة.

الشرح:
(بمناسبة عيد القديس يوسف البتول)
"سمّه يسوع"
إنّ كلمة "يسوع" تعني بالعبريّة "الخلاص" أو "المخلِّص"، وهو اسم كان يشير إلى رسالة معيّنة بالنسبة إلى الأنبياء. من هنا هذا الكلام المرتّل برغبة جامحة في رؤياه: "نفسي بالربّ تبتهج وبخلاصه تفرح؛ ذابت نفسي شوقًا إلى خلاصك" (مز13: 6؛ 35: 9؛ 119: 81). "أمّا أنا فأتهلّل بالربّ وأبتهج بإله خلاصي" (حب3: 18). ولا سيّما "اللهمّ، باسمك، خلّصني" (مز54: 3). كما لو كنّا نقول: "أنت المدعوّ مخلِّص، أظهر مجد اسمك بتخليصي". وبالتالي، فإنّ اسم الإبن الذي ولدته العذراء مريم هو يسوع، وفق شرح الملاك: "هو الذي يخلّص شعبه من خطاياهم"...

أمّا اسم "المسيح"، فهو يشير إلى الكرامة الكهنوتيّة أو الملوكيّة. والحقيقة أنّ الكهنة والملوك كانوا يمسحون بالزيت المقدّس؛ وبذلك كانوا علامات لمَن ظهر في العالم كالملك الحقيقي وعظيم الكهنة، ونال المسحة بـ"زيت الابتهاج دون أصحابه" (مز45: . وبفضل هذا الزيت يسمّى المسيح، وكلّ مَن ينال هذا الزيت، زيت النعمة الروحيّة، يُدعى مسيحيًّا. وباسمه المخلِّص، فليتكرّم بأن يخلّصنا من خطايانا! وبزيت عظيم الكهنة، فليتكرّم بأن يصالحنا مع الله الآب. وبزيت الملك، فليعطنا ملكوت الآب الأبدي.