تذكار القديس اكليمنضوس الأول بابا روما /25 تشرين الثاني.

تذكار القديس اكليمنضوس الأول بابا روما /25 تشرين الثاني.

وُلِدَ اكليمنضوس في روما وكان من أشرافها. تثقف ثقافة عالية, فنبغ في العلوم والآداب. وعندما قَدِم القدّيسان بطرس وبولس إلى روما, آمنَ على يدهما وتتلمذ لهما. ورافق بولس الرسول في جهاده وذكرَهُ في رسالته إلى أهل فيليبّي. ثمّ أقيمَ خليفة لهامة الرسل على السدّة البطرسية بعد البابا اناكليتوس. فقسم روما سبعة أقسام, وجعل في كلّ قسم منها سجلا لأعمال الشهداء. وقد ردّ بمواعظه الكثيرين إلى الإيمان بالمسيح. ولهُ يرجعُ الفضلُ بتعميدِ أهل فرنسا. وقد أنشأ هذا البابا فرقة العذارى اللواتي وقفن حياتهنّ لِمجدِ الله وخدمة القريب.

وجّه البابا إلى أهل قورنثية رسالته الشهيرة, أوضح بها المراتب الكنسية والتمييز بين الأساقفة والكهنة والشمامسة, وبيّنَ واجب المؤمنين نحو رؤسائهم, وإن للبابا السلطة المطلقة على جميع الكنائس. وكان لهذه الرسالة أهميتها الكبرى, حتى أنها أدرِجَت بين الكتب المقدسة وكانت تُقرأ في الكنائس على الشعب. ولهذا البابا أيضا رسالتان في شرف البتولية.

وعندما ثار ترايانوس قيصر الإضطهاد على المسيحيين, نُفي البابا اكليمنضوس مع عددٍ من أبنائه إلى مدينة كرسونيزا, اي القرم, حيث وجد كثيرين من المسيحيين المنفيين, مُسخّرين في الأشغال الشاقة في مقالع الرخام. فكان لهم الأب الحنون, يشجعهم ويعزّيهم ويشاركهم في اتعابهم. وكان أولئك المنفيون في ضيق شديد من العطش, فصلـّى القديس فوق صخرة هناك, راسما فوقها إشارة الصليب, فتدفق منها الماء بغزارة. وعند هذه الأعجوبة آمن كثير من الوثنيين.

فعرف بذلك ترايانوس, فأوفد وزيره أوسيديوس إلى كرسونيزا وأمره أن يردّ جميع الذين اعتمدوا إلى الوثنية, ومن لا يخضع يُقتل. فنفّذ الوزير امر سيده بجميع المسيحيين وبالذين اعتمدوا من الوثنيين. ففاز جميعهم بإكليل الشهادة. أما البابا أكليمنضوس, فشدّوا عُنقَهُ بحبلّ وزجّوهُ في البحر ليموتَ خنقا. فانضمّت روحهُ الطاهرة إلى أبنائهِ الشهداء في الأخدار السماوية. وكان ذلك سنة ١۰١ للميلاد.

فانتشل بعض المؤمنين جثة البابا من البحر ودفنوها بما تستحق من الإكرام. وأجرى الله معجزات كثيرة حول ضريحه. صلاته معنا. آمين.