الفرق بين الإختطاف والمجيء الثاني وما هي علاقة الكنيسة باسرائيل
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الفرق بين الإختطاف والمجيء الثاني وما هي علاقة الكنيسة باسرائيل
المقدمة
لقد اختلفت الآراء عند المسيحيين بموضوع الأخرويات، والكثير منهم لديهم مفاهيم مختلفة في هذا الموضوع الذي يبحث في أمور الكنيسة الأخيرة. مثل موضوع الاختطاف، والمجيء الثاني للمسيح، وموضوع الكنيسة وإسرائيل. ومن الأسئلة التي تُثار اليوم في الأوساط المسيحية والتي سيتم التطرق لها هي كالتالي: متى يكون الاختطاف، و يخص من؟ هل هو للكنيسة فقط، أم لإسرائيل أيضاً؟ ومن هم المُختطفين؟ وهل سيدخلون الضيقة العظيمة أم لا؟ ومتى يأتي المسيح مرة ثانية، وماذا سيفعل؟ ما هي أسباب مجيئه، وما هي الأحداث التي ترافقه عندما يأتي؟.
وبعد ذلك سيتم التطرق لموضوع الكنيسة وإسرائيل، وتعريف كل منهما على إنفراد، وهل هما كيان واحد، أم كل كيان يختلف عن الآخر؟ وما هو وجود الكنيسة ودورها في العهد القديم؟ والفكرة المهمة في هذا البحث هي فكرة عميقة جداً، وللدخول في سبر أغوارها يجب توضيح الفرق مابين المجيء الثاني للمسيح بعد الضيقة العظيمة، وبين الاختطاف السابق للضيقة العظيمة، وبعد ذلك سيتم شرح العلاقة فيما بينهم وبين الكنيسة وإسرائيل.
ولشرح هذه العلاقة يجب معرفة ما هي الكنيسة في العهدين القديم والجديد، وهل هي كانت سرية في القديم، وما هي في العهد الجديد، ومتى بدأت؟ وما هي إسرائيل وعهودها مع الله؟ ولكن الأهم أن يتم الشرح بطريقة كتابية صحيحة لمعرفة الاختطاف والمجيء الثاني للمسيح، ويجب التفريق بينهم، وما العلاقة التي تربط هذين الحدثين مع الكنيسة وإسرائيل، وذلك لبيان أن الكنيسة ليست هي إسرائيل، ولا حتى إمتدادا لهاً. وكل هذه الأسئلة سيتم توضيحها وشرحها والإجابة عليها داخل جسم البحث
الفصل الأول
ما هية الاختطاف والدليل الكتابي؟
الاختطاف هو أول حدث سيحدث للكنيسة في المستقبل، وبحسب مفهوم "تشارلز رايري" عرّفه بأنه " حالة أو اختبار النقل، والكلمة اليونانية (rapio) تعني "قبض، أو خطف، أو نزع" بشكل مرتبط بالنشوة بالروح، أو هو النقل الفعلي من مكان لآخر. أو النقل سواء كان بالروح أو بالجسد. أي بمعنى أن اختطاف الكنيسة هو نقل الكنيسة من الأرض إلى السماء. من أين تم الحصول على كلمة "الاختطاف"؟ ظهرت كلمة "الاختطاف" لأول مرة في الكتاب المقدس في (1تس17:4) "ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ".
وهنا كلمة "نُخطف" باللغة اليونانية (har pazo) تعني "النزع من مكان بعيداً عن مكان معين"، وجاءت هذه الكلمة بنفس المعنى في بعض آيات الكتاب المقدس بالعهد الجديد. (أع39: "وَلَمَّا صَعِدَا مِنَ الْمَاءِ، خَطِفَ رُوحُ الرَّبِّ فِيلُبُّسَ، فَلَمْ يُبْصِرْهُ الْخَصِيُّ أَيْضًا، وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا". فيلبس نُزع من مكانه ونُقل لمكان جغرافي لآخر الذي هو "أشدود". (2كو2:12-4) " . . . اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ،. . . ". بولس أُختطف إلى السماء الثالثة، بمعنى "النزع من مكان بسرعة شديدة حيث أن بولس لم يعرف من الذي أُختطف، وعندما صعد للسماء الثالثة لم يعرف أنه بالجسد أم لا، ولكن في (ع4) يستطيع أن يرى ويسمع، ورأى أشياء لم يكتب عنها".
والدليل الكتابي: يوجد أربعة مقاطع كتابية تؤيد وتُعّرف فكرة الاختطاف، وسيتم شرح هذه المقاطع بترتيب زمني:
النص الأول للاختطاف (يو1:14-3). هنا أول ذِكر لقول المسيح "في بيت أبي منازل كثيرة"، فيدعو السماء هي "بيت أبيه" والذي هو بيته وهناك يُعّد شقق، وأن السماء تتسع لكل المؤمنين، فهذا الكلام يعطي طمأنينة لأبناء الرب. وتعني عبارة "مواضع كثيرة" في اللغة اليونانية "مسكناً دائماً، وإقامة مستمرة". أي أن المسيح صوّر السماء الثالثة على أنها بيت الذي فيه الآب، ولم يقُل هنا تعالوا أنتم إليّ بل قال "سآتي وآخذكم بنفسي"، وهذا دليل على مجيئه الثاني.
النص الثاني للاختطاف (1تس13:4-18). بولس يدعوالمؤمنين أن لا يفرطوا في حزنهم من جهة موتاهم، لأن الحزن من شأن الأمم الذين لا رجاء لهم. ثم يربط ما بين قيامة المسيح وقيامة الراقدين في المسيح الذين يتوقعون القيامة بناءً على موعد المسيح لهم في لحظة مجيء المسيح لاختطاف الكنيسة، ثم سيحضرهم الله معه لكي يشتركوا في أمجاد استعلانه. "المؤمنين" هم الأحياء الباقين، لا يسبقوا الراقدين في المسيح، بل الأموات يقومون أولاً، أي أن المؤمنين الأحياء لا يدخلون حضرة الرب ويتمتعون ببركات وأمجاد ومجيئه قبل الموتى. بولس قال ذلك ليزيل أوهام التسالونيكيين أن موتاهم يفقدون الفوائد التي يحصلون عليها الأحياء. (ع16) هذه الآية هي برهان قاطع على أن الأحياء لا يسبقون الراقدين، لأن هذا الحدث العظيم سيقوم به الرب نفسه، وهذا الحدث يشمل (هتاف، صوت رئيس ملائكة، بوق الله). "الهتاف" هو صوت كصوت قائد يدعو به جيشه، ولكن ليس معروفاً معنى هذا الهتاف ومن يهتفه. و "صوت رئيس ملائكة" هو من يقود الأجناد السماوية، وغاية هذا الصوت هي دعوة جميع الملائكة الذين رأوا الخليقة، أو دعوة الأحياء والاموات للمثول في حضرة المسيح. "بوق" هو البوق الذي سيبوّق به الله. "الرب نفسه" تعني أن الرب نفسه هو الذي يهتف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله. وهنا أن الرب سينزل من السماء بهتاف، ونزوله سيكون ظاهراً (رؤ7:1). والأموات في المسيح سيقومون أولاً وباجساد ممجدة، وكلمة "جميعاً" أي أن الأحياء والأموات سيُخطفون جماعةً واحدةً معاً على السحب لملاقاة الرب في الهواء. إذن مكان الاختطاف على السحب في الهواء.
النص الثالث للاختطاف (1كو51:15-54). بولس يحذر المؤمنين بأن ليس جميعهم سيموتون، لكنهم سيتغيرون من فساد لعدم فساد، أي الاموات سيقومون بأجساد ممجدة، وأيضاً الأحياء سيتغيرون ويأخذون أجساد ممجدة، وهذا التغيير سيتم بلحظة بطرفة عين عند البوق الأخير. وبحسب دراسة "هاني حنا" وضح أن الاختطاف سيحدث في لحظة، وهذه الكلمة تستخدم لهدفين أولاً: السرعة، وثانياً: السرية، أي بمعنى لا يسمع صوت البوق إلا الكنيسة فقط. ثم ربط البوق الأخير هنا بالبوق الأخير الذي كان يستخدم لجمع الشعب وهم في البرية للتحرك، وأيضاً البوق الأخير هنا هو نفس صوت رئيس الملائكة في (1تس4) بوق الله. لكن هذا البوق لا يرتبط بأبواق سفر الرؤيا، والسبب لذلك هو أن البوق الأخير، أو بوق الله يستخدمهما الله، لكن الأبواق في سفر الرؤيا يستخدمها الملائكة وليس حتى رئيس ملائكة. في (ع51) بولس يعلن سراً للمؤمنين عن القيامة، علماً بأن القيامة لم تكن سراً ، لكنها أعلنت في العهد القديم في (دا1:12-2). بينما السر الجديد الذي يقول عنه بولس هو أن ليس جميع الناس يرقدون، وهذا إشارة إلى أن الأحياء في وقت الاختطاف سيختطفون دون أن يموتوا. و"ناشد حنا" شرح قول بولس عندما أعلن السر بخصوص الأحياء الباقين "هوذا سر أقوله لكم" بثلاثة أشياء هامة وواضحة، الأول: الأحياء كلهم يتغيروا وليس البعض منهم. الثاني: كل الأحياء يتغيروا معاً في لحظة في طرفة عين. الثالث: كل الأحياء يتغيروا في ذات المناسبة "عند البوق الأخير".
النص الرابع للاختطاف (1يو28:2-3:3). يوحنا يناشد المؤمنين بأن يثبتوا في الشركة مع المسيح بصورة دائمة، حتى لا يشعروا بالخجل عندما يظهر المسيح، ويقصد هنا الرسل الذين قادوا المؤمنين. والفكرة المهمة في (ع28) هي المتابعة الروحية للمؤمنين الجدد. ثم يدعو المؤمنين لروعة المحبة التي جذبتهم لعائلة الرب، وهذا يضمن المجد في المستقبل لهم، أي لكل مؤمن له خصائصه المميزة، وسيكونون مثل الرب من الناحية الأدبية. وكأن يوحنا يريد أن يقول للمؤمنين ستتغيروا وتكونون مثل الرب يسوع، لأنكم ستروه كما هو، وبمعنى أدق ستأخذون أجساد ممجدة مثل جسد المسيح تماماً بدون طبيعة خاطئة، أي ليس في الداخل أي ميل للخطية، وكل شخص عنده هذا الرجاء (الرجاء برجوع المسيح الأكيد يؤثر في حياة المؤمن لتقديسها) يطهر نفسه، لأن المسيح هو طاهر.
الخلاصة: الاختطاف هو أول حدث سيحدث للكنيسة في المستقبل بعد إنتهاء عصرها، وبطرس استخدم لفظ يعبر به عن الاختطاف في رسالته (1بط7:4)، وقال أن نهاية كل شيء للمؤمن هي مدة حياته على الأرض وذهابه مع المسيح للسماء، وكلمة "اقترب" في (يع8:5) تعني "وشيك الحدوث" وهذا الحدث لا تسبقه علامات لماذا؟ حتى تكون الكنيسة دائماً مستعدة لانتظاره. إذن الاختطاف هو تعبير عن مدى أمانة ورحمة الله للعروس، وسوف يأتي بنفسه ليأخذ عروسته
ما هية المجيء الثاني والدليل الكتابي؟
هو الحدث الذي يأتي بعد انتهاء سبع سنوات الضيقة العظيمة، سيأتي المسيح ثانية على الأرض ليحاكم الأشرار، ويملك على الأرض لمدة ألف سنة حرفية. وأول نبؤة عنه في (يه15،14).
النبؤات في العهدين القديم والجديد عن المجيء الثاني.
في العهد القديم: (زك1:14-5) يتكلم زكريا عن معركة هرمجدون، ومجيء المسيح الثاني. (إش1:63-4) يتكلم عن مجيء الرب ليحارب الأمم حول أورشليم وكل الأشرار وينتقم منهم. (إش1:61 ، 2) في الجزء الأول من النص يتكلم عن المجيء الأول للمسيح والذي استخدمه المسيح ليعلن تتميمه فيه (لو17:4، 18)، لكنه لم يقتبس يوم الانتقام في الجزء الأخير، ويقصد مجيئه الثاني.
في العهد الجديد: (مت27:24-30) مجيء المسيح مرئي وواضح لكل الأرض، وسوف ياتي إبن الإنسان على سحاب المجد بقوة. يوجد بعض المصطلحات للتعبير عن المجيء الثاني. الأول: حضور. وتعني "حضور" باليونانية، أو "مجيء، أو وصول" (1كو17:16). استخدمت هذه الكلمة للمجيء الثاني فقط، ولم تستخدم للتعبير عن التجسد. واستخدمها بولس للتعبير عن مجيء الرب بقوة وجلال ليقيم الأموات في المسيح (1كو23:15). الثاني: استعلان. تعني "كشف" والقصد من ذلك السيد المتسلط على الجميع (أف20:1-22). سيستعلن للأرض والعالم في مجيئه مع ملائكة بقوة (2تس7:1). وهذا الاستعلان يتوقعه كل مؤمن (1كو7:1-. الثالث: ظهور. أي أن مجيء المسيح سيكون علنياً ومرئياً وستنظره كل عين، وليس سرياً. الرابع: ماران آثا. هي كلمة آرامية وتركت في جميع الترجمات كما هي، ولغويا هي مركبة من مقطعين "مار" يعني سيد، "ماران" أي سيدنا، "آثا" يعني أتى، وأقرب عبارة لها في المعنى هو ما جاء في (رؤ20:22) "آمين تعال أيها الرب يسوع". والمعنى الحرفي لهذا المصطلح يشمل الأزمنة الثلاثة، في الماضي "المجيء بالجسد"، وفي الحاضر "الرب آتٍ" وهو المجيء بالروح وسكناه وعمله في حياة المؤمنين، وفي المستقبل "الرب سيأتي" أو "تعال" وهو المجيء في المجد كرجاء المستقبل. وأهمية هذا المصطلح تظهر في ما قاله بولس في (1كو21:16-24).
أسباب مجيء المسيح ثانيةً.
أولاً: ليخلص إسرائيل وينزع خطاياهم ويجمعهم في أرضه، (إر5:30-8/إش20:59/ رو26:11-27). ثانياً: الانتصار على قوى الشر في معركة هرمجدون (رؤ11:19-21). ثالثاً: لقيامة قديسي العهد القديم، وقديسي الضيقة (القيامة الأولى)، وحصولهم على أجساد ممجدة (دا2:12، 3-13) هذا التوقيت المناسب لإنقاذ إسرائيل، وتتميم الوعود لها بما فيها قيامة القديسين. (إش19:26) قيامة قديسي العهد القديم. (رؤ4:20-6) قيامة قديسي الضيقة الذين ماتوا بسبب إيمانهم. إذن قديسي العهد القديم وقديسي الضيقة سيأخذون أجساد ممجدة، وسيقفون أمام كرسي المسيح للمحاسبة ونيل المكافآت. رابعاً: لدينونة الأحياء من إسرائيل (مت30:24-31/مت1:25-13) مثل العذارى. هذا المثل يتكلم عن المجيء الثاني، لأنه من ضمن محادثة جبل الزيتون، والعذارى ليسوا هم العروس، بل هم ينتظرون العريس مع عروسته، علماً بأنهم لم يعرفوا ساعة مجيئه، لكنهم إنتظروا مجيئه. فالبعض كن مستعدات والبعض لم يكن، صار صراخ" العريس مقبل" وكان علني، فدخلن المستعدات للعريس، ورفض الأخريات غير المستعدات وقال أنه لم يعرفهن. لكن هذف هذا المثل موجود في (ع13) إلا وهو الإستعداد والسهر. لكن السؤال ما هي دينونة الأحياء من إسرائيل؟ في (حز33:20-38/ مت12:8/ مت27:16). دينونة الأحياء فقط تخص اليهود الذين بقوا أحياء في الأرض بعد معركة هرمجدون ومجيء المسيح، حيث أنه يجمع الملائكة المختارين ليقفوا أمام كرسي المسيح، وسوف يحكم بين اليهود المؤمنين وبين اليهود المتظاهرين بالإيمان، والمؤمنين يدخلون إلى الملك الألفي، أما الباقين فيذهبوا للهلاك الأبدي. خامساً: دينونة الأحياء من الأمم (مت31:25-46/ مت40:13-43، 47-50).
تلخيص مجيء المسيح والأحداث التي ترافقه.
1. يوم مجيء المسيح غير معروف من أحد (مت36:24).
2. مجيء المسيح سيكون فجأة (42:24-44). كما كان في أيام نوح ولوط.
3. مجيء المسيح سيكون علني وظاهر للجميع (رؤ7:1)، وسيأتي بقوة ومجد (مر36:16).
4. سيأتي بصوت مسموع للجميع بهتاف وصوت رئيس ملائكة وبوق الله. (1تس16:4) الأموات والأحياء سيسمعون صوته. الأشرار والأبرار سيسمعون ويقومون من الأموات للمكافأة وللدينونة (يو28:5، 29).
5. في مجيء المسيح ستصحبه الملائكة عندما يأتي (مت27:16).
6. في مجيء المسيح سيأتي معه المؤمنين الأموات (1تس16:4-18).
7. لا يوجد ذكر لفكرة الاختطاف الجزئي في كلمة الله، بل سنخطف جميعاً (1تس14:4).
ترتيب الأحداث في المجيء الثاني
1. قبل المجيء جيوش الأمم ستكون مجتمعة حول أورشليم.
2. علامة المسيح تظهر في السماء، ويظهر معه ملائكة.
3. ستبدأ جيوش الأمم لمحاربة أجناد المسيح.
4. المسيح سيهزم هذه الجيوش ويقتلهم، ثم يلقي بالنبي الكذاب والوحش في بحيرة النار والكبريت.
5. ثم يُقيد الشيطان في الهاوية مع جنود الشر (رؤ1:20-3/ إش21:24، 22).
6. القيامة الأولى من نصيب قديسي العهد القديم، وقديسي الضيقة العظيمة، ثم يأخذون أجساد ممجدة، وسيقفون أمام كرسي المسيح لنيل المكافآت، ويدخلون الملكوت.
7. يجلس المسيح على كرسي المجد ويحاكم اليهود المخلصين والأمم المخلصين ويدخلهم الملكوت، ولكن غير المخلصين سوف يهلكون.
الفصل الثاني
الكنيسة وإسرائيل
لتوضيح بداية الكنيسة أولاً يجب معرفة ما هي وجهات النظر المختلفة لبداية الكنيسة، فهناك يوجد أشخاص يقولون بأن الله صنع عهداً معهم من بداية عهده مع إبراهيم. والبعض يقول أن الكنيسة بدأت من آدم. وهناك آخرين يقولون أن الكنيسة بدأت في وقت خلال خدمة المسيح. ووجهة النظر الرابعة تقول أن الكنيسة لم تبدأ إلا بعد بولس. وللإجابة على هذه النظريات هو الذهاب للتعليم الكتابي. أولاً: تعليم المسيح. كان أول نبؤة عن الكنيسة ذكرت في (مت18:16) "أبني كنيستي" وهذا الفعل مستقبلي، وهذا يدل على أن لا وجود للكنيسة قبل المسيح. ثانياً: هناك تعليم آخر للمسيح في (يو10) بأن هناك "خراف أُخر"، وفي (مر19:2) المسيح العريس وأنه سيفعل شيئاً جديداً.
فإذن الكنيسة كإنسان جديد بدأت في يوم الخمسين. لكن ها هي طبيعة وسر الكنيسة؟ في (كو26:1) بولس قال بأن الكنيسة في العهد القديم كانت سر، أي بمعنى السر هو الشيء المخفي وفجأة أُعلن. وفي (أف3:3) قال "بإعلان عرفني بالسر"، الله سمح يهذا السر في العهد القديم، ولكن الكنيسة أعلنت بالعهد الجديد. لماذا بولس أعلن هذا السر؟ لأنه يريد تصوير الكنيسة كبناء حقيقي، وهذا البناء مبني على أساس الذي هو المسيح وهو حجر الزاوية (1كو11:3/ أف22:2)، ويُبنى على هذا الأساس تعاليم وعقائد الأنبياء والرسل (أف14:2-16)، وتعليم الأنبياء والرسل كان عن موت وقيامة المسيح. فكان المصدر الحقيق لبداية الكنيسة هو معمودية الروح القدس، وهذه المعمودية لم تكن في العهد القديم، وهناك شيء آخر بدء الكنيسة هو يوم الخمسين عندما كان التلاميذ مجتمعين في العلية منتظرين تحقيق الوعد.
وبعد أن تم التعرف على الكنيسة وبدايتها بمنهجية لاهوتية صحيحة، فالتصريح النهائي لبداية الكنيسة أنها بدأت من يوم الخمسين ومؤسسة على معمودية الروح القدس. وتكلم بولس عنها كجسد المسيح، وهو الرأس. وهذه الكنيسة مبنية على أساس المسيح وتعليم الرسل، وكانت في القديم سر وأعلنت الآن كإنسان جديد وستبقى للإختطاف.
وبعد أن تم التعرف على الكنيسة، يجب التعرف على إسرائيل أيضاً. وبالنظر لتاريخ إسرائيل المُبكر الذي يبدأ مع إبراهيم، وهذا التاريخ يعطي التفاصيل الدقيقة عن حياة إسرائيل وهم في أرض مصر وفي الأرض الموعودة (تث62:28-67/ 1:30-3). فعهد إبراهيم هو عهد أبدي وغير مشروط وخاص بشعب إسرائيل فقط (تك8:17، 13،19)، فكان الوعد له بثلاث بركات (إمتلاك الأرض، تكثير النسل، بركة جميع الأمم). ثم تبع عهد إبراهيم عهود أخرى (عهود الداؤودية، والفلسطينية، والعهد الجديد). فالعهد الداؤودي هو عهد أبدي (1صم13:7، 19/ 5:23) هو وعد بالنسل، بالعهد القديم يُفهم بمفهوم الجماعة، ويشير للأمة، وهذه الفكرة موجودة في العهد الإبراهيمي (تك15:13/5:15، 18/7:17،9،19/12:21). والاستخدام الجماعي لكلمة نسل فقط تنحصر في المسيح (غل16:3) الذي سيتمم هذا العهد (إر14:33-16/لو32:1-33/رؤ21:3). موقف داؤود تجاة وعد الله له ظاهر في (مز72،132)، وبالتالي فإن العهد الداؤودي يُتمم وعد النسل للعهد الإبراهيمي. والعهد الثالث هو العهد الجديد، فهو عهد أبدي (إش5:24/8:61/إر40:32/عب8:8/15:9/رو11/2كو3). ويوجد فقرات كتابية تتكلم عن العهد الجديد مثل (إر31:31-34) إسرائيل تنال قلب جديد. (مت28:26/24:14) تشددان على الدم وأنه سيكون عهد جديد، والكنيسة تكرز بدم العهد الجديد، بينما (لو20:22/1كو25:11) تشددان على العهد أكثر من دم العهد الذي هو أساس العهد. (عب6:8-13/15:9/16:10،17/24:12) هذه الآيات في العهد الجديد رغم أنها تخص أمة إسرائيل على أساس دم المسيح، لكنهم لم ينالوه إلا في المجيء الثاني للمسيح (عب8:8،10).
ويوجد ثلاث وجهات نظر مختلفة لأتباع ما قبل الألفي عن العهد الجديد. الأولى: هذا العهد قُطع لأمة إسرائيل، والعهد الجديد لم يعطى للكنيسة، ولكن الكنيسة تشارك في بركاته الآن، بينما إسرائيل متروكه جانباً حتى المجيء الثاني. والثانية: الوعد قُطع مع إسرائيل، ولكن تمم بالكنيسة حتى يتمم التعامل مع إسرائيل قومياً مرة أخرى. والثالثة: يوجد عهد جديد لإسرائيل (عب 7:8-13)، وعهد جديد للكنيسة (عب7:.
وأما بالنسبة للعهد الفلسطيني هو عهد غير مشروط وأبدي (حز60:16)، ويتعامل مع حق التمتع بالأرض الموعودة من قبل أي جيل من اليهود. ويعطي العهد الإبراهيمي الحق بملكية الأرض، وبالتالي هذا العهد سيتمم وعد الأرض في العهد الإبراهيمي.
الفصل الثالث
الفرق بين الاختطاف والمجيء الثاني.
في الاختطاف الكنيسة ستؤخذ للمسيح (1تس13:4-18)، بينما في المجيء الثاني الكنيسة ستأتي مع المسيح (رؤ14:19). في الاختطاف لن تتغير الشعوب الأممية (1تس5:5-7)، في المجيء الثاني سيتم إدانة ممالك الأمم (مت31:25-46). في الاختطاف الارض لن تتغير، في المجيء الثاني سترفع اللعنة جزئياً (إش6:11،9/ رو18:8-23). في الاختطاف سر لم يعلن في القديم (السر هو أن الجميع لن يموتوا) (1كو51:15)، في المجيء الثاني ليس سراً بل أعلن في العهدين. في الإختطاف المسيح هو الرجاء (في5:4)، في المجيء الثاني المسيا سيكون رجاء إسرائيل (مت14:24/39:23). في الاختطاف سيأتي المسيح كعريس (مت1:26،6/يو29:3)، في المجي الثاني سيأتي كملك (رؤ16:19)، (زك9:14،17). في الاختطاف مجيء المسيح لا يراه العالم، في المجيء الثاني سيكون المسيح مرئياً وبقوة ومجد (مت31:25/ 2تس9:1/ رؤ7:1).
علاقة الاختطاف والمجيء الثاني بالكنيسة واسرائيل
بعد أن تم توضيح الفرق مابين الاختطاف والمجيء الثاني، يجب توضيح العلاقة التي تربط هذين الحدثين في الكنيسة وإسرائيل. ويُفترض بالشخص الذي يفكر بموضوع الاختطاف هو شخص قبل ألفي. والاختطاف يختص بالكنيسة فقط وسيكون سري، وهو أيضاً يرفع شعب الكنيسة، وبالتالي يفتح المجال لبدء الضيقة العظيمة والتي هدفها هو شعب إسرائيل. ولكن المجيء الثاني يهدف إلى إقامة الملك الألفي، وسيكون مجيء المسيح علني. والأساس الذي يجب الرجوع إليه هو (دا9) لتحليل فترة الأسابيع السبعون التي يجب أن تكون على شعب إسرائيل وليس على الكنيسة، ولإثبات الأسابيع السبعون يجب إثبات أن الكنيسة هي كيان مختلف عن كيان إسرائيل.
وقبل التكلم عن "نبؤة السبعين أسبوعاً" يجب معرفة كيف تُحسب التواريخ اليهودية حساباُ صحيحاً، يوجد حقيقتين الأولى: الأسبوع النبوي يمثل سبع سنوات (تك20:29،27). والثانية: السنة النبوية تُحسب (360) يوماً فقط وليس (365) يوم. فالمعادلة هي 62أ+7أ+1أ=70 أسبوعاً . في (7أ) الأولى بقية اليهود الراجعين من السبي يبنون سور وشارع أورشليم في فترة ضيق الأزمنة (دا25:9). وبعدها مباشرة فترة مكونة من (62أ) يمتد فيها تاريخ إسرائيل لزمن دخول المسيح لأورشليم (مت5:21). إذن (62+7=69 أسبوعاً) من إبتداء صدور الأمر بتجديد أورشليم إلى أن يقطع المسيح وليس له "أي ليس له المُلك" لأن تم رفضه من اليهود (لو14:19)، والنتيجة أصبحت أورشليم خراباً (مت38:23). وبعد هذا الرفض للمسيح توقفت معاملات الله مع شعب إسرائيل، وبدأت فترة زمنية يهتم فيها الله بكيان جديد يسمى "الكنيسة" والتي جمعها بالنعمة (أع14:5/ تي14:2).
إذن يبقى الأسبوع الواحد الأخير، ويقول دانيال عنه في (ع24) على "شعبك" التي هي إسرائيل، وعلى "مدينتك" التي هي أورشليم. إذاً هذا الأسبوع يختص بإسرائيل فقط وليس الكنيسة، عندما جاء المسيح جاء عصر الكنيسة، وظل الأسبوع الأخير يأتي على إسرائيل. وعندما يتم الاختطاف تبدأ الضيقة العظيمة ولمدة سبع سنوات، وهذه الضيقة هي الأسبوع السبعون. وبما أن هذا الأسبوع على إسرائيل بحسب دانيال، إذن الكنيسة يجب أن تكون مختطفة، لذلك هذف الأسبوع السبعون هو إسرائيل. فالكنيسة إذن بدأت في العهد الجديد وهي كيان، والأسبوع السبعون هو إستمرارية للأسابيع السبعين، والنتيجة إسرائيل شيء والكنيسة شئء. وأخيراً الاختطاف هو لتحقيق الأسبوع السبعين الذي يختص بإسرائيل، ولرفع الكنيسة. بينما المجيء الثاني هو لتحقيق الملك الألفي. وتحقيق العهد الإبراهيمي. وبحسب "تشارلز رايري" الكنيسة تختلف عن إسرائيل، لأن الكنيسة بدأت في يوم الخمسين، وبالتالي الكنيسة لم تكن موجودة في العهد القديم، ثم يُدعّم هذا الإختلاف من العهد الجديد، أولاً: بتوضيح المفارقة بين إسرائيل الطبيعية والأمم بعد تأسيس الكنيسة (أع12:3/ 8:4،10/ 21:5،31،35/19:21). ثانياً: فرّق بين إسرائيل الطبيعية والكنيسة، وهذا يبين أن الكنيسة ليست إسرائيل (1كو32:10). ثالثاً: (غل16:6) هذه الآية لا تقدم دليلاً واضحاً بأن الكنيسة هي مساوية إسرائيل.
الخاتمة
وأخيراً في نهاية هذا البحث لقد تم بحث بعض المواضيع التي تتعلق بعلم الأخرويات، مثل موضوع إختطاف الكنيسة السري كعروس للمسيح، وأنها سوف تُختطف قبل الضيقة العظيمة ، وتأتي مع العريس بمجيئه الثاني العلني لإتمام وإنهاء مرحلة التأديب لإسرائيل وخلاصهم، ودينونة الأحياء منهم، وإدانة قوى الشر في العالم، لتملك معه على الأرض الف سنة حرفية. وما هو الفرق بين الحدثين. ثم تم شرح موضوع الكنيسة وإسرائيل، وهل الكنيسة هي امتداد لإسرائيل، أو هي إسرائيل نفسها؟
جواب الأطروحة: يفترض بالشخص الذي يفكر بهذه المواضيع هو شخص قبل ألفي، وأن الاختطاف لا يختص إلا بالكنيسة عروس المسيح، وهذا الحدث يرفع شعب الكنيسة، وبالتالي يفتح المجال لحدوث الضيقة العظيمة لأنها فقط تخص شعب إسرائيل، وسوف يكون هذا الحدث سري في لحظة وطرفة عين. بينما المجيء الثاني سيكون علني، ويهدف إلى إقامة الملك الألفي، وتحقيق العهد الإبراهيمي. وأيضاً تم الرجوع في جسم البحث إلى (دا9) لمعرفة الأسابيع السبعون التي يجب أن تكون على شعب إسرائيل، حتى يتم إثبات أن الكنيسة هي كيان مختلف عن كيان إسرائيل. لذلك الأسبوع السبعين هو فترة الضيقة على إسرائيل، وفيه يُقطع المسيح ويقول دانيال على "مدينتك" أورشليم وعلى "شعبك" الذي هو إسرائيل. إذن الكنيسة تكون مختطفة، وهدف الأسبوع السبعين هو إسرائيل. والنتيجة هي أن الكنيسة بدأت في العهد الجديد بكيان خاص بها، والأسبوع السبعون هو إستمرارية للأسابيع السبعين، إذن إسرائيل شيء والكنيسة شيء آخر. وأيضاً الكنيسة لم تكن معلنة في العهد القديم فكانت سرية، لكن لما جاء المسيح جاء عصر الكنيسة وابدأ الكنيسة. فخلاصة الكلام الكنيسة ليست إسرائيل أبداً.
لقد اختلفت الآراء عند المسيحيين بموضوع الأخرويات، والكثير منهم لديهم مفاهيم مختلفة في هذا الموضوع الذي يبحث في أمور الكنيسة الأخيرة. مثل موضوع الاختطاف، والمجيء الثاني للمسيح، وموضوع الكنيسة وإسرائيل. ومن الأسئلة التي تُثار اليوم في الأوساط المسيحية والتي سيتم التطرق لها هي كالتالي: متى يكون الاختطاف، و يخص من؟ هل هو للكنيسة فقط، أم لإسرائيل أيضاً؟ ومن هم المُختطفين؟ وهل سيدخلون الضيقة العظيمة أم لا؟ ومتى يأتي المسيح مرة ثانية، وماذا سيفعل؟ ما هي أسباب مجيئه، وما هي الأحداث التي ترافقه عندما يأتي؟.
وبعد ذلك سيتم التطرق لموضوع الكنيسة وإسرائيل، وتعريف كل منهما على إنفراد، وهل هما كيان واحد، أم كل كيان يختلف عن الآخر؟ وما هو وجود الكنيسة ودورها في العهد القديم؟ والفكرة المهمة في هذا البحث هي فكرة عميقة جداً، وللدخول في سبر أغوارها يجب توضيح الفرق مابين المجيء الثاني للمسيح بعد الضيقة العظيمة، وبين الاختطاف السابق للضيقة العظيمة، وبعد ذلك سيتم شرح العلاقة فيما بينهم وبين الكنيسة وإسرائيل.
ولشرح هذه العلاقة يجب معرفة ما هي الكنيسة في العهدين القديم والجديد، وهل هي كانت سرية في القديم، وما هي في العهد الجديد، ومتى بدأت؟ وما هي إسرائيل وعهودها مع الله؟ ولكن الأهم أن يتم الشرح بطريقة كتابية صحيحة لمعرفة الاختطاف والمجيء الثاني للمسيح، ويجب التفريق بينهم، وما العلاقة التي تربط هذين الحدثين مع الكنيسة وإسرائيل، وذلك لبيان أن الكنيسة ليست هي إسرائيل، ولا حتى إمتدادا لهاً. وكل هذه الأسئلة سيتم توضيحها وشرحها والإجابة عليها داخل جسم البحث
الفصل الأول
ما هية الاختطاف والدليل الكتابي؟
الاختطاف هو أول حدث سيحدث للكنيسة في المستقبل، وبحسب مفهوم "تشارلز رايري" عرّفه بأنه " حالة أو اختبار النقل، والكلمة اليونانية (rapio) تعني "قبض، أو خطف، أو نزع" بشكل مرتبط بالنشوة بالروح، أو هو النقل الفعلي من مكان لآخر. أو النقل سواء كان بالروح أو بالجسد. أي بمعنى أن اختطاف الكنيسة هو نقل الكنيسة من الأرض إلى السماء. من أين تم الحصول على كلمة "الاختطاف"؟ ظهرت كلمة "الاختطاف" لأول مرة في الكتاب المقدس في (1تس17:4) "ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ".
وهنا كلمة "نُخطف" باللغة اليونانية (har pazo) تعني "النزع من مكان بعيداً عن مكان معين"، وجاءت هذه الكلمة بنفس المعنى في بعض آيات الكتاب المقدس بالعهد الجديد. (أع39: "وَلَمَّا صَعِدَا مِنَ الْمَاءِ، خَطِفَ رُوحُ الرَّبِّ فِيلُبُّسَ، فَلَمْ يُبْصِرْهُ الْخَصِيُّ أَيْضًا، وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا". فيلبس نُزع من مكانه ونُقل لمكان جغرافي لآخر الذي هو "أشدود". (2كو2:12-4) " . . . اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ،. . . ". بولس أُختطف إلى السماء الثالثة، بمعنى "النزع من مكان بسرعة شديدة حيث أن بولس لم يعرف من الذي أُختطف، وعندما صعد للسماء الثالثة لم يعرف أنه بالجسد أم لا، ولكن في (ع4) يستطيع أن يرى ويسمع، ورأى أشياء لم يكتب عنها".
والدليل الكتابي: يوجد أربعة مقاطع كتابية تؤيد وتُعّرف فكرة الاختطاف، وسيتم شرح هذه المقاطع بترتيب زمني:
النص الأول للاختطاف (يو1:14-3). هنا أول ذِكر لقول المسيح "في بيت أبي منازل كثيرة"، فيدعو السماء هي "بيت أبيه" والذي هو بيته وهناك يُعّد شقق، وأن السماء تتسع لكل المؤمنين، فهذا الكلام يعطي طمأنينة لأبناء الرب. وتعني عبارة "مواضع كثيرة" في اللغة اليونانية "مسكناً دائماً، وإقامة مستمرة". أي أن المسيح صوّر السماء الثالثة على أنها بيت الذي فيه الآب، ولم يقُل هنا تعالوا أنتم إليّ بل قال "سآتي وآخذكم بنفسي"، وهذا دليل على مجيئه الثاني.
النص الثاني للاختطاف (1تس13:4-18). بولس يدعوالمؤمنين أن لا يفرطوا في حزنهم من جهة موتاهم، لأن الحزن من شأن الأمم الذين لا رجاء لهم. ثم يربط ما بين قيامة المسيح وقيامة الراقدين في المسيح الذين يتوقعون القيامة بناءً على موعد المسيح لهم في لحظة مجيء المسيح لاختطاف الكنيسة، ثم سيحضرهم الله معه لكي يشتركوا في أمجاد استعلانه. "المؤمنين" هم الأحياء الباقين، لا يسبقوا الراقدين في المسيح، بل الأموات يقومون أولاً، أي أن المؤمنين الأحياء لا يدخلون حضرة الرب ويتمتعون ببركات وأمجاد ومجيئه قبل الموتى. بولس قال ذلك ليزيل أوهام التسالونيكيين أن موتاهم يفقدون الفوائد التي يحصلون عليها الأحياء. (ع16) هذه الآية هي برهان قاطع على أن الأحياء لا يسبقون الراقدين، لأن هذا الحدث العظيم سيقوم به الرب نفسه، وهذا الحدث يشمل (هتاف، صوت رئيس ملائكة، بوق الله). "الهتاف" هو صوت كصوت قائد يدعو به جيشه، ولكن ليس معروفاً معنى هذا الهتاف ومن يهتفه. و "صوت رئيس ملائكة" هو من يقود الأجناد السماوية، وغاية هذا الصوت هي دعوة جميع الملائكة الذين رأوا الخليقة، أو دعوة الأحياء والاموات للمثول في حضرة المسيح. "بوق" هو البوق الذي سيبوّق به الله. "الرب نفسه" تعني أن الرب نفسه هو الذي يهتف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله. وهنا أن الرب سينزل من السماء بهتاف، ونزوله سيكون ظاهراً (رؤ7:1). والأموات في المسيح سيقومون أولاً وباجساد ممجدة، وكلمة "جميعاً" أي أن الأحياء والأموات سيُخطفون جماعةً واحدةً معاً على السحب لملاقاة الرب في الهواء. إذن مكان الاختطاف على السحب في الهواء.
النص الثالث للاختطاف (1كو51:15-54). بولس يحذر المؤمنين بأن ليس جميعهم سيموتون، لكنهم سيتغيرون من فساد لعدم فساد، أي الاموات سيقومون بأجساد ممجدة، وأيضاً الأحياء سيتغيرون ويأخذون أجساد ممجدة، وهذا التغيير سيتم بلحظة بطرفة عين عند البوق الأخير. وبحسب دراسة "هاني حنا" وضح أن الاختطاف سيحدث في لحظة، وهذه الكلمة تستخدم لهدفين أولاً: السرعة، وثانياً: السرية، أي بمعنى لا يسمع صوت البوق إلا الكنيسة فقط. ثم ربط البوق الأخير هنا بالبوق الأخير الذي كان يستخدم لجمع الشعب وهم في البرية للتحرك، وأيضاً البوق الأخير هنا هو نفس صوت رئيس الملائكة في (1تس4) بوق الله. لكن هذا البوق لا يرتبط بأبواق سفر الرؤيا، والسبب لذلك هو أن البوق الأخير، أو بوق الله يستخدمهما الله، لكن الأبواق في سفر الرؤيا يستخدمها الملائكة وليس حتى رئيس ملائكة. في (ع51) بولس يعلن سراً للمؤمنين عن القيامة، علماً بأن القيامة لم تكن سراً ، لكنها أعلنت في العهد القديم في (دا1:12-2). بينما السر الجديد الذي يقول عنه بولس هو أن ليس جميع الناس يرقدون، وهذا إشارة إلى أن الأحياء في وقت الاختطاف سيختطفون دون أن يموتوا. و"ناشد حنا" شرح قول بولس عندما أعلن السر بخصوص الأحياء الباقين "هوذا سر أقوله لكم" بثلاثة أشياء هامة وواضحة، الأول: الأحياء كلهم يتغيروا وليس البعض منهم. الثاني: كل الأحياء يتغيروا معاً في لحظة في طرفة عين. الثالث: كل الأحياء يتغيروا في ذات المناسبة "عند البوق الأخير".
النص الرابع للاختطاف (1يو28:2-3:3). يوحنا يناشد المؤمنين بأن يثبتوا في الشركة مع المسيح بصورة دائمة، حتى لا يشعروا بالخجل عندما يظهر المسيح، ويقصد هنا الرسل الذين قادوا المؤمنين. والفكرة المهمة في (ع28) هي المتابعة الروحية للمؤمنين الجدد. ثم يدعو المؤمنين لروعة المحبة التي جذبتهم لعائلة الرب، وهذا يضمن المجد في المستقبل لهم، أي لكل مؤمن له خصائصه المميزة، وسيكونون مثل الرب من الناحية الأدبية. وكأن يوحنا يريد أن يقول للمؤمنين ستتغيروا وتكونون مثل الرب يسوع، لأنكم ستروه كما هو، وبمعنى أدق ستأخذون أجساد ممجدة مثل جسد المسيح تماماً بدون طبيعة خاطئة، أي ليس في الداخل أي ميل للخطية، وكل شخص عنده هذا الرجاء (الرجاء برجوع المسيح الأكيد يؤثر في حياة المؤمن لتقديسها) يطهر نفسه، لأن المسيح هو طاهر.
الخلاصة: الاختطاف هو أول حدث سيحدث للكنيسة في المستقبل بعد إنتهاء عصرها، وبطرس استخدم لفظ يعبر به عن الاختطاف في رسالته (1بط7:4)، وقال أن نهاية كل شيء للمؤمن هي مدة حياته على الأرض وذهابه مع المسيح للسماء، وكلمة "اقترب" في (يع8:5) تعني "وشيك الحدوث" وهذا الحدث لا تسبقه علامات لماذا؟ حتى تكون الكنيسة دائماً مستعدة لانتظاره. إذن الاختطاف هو تعبير عن مدى أمانة ورحمة الله للعروس، وسوف يأتي بنفسه ليأخذ عروسته
ما هية المجيء الثاني والدليل الكتابي؟
هو الحدث الذي يأتي بعد انتهاء سبع سنوات الضيقة العظيمة، سيأتي المسيح ثانية على الأرض ليحاكم الأشرار، ويملك على الأرض لمدة ألف سنة حرفية. وأول نبؤة عنه في (يه15،14).
النبؤات في العهدين القديم والجديد عن المجيء الثاني.
في العهد القديم: (زك1:14-5) يتكلم زكريا عن معركة هرمجدون، ومجيء المسيح الثاني. (إش1:63-4) يتكلم عن مجيء الرب ليحارب الأمم حول أورشليم وكل الأشرار وينتقم منهم. (إش1:61 ، 2) في الجزء الأول من النص يتكلم عن المجيء الأول للمسيح والذي استخدمه المسيح ليعلن تتميمه فيه (لو17:4، 18)، لكنه لم يقتبس يوم الانتقام في الجزء الأخير، ويقصد مجيئه الثاني.
في العهد الجديد: (مت27:24-30) مجيء المسيح مرئي وواضح لكل الأرض، وسوف ياتي إبن الإنسان على سحاب المجد بقوة. يوجد بعض المصطلحات للتعبير عن المجيء الثاني. الأول: حضور. وتعني "حضور" باليونانية، أو "مجيء، أو وصول" (1كو17:16). استخدمت هذه الكلمة للمجيء الثاني فقط، ولم تستخدم للتعبير عن التجسد. واستخدمها بولس للتعبير عن مجيء الرب بقوة وجلال ليقيم الأموات في المسيح (1كو23:15). الثاني: استعلان. تعني "كشف" والقصد من ذلك السيد المتسلط على الجميع (أف20:1-22). سيستعلن للأرض والعالم في مجيئه مع ملائكة بقوة (2تس7:1). وهذا الاستعلان يتوقعه كل مؤمن (1كو7:1-. الثالث: ظهور. أي أن مجيء المسيح سيكون علنياً ومرئياً وستنظره كل عين، وليس سرياً. الرابع: ماران آثا. هي كلمة آرامية وتركت في جميع الترجمات كما هي، ولغويا هي مركبة من مقطعين "مار" يعني سيد، "ماران" أي سيدنا، "آثا" يعني أتى، وأقرب عبارة لها في المعنى هو ما جاء في (رؤ20:22) "آمين تعال أيها الرب يسوع". والمعنى الحرفي لهذا المصطلح يشمل الأزمنة الثلاثة، في الماضي "المجيء بالجسد"، وفي الحاضر "الرب آتٍ" وهو المجيء بالروح وسكناه وعمله في حياة المؤمنين، وفي المستقبل "الرب سيأتي" أو "تعال" وهو المجيء في المجد كرجاء المستقبل. وأهمية هذا المصطلح تظهر في ما قاله بولس في (1كو21:16-24).
أسباب مجيء المسيح ثانيةً.
أولاً: ليخلص إسرائيل وينزع خطاياهم ويجمعهم في أرضه، (إر5:30-8/إش20:59/ رو26:11-27). ثانياً: الانتصار على قوى الشر في معركة هرمجدون (رؤ11:19-21). ثالثاً: لقيامة قديسي العهد القديم، وقديسي الضيقة (القيامة الأولى)، وحصولهم على أجساد ممجدة (دا2:12، 3-13) هذا التوقيت المناسب لإنقاذ إسرائيل، وتتميم الوعود لها بما فيها قيامة القديسين. (إش19:26) قيامة قديسي العهد القديم. (رؤ4:20-6) قيامة قديسي الضيقة الذين ماتوا بسبب إيمانهم. إذن قديسي العهد القديم وقديسي الضيقة سيأخذون أجساد ممجدة، وسيقفون أمام كرسي المسيح للمحاسبة ونيل المكافآت. رابعاً: لدينونة الأحياء من إسرائيل (مت30:24-31/مت1:25-13) مثل العذارى. هذا المثل يتكلم عن المجيء الثاني، لأنه من ضمن محادثة جبل الزيتون، والعذارى ليسوا هم العروس، بل هم ينتظرون العريس مع عروسته، علماً بأنهم لم يعرفوا ساعة مجيئه، لكنهم إنتظروا مجيئه. فالبعض كن مستعدات والبعض لم يكن، صار صراخ" العريس مقبل" وكان علني، فدخلن المستعدات للعريس، ورفض الأخريات غير المستعدات وقال أنه لم يعرفهن. لكن هذف هذا المثل موجود في (ع13) إلا وهو الإستعداد والسهر. لكن السؤال ما هي دينونة الأحياء من إسرائيل؟ في (حز33:20-38/ مت12:8/ مت27:16). دينونة الأحياء فقط تخص اليهود الذين بقوا أحياء في الأرض بعد معركة هرمجدون ومجيء المسيح، حيث أنه يجمع الملائكة المختارين ليقفوا أمام كرسي المسيح، وسوف يحكم بين اليهود المؤمنين وبين اليهود المتظاهرين بالإيمان، والمؤمنين يدخلون إلى الملك الألفي، أما الباقين فيذهبوا للهلاك الأبدي. خامساً: دينونة الأحياء من الأمم (مت31:25-46/ مت40:13-43، 47-50).
تلخيص مجيء المسيح والأحداث التي ترافقه.
1. يوم مجيء المسيح غير معروف من أحد (مت36:24).
2. مجيء المسيح سيكون فجأة (42:24-44). كما كان في أيام نوح ولوط.
3. مجيء المسيح سيكون علني وظاهر للجميع (رؤ7:1)، وسيأتي بقوة ومجد (مر36:16).
4. سيأتي بصوت مسموع للجميع بهتاف وصوت رئيس ملائكة وبوق الله. (1تس16:4) الأموات والأحياء سيسمعون صوته. الأشرار والأبرار سيسمعون ويقومون من الأموات للمكافأة وللدينونة (يو28:5، 29).
5. في مجيء المسيح ستصحبه الملائكة عندما يأتي (مت27:16).
6. في مجيء المسيح سيأتي معه المؤمنين الأموات (1تس16:4-18).
7. لا يوجد ذكر لفكرة الاختطاف الجزئي في كلمة الله، بل سنخطف جميعاً (1تس14:4).
ترتيب الأحداث في المجيء الثاني
1. قبل المجيء جيوش الأمم ستكون مجتمعة حول أورشليم.
2. علامة المسيح تظهر في السماء، ويظهر معه ملائكة.
3. ستبدأ جيوش الأمم لمحاربة أجناد المسيح.
4. المسيح سيهزم هذه الجيوش ويقتلهم، ثم يلقي بالنبي الكذاب والوحش في بحيرة النار والكبريت.
5. ثم يُقيد الشيطان في الهاوية مع جنود الشر (رؤ1:20-3/ إش21:24، 22).
6. القيامة الأولى من نصيب قديسي العهد القديم، وقديسي الضيقة العظيمة، ثم يأخذون أجساد ممجدة، وسيقفون أمام كرسي المسيح لنيل المكافآت، ويدخلون الملكوت.
7. يجلس المسيح على كرسي المجد ويحاكم اليهود المخلصين والأمم المخلصين ويدخلهم الملكوت، ولكن غير المخلصين سوف يهلكون.
الفصل الثاني
الكنيسة وإسرائيل
لتوضيح بداية الكنيسة أولاً يجب معرفة ما هي وجهات النظر المختلفة لبداية الكنيسة، فهناك يوجد أشخاص يقولون بأن الله صنع عهداً معهم من بداية عهده مع إبراهيم. والبعض يقول أن الكنيسة بدأت من آدم. وهناك آخرين يقولون أن الكنيسة بدأت في وقت خلال خدمة المسيح. ووجهة النظر الرابعة تقول أن الكنيسة لم تبدأ إلا بعد بولس. وللإجابة على هذه النظريات هو الذهاب للتعليم الكتابي. أولاً: تعليم المسيح. كان أول نبؤة عن الكنيسة ذكرت في (مت18:16) "أبني كنيستي" وهذا الفعل مستقبلي، وهذا يدل على أن لا وجود للكنيسة قبل المسيح. ثانياً: هناك تعليم آخر للمسيح في (يو10) بأن هناك "خراف أُخر"، وفي (مر19:2) المسيح العريس وأنه سيفعل شيئاً جديداً.
فإذن الكنيسة كإنسان جديد بدأت في يوم الخمسين. لكن ها هي طبيعة وسر الكنيسة؟ في (كو26:1) بولس قال بأن الكنيسة في العهد القديم كانت سر، أي بمعنى السر هو الشيء المخفي وفجأة أُعلن. وفي (أف3:3) قال "بإعلان عرفني بالسر"، الله سمح يهذا السر في العهد القديم، ولكن الكنيسة أعلنت بالعهد الجديد. لماذا بولس أعلن هذا السر؟ لأنه يريد تصوير الكنيسة كبناء حقيقي، وهذا البناء مبني على أساس الذي هو المسيح وهو حجر الزاوية (1كو11:3/ أف22:2)، ويُبنى على هذا الأساس تعاليم وعقائد الأنبياء والرسل (أف14:2-16)، وتعليم الأنبياء والرسل كان عن موت وقيامة المسيح. فكان المصدر الحقيق لبداية الكنيسة هو معمودية الروح القدس، وهذه المعمودية لم تكن في العهد القديم، وهناك شيء آخر بدء الكنيسة هو يوم الخمسين عندما كان التلاميذ مجتمعين في العلية منتظرين تحقيق الوعد.
وبعد أن تم التعرف على الكنيسة وبدايتها بمنهجية لاهوتية صحيحة، فالتصريح النهائي لبداية الكنيسة أنها بدأت من يوم الخمسين ومؤسسة على معمودية الروح القدس. وتكلم بولس عنها كجسد المسيح، وهو الرأس. وهذه الكنيسة مبنية على أساس المسيح وتعليم الرسل، وكانت في القديم سر وأعلنت الآن كإنسان جديد وستبقى للإختطاف.
وبعد أن تم التعرف على الكنيسة، يجب التعرف على إسرائيل أيضاً. وبالنظر لتاريخ إسرائيل المُبكر الذي يبدأ مع إبراهيم، وهذا التاريخ يعطي التفاصيل الدقيقة عن حياة إسرائيل وهم في أرض مصر وفي الأرض الموعودة (تث62:28-67/ 1:30-3). فعهد إبراهيم هو عهد أبدي وغير مشروط وخاص بشعب إسرائيل فقط (تك8:17، 13،19)، فكان الوعد له بثلاث بركات (إمتلاك الأرض، تكثير النسل، بركة جميع الأمم). ثم تبع عهد إبراهيم عهود أخرى (عهود الداؤودية، والفلسطينية، والعهد الجديد). فالعهد الداؤودي هو عهد أبدي (1صم13:7، 19/ 5:23) هو وعد بالنسل، بالعهد القديم يُفهم بمفهوم الجماعة، ويشير للأمة، وهذه الفكرة موجودة في العهد الإبراهيمي (تك15:13/5:15، 18/7:17،9،19/12:21). والاستخدام الجماعي لكلمة نسل فقط تنحصر في المسيح (غل16:3) الذي سيتمم هذا العهد (إر14:33-16/لو32:1-33/رؤ21:3). موقف داؤود تجاة وعد الله له ظاهر في (مز72،132)، وبالتالي فإن العهد الداؤودي يُتمم وعد النسل للعهد الإبراهيمي. والعهد الثالث هو العهد الجديد، فهو عهد أبدي (إش5:24/8:61/إر40:32/عب8:8/15:9/رو11/2كو3). ويوجد فقرات كتابية تتكلم عن العهد الجديد مثل (إر31:31-34) إسرائيل تنال قلب جديد. (مت28:26/24:14) تشددان على الدم وأنه سيكون عهد جديد، والكنيسة تكرز بدم العهد الجديد، بينما (لو20:22/1كو25:11) تشددان على العهد أكثر من دم العهد الذي هو أساس العهد. (عب6:8-13/15:9/16:10،17/24:12) هذه الآيات في العهد الجديد رغم أنها تخص أمة إسرائيل على أساس دم المسيح، لكنهم لم ينالوه إلا في المجيء الثاني للمسيح (عب8:8،10).
ويوجد ثلاث وجهات نظر مختلفة لأتباع ما قبل الألفي عن العهد الجديد. الأولى: هذا العهد قُطع لأمة إسرائيل، والعهد الجديد لم يعطى للكنيسة، ولكن الكنيسة تشارك في بركاته الآن، بينما إسرائيل متروكه جانباً حتى المجيء الثاني. والثانية: الوعد قُطع مع إسرائيل، ولكن تمم بالكنيسة حتى يتمم التعامل مع إسرائيل قومياً مرة أخرى. والثالثة: يوجد عهد جديد لإسرائيل (عب 7:8-13)، وعهد جديد للكنيسة (عب7:.
وأما بالنسبة للعهد الفلسطيني هو عهد غير مشروط وأبدي (حز60:16)، ويتعامل مع حق التمتع بالأرض الموعودة من قبل أي جيل من اليهود. ويعطي العهد الإبراهيمي الحق بملكية الأرض، وبالتالي هذا العهد سيتمم وعد الأرض في العهد الإبراهيمي.
الفصل الثالث
الفرق بين الاختطاف والمجيء الثاني.
في الاختطاف الكنيسة ستؤخذ للمسيح (1تس13:4-18)، بينما في المجيء الثاني الكنيسة ستأتي مع المسيح (رؤ14:19). في الاختطاف لن تتغير الشعوب الأممية (1تس5:5-7)، في المجيء الثاني سيتم إدانة ممالك الأمم (مت31:25-46). في الاختطاف الارض لن تتغير، في المجيء الثاني سترفع اللعنة جزئياً (إش6:11،9/ رو18:8-23). في الاختطاف سر لم يعلن في القديم (السر هو أن الجميع لن يموتوا) (1كو51:15)، في المجيء الثاني ليس سراً بل أعلن في العهدين. في الإختطاف المسيح هو الرجاء (في5:4)، في المجيء الثاني المسيا سيكون رجاء إسرائيل (مت14:24/39:23). في الاختطاف سيأتي المسيح كعريس (مت1:26،6/يو29:3)، في المجي الثاني سيأتي كملك (رؤ16:19)، (زك9:14،17). في الاختطاف مجيء المسيح لا يراه العالم، في المجيء الثاني سيكون المسيح مرئياً وبقوة ومجد (مت31:25/ 2تس9:1/ رؤ7:1).
علاقة الاختطاف والمجيء الثاني بالكنيسة واسرائيل
بعد أن تم توضيح الفرق مابين الاختطاف والمجيء الثاني، يجب توضيح العلاقة التي تربط هذين الحدثين في الكنيسة وإسرائيل. ويُفترض بالشخص الذي يفكر بموضوع الاختطاف هو شخص قبل ألفي. والاختطاف يختص بالكنيسة فقط وسيكون سري، وهو أيضاً يرفع شعب الكنيسة، وبالتالي يفتح المجال لبدء الضيقة العظيمة والتي هدفها هو شعب إسرائيل. ولكن المجيء الثاني يهدف إلى إقامة الملك الألفي، وسيكون مجيء المسيح علني. والأساس الذي يجب الرجوع إليه هو (دا9) لتحليل فترة الأسابيع السبعون التي يجب أن تكون على شعب إسرائيل وليس على الكنيسة، ولإثبات الأسابيع السبعون يجب إثبات أن الكنيسة هي كيان مختلف عن كيان إسرائيل.
وقبل التكلم عن "نبؤة السبعين أسبوعاً" يجب معرفة كيف تُحسب التواريخ اليهودية حساباُ صحيحاً، يوجد حقيقتين الأولى: الأسبوع النبوي يمثل سبع سنوات (تك20:29،27). والثانية: السنة النبوية تُحسب (360) يوماً فقط وليس (365) يوم. فالمعادلة هي 62أ+7أ+1أ=70 أسبوعاً . في (7أ) الأولى بقية اليهود الراجعين من السبي يبنون سور وشارع أورشليم في فترة ضيق الأزمنة (دا25:9). وبعدها مباشرة فترة مكونة من (62أ) يمتد فيها تاريخ إسرائيل لزمن دخول المسيح لأورشليم (مت5:21). إذن (62+7=69 أسبوعاً) من إبتداء صدور الأمر بتجديد أورشليم إلى أن يقطع المسيح وليس له "أي ليس له المُلك" لأن تم رفضه من اليهود (لو14:19)، والنتيجة أصبحت أورشليم خراباً (مت38:23). وبعد هذا الرفض للمسيح توقفت معاملات الله مع شعب إسرائيل، وبدأت فترة زمنية يهتم فيها الله بكيان جديد يسمى "الكنيسة" والتي جمعها بالنعمة (أع14:5/ تي14:2).
إذن يبقى الأسبوع الواحد الأخير، ويقول دانيال عنه في (ع24) على "شعبك" التي هي إسرائيل، وعلى "مدينتك" التي هي أورشليم. إذاً هذا الأسبوع يختص بإسرائيل فقط وليس الكنيسة، عندما جاء المسيح جاء عصر الكنيسة، وظل الأسبوع الأخير يأتي على إسرائيل. وعندما يتم الاختطاف تبدأ الضيقة العظيمة ولمدة سبع سنوات، وهذه الضيقة هي الأسبوع السبعون. وبما أن هذا الأسبوع على إسرائيل بحسب دانيال، إذن الكنيسة يجب أن تكون مختطفة، لذلك هذف الأسبوع السبعون هو إسرائيل. فالكنيسة إذن بدأت في العهد الجديد وهي كيان، والأسبوع السبعون هو إستمرارية للأسابيع السبعين، والنتيجة إسرائيل شيء والكنيسة شئء. وأخيراً الاختطاف هو لتحقيق الأسبوع السبعين الذي يختص بإسرائيل، ولرفع الكنيسة. بينما المجيء الثاني هو لتحقيق الملك الألفي. وتحقيق العهد الإبراهيمي. وبحسب "تشارلز رايري" الكنيسة تختلف عن إسرائيل، لأن الكنيسة بدأت في يوم الخمسين، وبالتالي الكنيسة لم تكن موجودة في العهد القديم، ثم يُدعّم هذا الإختلاف من العهد الجديد، أولاً: بتوضيح المفارقة بين إسرائيل الطبيعية والأمم بعد تأسيس الكنيسة (أع12:3/ 8:4،10/ 21:5،31،35/19:21). ثانياً: فرّق بين إسرائيل الطبيعية والكنيسة، وهذا يبين أن الكنيسة ليست إسرائيل (1كو32:10). ثالثاً: (غل16:6) هذه الآية لا تقدم دليلاً واضحاً بأن الكنيسة هي مساوية إسرائيل.
الخاتمة
وأخيراً في نهاية هذا البحث لقد تم بحث بعض المواضيع التي تتعلق بعلم الأخرويات، مثل موضوع إختطاف الكنيسة السري كعروس للمسيح، وأنها سوف تُختطف قبل الضيقة العظيمة ، وتأتي مع العريس بمجيئه الثاني العلني لإتمام وإنهاء مرحلة التأديب لإسرائيل وخلاصهم، ودينونة الأحياء منهم، وإدانة قوى الشر في العالم، لتملك معه على الأرض الف سنة حرفية. وما هو الفرق بين الحدثين. ثم تم شرح موضوع الكنيسة وإسرائيل، وهل الكنيسة هي امتداد لإسرائيل، أو هي إسرائيل نفسها؟
جواب الأطروحة: يفترض بالشخص الذي يفكر بهذه المواضيع هو شخص قبل ألفي، وأن الاختطاف لا يختص إلا بالكنيسة عروس المسيح، وهذا الحدث يرفع شعب الكنيسة، وبالتالي يفتح المجال لحدوث الضيقة العظيمة لأنها فقط تخص شعب إسرائيل، وسوف يكون هذا الحدث سري في لحظة وطرفة عين. بينما المجيء الثاني سيكون علني، ويهدف إلى إقامة الملك الألفي، وتحقيق العهد الإبراهيمي. وأيضاً تم الرجوع في جسم البحث إلى (دا9) لمعرفة الأسابيع السبعون التي يجب أن تكون على شعب إسرائيل، حتى يتم إثبات أن الكنيسة هي كيان مختلف عن كيان إسرائيل. لذلك الأسبوع السبعين هو فترة الضيقة على إسرائيل، وفيه يُقطع المسيح ويقول دانيال على "مدينتك" أورشليم وعلى "شعبك" الذي هو إسرائيل. إذن الكنيسة تكون مختطفة، وهدف الأسبوع السبعين هو إسرائيل. والنتيجة هي أن الكنيسة بدأت في العهد الجديد بكيان خاص بها، والأسبوع السبعون هو إستمرارية للأسابيع السبعين، إذن إسرائيل شيء والكنيسة شيء آخر. وأيضاً الكنيسة لم تكن معلنة في العهد القديم فكانت سرية، لكن لما جاء المسيح جاء عصر الكنيسة وابدأ الكنيسة. فخلاصة الكلام الكنيسة ليست إسرائيل أبداً.
موسى خوري- مشرف
- عدد المساهمات : 19
نقاط : 25
تاريخ التسجيل : 29/01/2010
العمر : 64
رد: الفرق بين الإختطاف والمجيء الثاني وما هي علاقة الكنيسة باسرائيل
الأخ موسى... شكرا جزيلاً على هذا البحث القيّم و الدسم بالأضافة الى انه من النوع السهل الممتنع.. لضرورة فهمه بشكل مفصل و لكي لا يخلط الناس بفهمهم بين الأختطاف و المجيء و بين الكنيسة و اسرائيل...
مع خالص تقديري و احترامي لشخصك الكريم و لجهدك العظيم..
الله يكون معك.. آمين +
مع خالص تقديري و احترامي لشخصك الكريم و لجهدك العظيم..
الله يكون معك.. آمين +
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» البار مركيانوس الكاهن قيّم الكنيسة العظمى / 10 كانون الثاني.
» تذكار القدّيس فرنسيس دي سال، الأسقف ومعلّم الكنيسة / 24 كانون الثاني.
» تذكار القدّيس لاون الكبيرالبابا ومعلّم الكنيسة / 10 تشرين الثاني.
» تذكار القدّيس هيلاريوس، الأسقف ومعلّم الكنيسة / 13 كانون الثاني.
» تذكار القدّيس فرنسيس دي سال الأسقف ومعلّم الكنيسة / 24 كانون الثاني.
» تذكار القدّيس فرنسيس دي سال، الأسقف ومعلّم الكنيسة / 24 كانون الثاني.
» تذكار القدّيس لاون الكبيرالبابا ومعلّم الكنيسة / 10 تشرين الثاني.
» تذكار القدّيس هيلاريوس، الأسقف ومعلّم الكنيسة / 13 كانون الثاني.
» تذكار القدّيس فرنسيس دي سال الأسقف ومعلّم الكنيسة / 24 كانون الثاني.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى