يا عذراء.. المسيح قام...حقاً قام

أيتها الأم العذراء ايتها الأم الحزينة..لن آتي لأعزيك... بل أقول اليوم... سلامٌ لك بقيامة ابنك.
سلامٌ لك يا أم كل الأمهات أم الرب وأم الكنيسة وأم الرعاة
سلامٌ ليملأ قلبك النابض بالحياة
سلامٌ لحشاك الطاهر الذي كان مائدة حملت خبز الحياة
سلامٌ لمشاعرك التي جاز فيها سيف الحزن أمام الصليب الرهيب وأنت تتابعين موت ابنك الحبيب عليه خطوةً خطوة .
ياايتها البتولية الطاهرة:
كم مرة تمزق قلبك حزناً وأنت تراقبين من لا رحمة في قلوبهم يجلدون ابنك الجلدة تلو الأخرى ؟
كم مرة هوى قلبك وأنت تسمعين أنين الطاهر الذي جلده الحراس فشفى جلداتنا المزمنة من تلقاء خطايانا .
هل سرت معه طريق الآلام ؟ هل شاهدته يقع تحت حمل الصليب زيادةً على آلام الجلد ؟ هل تحسس قلبك وأنتي تتابعين زفراته المؤلمة تحت ثقل الصليب ؟ هل تنفست الصعداء وهم يُسَخرون سمعان القيرواني لحمل الصليب فقد استراح قليلاً .
هل توقعت أن يبيدهم بكلمة وهو روح الإله تحت وطأة الألم ؟ لقد ذُهلت الملائكة من المنظر فما هو حالك أيتها الحزينة ؟ هل رأيته مسحوقاً تحت قسوة البشر وهو المُسَبح من الملائكة والقديسين ؟ هل رأيته ضعيفاً وهو الجبار القوي في القتال كما لهج صاحب المزامير ؟
كم تمنيت أن أكون بقربك في طريق الآلام لأقدم لأبنك كأس ماء بيدك الطاهرة بدلاً من الخل الحارق فالمجروح من الجلد والنازف رأسه بفعل إكليل الشوك يعطش, لكني كنت واثقة بعدم قبوله الماء المنعش لأنه حتى العطش سيتقبله على نفسه ليفتح لنا ينبوع الروح بالماء الحي... فبعطشه هو ارتوينا نحن .
هل أقدم لك زيتا وخمرا لتضمدي بعض جراحه المؤلمة ؟ لن يقبل هو ذلك... لأننا بجراحه كلنا شفينا .
هل أقدم لك خلا ممزوجا بالمر ليتخدر قليلا فتقل آلامه المبرحة ؟ كلا لن يقبل ايضاً إلا أن يتجرع كأس الألم... ليشفي آلامنا ويستمر حتى قمة الألم بغرس المسامير الغليظة في يديه وقدميه .
جلده و ضربه و جراحه وغرس المسامير في يديه ثم طعنه بالحربة,, و اسلم الروح .
حقاً لقد كان هذ الانسان ابن الله....
هل أدرك ألذين ساروا مع الأم الحزينة و مع يوحنا الحبيب طريق الآلام أن ذلك الصليب أصبح شجرة الحياة الجديدة؟ و ان وثمرتها الشهية هي تلك النفس المصلوبةالمعلقة عليه؟.... فنحن بأكلنا من تلك الثمرة نحيا ولا نموت .
انا هو الطريق و الحق و الحياة ..من آمن بي و ان مات فسيحيا...

لقد طلب المصلوب منك ان لا تنوحي عليه .. فبعد شفاء البشرية المؤمنة سيقوم ويتمجد وتمجده البرايا المنظورة وغير المنظورة .
سيموت ويهبط إلى الجحيم لكي يخلص الراقدين الذين آمنوا به وماتوا على رجاء هذا الإيمان لكنه سيقيمهم معه ويصعدهم إلى ملكوته .
ألم تفرحي يا العذراء مريم برغم حزنك ولوعتك عندما خلَّص ابنك اللص اليمين وأدخله الفردوس معه و هو على الصليب ؟ لقد فرحت الملائكة في السماء وسبحوه.
لقد غضبت الطبيعة لمنظر الصليب والمصلوب و لنشق حجاب الهيكل, لقد صالحنا ابنك مع الله القدوس
الا ان ابنك المصلوب قد قام من القبر من بين الاموات ورسم لنا طريق البعث من للحياة الابدية .
قام رب المجد بسلطانه الخاص فزع الحراس وارتجت الأرض وقام القديسون من قبورهم وكانت الشهادة العظمى بالقيامة المحيية من الموت .
قام المسيح من قبره المختوم بأيدي الأثمة المجرمين منتصراً و منتصرين معه على كل قوى الشر , و لن نطلب الحي من بين الاموات بعد اليوم.
قام المسيح فصارت خشبة الصليب الملطخة بالدم الطاهر شفاءً من المرض وغلبةً للشيطان وفزعاً له .
قام المسيح فتهلل الأنبياء الذين شهدوا له قبلاً وتهلل داود برؤية وعد الرب يتحقق لإبراهيم,أن إبراهيم صار بركةً لشعوب كثيرة آمنت بنفس وعد الله .
قام المسيح فولدت الكنيسة,التي ولو ضعفت يوما لأي سبب فأبواب الجحيم لن تقوى عليها ولا على غلبتها, فقد حطمها المخلص بموته الطوعي على الصليب .
قام المسيح فجعلنا شهوداً جدداً لقيامته المجيدة وبكرازتنا في طول العالم وعرضه كأشارة الصليب.
قام المسيح فثبت إيماننا وتقوت بشارتنا و يا لها من قيامة مجيدة .
فافرحي يا أم النور وتمجدي بمجد ابنك تهللي يا عذراء فقد مسح ابنك دموعك و دموع يوحنا الحبيب الذي اوصاه عليك ودموعنا ايضاً نحن أولادك, ومعك نلنا المجد الذي حرمتنا إياه خطيئة الجدين الأولين آدم و حواء. وسلام لك يا عذراء بقيامة ابنك المجيدة .

المسيح قام حقا قام

بالحقيقة ...
المسيح قام... حقا" قام