تأملات شهر أيار مع العذراء- 8 - مريم الحبل بلا دنس (2).
صفحة 1 من اصل 1
تأملات شهر أيار مع العذراء- 8 - مريم الحبل بلا دنس (2).
تأملات شهر أيار مع العذراء- 8 - مريم الحبل بلا دنس (2).
((إنتشار الجدل حول مضمون عقيدة الحبل بلا دنس))
وانتشر في الكنيسة العيد المُسمى "الحبل بلا دنس". وكما هو طبيعي، أُثير الجدل حول مضمون العيد. فذهبوا إلى أبعد الحدود في الاعتراض، انطلاقاً من شمولية الخطيئة الأصلية :" اجتاز الموت، كما يقول القديس بولس، إلى جميع الناس ، لأنهم جميعاً قد خطئوا في آدم... بزلةِ إنسان واحد كان القضاء على جميع الناس" (روم 5 / 12 ،18)... وإذا بالحقيقة تنجلي، وبالمعتقد يستتب تماماً ونهائياً، لا سيّما بتأثير القديس أنسِلم رئيس أساقفة كنتوربري الذي استخلص مفهوم "التطبيق المسبق"، على مريم، لاستحقاقات المخلّص. يقول إيدْمَر، أحد تلامذة أنسِلم، إنّه لولا ذلك التطبيق "كيف يتحقق تماماً إتحاد الجسد (جسد مريم) بالنقاء الأعلى؟ كيف يغدو الإنسان والله، بالتجسد، واحداً إلى حدِّ أنّ كلَّ ما هو لله هو للإنسان، وكلَّ ما هو للإنسان هو لله؟" ويقول ديونيسوس الراهب: "يُثير منّا الاشمئزاز مجرّد التفكير بأنّ تلك المرأة المعدّة لتسحق يوماً رأس الحية الجهنّمية، قد نالت منها الحيّة فكانت، هي أمُّ الله، ولو لحظة واحدة بنت الشيطان!" وراح تكريم العذراء ينتشر بشكلٍ غريبٍ، فتتدخّل السلطة الكنيسة، مرّةً للموافقة ومرّةً للكبح... هكذا وافق رسمياً سيكستوس الرابع على عيد الحبل، وحدّد إسكندر السابع موضوعه كما نعترف به اليوم، وعمّمه إكليمنضوس الحادي عشر على الكنيسة الجامعة. ثم كان أن قدِّمت إلى الكرسي الرسولي عرائض تطالب بالإعلان الرسمي لعقيدة الحبل بلا دنس... أُعطيت موافقات للاحتفال بالقداس الخاص بالحبل بلا دنس... ثبّتَ بيوس السابع قوانين " جمعية الحبل بلا دنس" التي أُنشئت في برشلونة، وفي السنة التالية حركةً أسبانية بإسم "رابطة حبل العذراء الطوباوية بلا دنس"، كما وسمح لفرنسيسكان مملكة نابولي بأن يُضيفوا، إلى مقدمة نافور القداس الخاص، الصفة "بلا دنس" إلى الموصوف" الحبل"... والبابا لاون الثاني عشر طمأن الملافنة المحلَّفين بنقل التعليم الصحيح والذين كانوا يتساءلون بقلق إن كان في وسعهم أن يدافعوا عن معتقد الحبل بلا دنس... هذا وإنّ راهبة المحبة، كاترين لابوريه، أُنعِمَ عليها، في 27/11/1830، بظهور للعذراء تراءت فيه وهي تسحق برجلها رأس الحية، ثم أحاطت بها هذه الكلمات: "يا مريم الحُبل بها بلا خطيئة، صلّي لأجلنا نحن الملتجئين إليك." بعد ذلك، سمعت كاترين صوتاً يقول: "إضربي أيقونةً على هذا الشكل. وكلُّ من يلبسها مغفرةً ينال نعماً كبيرة، لا سيما إذا لُبست معلقةً في العنق. وستكون النعم غزيرةً لذوي الثقة." فعلت، فكثرت النعم، وكثرت العجائب، حتى أطلقوا على الأيقونة لقب "العجائبية". فراح المؤمنون، بدافع التقوى وعرفان الجميل، يبدون التمنّي لو أنّ الكنيسة تكرّس نهائياً إمتياز الحبل بلا دنس... وبعد أن سُمح بأن يضاف إلى "طلبة لوريت" الابتهال "يا سلطانةً حبل بها بلا دنس"، راحت الالتماسات تتوافد بكثرة إلى الكرسي الرسولي، من أجل إعلان العقيدة رسميّاً. فكانت آخر مراحل التهيئة أنّ البابا بيوس التاسع وافق، سنة 1848، على "فرض" خاص بالحبل بلا دنس، مرفق بقداس ليوم العيد وطوال التساعية. وفي السنة التالية، أنشأ مجلس لاهوتيّين لدرس مسألة الإعلان. ثم عيّن لجنةً تحضريّة للمرحلة ما قبل الأخيرة وأذاع، سنة 1849، رسالته العامة "Ubi primum " التي أعلم بها الأساقفة أنه عازم ٌ على أن يعرض مسألة الحبل بلا دنس للتدقيق الأخير. وافق الجميع ما عدا أربعة أو خمسة، من أصل 603، عارضوا لا العقيدة بحدّ ذاتها، بل فكرة الإعلان... فكان أنّ البابا بيوس التاسع، في 8/12/1854، أعلن رسمياً عقيدة الحبل بالعذراء مريم بلا دنس الخطيئة الأصلية، في رسالته Ineffabilis Deus. بعد مرور أربع سنوات على هذا الإعلان، ظهرت مريم في لورد لبرناديت سوبيروس. ولما سألتها الفتاة، بإيعاز من كاهن الرعية، من هي وما أسمها، قالت: "أنا الحبل بلا دنس" (باللغة الإقليمية الجنوبية، وكما هو مكتوب على قاعدة تمثال العذراء في لورد: Que soy era immaculada Councepciou).
((إنتشار الجدل حول مضمون عقيدة الحبل بلا دنس))
وانتشر في الكنيسة العيد المُسمى "الحبل بلا دنس". وكما هو طبيعي، أُثير الجدل حول مضمون العيد. فذهبوا إلى أبعد الحدود في الاعتراض، انطلاقاً من شمولية الخطيئة الأصلية :" اجتاز الموت، كما يقول القديس بولس، إلى جميع الناس ، لأنهم جميعاً قد خطئوا في آدم... بزلةِ إنسان واحد كان القضاء على جميع الناس" (روم 5 / 12 ،18)... وإذا بالحقيقة تنجلي، وبالمعتقد يستتب تماماً ونهائياً، لا سيّما بتأثير القديس أنسِلم رئيس أساقفة كنتوربري الذي استخلص مفهوم "التطبيق المسبق"، على مريم، لاستحقاقات المخلّص. يقول إيدْمَر، أحد تلامذة أنسِلم، إنّه لولا ذلك التطبيق "كيف يتحقق تماماً إتحاد الجسد (جسد مريم) بالنقاء الأعلى؟ كيف يغدو الإنسان والله، بالتجسد، واحداً إلى حدِّ أنّ كلَّ ما هو لله هو للإنسان، وكلَّ ما هو للإنسان هو لله؟" ويقول ديونيسوس الراهب: "يُثير منّا الاشمئزاز مجرّد التفكير بأنّ تلك المرأة المعدّة لتسحق يوماً رأس الحية الجهنّمية، قد نالت منها الحيّة فكانت، هي أمُّ الله، ولو لحظة واحدة بنت الشيطان!" وراح تكريم العذراء ينتشر بشكلٍ غريبٍ، فتتدخّل السلطة الكنيسة، مرّةً للموافقة ومرّةً للكبح... هكذا وافق رسمياً سيكستوس الرابع على عيد الحبل، وحدّد إسكندر السابع موضوعه كما نعترف به اليوم، وعمّمه إكليمنضوس الحادي عشر على الكنيسة الجامعة. ثم كان أن قدِّمت إلى الكرسي الرسولي عرائض تطالب بالإعلان الرسمي لعقيدة الحبل بلا دنس... أُعطيت موافقات للاحتفال بالقداس الخاص بالحبل بلا دنس... ثبّتَ بيوس السابع قوانين " جمعية الحبل بلا دنس" التي أُنشئت في برشلونة، وفي السنة التالية حركةً أسبانية بإسم "رابطة حبل العذراء الطوباوية بلا دنس"، كما وسمح لفرنسيسكان مملكة نابولي بأن يُضيفوا، إلى مقدمة نافور القداس الخاص، الصفة "بلا دنس" إلى الموصوف" الحبل"... والبابا لاون الثاني عشر طمأن الملافنة المحلَّفين بنقل التعليم الصحيح والذين كانوا يتساءلون بقلق إن كان في وسعهم أن يدافعوا عن معتقد الحبل بلا دنس... هذا وإنّ راهبة المحبة، كاترين لابوريه، أُنعِمَ عليها، في 27/11/1830، بظهور للعذراء تراءت فيه وهي تسحق برجلها رأس الحية، ثم أحاطت بها هذه الكلمات: "يا مريم الحُبل بها بلا خطيئة، صلّي لأجلنا نحن الملتجئين إليك." بعد ذلك، سمعت كاترين صوتاً يقول: "إضربي أيقونةً على هذا الشكل. وكلُّ من يلبسها مغفرةً ينال نعماً كبيرة، لا سيما إذا لُبست معلقةً في العنق. وستكون النعم غزيرةً لذوي الثقة." فعلت، فكثرت النعم، وكثرت العجائب، حتى أطلقوا على الأيقونة لقب "العجائبية". فراح المؤمنون، بدافع التقوى وعرفان الجميل، يبدون التمنّي لو أنّ الكنيسة تكرّس نهائياً إمتياز الحبل بلا دنس... وبعد أن سُمح بأن يضاف إلى "طلبة لوريت" الابتهال "يا سلطانةً حبل بها بلا دنس"، راحت الالتماسات تتوافد بكثرة إلى الكرسي الرسولي، من أجل إعلان العقيدة رسميّاً. فكانت آخر مراحل التهيئة أنّ البابا بيوس التاسع وافق، سنة 1848، على "فرض" خاص بالحبل بلا دنس، مرفق بقداس ليوم العيد وطوال التساعية. وفي السنة التالية، أنشأ مجلس لاهوتيّين لدرس مسألة الإعلان. ثم عيّن لجنةً تحضريّة للمرحلة ما قبل الأخيرة وأذاع، سنة 1849، رسالته العامة "Ubi primum " التي أعلم بها الأساقفة أنه عازم ٌ على أن يعرض مسألة الحبل بلا دنس للتدقيق الأخير. وافق الجميع ما عدا أربعة أو خمسة، من أصل 603، عارضوا لا العقيدة بحدّ ذاتها، بل فكرة الإعلان... فكان أنّ البابا بيوس التاسع، في 8/12/1854، أعلن رسمياً عقيدة الحبل بالعذراء مريم بلا دنس الخطيئة الأصلية، في رسالته Ineffabilis Deus. بعد مرور أربع سنوات على هذا الإعلان، ظهرت مريم في لورد لبرناديت سوبيروس. ولما سألتها الفتاة، بإيعاز من كاهن الرعية، من هي وما أسمها، قالت: "أنا الحبل بلا دنس" (باللغة الإقليمية الجنوبية، وكما هو مكتوب على قاعدة تمثال العذراء في لورد: Que soy era immaculada Councepciou).
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات شهر أيار مع العذراء- 7 - مريم الحبل بلا دنس (١).
» تأملات شهر أيار مع العذراء - 10 - الحبل بلا دنس وجمال مريم.
» تأملات شهر أيار مع العذراء- 9 - الحبل بلا دنس بالنسبة إلينا.
» تأملات شهر أيار مع العذراء - 30 - وساطة العذراء مريم وشفاعتها.
» تأملات شهر أيار مع العذراء - 25 - ((مريم خادمة)).
» تأملات شهر أيار مع العذراء - 10 - الحبل بلا دنس وجمال مريم.
» تأملات شهر أيار مع العذراء- 9 - الحبل بلا دنس بالنسبة إلينا.
» تأملات شهر أيار مع العذراء - 30 - وساطة العذراء مريم وشفاعتها.
» تأملات شهر أيار مع العذراء - 25 - ((مريم خادمة)).
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى