تذكار القديسة فروسيا / 14 آذار.

تذكار القديسة فروسيا / 14 آذار.

وُلِدَت في القسطنطينية من أسرة شريفة. كان والدها تقيا, من أعوان الملك تاودوسيوس الصغير. اتفق مع امرأته وتفرّغا لعبادة الله. ولمل توفي والدها, وضعت إمرأته إبنتها تحت حماية الملك تاوادوسيوس وعنايته. فعقد الملك خطبتها, وهي في الخامسة من عمرها على أحد أخصائه, كعادة تلك الأيام. ثم مضت فروسيا مع والدتها إلى زيارة النساك في بريّة تيبايس, وأقامتا بقرب دير للراهبات, تكثران التردد إليه. فأعجبت فروسيا بسيرة الراهبات الملائكية وشغفت بها. وطلبت برضى والدتها, أن تترهب, فلم تقبلها الرئيسة إلا بعد إلحاحها الكثير. وبعد قليل توفيت والدتها, فكتب الملك إليها أن تأتي لعقد الزواج مع خطيبها, فأجابته: "أيجوز أن أترك عريسي السماوي الدائم إلى الأبد, لأكون لعريس آخر تنتهي حياته بالموت؟" وقالت أنها عازمة أن تموت ألف مرّة, ولا أن تترك سيرتها الرهبانية, وسألته أن يوزّع أموالها على الفقراء, ويعتق عبيدها. فاندهش الملك من بسالتها ورسوخ إيمانها وسموّ فضيلتها. فاستصوب طلبها, وقرأ جوابها على ديوانه, مهجبا به, وتركها تفعل ما تشاء.

فأخذت تسير بتقوى على طريق الكمال الرهباني, عاكفة على الصلاة والتقشف. لذلك حسدها الشيطان, وأثار عليها التجارب, فانتصرت عليه بالصوم والصلاة. وما كانت تلك التجارب إلا لتزيدها ثباتا في جهادها. وقد وهبها الله صنع المعجزات: منها أنها أبرأت غلاما كان أخرس أصمّ, وطردت الشيطان من إمرأة ممسوسة. رقدت بالرب سنة ٤١٢ للميلاد. صلاتها معنا. آمين.