رسالة من مسمار الصليب.

رسالة من مسمار الصليب.

ياصديقي انت كتبت عن مشاعري وساعدتني عندما كنت سبباً في رحلة الخلاص وكم تلقيت الضربة الاولى على راسي من مطرقة الصالبين.

لكن صدقني هناك مشاعر اخرى لم تتعمق فيها عن حالي فانا كأي مسمار على وجه الارض لاقيمه لي ولكن زادت قيمتي وتعظمت عندما اخذوني بكل قسوة ليثبتوا يد الرب بي على خشبه الصليب.
كم احسست بالحزن وتمنيت ان اصير شمعاً سائلاً كي لا اخترق يد المخلص صدقني لا استطيع ان اصف لك مدى استسلامه لي كي انفذ بين يديه شعرت انني اعبر في عالم اخر بين انسجه يديه التي سال منها الدم عندما نفذ سني المدبب الحاد في المعصم الرقيق تلامست ليس من الخارج كما فعل كل الناس مع يسوع ولكني تلامست معه من الداخل و ظللت هكذا مدة ساعات الصلب ففيها دار حديث باكي بيني وبين معصم يسوع الحاني.
فقلت له: اقدم عظيم اسفي لك لاني اخترقتك وجرحتك وادميتك بقسوتي فرد على المعصم قائلا: لماذا تعتزر ثق انها هذة ارادة الرب لفداء البشر فهو هنا مجروح لاجل معاصينا سفك دمه هكذا من اجل جنس البشر فهو يحبهم جدا اسمع معي دقات قلبه تدق دقات الالم الممذوج بالحب هل تسمعها؟

فقلت :نعم اسمع دقات قلب الرب يسوع فهي مجهدة حزينة لكني ايضا اسمع فيها لحن من الفرح ولكنه دفين لم اسمع مثله من قبل انا سمعت الطبيعه كلها تسبح له لكني اول مرة اسمع نبضات قلبه فهي نبضات غفران وحب.
هل من الممكن ان يسوع يسامحني انا المسمار الشقي على ماسببته له من الالام ؟
فرد على المعصم قائلا اسمع معي يسوع يقول اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون فهو يغفر دائماً.
ثق في غفرانه.

شعرت انا المسمار باحتضان الرب لي من كل ناحيه وجدته حولي بل انا الذي بداخله احسست بالامان والدفء والراحة فكثيراً ما أثبت مواد جامده ولكني الان اثبت في مصدر الحياة.
اغتسلت بدم المخلص كانني اولد من جديد دمائه غطتني كما كانت تغطى كل بقعه من جسده الرقيق.
ساعات الصلب مرت على المخلص كان فيها يحاول جاهدا ان يتحرك كي يتنفس الهواء شعرت انا بحركته الهزيله المجده وتمنيت ان احمله ان اخفف عنه ولكن لم استطيع, زادت ضربات قلبه اكثر فاكثر واخيراً...اسلم الروح.
لم يتنفس لكني لم اشعر انه مات مازالت دمائه دافئه رقيق حانيه.
لا لم يمت الرب .. صرخت باعلى صوتي : لم يمت انا اقرب اليه منكم
صدقوني...
ولكن لم يسمعني احد
واخيرا انتزعوني بكل قسوة من يد المخلص بعدما قضيت احلى ساعات بقرب الصليب.

امضاء
مسمــار الصليب.