تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 16 - القديس يوسف مثال السخاء الحقيقي.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 16 - القديس يوسف مثال السخاء الحقيقي.
تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 16 - القديس يوسف مثال السخاء الحقيقي.
إنّ مستوى الكمال هو طلب الله في كلّ شيء, وإنكار الذات في كلّ أمر, وبوجيز العبارة هو الهرب من المحبّة الذاتيّة, بحيث لا يطلب الإنسان المجد الباطل في أعماله, بل يعملها لمجد الله الأعظم في سبيل منفعة القريب.
هذه هي ركيزة الحياة المسيحيّة, ومبدأ الحياة الروحيّة. فمن توصّل إلى أن لا يتطلّب شيئاً في جميع أعماله, حتى ولا التعزية, يكون قد ارتقى إلى درجة سامية في الكمال الروحي, لا يبلغها إلا الكاملون. ويجب على المسيحيين أن يتوخّوها ويسعوا إلى نيلها يوماً بيوم. وإن اقتربوا منها وتوسّعوا فيها, يشكّل ذلك أقوى برهان على أنّ غاية عملهم هي مجد الله فقط, دون سواه.
ولا يخفى أنّ المُحبّ الحقيقي يؤْثر محبوبه على نفسه, ويبذل ذاته في سبيل خير حبيبه, كما قال السيد المسيح: "ليس مِن حُبٍّ أعظم من هذا وهو أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه".
آه كم كانت تضحية القدّيس يوسف عظيمة, وتجرّده عن المجد الباطل سامياً! لم يرغب قط في أمرلأجل خير نفسه, أو لأجل منفعته الذاتيّة, بل كانت جُلّ رغبته إرضاء يسوع وأمّه اللذين كان يُفاخر بكونه خادماً لهما. رغِبَ في أن يكون نسياً منسياً أمام الشعب المسيحيّ, وأن لا يُكرِّم احد قداسته, ليتفرّغ الجميع إلى عبادة يسوع وإكرام أمّه. ولم يُذع تكريمه إلا في الأجيال المتأخرة: فإنّ الله, الذي يرفع المتواضعين ويقاوم المتكلين, لم يشأ أن يَبقى أبوه بالتربية نسِياً منسِياً, فجعل اتضاعه وعدم رغبته في ظهور فضله وقداسته سببين لزيادة مجده وإكرامه.
فيا أيّها القدّيس السخيّ, علِّمنا فضيلة الغيرة, وابعِد عنّـا الأنانيّة. أرشدنا إلى فضيلة التجرّد عن محبّة الذات التي لا يعرفها سوى القليلين من مُحبّي يسوع. ما أكثر الذين يحبّون يسوع وهو على جبل التجلّي! وما أقل الذين يحبونه وهو على جبل الجلجلة, كما قال صاحب الإقتداء: "إنّ شركاء المائدة كثيرون, أمّا شركاء الصليب فقليلون"!
لقد أمست هذه الفضيلة, أيّها القدّيس يوسف, في أيّامنا مجهولة للغاية. فاستمدّ لنا من العلاء نعمة رفض الذات, لنتّخذ لنا في كلّ حركاتنا وسكناتنا هذا الشعار: "لمجد الله الأعظم".
إنّ مستوى الكمال هو طلب الله في كلّ شيء, وإنكار الذات في كلّ أمر, وبوجيز العبارة هو الهرب من المحبّة الذاتيّة, بحيث لا يطلب الإنسان المجد الباطل في أعماله, بل يعملها لمجد الله الأعظم في سبيل منفعة القريب.
هذه هي ركيزة الحياة المسيحيّة, ومبدأ الحياة الروحيّة. فمن توصّل إلى أن لا يتطلّب شيئاً في جميع أعماله, حتى ولا التعزية, يكون قد ارتقى إلى درجة سامية في الكمال الروحي, لا يبلغها إلا الكاملون. ويجب على المسيحيين أن يتوخّوها ويسعوا إلى نيلها يوماً بيوم. وإن اقتربوا منها وتوسّعوا فيها, يشكّل ذلك أقوى برهان على أنّ غاية عملهم هي مجد الله فقط, دون سواه.
ولا يخفى أنّ المُحبّ الحقيقي يؤْثر محبوبه على نفسه, ويبذل ذاته في سبيل خير حبيبه, كما قال السيد المسيح: "ليس مِن حُبٍّ أعظم من هذا وهو أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه".
آه كم كانت تضحية القدّيس يوسف عظيمة, وتجرّده عن المجد الباطل سامياً! لم يرغب قط في أمرلأجل خير نفسه, أو لأجل منفعته الذاتيّة, بل كانت جُلّ رغبته إرضاء يسوع وأمّه اللذين كان يُفاخر بكونه خادماً لهما. رغِبَ في أن يكون نسياً منسياً أمام الشعب المسيحيّ, وأن لا يُكرِّم احد قداسته, ليتفرّغ الجميع إلى عبادة يسوع وإكرام أمّه. ولم يُذع تكريمه إلا في الأجيال المتأخرة: فإنّ الله, الذي يرفع المتواضعين ويقاوم المتكلين, لم يشأ أن يَبقى أبوه بالتربية نسِياً منسِياً, فجعل اتضاعه وعدم رغبته في ظهور فضله وقداسته سببين لزيادة مجده وإكرامه.
فيا أيّها القدّيس السخيّ, علِّمنا فضيلة الغيرة, وابعِد عنّـا الأنانيّة. أرشدنا إلى فضيلة التجرّد عن محبّة الذات التي لا يعرفها سوى القليلين من مُحبّي يسوع. ما أكثر الذين يحبّون يسوع وهو على جبل التجلّي! وما أقل الذين يحبونه وهو على جبل الجلجلة, كما قال صاحب الإقتداء: "إنّ شركاء المائدة كثيرون, أمّا شركاء الصليب فقليلون"!
لقد أمست هذه الفضيلة, أيّها القدّيس يوسف, في أيّامنا مجهولة للغاية. فاستمدّ لنا من العلاء نعمة رفض الذات, لنتّخذ لنا في كلّ حركاتنا وسكناتنا هذا الشعار: "لمجد الله الأعظم".
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف -13- القديس يوسف مثال التسليم إلى العناية الإلهيّة.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 17 - القديس يوسف مثال الفقراء والمعوزين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 14 - القديس يوسف مثال السلام الباطني.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 15 - القديس يوسف مثال الوداعة والإتضاع.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 11 - القديس يوسف مثال الغيرة.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 17 - القديس يوسف مثال الفقراء والمعوزين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 14 - القديس يوسف مثال السلام الباطني.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 15 - القديس يوسف مثال الوداعة والإتضاع.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 11 - القديس يوسف مثال الغيرة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى