شرفي فوق رغبة الإمبراطور

شرفي فوق رغبة الإمبراطور

في الحرب التي نشبت بين فرنسا وبروسيا، حكم على العالم الكيماوي (Thenard) بالاقامة الجبرية في منزله. ويوما جاءه مبعوث الامبراطور يقول له: هل تعد بأن تستعمل نفوذك لرد الحرية الى جنودنا المعتقلين، فنطلق سراحك ونعيد اليك الحرية ؟

"إن كنتم بحاجة الى جلدي فهو لكم فخذوه. واذا اردتم الاستيلاء على ثروتي، فانهبوها. اما شرفي، فهو فوق متناول امبراطورك." يقوم الشرف بأن تمتنع عن اي عمل يتنافى مع الاخلاق النبيلة او لا يرضى به ضميرك.

ولا فرق ان يكون عملك في السر او العلانية ، لان ضميرك معك اينما كنت. من خان ضميره فقد خان ربه ، لان الضمير هو صوت الله في داخلنا.

وخيانة الله تمهد الطريق لخيانة القريب، والقضاء على الفضائل الانسانية فينا وفي الغير. ومن فقد شرفه، لم يبق عنده شيء يخاف له فقداناً، لان ما تبقى بعد فقدان الشرف، لا قيمة له ولا وزن، عند الله والناس.

والشرف بالتفصيل، هو جماع الفضائل: كالاخلاص في السر والعلانية، والعدل في حالتي الرضى والغضب، والرقة في المعاملة، والبر بالوعد وحماية الضعيف، والتواضع والامتناع عن اي عمل شائن.....والشرف لا يكون الا كاملا منزها. فإن خدشته او جرعته بأي عمل شائن، مات. واذا مات الشرف، فقد زال الى الابد.