تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإيمان كفعل توكيد.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإيمان كفعل توكيد.
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإيمان كفعل توكيد.
ليس الإيمان استسلاماً للمنطق إزاء حدود معرفتنا؛ وهو ليس تقوقعاً في اللامنطق إزاء المخاطر التي قد تنجم عن منطق هو مجرد منطق إختباري. ليس الإيمان علامة سأم وهروب، بل هو شجاعة الكينونة ووعي على عظمة وسعة ما هو حقيقي. الإيمان فعل توكيد يستند إلى قوة كلمة "نعم" جديدة يقولها الإنسان عندما تلمس نعمة الله قلبه. ومن الأهمية بمكان بالنسبة إليّ، خصوصاً وسط الإستياء المضطرد من العقلانية التقنية، أن نركّز بكل وضوح على مدى منطقية الإيمان. وفي نظرة نقدية للحقبة المعاصرة تستمر منذ فترة بعيدة، لا يجدر بالمرء أن يأخذ على هذا الزمن ثقته العميقة بالمنطق بل مجرد تضييقه لمفهوم المنطق، ما فتح المجال أمام انتشار الأيديولوجيات اللاعقلانية. فالسر، من وجهة نظر إيمانية، ليس مرادفاً لغياب المنطق بل أعمق ما في المنطق الإلهي الذي يعجز بصرنا الوهن عن سبر أغواره. إنه المنطق الخلاق، وقوة الإدراك الإلهي التي تعطي الأمور معنىً. ومن هذا المنطلق وحده يتمكن المرء من أن يدرك بشكل صحيح سرّ المسيح الذي يتماثل فيه المنطق والمحبة. لذا، فإن أول فعل إيمان يقول لنا بأن كل الخلائق هي نتاج فكر فاض وتدفق. فروح الخالق مصدر وأساس كل شيء. وكل ما هو قائم له أساس منطقي لأنه وليدة منطق خلاق... وعليه، فالسرّ ليس نقيضاً للمنطق، بل هو ينقذ منطقية الوجود والإنسان ويدافع عنهما.
ليس الإيمان استسلاماً للمنطق إزاء حدود معرفتنا؛ وهو ليس تقوقعاً في اللامنطق إزاء المخاطر التي قد تنجم عن منطق هو مجرد منطق إختباري. ليس الإيمان علامة سأم وهروب، بل هو شجاعة الكينونة ووعي على عظمة وسعة ما هو حقيقي. الإيمان فعل توكيد يستند إلى قوة كلمة "نعم" جديدة يقولها الإنسان عندما تلمس نعمة الله قلبه. ومن الأهمية بمكان بالنسبة إليّ، خصوصاً وسط الإستياء المضطرد من العقلانية التقنية، أن نركّز بكل وضوح على مدى منطقية الإيمان. وفي نظرة نقدية للحقبة المعاصرة تستمر منذ فترة بعيدة، لا يجدر بالمرء أن يأخذ على هذا الزمن ثقته العميقة بالمنطق بل مجرد تضييقه لمفهوم المنطق، ما فتح المجال أمام انتشار الأيديولوجيات اللاعقلانية. فالسر، من وجهة نظر إيمانية، ليس مرادفاً لغياب المنطق بل أعمق ما في المنطق الإلهي الذي يعجز بصرنا الوهن عن سبر أغواره. إنه المنطق الخلاق، وقوة الإدراك الإلهي التي تعطي الأمور معنىً. ومن هذا المنطلق وحده يتمكن المرء من أن يدرك بشكل صحيح سرّ المسيح الذي يتماثل فيه المنطق والمحبة. لذا، فإن أول فعل إيمان يقول لنا بأن كل الخلائق هي نتاج فكر فاض وتدفق. فروح الخالق مصدر وأساس كل شيء. وكل ما هو قائم له أساس منطقي لأنه وليدة منطق خلاق... وعليه، فالسرّ ليس نقيضاً للمنطق، بل هو ينقذ منطقية الوجود والإنسان ويدافع عنهما.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإيمان والأنا.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإيمان وهدفنا.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - نِعَم الإيمان.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإيمان وسيلة تلاقٍ.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإيمان كزرع حياة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإيمان وهدفنا.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - نِعَم الإيمان.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإيمان وسيلة تلاقٍ.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإيمان كزرع حياة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى