منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا
منتدى ماء الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عظة أحد البيان ليوسف.

اذهب الى الأسفل

عظة أحد البيان ليوسف. Empty عظة أحد البيان ليوسف.

مُساهمة من طرف ندى الور 2010-12-12, 6:59 am

عظة أحد البيان ليوسف.

لا تخف أن تأتي بامرأتك مريم إلى بيتك (متى ١ : ١٨ - ٢٥).

إنجيل الأحد:
قال متى الرسول: أما ميلادُ يسوعَ المسيح فكان هكذا: لمّا كانتْ أمهُ مخطوبة ليوسف, وقبل أن يسكنا معا, وجدَتْ حاملا من الروح القدس. ولما كان يوسف رجلها بارا, ولا يريدُ أن يُشهّرَ بها, قرّر أنْ يُطلقها سرا. وما إن فكر في هذا حتى تراءى له ملاك الربّ في الحلم قائلا: "يا يوسفُ بنَ داود, لا تخفْ أن تأخذ مريمَ امرأتكَ, فالمولودُ فيها إنما هو منَ الروح القدس. وسوف تلدُ ابنا, فسمّهِ يسوع, لأنهُ هو الذي يخلص شعبهُ من خطاياهم". وحدث هذا كله ليتمّ ما قالهُ الربّ بالنبي: "ها إنّ العذراء تحمِلُ وتلِدُ ابنا, ويُدعى اسمُهُ عمانوئيل, أي اللهُ معنا". ولمّا قام يوسفُ منَ النوم, فعلَ كما أمرَهُ ملاكُ الربّ وأخذ امرأتهُ. ولمْ يعرفها, فولِدت ابنا, وسمّاهُ يسوع.

تفسير الإنجيل:
البيان ليوسف, عن حقيقة حبل مريم البتوليّ بقوّة الروح القدس, وعن قيام زواجه الدائم من مريم, هو البشارة التي بلـّغه إياها ملاك الرّب عن أبوّته الشرعيّة ليسوع, وائتمانه على الكنزين العذراء والمسيح بالعناية الزوجية والوالدية بهما. وبما أنّ يسوع أصبح, بعد موته وقيامته وإرسال روحه القدّوس, المسيح السريّ أي الكنيسة, صار يوسف, أبوه وحاميه, شفيعا للكنيسة الجامعة, كما أعلنه البابا الطوباويّ بيّوس التاسع في ٨ كانون الأول سنة ١٨٧۰, ومثالا, مع مريم, للمكرّسين والمكرّسات في الرهبانيّات وفي العالم.

احتار يوسف في إنجيل اليوم أمام حَبَل مريم خطيبته, وهي زوجته الشرعيّة, التي لم تنتقل بعد لمساكنته حسب الشريهة اليهوديّة. ولأنه "صدّيق" (بارّ), يخاف الله ويحترم الإنسان, صدّق في قرارة نفسه أنّ سرًا خفيًا يحصل في حبل مريم البتوليّ, واعتبر أنّ لا دور له في ما يُخطط الله بواسطة مريم, إذ إنّ بشارة الملاك جبرائيل كانت لها وحدها. ففكـّر بأن ينسحب من هذا الأمر بمنتهى التواضع وإخلاء الذات, من دون أيّ حقّ مكتسب في تخطيط الله, وبالتالي يتخلى عن حقه في مريم زوجته. ولأنه "صدّيق", فقد أملت عليه برارته قرارًا مشرّفا في تلك الليلة: أن يحفظ بالصمت السّر الإلهيّ الخفيّ, ويحافظ على كرامة مريم, فلا يُشهر أمرها بالحصول على كتاب طلاق من السلطة, ويوكل إلى العناية الرّبانيّة الطفل الذي سيولد, ويقرّر تطليقها سرًا.

في تلك الليلة, ظهر ملاك الرّب له في الحلم, كاشفا حقيقة السرّ الخفيّ, هذا الحبل البتوليّ بقوّة الروح القدس. وأكد له أنّ مريم تظلّ امرأته وهو زوجها من دون أي تراجع: "لا تخف أن تأتي بامرأتك مريم إلى بيتك". وبشـّره أنّ المولود منها هو ابنه, ولو من غير زرعه, لأنّ مريم أمّه هي زوجته. فأبوّة يوسف ليسوع لها أساسها القانونيّ في زواجه من مريم, ما جعل دوره أن يؤمّن ليسوع الحماية الوالديّة, فقامت علاقة بينه وبين المسيح, مرورا عبر الزواج بمريم. وأمره أن يعطي للمولود اسم "يسوع", والاثنان دُعيا "والديّ يسوع" لا بالزرع بل بالروح.

في البشارة لمريم كانت دعوتها لأمومة ابن الله المتجسّد, فتحققت بقوة الروح القدس, عندما أجابت الملاك: "أنا أمة الرّب, فليكن لي بحسب قولك". وفي البشارة ليوسف, كانت دعوته للأبوّة, فتحققت عندما "فعل كما أمره ملاك الرّب, فأتى بامرأته إلى بيته, ولم يعرفها". فكانت أبوّته بتوليّة مثل أمومة مريم. باستجابته لدعوة الملاك, حفظ سرّ التجسّد الإلهيّ خفيّا عن العالم, وصان أم الله من التعرّض للمساءلات حول حَبَلِها وما يلحقه من العقوبات التي تنصّ عليها الشريعة. ومعًا تكرّسا في البتوليّة لخدمة ابنهما وعمله الخلاصيّ.

خدم يوسف مباشرة, بممارسة أبوّته, شخص يسوع ورسالته. فكما يعاون في تجسّده, يعاون أيضا في سرّ الفداء. ولهذا يسميه القدّيس يوحنا فم الذهب "خادم الخلاص". فقد جعل من حياته خدمة وتضحية في سبيل سرّ التجسّد ورسالة الفداء, وحوّل دعوته للحبّ الزوجيّ والعائليّ إلى تقدمة الذات الفائقة الطبيعة, إذ قدّم قلبه وكلّ إمكانياته لمحبّة المسيح.

وبما أنّ التجسّد والفداء يشكـّلان وحدة عضويّة لا تنفصم, فيوسف, مثل مريم شريك الفداء, ولو أنّه لم يقف مثلها على أقدام الصليب. ولهذا السبب قرّر البابا الطوباويّ يوحنّا الثالث والعشرون أن يُضاف في نافور القدّاس الرّومانيّ اسم يوسف بعد الكليّة القداسة مريم العذراء, قبل الرسل والأحبار الرومانيين القدّيسين والشهداء.

صلاة:
تقبّل أيها الآب القدّوس, شكران بيعتك وهي تعيشُ أبعاد البشرى التي تنازلتَ وأشركتَ بها يوسف البار. إنها بشرى خلاصنا, نبتهج بها ونفرح مع يوسف الذي آمن بكلامك فتحرّر من القلق والتردد, والتزم بما أوكلت إليه من رسالة. ونحن أيضا, نجدّدُ معه التزامنا بما تطلبه منا, وبما يُمليه علينا ضميرنا, ليصبح شكرنا لا كلامًا فحسب, بل عملا وشهادة صادقة في كلّ آن ومكان. لك المجد إلى الأبد.

نشكرك يا ابن الله الكائن منذ الأزل في حِضْن الآب, لأنك تنازلتَ وصرتَ إنسانا مثلنا. تبنـّاك يوسف البار واتـّلدتَ من مريم بقوّة الروح القدس الذي حلّ عليها وأخصب بتوليّتها. وقد أعطيتنا ذاتك غذاءً روحيًا يوحّدُنا فيك ويُقرّبُنا من أبيك السماويّ. لك المجدُ معه ومع روحِكَ القدّوس إلى أبد الآبدين. آمين.
ندى الور
ندى الور
مساعد المشرف العام
مساعد المشرف العام

عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى