عظة الأحد الثاني بعد الصليب.
صفحة 1 من اصل 1
عظة الأحد الثاني بعد الصليب.
عظة الأحد الثاني بعد الصليب.
لكثرة الإثم تفتر المحبّة, ومن يصبر إلى النهاية يخلص (متى ٢٤ : ١ - ١٤).
إنجيل الأحد:
قالَ متَّى الرسول: خَرَجَ يَسوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضى. فَدَنا مِنْهُ تَلاميذُهُ يُلْفِتونَ نَظَرَهُ إلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل. فأَجابَ وقالَ لَهُم: "أَلا يَنْظُرونَ هَذا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنا حَجَرٌ إِلاَّ ويُنْقَض". وفيما هُوَ جالِسٌ عَلى جَبَلِ الزَّيْتون، دَنا مِنْهُ التَّلاميذُ عَلى انْفِرادٍ قائِلين: "قُلْ لَنا مَتى يَكونُ هَذا، وما هِيَ عَلامَةُ مَجِيئِكَ ونِهايَةِ العالَم؟". فأَجابَ يَسوعُ وقالَ لَهُم: "إِحْذَروا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد! فَكَثيرونَ سَيَأْتونَ باسْمي قائِلين: أَنا هُوَ المَسيح! ويُضِلُّونَ الكَثيرين. وسَوفَ تَسْمَعونَ بِحُروبٍ وبِأَخْبارِ حُروب، أُنْظُروا، لا تَرْتَعِبوا! فَلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هَذا. ولَكِنْ لَيْسَتِ النِّهايَةُ بَعْد! سَتَقومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّة، ومَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَة، وتَكونُ مَجاعاتٌ وزَلازِلُ في أَماكِنَ شَتَّى، وهَذا كُلُّهُ أَوَّلُ المَخاض. حِينَئِذٍ يُسْلِمُونَكُم إلى الضِّيق، ويَقْتُلونَكُم، ويُبْغِضُكُم جَميعُ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ اسْمي. وحِينَئِذٍ يَرْتَدُّ الكَثيرونَ عَنِ الإيْمان، ويُسْلِمُ بَعْضُهُم بَعْضاً، ويُبْغِضُ بَعْضُهُم بَعْضاً. ويَقومُ أَنْبياءُ كَذَبَةٌ كَثيرونَ ويُضِلُّونَ الكَثيرين. ولِكَثْرَةِ الإثْمِ تَفْتُرُ مَحَبَّةُ الكَثيرين. ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهايَةِ يَخْلُصْ. ويُكْرَزُ بِإنْجيلِ المَلَكوتِ هَذا في المَسْكونَةِ كُلِّها شَهادَةً لِجَميعِ الأُمَم، وحِينَئِذٍ تأَتي النِّهايَة.
تفسير الإنجيل:
في زمن الصليب هذا, نتأمل مع الكنيسة بنصّين من الكتاب المقدّس, أولهما من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس, يشدّد فيها على أنّ الرجاء بالمسيح يجب أن يتخطى هذه الحياة إلى الحياة الأخرى, وذلك ميّزة المسيحي الذي لا يعرف حتما معنى الشقاء في علاقته بالرّب. أما القدّيس متى فيوضح كلام الرّب في وصفه المجيء الثاني, مشدّدا على أن لا يضل المؤمنون, إذ ليس من مخلص سوى المسيح الفادي المرفوع على الصليب.
يتمحور الخطاب الأخير في الإنجيل, بحسب القدّيس متى, حول نهاية الأزمنة. نتساءل لماذا تضعنا الكنيسة كلّ سنة أمام هذه النصوص؟ وما جدوى ذلك, في حين نؤمن جميعنا بأنّ المهم هو ما نحياه الآن؟ صحيح أننا نسعى إلى عيش السلام والهناء والفرح في حياتنا اليومية وزمننا الحاضر, لكننا نؤمن كمسيحيّن, أنّ تاريخنا غير محدود بالزمن الحاضر, بل يتعدّى الزمان والمكان. فالزمن الأخير, كما في زمن البدايات, هو زمن الله وليس زمن البشر.
يضعنا إنجيل اليوم في هذا الإطار, من خلال صورة الهيكل. كان في تهديد يسوع للهيكل الجديد كفرٌ في نظر السامعين. وقد اتهموه بذلك أمام المجمع, وعلى الصليب, وهزئ به الناس بسبب ذلك. ففي نظر اليهود, كان إعلان تهديم الهيكل يعتبر مسّا بالإيمان, وبتحقيق وعد داود, وبكل أناشيد الفرح المتعلقة بالحجّ إلى الهيكل.
عند ولادة يسوع, قدّمه أبواه إلى الهيكل. وقد دافع الرّب عن قداسة هذا الهيكل ضدّ روح التجارة, وعلـّم فيه بشكل دائم. لكنه أشفق على من اكتفوا بالحجارة ولم يفهموا حضور الله. وها هو الآن, يعلن أنه لن يبقى من هذه الحجارة شيء. هكذا نفهم اضطراب التلاميذ, لدرجة أنهم ربطوا تدمير الهيكل بآخر الزمن. استدرك التلاميذ أنّ دمار الهيكل هو دمارا لأورشليم, وهو بالتالي دينونة لهذا الجيل. فما هذا إذن سوى إعلان للدينونة الأخيرة ومجيء ابن الإنسان.
أمام الكوارث الطبيعية والحروب, يجد الإنسان نفسه في اضطراب وقلق, وكأنه أمام نهاية الأزمنة. لكن متى يؤكد أنّ يسوع حذر من ذلك: "إحذروا كلّ من يضلـّكم". إحذروا من يأتيكم مدّعيا أنه المسيح, فيتكلـّم باسم يسوع. فالحروب والكوارث حدثت دائما, وستحدث دوما, والحالات المؤلمة التي لم تغب يوما عن البشرية, لا يمكن أن نتخذ منها برهانا للتأكيد أنّ النهاية وشيكة.
تشكـّل هذه الأحداث محنة وامتحان لثبات المؤمنين في إيمانهم, بانتظار النهاية التي لا يعرف مكانها وزمانها أحدٌ إلا الآب. نهاية الأزمنة آتية لا محالة, ولكنها متعلقة بإرادة الآب وحده. وحتى ذلك الوقت تأكيد واحد: "أنا معكم إلى نهاية الدّهر", ومسؤولية واحدة: "بشـّروا كلّ الأمم".
يا ربّ, أعطِ كنيستك أن تـُدافع عن الوضعاء والمنسحقين, فتسير في الطريق التي تبعتـَها أنت. أذكر الداخلين في معترك السياسة, فيُجسّد عملهم إنجيل المسيح الذي هو بذار عدالة. أذكر الذين يخافون من الحياة فيلجأون إلى الكحول أو المخدّرات. ليرفعوا هم أيضا رأسهم ويعرفوا أنّ يوم خلاصهم قريب. واذكرنا نحن اليوم بقولك: "إسهروا وصلـّوا في كلّ حين". هكذا تكون صلاتنا صرخة كلّ المظلومين الذين ينتظرون مجيئك أيها المخلص والرّب.
لكثرة الإثم تفتر المحبّة, ومن يصبر إلى النهاية يخلص (متى ٢٤ : ١ - ١٤).
إنجيل الأحد:
قالَ متَّى الرسول: خَرَجَ يَسوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضى. فَدَنا مِنْهُ تَلاميذُهُ يُلْفِتونَ نَظَرَهُ إلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل. فأَجابَ وقالَ لَهُم: "أَلا يَنْظُرونَ هَذا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنا حَجَرٌ إِلاَّ ويُنْقَض". وفيما هُوَ جالِسٌ عَلى جَبَلِ الزَّيْتون، دَنا مِنْهُ التَّلاميذُ عَلى انْفِرادٍ قائِلين: "قُلْ لَنا مَتى يَكونُ هَذا، وما هِيَ عَلامَةُ مَجِيئِكَ ونِهايَةِ العالَم؟". فأَجابَ يَسوعُ وقالَ لَهُم: "إِحْذَروا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد! فَكَثيرونَ سَيَأْتونَ باسْمي قائِلين: أَنا هُوَ المَسيح! ويُضِلُّونَ الكَثيرين. وسَوفَ تَسْمَعونَ بِحُروبٍ وبِأَخْبارِ حُروب، أُنْظُروا، لا تَرْتَعِبوا! فَلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هَذا. ولَكِنْ لَيْسَتِ النِّهايَةُ بَعْد! سَتَقومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّة، ومَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَة، وتَكونُ مَجاعاتٌ وزَلازِلُ في أَماكِنَ شَتَّى، وهَذا كُلُّهُ أَوَّلُ المَخاض. حِينَئِذٍ يُسْلِمُونَكُم إلى الضِّيق، ويَقْتُلونَكُم، ويُبْغِضُكُم جَميعُ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ اسْمي. وحِينَئِذٍ يَرْتَدُّ الكَثيرونَ عَنِ الإيْمان، ويُسْلِمُ بَعْضُهُم بَعْضاً، ويُبْغِضُ بَعْضُهُم بَعْضاً. ويَقومُ أَنْبياءُ كَذَبَةٌ كَثيرونَ ويُضِلُّونَ الكَثيرين. ولِكَثْرَةِ الإثْمِ تَفْتُرُ مَحَبَّةُ الكَثيرين. ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهايَةِ يَخْلُصْ. ويُكْرَزُ بِإنْجيلِ المَلَكوتِ هَذا في المَسْكونَةِ كُلِّها شَهادَةً لِجَميعِ الأُمَم، وحِينَئِذٍ تأَتي النِّهايَة.
تفسير الإنجيل:
في زمن الصليب هذا, نتأمل مع الكنيسة بنصّين من الكتاب المقدّس, أولهما من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس, يشدّد فيها على أنّ الرجاء بالمسيح يجب أن يتخطى هذه الحياة إلى الحياة الأخرى, وذلك ميّزة المسيحي الذي لا يعرف حتما معنى الشقاء في علاقته بالرّب. أما القدّيس متى فيوضح كلام الرّب في وصفه المجيء الثاني, مشدّدا على أن لا يضل المؤمنون, إذ ليس من مخلص سوى المسيح الفادي المرفوع على الصليب.
يتمحور الخطاب الأخير في الإنجيل, بحسب القدّيس متى, حول نهاية الأزمنة. نتساءل لماذا تضعنا الكنيسة كلّ سنة أمام هذه النصوص؟ وما جدوى ذلك, في حين نؤمن جميعنا بأنّ المهم هو ما نحياه الآن؟ صحيح أننا نسعى إلى عيش السلام والهناء والفرح في حياتنا اليومية وزمننا الحاضر, لكننا نؤمن كمسيحيّن, أنّ تاريخنا غير محدود بالزمن الحاضر, بل يتعدّى الزمان والمكان. فالزمن الأخير, كما في زمن البدايات, هو زمن الله وليس زمن البشر.
يضعنا إنجيل اليوم في هذا الإطار, من خلال صورة الهيكل. كان في تهديد يسوع للهيكل الجديد كفرٌ في نظر السامعين. وقد اتهموه بذلك أمام المجمع, وعلى الصليب, وهزئ به الناس بسبب ذلك. ففي نظر اليهود, كان إعلان تهديم الهيكل يعتبر مسّا بالإيمان, وبتحقيق وعد داود, وبكل أناشيد الفرح المتعلقة بالحجّ إلى الهيكل.
عند ولادة يسوع, قدّمه أبواه إلى الهيكل. وقد دافع الرّب عن قداسة هذا الهيكل ضدّ روح التجارة, وعلـّم فيه بشكل دائم. لكنه أشفق على من اكتفوا بالحجارة ولم يفهموا حضور الله. وها هو الآن, يعلن أنه لن يبقى من هذه الحجارة شيء. هكذا نفهم اضطراب التلاميذ, لدرجة أنهم ربطوا تدمير الهيكل بآخر الزمن. استدرك التلاميذ أنّ دمار الهيكل هو دمارا لأورشليم, وهو بالتالي دينونة لهذا الجيل. فما هذا إذن سوى إعلان للدينونة الأخيرة ومجيء ابن الإنسان.
أمام الكوارث الطبيعية والحروب, يجد الإنسان نفسه في اضطراب وقلق, وكأنه أمام نهاية الأزمنة. لكن متى يؤكد أنّ يسوع حذر من ذلك: "إحذروا كلّ من يضلـّكم". إحذروا من يأتيكم مدّعيا أنه المسيح, فيتكلـّم باسم يسوع. فالحروب والكوارث حدثت دائما, وستحدث دوما, والحالات المؤلمة التي لم تغب يوما عن البشرية, لا يمكن أن نتخذ منها برهانا للتأكيد أنّ النهاية وشيكة.
تشكـّل هذه الأحداث محنة وامتحان لثبات المؤمنين في إيمانهم, بانتظار النهاية التي لا يعرف مكانها وزمانها أحدٌ إلا الآب. نهاية الأزمنة آتية لا محالة, ولكنها متعلقة بإرادة الآب وحده. وحتى ذلك الوقت تأكيد واحد: "أنا معكم إلى نهاية الدّهر", ومسؤولية واحدة: "بشـّروا كلّ الأمم".
يا ربّ, أعطِ كنيستك أن تـُدافع عن الوضعاء والمنسحقين, فتسير في الطريق التي تبعتـَها أنت. أذكر الداخلين في معترك السياسة, فيُجسّد عملهم إنجيل المسيح الذي هو بذار عدالة. أذكر الذين يخافون من الحياة فيلجأون إلى الكحول أو المخدّرات. ليرفعوا هم أيضا رأسهم ويعرفوا أنّ يوم خلاصهم قريب. واذكرنا نحن اليوم بقولك: "إسهروا وصلـّوا في كلّ حين". هكذا تكون صلاتنا صرخة كلّ المظلومين الذين ينتظرون مجيئك أيها المخلص والرّب.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» صلاة الأحد الثاني من زمن الصليب.
» عظة الأحد الثالث بعد الصليب.
» عظة الأحد الخامس بعد الصليب.
» عظة الأحد السادس بعد الصليب.
» صلاة الأحد الثالث بعد الصليب.
» عظة الأحد الثالث بعد الصليب.
» عظة الأحد الخامس بعد الصليب.
» عظة الأحد السادس بعد الصليب.
» صلاة الأحد الثالث بعد الصليب.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى