عيد يسوع ملك الملوك / 25 تشرين الثاني.
صفحة 1 من اصل 1
عيد يسوع ملك الملوك / 25 تشرين الثاني.
عيد يسوع ملك الملوك / 25 تشرين الثاني.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في الاحد الاخير من السنة الكنسية بعيد يسوع الملك، وقد وضع البابا بيوس الحادي عشر هذا العيد عام 1925 اكراما ليسوع سيد الخليقة. ان ملكوت الله هو محور تعاليم يسوع في جميع الاناجيل، وتظهر كلمة ملكوت الله اكثر من أية كلمة اخرى في الاناجيل الاربعة، وقد بدأ يسوع حياتة العلنية بالتبشير بالملكوت: قد تم الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا واّمنوا بالبشارة.
ويبين الكتاب ان الرب ملك الكون وهو ملتحف بالبهاء والعظمة، ويظهر قدرته وسلطته على الطبيعة، وان هذا الملك القدير يسكن في هيكله، وملكه منذ الازل اي قبل بداية الخليقة، وان عرش الله في السماء هو عرشة على الارض ايضا، وحضوره في السماء والارض يجعل الكون ثابتا بقوة عظمته، وقد اظهر ملكه يوم ثبت الطوفان ومنع كل طوفان في المستقبل، وسيظل يسيطرعلى اعدائه بيده، ويملك عليهم الى الابد، لقد ظهر الرب لأشعيا النبي في هيكل أورشليم بصورة ملك، وسمّيت صهيون مدينة الملك العظيم، وعندما يعود شعب الله من المنفى يعلن له أشعيا : الله ملك، وملكه سيظهر لكل قوَّات السماء.
لقد ولدت فكرة "الله ملك" منذ القديم، في أيام الخروج والقضاة، إن لم يكن في أيام صموئيل. فالله ملك وهو يقود شعبه ويخلصه ويحارب عنه، ويعمل له كل ما يعمله ملك من أجل مملكته. وهنا نلاحظ أن القبائل رغم بعض الوحدة بينها، رفضت دوما أن تقيم ملكا عليها، والسبب في ذلك هو أن القبائل كانت مقتنعة أن الرب ملكها وهو يوحدها حول معبده. فالوحدة التي أعطاها الله لشعبه بعد الخروج من مصر كانت وحدة عبادية ووحدة سياسية أيضًا.
تتجلى ملوكية المسيح من خلال مثل الدينونة الأخيرة الذي يوجه لنا رسالة في غاية الأهمية، ألا وهي الحقيقة حول مصيرنا النهائي، والمعيار الذي سندان على أساسه. "جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فعدتموني، وسجينا فجئتم إليّ". مملكة المسيح ليست من هذا العالم، لكن الرب يدفعنا على صنع الخير الذي زرعه الله في قلب الإنسان. وإذا قمنا بترجمة محبتنا بأعمال الخير تجاه القريب يملك المسيح وسطنا، أما إذا انشغل كل واحد منا في الاهتمام بشؤونه الخاصة فالعالم سيتجه نحو الهاوية لا محالة.
ويبقى السؤال الكبير إذ كيف تنصب الكنيسة يسوع ملكا بينما كان يسوع نفسه يرفض أن يدعوه الناس ملكا، ولدى دخوله أورشليم، يخبرالإنجيل أن الناس أخذوا سعف النخل وبدأوا يهتفون هوشعنا لابن داود، هوشعنا لملك إسرائيل، أما يسوع فبعد أن امتطى جحشًا ابن أتان ودخل أورشليم، ومن ثم ترك الجموع التي حاولت أن تنصبه ملكًا.
أن يسوع لم يرفض لقب "ملك" إلا عندما فُهم الملك بحسب النظرة السياسية المحضة، أما عندما كان يتحدث عن ملكوت الله كملكوت حب وبر وحق فلم يكن يرفض هذا اللقب، لا بل كان يوضحه. نرى هذا الأمر في لقاء يسوع بالسامرية، حيث يصرح علانية بأنه المسيح المنتظر، ملك إسرائيل.
نرى واقعة أخرى في لقاء يسوع الأخير ببيلاطس خلال الآلام، عندما يستجوبه بيلاطس بشأن اتهامه بأنه ملك اليهود: "أأنت ملك؟"، فيجيب يسوع: "أنت قلت. أنا ملك"، موضحًا مباشرة أن "ملكوته ليس من هذا العالم، ولا يتبع معايير هذا العالم. ولذا، من لا يمعن النظر، أو بالحري، من لا ينظر إلى مسيرة ومصير يسوع بعيني الروح، لن يتوانى عن اعتباره ملكًا فاشلاً. فبحسب معايير النجاح البشرية، ملك "التطويبات"، لا يعبّر عن الصورة النموذجية للملك. والملك الوديع والمتواضع القلب الذي يدخل أورشليم ممتطيًا جحشًا ابن آتان، محققًا نبوءة زكريا :''ابتهجي جداً يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم . هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش أبن أتان، لا يجسد الصورة المعتادة للملك الذي يمتطي الخيول وترافقه كتائب الجنود.
ما من طريق آخر لفهم ملوكية المسيح إلا هذا: أن يعي المرء أن مواجهة الشر بالشر هو فشل، هو هزيمة ورضوخ لمنطق الشر. قوة المسيح، هي قوة الحب، وملكوته هو ملكوت الحب الذي يقول: "لا تدع الشر يغلبك، بل اغلب الشر بالخير". ولذا فالمسيح هو ملك لأنه أحب حبًا لا يضاهيه حب لأنه بذل نفسه لأجل أحبائه، وبهذا الحب الكبير هدم سور العدواة وصار هو سلامنا.
ليس لدينا مملكة في هذه العالم، بل ننتظر في الرجاء السعيد تجلي ربنا وإلها العظيم يسوع المسيح. هذا الانتظار المسيحي ليس سلبيًا، ليس كسلاً وبطالة، بل هو عمل وجهد في بناء ملكوت المسيح، حيث تملك المحبة فهناك يملك المسيح، وعليه لنسجد ليسوع ملك الاكوان وسيد الازمان كما سجد له المجوس، ونعكف على عبادته وحمده، وان نكون من اصحاب اليمين، لكي يشملنا برحمته ويدخلنا في جنته عندما نراه ملكا للكون وديانا للعالمين وصاحب الحكم والقضاء في الارض والسماء.
تبارك الاتي باسم الرب، تباركت الممكلة الاتية، مملكة ابينا دؤاد، تبارك من استوى ملكا مدى الازمان ومن يبارك شعبه بالسلام، تبارك من لا بد له وان يملك حتى يجعل جميع اعدائه تحت قدميه والموت اخر عدو يبيده، تبارك الحمل الذبيح الذي هو الاهل لان ينال القدرة والغنى والحكمة والعزة والاكرام له المجد والعزة ابد الدهور امين.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في الاحد الاخير من السنة الكنسية بعيد يسوع الملك، وقد وضع البابا بيوس الحادي عشر هذا العيد عام 1925 اكراما ليسوع سيد الخليقة. ان ملكوت الله هو محور تعاليم يسوع في جميع الاناجيل، وتظهر كلمة ملكوت الله اكثر من أية كلمة اخرى في الاناجيل الاربعة، وقد بدأ يسوع حياتة العلنية بالتبشير بالملكوت: قد تم الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا واّمنوا بالبشارة.
ويبين الكتاب ان الرب ملك الكون وهو ملتحف بالبهاء والعظمة، ويظهر قدرته وسلطته على الطبيعة، وان هذا الملك القدير يسكن في هيكله، وملكه منذ الازل اي قبل بداية الخليقة، وان عرش الله في السماء هو عرشة على الارض ايضا، وحضوره في السماء والارض يجعل الكون ثابتا بقوة عظمته، وقد اظهر ملكه يوم ثبت الطوفان ومنع كل طوفان في المستقبل، وسيظل يسيطرعلى اعدائه بيده، ويملك عليهم الى الابد، لقد ظهر الرب لأشعيا النبي في هيكل أورشليم بصورة ملك، وسمّيت صهيون مدينة الملك العظيم، وعندما يعود شعب الله من المنفى يعلن له أشعيا : الله ملك، وملكه سيظهر لكل قوَّات السماء.
لقد ولدت فكرة "الله ملك" منذ القديم، في أيام الخروج والقضاة، إن لم يكن في أيام صموئيل. فالله ملك وهو يقود شعبه ويخلصه ويحارب عنه، ويعمل له كل ما يعمله ملك من أجل مملكته. وهنا نلاحظ أن القبائل رغم بعض الوحدة بينها، رفضت دوما أن تقيم ملكا عليها، والسبب في ذلك هو أن القبائل كانت مقتنعة أن الرب ملكها وهو يوحدها حول معبده. فالوحدة التي أعطاها الله لشعبه بعد الخروج من مصر كانت وحدة عبادية ووحدة سياسية أيضًا.
تتجلى ملوكية المسيح من خلال مثل الدينونة الأخيرة الذي يوجه لنا رسالة في غاية الأهمية، ألا وهي الحقيقة حول مصيرنا النهائي، والمعيار الذي سندان على أساسه. "جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فعدتموني، وسجينا فجئتم إليّ". مملكة المسيح ليست من هذا العالم، لكن الرب يدفعنا على صنع الخير الذي زرعه الله في قلب الإنسان. وإذا قمنا بترجمة محبتنا بأعمال الخير تجاه القريب يملك المسيح وسطنا، أما إذا انشغل كل واحد منا في الاهتمام بشؤونه الخاصة فالعالم سيتجه نحو الهاوية لا محالة.
ويبقى السؤال الكبير إذ كيف تنصب الكنيسة يسوع ملكا بينما كان يسوع نفسه يرفض أن يدعوه الناس ملكا، ولدى دخوله أورشليم، يخبرالإنجيل أن الناس أخذوا سعف النخل وبدأوا يهتفون هوشعنا لابن داود، هوشعنا لملك إسرائيل، أما يسوع فبعد أن امتطى جحشًا ابن أتان ودخل أورشليم، ومن ثم ترك الجموع التي حاولت أن تنصبه ملكًا.
أن يسوع لم يرفض لقب "ملك" إلا عندما فُهم الملك بحسب النظرة السياسية المحضة، أما عندما كان يتحدث عن ملكوت الله كملكوت حب وبر وحق فلم يكن يرفض هذا اللقب، لا بل كان يوضحه. نرى هذا الأمر في لقاء يسوع بالسامرية، حيث يصرح علانية بأنه المسيح المنتظر، ملك إسرائيل.
نرى واقعة أخرى في لقاء يسوع الأخير ببيلاطس خلال الآلام، عندما يستجوبه بيلاطس بشأن اتهامه بأنه ملك اليهود: "أأنت ملك؟"، فيجيب يسوع: "أنت قلت. أنا ملك"، موضحًا مباشرة أن "ملكوته ليس من هذا العالم، ولا يتبع معايير هذا العالم. ولذا، من لا يمعن النظر، أو بالحري، من لا ينظر إلى مسيرة ومصير يسوع بعيني الروح، لن يتوانى عن اعتباره ملكًا فاشلاً. فبحسب معايير النجاح البشرية، ملك "التطويبات"، لا يعبّر عن الصورة النموذجية للملك. والملك الوديع والمتواضع القلب الذي يدخل أورشليم ممتطيًا جحشًا ابن آتان، محققًا نبوءة زكريا :''ابتهجي جداً يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم . هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش أبن أتان، لا يجسد الصورة المعتادة للملك الذي يمتطي الخيول وترافقه كتائب الجنود.
ما من طريق آخر لفهم ملوكية المسيح إلا هذا: أن يعي المرء أن مواجهة الشر بالشر هو فشل، هو هزيمة ورضوخ لمنطق الشر. قوة المسيح، هي قوة الحب، وملكوته هو ملكوت الحب الذي يقول: "لا تدع الشر يغلبك، بل اغلب الشر بالخير". ولذا فالمسيح هو ملك لأنه أحب حبًا لا يضاهيه حب لأنه بذل نفسه لأجل أحبائه، وبهذا الحب الكبير هدم سور العدواة وصار هو سلامنا.
ليس لدينا مملكة في هذه العالم، بل ننتظر في الرجاء السعيد تجلي ربنا وإلها العظيم يسوع المسيح. هذا الانتظار المسيحي ليس سلبيًا، ليس كسلاً وبطالة، بل هو عمل وجهد في بناء ملكوت المسيح، حيث تملك المحبة فهناك يملك المسيح، وعليه لنسجد ليسوع ملك الاكوان وسيد الازمان كما سجد له المجوس، ونعكف على عبادته وحمده، وان نكون من اصحاب اليمين، لكي يشملنا برحمته ويدخلنا في جنته عندما نراه ملكا للكون وديانا للعالمين وصاحب الحكم والقضاء في الارض والسماء.
تبارك الاتي باسم الرب، تباركت الممكلة الاتية، مملكة ابينا دؤاد، تبارك من استوى ملكا مدى الازمان ومن يبارك شعبه بالسلام، تبارك من لا بد له وان يملك حتى يجعل جميع اعدائه تحت قدميه والموت اخر عدو يبيده، تبارك الحمل الذبيح الذي هو الاهل لان ينال القدرة والغنى والحكمة والعزة والاكرام له المجد والعزة ابد الدهور امين.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» عيد يسوع الملك / 25 تشرين الثاني.
» عيد سيّدنا يسوع المسيح ملك الكائنات / 23 تشرين الثاني.
» تذكار القديسة تريزا الطفل يسوع / 1 تشرين الأول.
» تذكار القديسة تريزيا الطفل يسوع / 1 تشرين الأول.
» تذكار القدّيسة تريزيا الطفل يسوع / 1 تشرين الأول.
» عيد سيّدنا يسوع المسيح ملك الكائنات / 23 تشرين الثاني.
» تذكار القديسة تريزا الطفل يسوع / 1 تشرين الأول.
» تذكار القديسة تريزيا الطفل يسوع / 1 تشرين الأول.
» تذكار القدّيسة تريزيا الطفل يسوع / 1 تشرين الأول.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى