تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 10 - القديس يوسف قدوة العيشة الإنفراديّة.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 10 - القديس يوسف قدوة العيشة الإنفراديّة.
تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 10 - القديس يوسف قدوة العيشة الإنفراديّة.
لا مراء أنّ النفس, التي تُحبّ المناجاة مع الله بالصلاة, تتطلب الوحدة, ليتسنى لها مخاطبة حبيبها السماوي. ولهذا تهرب مبتعدة عن ضوضاء العالم والمباحثات العالميّة التي تُتعِب ضميرها وتقلق راحتها.
ويقتضي لحياة الصلاة شرطان ضروريّان, هما: الإنفراد والسكوت. فالمراد بالإنفراد, الإبتعاد عن الأمور غير المفيدة, وعن الزيارات العالميّة, وإن تكن بحدّ ذاتها غير ضارّة.
وأمّا السكوت, فيراد به حبس الحواس وعدم إكتراثها للأمور الخارجيّة, ليتسنّى لها الإصغاء إلى صوت الله بانتباه شديد, وتيقّظ زائد, الأمر الذي لا يُحصل عليه بين ضوضاء العالم.
فالقدّيس يوسف هو مثال حيّ لهذه الحياة الإنفراديّة. والإنجيل, كما يظهر, شاء أن يُبرهن عن عيشة القدّيس يوسف الإنفراديّة, فتكلّم قليلاً عن حياته وأعماله, ولم يذكره إلاّ عند الإقتضاء, وذلك في ما ليوسف علاقة مباشرة في حياة يسوع. ما عدا ذلك, شاء الروح القدس أن يتمّ رغبة هذا الشيخ في حبِّه الإنفراد وعدم الظهور صيانة لاتضاعه.
لقد كان مسكن هذا القديس السامي هادئاً, وأبوابه مدعاة للإطمئنان, وحديثه موزوناً بميزان الرزانة والفطنة, وكانت كل كلمة تخرج من فيه كأنها صادرة عن فطنة وتعقّل زائدَين. ففي ذلك المكان, في قدس الأقداس, الذي كان يعيش فيه ابن الله, الخبز السماوي, كان يسود السكوت والإحترام اللائقان بهيكل الله.
أمّا نحن فكم هي الأصوات القارعة أبواب آذاننا؟ كم هي الاضطرابات والقلاقل الخارجيّة الذاهبة بسكينة قلوبنا, التي كثيراً ما تطرد منها إله السلام والطمأنينة؟ كل ذلك, لمجرّد إطلاقنا العنان لحواسنا الخارجيّة. والأغرب أننا, بعد هذا العمل, نشرع نتشكّى ونتذمّر من شتات أفكارنا واضطراب قلوبنا, في حين أننا لم نقتصر فقط على منع وصول هذه الأمور الزائفة إلينا, بل سعينا باستجلابها إلينا بإرادتنا المطلقة.
فساعدنا, أيها القدّيس المبجّـل مار يوسف, واجعلنا مثلك نحب فضيلتي السكوت والإنفراد, ونتمسّك بهما, كي نستطيع أن نتّحد مثلك, بربنا وإلهنا إتحاداً ثابتاً أبديّاً.
لا مراء أنّ النفس, التي تُحبّ المناجاة مع الله بالصلاة, تتطلب الوحدة, ليتسنى لها مخاطبة حبيبها السماوي. ولهذا تهرب مبتعدة عن ضوضاء العالم والمباحثات العالميّة التي تُتعِب ضميرها وتقلق راحتها.
ويقتضي لحياة الصلاة شرطان ضروريّان, هما: الإنفراد والسكوت. فالمراد بالإنفراد, الإبتعاد عن الأمور غير المفيدة, وعن الزيارات العالميّة, وإن تكن بحدّ ذاتها غير ضارّة.
وأمّا السكوت, فيراد به حبس الحواس وعدم إكتراثها للأمور الخارجيّة, ليتسنّى لها الإصغاء إلى صوت الله بانتباه شديد, وتيقّظ زائد, الأمر الذي لا يُحصل عليه بين ضوضاء العالم.
فالقدّيس يوسف هو مثال حيّ لهذه الحياة الإنفراديّة. والإنجيل, كما يظهر, شاء أن يُبرهن عن عيشة القدّيس يوسف الإنفراديّة, فتكلّم قليلاً عن حياته وأعماله, ولم يذكره إلاّ عند الإقتضاء, وذلك في ما ليوسف علاقة مباشرة في حياة يسوع. ما عدا ذلك, شاء الروح القدس أن يتمّ رغبة هذا الشيخ في حبِّه الإنفراد وعدم الظهور صيانة لاتضاعه.
لقد كان مسكن هذا القديس السامي هادئاً, وأبوابه مدعاة للإطمئنان, وحديثه موزوناً بميزان الرزانة والفطنة, وكانت كل كلمة تخرج من فيه كأنها صادرة عن فطنة وتعقّل زائدَين. ففي ذلك المكان, في قدس الأقداس, الذي كان يعيش فيه ابن الله, الخبز السماوي, كان يسود السكوت والإحترام اللائقان بهيكل الله.
أمّا نحن فكم هي الأصوات القارعة أبواب آذاننا؟ كم هي الاضطرابات والقلاقل الخارجيّة الذاهبة بسكينة قلوبنا, التي كثيراً ما تطرد منها إله السلام والطمأنينة؟ كل ذلك, لمجرّد إطلاقنا العنان لحواسنا الخارجيّة. والأغرب أننا, بعد هذا العمل, نشرع نتشكّى ونتذمّر من شتات أفكارنا واضطراب قلوبنا, في حين أننا لم نقتصر فقط على منع وصول هذه الأمور الزائفة إلينا, بل سعينا باستجلابها إلينا بإرادتنا المطلقة.
فساعدنا, أيها القدّيس المبجّـل مار يوسف, واجعلنا مثلك نحب فضيلتي السكوت والإنفراد, ونتمسّك بهما, كي نستطيع أن نتّحد مثلك, بربنا وإلهنا إتحاداً ثابتاً أبديّاً.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف -13- القديس يوسف مثال التسليم إلى العناية الإلهيّة.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 15 - القديس يوسف مثال الوداعة والإتضاع.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 16 - القديس يوسف مثال السخاء الحقيقي.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 23 - القديس يوسف تعزية اليتامى والمهملين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 17 - القديس يوسف مثال الفقراء والمعوزين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 15 - القديس يوسف مثال الوداعة والإتضاع.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 16 - القديس يوسف مثال السخاء الحقيقي.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 23 - القديس يوسف تعزية اليتامى والمهملين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 17 - القديس يوسف مثال الفقراء والمعوزين.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى