تذكار القديس بطرس بطريرك الإسكندريّة / 26 تشرين الثاني.

تذكار القديس بطرس بطريرك الإسكندريّة / 26 تشرين الثاني.

وُلِدَ هذا القديس في مدينة الإسكندريّة. وفي عام ٣۰۰ للميلاد انتُخِبَ بطريركا على الكرسي الإسكندري, لِما تحلـّى بِهِ من علم غزير وفضيلةٍ راهنة.

وفي سنة ٣۰٣ أثار ديوكلتيانوس وزميله مكسيميانوس اضطهادا عاما على كنيسة المشرق, فقام البطريرك بطرس يطوف أنحاء البطريركية ويُشجع أبناءه على الثبات في ايمانهم. فكان لكلامه أشدّ تأثيرا في القلوب, حتى أقدَمَ المؤمنون بالألوفِ على الإستشهاد بكل جرأة.

وحدث أن ملاتيوس أسقف هليوبوليس, قد جحد الإيمان وقدّم بخورا للأوثان مع بعض المسيحيين خوفا من العذاب. فحَزنَ البطريرك كثيرا لهذا الحدث الأليم. وأخذ يبذُلُ النصح الأبويّ لذلك الأسقف الجاحد, فلم يغيّر من شأنه. فعقد البطريرك مجمعا مع بعض الأساقفة, وحرمهُ هو والشمّاس أريوس الذي كان يُجدّف على الكلمة الأزلي.

وفي سنة ٣١١, قبض الولاةُ عليهِ بأمر مكسيميانوس, وألقوه في السجن إلى الغد. فعرف المؤمنون بسجنه, فجاؤا يدافعون عنه, وكان اريوس قد تظاهر بالتوبة وقصْده بذلك أن يكون خليفة للبطريرك بعد وفاته. عرف البطريرك مراد اريوس وخبثه وطمعه بالبطريركية. ثمّ اختلى بكاهِنـَيْهِ الفاضلين وحذرهما من اريوس وشرّهُ. وبعد ذلك أتى الجند ليأخذوه إلى الإستشهاد, فأسلم ذاتهُ. فجاؤا به إلى معبد صغير كان قد أعدّ قبرا لهُ. وبعد أن جثا يصلـّي إلى الله ليمنع الإضطهاد عن الكنيسة, قدّم عنقهُ للسيفِ وفاز باكليل الشهادة سنة ٣١١ للميلاد.
صلاته معنا. آمين.