هويّة "العبد" ومهمّته ومسؤوليته, وثوابه وعقابه
صفحة 1 من اصل 1
هويّة "العبد" ومهمّته ومسؤوليته, وثوابه وعقابه
هويّة "العبد" ومهمّته ومسؤوليته, وثوابه وعقابه.
يسوع المسيح هو "عبد الله" بامتياز. اختاره الآب ومسحه الروح لرسالة فداء الجنس البشريّ, فأصبحت لفظة عبد تعني معه الفادي ومخلص البشر.
١- العبد لقب كلّ مؤمن وكلّ مسؤول: اتخذت مريم العذراء لقب "أنا أمة الربّ, وهو القدير الذي نظر إلى تواضع أمته". واتخذه بولس الرسول: "بولس عبد المسيح يسوع رسول بالدعوة", ويعقوب الرسول: "يعقوب عبد الله والربّ يسوع المسيح". إنه لقب كلّ مؤمن يشهد لله وليسوع المسيح. لقد نلناه نحن في المعموديّة التي جعلتنا "أحياء المسيح", وأبناء أبيه. يذكرنا هذا اللقب بكثير من الحقائق, وهي الرسالة الموكلة إلينا من المسيح: "كما أرسلني أبي أرسلكم أنا أيضا", وطريق الآلام الذي سنمرّ به على مثال المسيح معلمنا: "تذكروا الكلمة التي قلتها لكم, ليس عبد أعظم من سيّده. فإن كانوا اضطهدوني فسوف يضطهدونكم أيضا", والإنتصار على المحنة: "سيكون لكم في العالم ضيق, لكن تقوّوا أنا غلبت العالم", والدخول في مجد الملكوت: "من هم هؤلاء المتوشحون بالحلل البيضاء, ومن أين أتوا؟ فقال لي: "هؤلاء هم الآتون من الضيق الكبير, وقد غسلوا حللهم وبيّضوها بدم الحمل".
وهو لقب لكلّ مسؤول سواء في الأسرة مثل الأب والأم, أم في المجتمع كالرئيس وربّ العمل وكلّ صاحب مسؤوليّة, أم في الكنيسة: الأسقف والكاهن, أم في الدولة: كلّ صاحب مسؤوليّة سياسيّة أو اقتصاديّة أو إداريّة أو إعلاميّة.
٢- السلطة من الله: "أقامه سيّده على بني بيته". إنه خادم الله لدى الناس, الذين هم شعب الله. ليس خادمهم وكأنهم هم الذين كلفوه, بل خادم الله من أجلهم. عليه أن يرضي الله لا الناس, ويرضيه عندما "يقدّم لهم الطعام في حينه", أي عندما يوفر لهم حاجاتهم الروحيّة والماديّة والثقافيّة والإجتماعيّة والإنمائيّة والإقتصاديّة والتربويّة والوطنيّة. وكخادم الله لا الناس, عليه أن يبحث عن إرادة الله الذي وكله على بني بيته, لا عن إرادة "أسياده" البشر, بالصلاة والتفكير والإستشارة وقراءة إرادة الله من خلال نداءآت شعبه وحاجاته. ولأنه موكل لا يستطيع أن يساوم على ما أوكل إليه من "طعام" ومن أناس, هم "بنو بيت الله", يجسّد لهم عناية الله بهم, فإنه باسمه وبشخصه "يخدمهم". أمّا هم فعليهم أن يحترموه ويكرّموه ويعتبروه لما يمثل بينهم, وأن يقبلوا منه ما يقدّم لهم, لأنه من الله, وبالتالي لا يستطيعون أن يرفضوا "هذا الطعام" الذي منه حياتهم, ولا أن يسيئوا استعمال خيرات الله. يدعو السيّد المسيح خادمه إلى الفطنة, وبني بيته إلى تقدير عطاياه, عندما يقول بكلام قاس: لا تعطوا الكلاب ما هو مقدّس, ولا تلقوا لؤلؤكم إلى الخنازير, لئلا تدوسه بأرجلها, ثم ترتدّ إليكم فتمزقكم".
٣- الأمانة والحكمة في ممارسة مهمّتنا: "من تراه العبد الحكيم الأمين". صفة العبد,الخادم أو الوكيل أو المسؤول, الأمانة, وهي من صفات الله كما نقرأ في كتب العهد القديم. يردّد بولس الرسول أنّ الله أمين في وعده, ويسمّي يوحنا الرسول "يسوع المسيح الشاهد الأمين", ويوصي الخادم والوكيل والمسؤول يالأمانة وعدم الخوف: "لا تخف ما سيصيبك من آلام. فستكونون في الضيق. فكن أمينا حتى الموت, وأنا أعطيك إكليل الحياة". تملي الأمانة عليه أن يصمد بوجه رتابة الزمن, ومحنة الصليب, وصمت الله, وأن ينصرف إلى مهمته, فينال الثواب من سيّده.
والصفة الثانية الحكمة, وهي أولى مواهب الروح القدس للذين يدعوهم الله للخدمة. يُحسن الحكيم السماع وقبول المشورة, ويكثر من المعرفة, ويخاف الشر, ويتقي الله, ويحكم على الأمور من منظار السماوات. لكنّ مبدأ الحكمة تكمن في العيش والتصرّف في مرضاة الله وصداقته.
منذ البدء زيّن الله كلّ إنسان بالحريّة لكي يبلغ إلى الكمال ببذل الذات والإنفتاح على الغير. ولكن, عندما تغرق هويّة الإنسان في الأنانيّة, تفرغ من معناها الأصيل, وتنحرف عن دعوتها وكرامتها. والحريّة عندما لا تعود تقرّ وتحترم علاقتها الجوهريّة بالحقيقة, تنكر ذاتها وتدمّرها وتقضي إلى إلغاء الغير. وهكذا ينتهي الإنسان بأن يتّخذ, بمثابة مقياس وحيد وحاسم لخياراته, لا للحقيقة التي توقفه على نواحي الخير والشرّ, بل مجرّد رأيه الذاتي المتقلب, وما تمليه عليه مصالحه الرخيصة ونزواته العابرة.
٤- الدينونة الخاصّة: "طوبى لذلك الوكيل الذي يجيء سيّده فيجده فاعلاً هكذا: إنه يقيمه على كلّ ما له. وإلاّ يفصله ويجعل حظه مع المنافقين": يناقش الله الموكل حساب وكالة الحياة والمسؤوليّة في نهاية العمر. تسمّى هذه المناقشة "دينونة خاصّة". ولأنّ الله خلقنا وافتدانا وبرّرنا, فهو يديننا في الآخرة. إنه صاحب الثواب والعقاب, فتنال النفس مصيرها الأبديّ, خلاصا أو هلاكا, كما جاء في مثل لعازر والغنيّ, وكما توحي كلمة يسوع على الصليب للصّ اليمين, وكما يؤكد بولس الرسول: "لا بدّ لنا جميعا من الوقوف أمام منبر المسيح, ليجازى كلّ إنسان بحسب ما فعل, أخيرا كان أم شرّا".
يسوع المسيح هو "عبد الله" بامتياز. اختاره الآب ومسحه الروح لرسالة فداء الجنس البشريّ, فأصبحت لفظة عبد تعني معه الفادي ومخلص البشر.
١- العبد لقب كلّ مؤمن وكلّ مسؤول: اتخذت مريم العذراء لقب "أنا أمة الربّ, وهو القدير الذي نظر إلى تواضع أمته". واتخذه بولس الرسول: "بولس عبد المسيح يسوع رسول بالدعوة", ويعقوب الرسول: "يعقوب عبد الله والربّ يسوع المسيح". إنه لقب كلّ مؤمن يشهد لله وليسوع المسيح. لقد نلناه نحن في المعموديّة التي جعلتنا "أحياء المسيح", وأبناء أبيه. يذكرنا هذا اللقب بكثير من الحقائق, وهي الرسالة الموكلة إلينا من المسيح: "كما أرسلني أبي أرسلكم أنا أيضا", وطريق الآلام الذي سنمرّ به على مثال المسيح معلمنا: "تذكروا الكلمة التي قلتها لكم, ليس عبد أعظم من سيّده. فإن كانوا اضطهدوني فسوف يضطهدونكم أيضا", والإنتصار على المحنة: "سيكون لكم في العالم ضيق, لكن تقوّوا أنا غلبت العالم", والدخول في مجد الملكوت: "من هم هؤلاء المتوشحون بالحلل البيضاء, ومن أين أتوا؟ فقال لي: "هؤلاء هم الآتون من الضيق الكبير, وقد غسلوا حللهم وبيّضوها بدم الحمل".
وهو لقب لكلّ مسؤول سواء في الأسرة مثل الأب والأم, أم في المجتمع كالرئيس وربّ العمل وكلّ صاحب مسؤوليّة, أم في الكنيسة: الأسقف والكاهن, أم في الدولة: كلّ صاحب مسؤوليّة سياسيّة أو اقتصاديّة أو إداريّة أو إعلاميّة.
٢- السلطة من الله: "أقامه سيّده على بني بيته". إنه خادم الله لدى الناس, الذين هم شعب الله. ليس خادمهم وكأنهم هم الذين كلفوه, بل خادم الله من أجلهم. عليه أن يرضي الله لا الناس, ويرضيه عندما "يقدّم لهم الطعام في حينه", أي عندما يوفر لهم حاجاتهم الروحيّة والماديّة والثقافيّة والإجتماعيّة والإنمائيّة والإقتصاديّة والتربويّة والوطنيّة. وكخادم الله لا الناس, عليه أن يبحث عن إرادة الله الذي وكله على بني بيته, لا عن إرادة "أسياده" البشر, بالصلاة والتفكير والإستشارة وقراءة إرادة الله من خلال نداءآت شعبه وحاجاته. ولأنه موكل لا يستطيع أن يساوم على ما أوكل إليه من "طعام" ومن أناس, هم "بنو بيت الله", يجسّد لهم عناية الله بهم, فإنه باسمه وبشخصه "يخدمهم". أمّا هم فعليهم أن يحترموه ويكرّموه ويعتبروه لما يمثل بينهم, وأن يقبلوا منه ما يقدّم لهم, لأنه من الله, وبالتالي لا يستطيعون أن يرفضوا "هذا الطعام" الذي منه حياتهم, ولا أن يسيئوا استعمال خيرات الله. يدعو السيّد المسيح خادمه إلى الفطنة, وبني بيته إلى تقدير عطاياه, عندما يقول بكلام قاس: لا تعطوا الكلاب ما هو مقدّس, ولا تلقوا لؤلؤكم إلى الخنازير, لئلا تدوسه بأرجلها, ثم ترتدّ إليكم فتمزقكم".
٣- الأمانة والحكمة في ممارسة مهمّتنا: "من تراه العبد الحكيم الأمين". صفة العبد,الخادم أو الوكيل أو المسؤول, الأمانة, وهي من صفات الله كما نقرأ في كتب العهد القديم. يردّد بولس الرسول أنّ الله أمين في وعده, ويسمّي يوحنا الرسول "يسوع المسيح الشاهد الأمين", ويوصي الخادم والوكيل والمسؤول يالأمانة وعدم الخوف: "لا تخف ما سيصيبك من آلام. فستكونون في الضيق. فكن أمينا حتى الموت, وأنا أعطيك إكليل الحياة". تملي الأمانة عليه أن يصمد بوجه رتابة الزمن, ومحنة الصليب, وصمت الله, وأن ينصرف إلى مهمته, فينال الثواب من سيّده.
والصفة الثانية الحكمة, وهي أولى مواهب الروح القدس للذين يدعوهم الله للخدمة. يُحسن الحكيم السماع وقبول المشورة, ويكثر من المعرفة, ويخاف الشر, ويتقي الله, ويحكم على الأمور من منظار السماوات. لكنّ مبدأ الحكمة تكمن في العيش والتصرّف في مرضاة الله وصداقته.
منذ البدء زيّن الله كلّ إنسان بالحريّة لكي يبلغ إلى الكمال ببذل الذات والإنفتاح على الغير. ولكن, عندما تغرق هويّة الإنسان في الأنانيّة, تفرغ من معناها الأصيل, وتنحرف عن دعوتها وكرامتها. والحريّة عندما لا تعود تقرّ وتحترم علاقتها الجوهريّة بالحقيقة, تنكر ذاتها وتدمّرها وتقضي إلى إلغاء الغير. وهكذا ينتهي الإنسان بأن يتّخذ, بمثابة مقياس وحيد وحاسم لخياراته, لا للحقيقة التي توقفه على نواحي الخير والشرّ, بل مجرّد رأيه الذاتي المتقلب, وما تمليه عليه مصالحه الرخيصة ونزواته العابرة.
٤- الدينونة الخاصّة: "طوبى لذلك الوكيل الذي يجيء سيّده فيجده فاعلاً هكذا: إنه يقيمه على كلّ ما له. وإلاّ يفصله ويجعل حظه مع المنافقين": يناقش الله الموكل حساب وكالة الحياة والمسؤوليّة في نهاية العمر. تسمّى هذه المناقشة "دينونة خاصّة". ولأنّ الله خلقنا وافتدانا وبرّرنا, فهو يديننا في الآخرة. إنه صاحب الثواب والعقاب, فتنال النفس مصيرها الأبديّ, خلاصا أو هلاكا, كما جاء في مثل لعازر والغنيّ, وكما توحي كلمة يسوع على الصليب للصّ اليمين, وكما يؤكد بولس الرسول: "لا بدّ لنا جميعا من الوقوف أمام منبر المسيح, ليجازى كلّ إنسان بحسب ما فعل, أخيرا كان أم شرّا".
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» عظة الأحد الرابع بعد الصليب - هويّة "العبد" ومهمّته ومسؤوليته, وثوابه وعقابه.
» """ اما يسوع """
» " ليحمل صليبه ويتبعني" .
» العقائد المريمية (1) عقيدة مريم العذراء "والدة الإله"
» تذكار مديح النبي الكريم السابق "يوحنا المعمدان" / 7 كانون الثاني.
» """ اما يسوع """
» " ليحمل صليبه ويتبعني" .
» العقائد المريمية (1) عقيدة مريم العذراء "والدة الإله"
» تذكار مديح النبي الكريم السابق "يوحنا المعمدان" / 7 كانون الثاني.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى