تذكار القدّيس الرسول متّى الإنجيلي / 16 تشرين الثاني.
صفحة 1 من اصل 1
تذكار القدّيس الرسول متّى الإنجيلي / 16 تشرين الثاني.
تذكار القدّيس الرسول متّى الإنجيلي / 16 تشرين الثاني.
كان القدّيس الرسول متّى اول من كتب بين الانجيليين. وضع انجيله باللغة الآرامية، وقد اصبحت لغة يهود فلسطين، منذ الفتح البابلي. ثم نقل منذ العهد الرسولي إلى اللغة اليونانية، لغة العالم اليوناني الروماني، وكانت في عمّت العالم المتحضر كله على اثر فتوحات الاسكندر في القرن الرابع قبل المسيح. والكنيسة التي أَقرّت بسلطتها قانونية كتب العهد الجديد، ومنحتها بهذا الاقرار صفة التعبير الرسمي عن كرازتها، اقرت قانونية هذه الترجمة واعتبرتها صورة امينة، في جوهرها، للانجيل كم كتبه الانجيلي متى في الاصل الآرامي. فأضحت هذه الترجمة، بعد ضياع الاصل، النص الرسمي في الكنيسة لانجيل القدّيس متى. ميّزة انجيل القدّيس متى هي طابعه اليهودي الفلسطيني شكلاً وموضوعاً. ولا عجب، فقرّاؤه يهود فلسطينيون قد انتحلوا الايمان بالمسيح، ولا تزال عقليتهم على ما كانت عليه: محدودة الآفاق كثيراً، غذاؤها كتب الانبياء ومواعيدهم والشريعة الموسوية والتقاليد الفرّيسية الموروثة عن الاجداد. ولذا يسلك القدّيس متى السبيل الاكثر قرباً اليهم، أي الشريعة والانبياء، فيـبيّن أن رسالة يسوع ليست الا كمال الناموس والانبياء، وان يسوع انما هو المسيح الذي سبق الله ووعد به على لسان الانبياء شعبه المختار. وكرازته تنحصر في فكرة ملكوت السماوات كما سبق الانبياء وتنبأوا عنه ووصفوه. وذلك ما جعل يستهلّ انجيله بسلسلة انساب تصل يسوع المسيح بداود وابراهيم، وتبـيّن بنوّته لهما. ولا تفوته فرصة الا ويذكر فيها تحقيق هذه او تلك من النبؤات في شخص يسوع وحياته. واي برهان يعادل البرهان النبوي نفوذاً وعمق وقعٍ في نفس اليهودي؟ كذلك أي صبغة او نكهة يهودية فلسطينية في بعض تعابير خاصة به دون سواه؟ ولما كان الفريسيون اعداء يسوع الالداء مدة رسالته الارضية، وكان تأثيرهم لا يزال قوياً في اليهودية بعد صعوده إلى السماء، عكف الانجيلي على أن يحذّر منهم المؤمنين بالمسيح. وينتهز لذلك كل سانحة في حياة يسوع في فلسطين وخارجها عنها. فهو الينبوع الذي يرده الكتّاب المسيحيون الاولى والآباء أكثر من سواه شرحاً واقتباسَ نصوص. وليس في الأمر ما يدعو إلى الدهش.فمتّى، موظف الضرائب الدقيق في كفرناحوم، هو الشاهد العيان لما يكتب، وهو تلميذ المعلّم منذ الايام الاولى، وانجيله أكثر الأناجيل الثلاثة الاوَّلين سرداً لاقوال يسوع، تبلغ نسبتها فيه حد الثلاثة الارباع، نقرأها كما تساقطت من شفتي المعلم الالهيّ معنى ومبتى ونَفَساً. اما رمزه فوجه الانسان، وهو اول الحيوانات الرمزية التي رآها حزقيال النبيّ (1:10)، لانه يستهل انجيله بنسب يسوع بحسب الجسد. صلاته تكون معنا. آمين.
كان القدّيس الرسول متّى اول من كتب بين الانجيليين. وضع انجيله باللغة الآرامية، وقد اصبحت لغة يهود فلسطين، منذ الفتح البابلي. ثم نقل منذ العهد الرسولي إلى اللغة اليونانية، لغة العالم اليوناني الروماني، وكانت في عمّت العالم المتحضر كله على اثر فتوحات الاسكندر في القرن الرابع قبل المسيح. والكنيسة التي أَقرّت بسلطتها قانونية كتب العهد الجديد، ومنحتها بهذا الاقرار صفة التعبير الرسمي عن كرازتها، اقرت قانونية هذه الترجمة واعتبرتها صورة امينة، في جوهرها، للانجيل كم كتبه الانجيلي متى في الاصل الآرامي. فأضحت هذه الترجمة، بعد ضياع الاصل، النص الرسمي في الكنيسة لانجيل القدّيس متى. ميّزة انجيل القدّيس متى هي طابعه اليهودي الفلسطيني شكلاً وموضوعاً. ولا عجب، فقرّاؤه يهود فلسطينيون قد انتحلوا الايمان بالمسيح، ولا تزال عقليتهم على ما كانت عليه: محدودة الآفاق كثيراً، غذاؤها كتب الانبياء ومواعيدهم والشريعة الموسوية والتقاليد الفرّيسية الموروثة عن الاجداد. ولذا يسلك القدّيس متى السبيل الاكثر قرباً اليهم، أي الشريعة والانبياء، فيـبيّن أن رسالة يسوع ليست الا كمال الناموس والانبياء، وان يسوع انما هو المسيح الذي سبق الله ووعد به على لسان الانبياء شعبه المختار. وكرازته تنحصر في فكرة ملكوت السماوات كما سبق الانبياء وتنبأوا عنه ووصفوه. وذلك ما جعل يستهلّ انجيله بسلسلة انساب تصل يسوع المسيح بداود وابراهيم، وتبـيّن بنوّته لهما. ولا تفوته فرصة الا ويذكر فيها تحقيق هذه او تلك من النبؤات في شخص يسوع وحياته. واي برهان يعادل البرهان النبوي نفوذاً وعمق وقعٍ في نفس اليهودي؟ كذلك أي صبغة او نكهة يهودية فلسطينية في بعض تعابير خاصة به دون سواه؟ ولما كان الفريسيون اعداء يسوع الالداء مدة رسالته الارضية، وكان تأثيرهم لا يزال قوياً في اليهودية بعد صعوده إلى السماء، عكف الانجيلي على أن يحذّر منهم المؤمنين بالمسيح. وينتهز لذلك كل سانحة في حياة يسوع في فلسطين وخارجها عنها. فهو الينبوع الذي يرده الكتّاب المسيحيون الاولى والآباء أكثر من سواه شرحاً واقتباسَ نصوص. وليس في الأمر ما يدعو إلى الدهش.فمتّى، موظف الضرائب الدقيق في كفرناحوم، هو الشاهد العيان لما يكتب، وهو تلميذ المعلّم منذ الايام الاولى، وانجيله أكثر الأناجيل الثلاثة الاوَّلين سرداً لاقوال يسوع، تبلغ نسبتها فيه حد الثلاثة الارباع، نقرأها كما تساقطت من شفتي المعلم الالهيّ معنى ومبتى ونَفَساً. اما رمزه فوجه الانسان، وهو اول الحيوانات الرمزية التي رآها حزقيال النبيّ (1:10)، لانه يستهل انجيله بنسب يسوع بحسب الجسد. صلاته تكون معنا. آمين.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تذكار القدّيس الرسول متّى الإنجيلي / 16 تشرين الثاني.
» تذكار القدّيس الرسول متّى الإنجيلي البشير / 16 تشرين الثاني.
» تذكار القدّيس الرسول لوقا الإنجيلي / 18 تشرين الأول.
» تذكار القدّيس الرسول لوقا الإنجيلي / 18 تشرين الأول.
» تذكار القدّيس الرسول فيلبّس الرسول / 14 تشرين الثاني.
» تذكار القدّيس الرسول متّى الإنجيلي البشير / 16 تشرين الثاني.
» تذكار القدّيس الرسول لوقا الإنجيلي / 18 تشرين الأول.
» تذكار القدّيس الرسول لوقا الإنجيلي / 18 تشرين الأول.
» تذكار القدّيس الرسول فيلبّس الرسول / 14 تشرين الثاني.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى