قلعة مكاور
صفحة 1 من اصل 1
قلعة مكاور
تقع قلعة مكاور ٢٥ كيلومترا جنوب غربي مادبا. بنى هذه القلعة الاسكندر جانيوس حوالي سنة ٩۰ قبل الميلاد, وجعلها حصنا منيعا لصد غزوات الأنباط. أما الاسكندر جانيوس, وهو من سلالة الحشمونيين المعروفين في الكتاب المقدس بالمكابيين, فقد خلف أخاه أرسطوبولس واستعاد بفتوحاته كثيرا من المدن والأراضي التي كانت لاسرائيل في عدد من الغزوات والحروب. فاحتلّ شواطئ البحر الأبيض المتوسط من ميناء حيفا والكرمل وحتى غزة وجنوب فلسطين إلى الحدود مع مصر. ولكنه في داخل البلاد لم يكن دوما موفقا في حروبه وغزواته لكثرة الخلافات بين اليهود.
يشرف موقع القلعة بسبب ارتفاعه على كلّ ما حوله. فإذا نظرت إلى الغرب وإلى الشمال الغربي, فإنك تتمتع بمنظر رائع للبحر الميت وتشاهد بسهولة القلعتين الأخريين اللتين بناهما هيرودس الكبير: الأولى على جبل الفريديس - إلى الجنوب من بيت لحم, والثانية على جبل الاسكندرييوم الواقع إلى الشمال من اريحا وإلى الغرب من داميه. وفي الأيام الصافية الجو, يمكن مشاهدة أبراج المدينة المقدّسة. وكان من المتداول بين القلاع الثلاث, أنه إذا تعرضت إحداها للخطر, تشعل النار ليلا, بطريقة متفق عليها, فتراها القلعتان الأخريان, فتهبّان لمساعدتها.
وقد أصبحت قلعة مكاور مركزا لمقاومة الحشمونيين للحكم الروماني إبان الثورة. فاستولى عليها الرومان سنة ٥٧ قبل الميلاد ودمّروها. إلا أنّ هيرودس الكبير (٢٥ - ١٣ ق.م.) أعاد بناءها وأرادها قلعة حصينة وقصرا للراحة والاستجمام. وقد ذكر المؤرخ يوسيفوس أنّ هيرودس سجن فيها يوحنـّا المعمدان.
أما قصّة استشهاد يوحنـّا المعمدان فقد ذكرها الإنجيل المقدّس (مرقس ٦/١٤ - ٢٩). فهيرودس انتياس (ابن هيرودس الكبير) طلـّق امرأته واتخذ هيروديا امرأة أخيه زوجة له, وأخوه لا يزال على قيد الحياة. فكان يوحنـّا المعمدان يقول له: "لا يحلّ لك أن تأخذ امرأة أخيك". من أجل ذلك كانت هيروديا ناقمة على يوحنـّا وتريد قتله. وجاء يوم موافق, إذ أقام هيرودس في ذكرى مولده مأدبة للإشراف والقوّاد وأعيان الجليل. فدخلت سالومة ابنة هيروديا من زوجها الأول ورقصت, فأعجبت هيرودس وجلساءه, فأقسم الملك قائلا: "لأعطينك كلّ ما تطلبين مني, ولو نصف مملكتي". فسألت الصّبيّة أمها ماذا تطلب, فقالت لها أمّها: "اطلبي رأس يوحنـّا المعمدان". فاغتمّ الملك ولكنه أرسل من وقته حاجبا وأمره بأن يأتي برأس يوحنـّا المعمدان, فمضى الحاجب وقطع رأسه في السجن.
وفي عهد تيطس تحصّن الثوار اليهود في قلعة مكاور, بعد أن استعاد الرومان أورشليم سنة ٧۰ م ودمّروها, واستعادوا قلعة مكاور سنة ٧١ ودمّروها أيضا. ولم يقم أحد من بعدهم بإعادة بنائها. إلا أن القرية التي بناها هيرودس حول القلعة ظلـّت مأهولة, وعُرفت في العهد البيزنطي باسم ماكابيروس, ومنه لفظة مكاور العربيّة.
أجرت دائرة الآثار حفريات جزئية سنة ١٩٦٥ في الكنيسة البيزنطيّة, عند بداية الطريق المؤدية إلى القلعة, وهي كنيسة ذات حنيّة وثلاثة صحون, كانت جزءا من مجمع رهباني. وقد عُثر فيها على حجة الإهداء الفسيفسائيّة التي لحق بها ضررٌ كبير. إلا أنّ ما تبقّى من الكتابة يبيّن أنّ هذه القطعة تعود إلى سنة ٦۰٢ / ٦۰٣ م, عندما كان توما رئيسا للدير. وهناك آثار لكنيستين أخريين في وسط القرية على المنحدرات الشماليّة.
وقد قام الآباء الفرنسيسكان بالإشتراك مع دائرة الآثار العامّة بعمليّات حفر وتنقيب في قلعة مكاور, وكان أولها سنة ١٩٧٨. تركـّز العمل في بادئ الأمر على الكشف عن السور الخارجي وعن ساحاته, وعلى تنظيف الأبراج من الداخل, والقصر الملكي والحمّامات وأقنية تبريد الماء. وجدير بالذكر أنه عُثر في قلعة مكاور على أقدم قطعة فسيفسائيّة في الأردن, وهي تعود إلى أواخر القرن الأول قبل المسيح, أي إلى تاريخ بناء القلعة على عهد الاسكندر جانيوس.
يشرف موقع القلعة بسبب ارتفاعه على كلّ ما حوله. فإذا نظرت إلى الغرب وإلى الشمال الغربي, فإنك تتمتع بمنظر رائع للبحر الميت وتشاهد بسهولة القلعتين الأخريين اللتين بناهما هيرودس الكبير: الأولى على جبل الفريديس - إلى الجنوب من بيت لحم, والثانية على جبل الاسكندرييوم الواقع إلى الشمال من اريحا وإلى الغرب من داميه. وفي الأيام الصافية الجو, يمكن مشاهدة أبراج المدينة المقدّسة. وكان من المتداول بين القلاع الثلاث, أنه إذا تعرضت إحداها للخطر, تشعل النار ليلا, بطريقة متفق عليها, فتراها القلعتان الأخريان, فتهبّان لمساعدتها.
وقد أصبحت قلعة مكاور مركزا لمقاومة الحشمونيين للحكم الروماني إبان الثورة. فاستولى عليها الرومان سنة ٥٧ قبل الميلاد ودمّروها. إلا أنّ هيرودس الكبير (٢٥ - ١٣ ق.م.) أعاد بناءها وأرادها قلعة حصينة وقصرا للراحة والاستجمام. وقد ذكر المؤرخ يوسيفوس أنّ هيرودس سجن فيها يوحنـّا المعمدان.
أما قصّة استشهاد يوحنـّا المعمدان فقد ذكرها الإنجيل المقدّس (مرقس ٦/١٤ - ٢٩). فهيرودس انتياس (ابن هيرودس الكبير) طلـّق امرأته واتخذ هيروديا امرأة أخيه زوجة له, وأخوه لا يزال على قيد الحياة. فكان يوحنـّا المعمدان يقول له: "لا يحلّ لك أن تأخذ امرأة أخيك". من أجل ذلك كانت هيروديا ناقمة على يوحنـّا وتريد قتله. وجاء يوم موافق, إذ أقام هيرودس في ذكرى مولده مأدبة للإشراف والقوّاد وأعيان الجليل. فدخلت سالومة ابنة هيروديا من زوجها الأول ورقصت, فأعجبت هيرودس وجلساءه, فأقسم الملك قائلا: "لأعطينك كلّ ما تطلبين مني, ولو نصف مملكتي". فسألت الصّبيّة أمها ماذا تطلب, فقالت لها أمّها: "اطلبي رأس يوحنـّا المعمدان". فاغتمّ الملك ولكنه أرسل من وقته حاجبا وأمره بأن يأتي برأس يوحنـّا المعمدان, فمضى الحاجب وقطع رأسه في السجن.
وفي عهد تيطس تحصّن الثوار اليهود في قلعة مكاور, بعد أن استعاد الرومان أورشليم سنة ٧۰ م ودمّروها, واستعادوا قلعة مكاور سنة ٧١ ودمّروها أيضا. ولم يقم أحد من بعدهم بإعادة بنائها. إلا أن القرية التي بناها هيرودس حول القلعة ظلـّت مأهولة, وعُرفت في العهد البيزنطي باسم ماكابيروس, ومنه لفظة مكاور العربيّة.
أجرت دائرة الآثار حفريات جزئية سنة ١٩٦٥ في الكنيسة البيزنطيّة, عند بداية الطريق المؤدية إلى القلعة, وهي كنيسة ذات حنيّة وثلاثة صحون, كانت جزءا من مجمع رهباني. وقد عُثر فيها على حجة الإهداء الفسيفسائيّة التي لحق بها ضررٌ كبير. إلا أنّ ما تبقّى من الكتابة يبيّن أنّ هذه القطعة تعود إلى سنة ٦۰٢ / ٦۰٣ م, عندما كان توما رئيسا للدير. وهناك آثار لكنيستين أخريين في وسط القرية على المنحدرات الشماليّة.
وقد قام الآباء الفرنسيسكان بالإشتراك مع دائرة الآثار العامّة بعمليّات حفر وتنقيب في قلعة مكاور, وكان أولها سنة ١٩٧٨. تركـّز العمل في بادئ الأمر على الكشف عن السور الخارجي وعن ساحاته, وعلى تنظيف الأبراج من الداخل, والقصر الملكي والحمّامات وأقنية تبريد الماء. وجدير بالذكر أنه عُثر في قلعة مكاور على أقدم قطعة فسيفسائيّة في الأردن, وهي تعود إلى أواخر القرن الأول قبل المسيح, أي إلى تاريخ بناء القلعة على عهد الاسكندر جانيوس.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى