تذكار القديسة رفقا الراهبة اللبنانية / 23 آذار.
صفحة 1 من اصل 1
تذكار القديسة رفقا الراهبة اللبنانية / 23 آذار.
تذكار القديسة رفقا الراهبة اللبنانية / 23 آذار.
أبصرت رفقا النور في حملايا, إحدى قرى المتن الشمالي في لبنان, سنة ١٨٣٢. كانت وحيدة لوالديها التقيين: مراد صابر الشبق (الريس), ورفقا الجميل, ودعيت "بطرسيّة". توفيت والدتها وهي بعمر سبع سنوات.
في سن المراهقة, بدت بطرسيّة فتاة جميلة الطلعة, حلوة المعشر, خفيفة الروح, رخيمة الصوت, تقيّة وديعة, فأمالت إليها الأنظار. ثمّ حزمت أمرها على قرار اعتناق الحياة الرهبانية.
فذهبت إلى دير سيدة النجاة في بكفيّا لجمعية المريمات, حيث دخلت دير الإبتداء في أول كانون الثاني ١٨٥٣, وهي في ربيع العمر, ثم لبست ثوب الإبتداء يوم عيد مار مارون سنة ١٨٥٥. فبدت مبتدئة رصينة وناضجة, فوثق بها معلموها, وأرسلوها للسهر على فتيات موظفات في معمل حياكة في الشبّانية, ولتؤمّن لهنّ التعليم الديني. فأنجزت مهمتها خير إنجاز. ثم نقلتها السلطة إلى دير غزير, حيث نذرت النذور الرهبانية المؤقتة في العاشر من شباط سنة ١٨٥٦. ومكثت الأخت بطرسيّة في دير غزير سبع سنوات, حيث عُهِدتْ إليها خدمة المطبخ, وقد تعبت فيها كثيرا.
وحوالي سنة ١٨٦۰, قام بعض آباء الرهبانية اليسوعية بأعمال رسالة روحية في دير القمر, وكانت الأخت بطرسيّة, مع راهبة أخرى, تصحبانهم وتقومان بتعليم الأحداث التعليم الديني. وفي تلك الأثناء, حدثت مذابح دير القمر الشهيرة. وفي أحد الأيام, بينما كانت الأخت بطرسيّة قاصدة البلدة, شاهدت بعض الجنود البرابرة يطاردون بخناجرهم المسننة ولدا صغيرا ليذبحوه. فلمّا رآها هرع إليها ملتجئا, فخبأته على الفور بردائها الرهباني, وخلصته من وحشيتهم البربرية. وبسبب ذلك الإضطهاد, لم تطل إقامة الأخت بطرسية في دير القمر, فأرسلها رؤساؤها إلى مدرسة جبيل, فأقامت فيها سنة, فاكتشف أهل جبيل مواهبها, وانتشرت شهرتها في المدينة. فعلم بها السيد أنطون عيسى, وطلبها من رؤسائها مع راهبة معاونة لتعلما الأحداث في قريته مُعاد. أجابت الجمعية طلبه وأرسلت إليه الأخت بطرسّية مع رفيقة لها, ففتحتا مدرسة في القرية المذكورة ضمّت ستين بنتا. ومكثت الراهبتان تمارسان التعليم هناك سبع سنوات, وكانت رسالتهما ناجحة جدا.
وحدث أن حُلـّت جمعية المريمات, فألهمها تعالى أن تدخل في الرهبانية اللبنانية المارونية, في دير مار سمعان القرن, قرب أيطو, وهو دير مخصص للراهبات اللبنانيّات المحصنات. فقـُبلت الأخت بطرسيّة على الفور في الدير, ولبست ثوب الإبتداء في الثاني عشر من تمّوز سنة ١٨٧١. ثم نذرت نذورها المؤبدة في الخامس والعشرين من آب سنة ١٨٧٢, واتخذت لها اسم الأخت رفقا في الرهبانيّة الجديدة, تيمنا باسم والدتها المتوفاة.
وبعد أن عاشت الأخت رفقا أربع عشرة سنة في دير مار سمعان القرن, وهي تتمتع بصحّة جيّدة, وكانت مثالا حيّا لأخواتها الراهبات في حفظ القوانين والصلاة المتواترة والعمل الصامت, شعرت في قرارة نفسها, وبإلهام من الروح القدس, أنّ العناية الإلهية تدعوها إلى المزيد من التضحية وبذل الذات, فدخلت كنيسة الدير في يوم أحد الوردية الكبير, وهو الأحد الأول من تشرين الأول سنة ١٨٨٥, وجثت أمام القربان الأقدس وأخذت تصلي وتقول: "إلهي, لماذا تركتني؟ إلهي, لماذا أنت بعيد عني؟ لماذا لا تزورني وتفتقدني بمرض أظهر لك به كامل محبتي, وبه أكفر عن ذنوبي وخطاياي وخطايا الآخرين؟" والله, الغنيّ بكل رحمة, استجاب سؤْلها للحال. فمنذ ليل الأحد الأول من تشرين الأول سنة ١٨٨٥, شعرت الأخت رفقا بوجع أليم في رأسها أخذ يمتد فوق عينيها كشهب نار ويستقرّ في محجريهما, ورافقها وجع العينين أكثر من اثنتي عشرة سنة, وانتهى بها إلى العمى, لازمها ست عشرة سنة أخرى. ولمّا أرسلتها رئيستها إلى بيروت للمعالجة برفقة المرحوم صالح ضومط من معاد, عرّجت على أنطوش الرهبانية في جبيل, فالتقت هناك طبيبا أميركيا, عرضت عليه عينها اليمنى. فحكم بإجراء عملية جراحيّة لها. وفي أثناء العملية, كان حاضرا الاب اسطفان من بنتاعل, فطلب أن يبنج لها الطبيب عينها تخفيفا للألم, أما هي فلم ترضَ, وحدث أنه خلال العملية, اقتلع عينها برمتها, ووقعت أمامها على الأرض وهي تختلج. فقالت الأخت رفقا: "مع آلام المسيح. سَلـُمَتْ يداك أيها الطبيب. آجرك الله". ولمّا انتهت العملية, سألت الأب اسطفان: هل أعطيت الطبيب أجرته؟ فأجابها: "أتريدين أن تدفعي له أجرته لقاء قلع عينك؟"
ومكثت الأخت رفقا في دير مار سمعان القرن ستا وعشرين سنة متواصلة. وعندما قررت السلطة العليا في الرهبانية تأسيس دير مار يوسف جربتا - البترون, سنة ١٨٩٧, فصَلـَتْ ستَّ راهبات من جمهور دير مار سمعان, وأرسلتهنّ إلى الدير الجديد, وكانت الأخت رفقا إحداهنّ, وكانت عينها اليسرى في آخر عهدها بالنور. وبعد سنتين من وصولها, انطفأ هذا النور نهائيا, فأمست الأخت رفقا عمياء, وبدأت, على عِماها, مرحلة أخرى جديدة من مراحل جلجلة آلامها الفادحة.
وفي ذات يوم, قالت الأخت رفقا لرئيستها الأم أرسلا ضموط: "إني أشعر بوجع مؤلم في جنبيّ, كأنّ رؤوس حراب تـُغرز فيهما, وبوجع أيضا في أصابع رجليّ أشعر كأنها تتقطع". وبدأ جسمها, من جراء هذا الألم, يضعف ويهزل رويدا رويدا ما عدا لون وجهها, فقد بقي مشرقا وضّاحا. ومنذ ذلك الحين, عجزت عن الوقوف ولازمت الفراش. وانفكّ وركها الأيمن وحاد عن مركزه, فأصبحت لا تستطيع تحريك رجلها اليمنى, ولا طيِّها. وانفكَّ عظم رجلها الأخرى. وشهدت إحدى الراهبات حين قالت: "لم تكن تتحرك في فراشها دون أن تحركها الراهبات. وأذكر اني ساعدت يوما رفيقاتي في إنهاضها لتغيير ثيابها, فانفكَّ جنبها. فقالت بلطف ودون تذمّر: يا أختي, وجّعني جنبي. فنظرنا, فإذا بجنبها مخلوع عند زرّ الورك, وقد نفر من مكانه, وعظم كتفها شكّ في رقبتها وخرج من موضعه. وكانت تشعر من هذا التفكك بألم شديد. وكانت خرزات ظهرها منظورة, ويمكن عدّها واحدة فواحدة. ولم يبقَ عضو صحيح في جسمها, غير يديها اللتين كانت تحوك بهما جوارب وملبوسات بالصنارة, وهي تشكر الله لإبقائه يديها سليمتين لتشتغل بهما هربا من البطالة".
وسألتها يوما الرئيسة: "ماذا يوجعكِ؟" فأجابت: "وجعي في جسمي كله, وهو داخل عظامي وفي نخاعها. وقد صارت عظامي نخرة كإسفنجة, وبعد موتي ترون صدق ما أقول".
رقدت رفقا برائحة القداسة في ٢٣ آذار سنة ١٩١٤, ودًفِنت ببساطة في مقبرة الراهبات بين أشجار السنديان. وعلى عكس ما حدث لجثمان القدّيس شربل الذي حُفِظ سليما, فإنّ جثمانها ذاب وهي لا تزال حيّة. لذا وُجدَ حين كـُشِفَ عليه عظاما نخرة كالإسفنجة. فقوّة الله التي حَفَظت جثمان شربل بعد وفاته, خِلافا لسُنـّة الطبيعة, هي نفسها سمحتْ بأنْ يَتلفَ جسم رفقا في حياتها, فيما أبقته صالحا لاتحاد النفس به. وكانت حياته فيه على خلاف نظام الطبيعة.
إنّ صيتَ القداسة الساطع, الذائع, الذي شُرِّفت به رفقا في حياتها, زاد انتشارا بعد وفاتها, قد أثبتته مع الأيام, الآيات العلويّة المتعدِّدة والمتنوعة. لذلكَ, فـُتِحَتْ دعوى تطويبها, وبوشرت التحقيقات بإشراف السلطة الكنسيّة سنة ١٩٢٦. ووقع البابا بولس السادس بيده افتتاح الدعوى, في الأول من حزيران سنة ١٩٦٨.
ولمّا انتهت مراسيم المرحلة الثانية من الدعوى, أمر البابا يوحنا بولس الثاني بإصدار قرار حول بطوليّة فضائلها, في الحادي عشر من شباط سنة ١٩٨٢. وفي نهاية المرحلة الثالثة, أصدر قداسته قرارا بتعيين يوم ١٧ تشرين الثاني سنة ١٩٨٥ لتطويبها, ومن أعلنها قدّيسة في العاشر من حزيران سنة ٢۰۰١. صلاتها معنا. آمين.
أبصرت رفقا النور في حملايا, إحدى قرى المتن الشمالي في لبنان, سنة ١٨٣٢. كانت وحيدة لوالديها التقيين: مراد صابر الشبق (الريس), ورفقا الجميل, ودعيت "بطرسيّة". توفيت والدتها وهي بعمر سبع سنوات.
في سن المراهقة, بدت بطرسيّة فتاة جميلة الطلعة, حلوة المعشر, خفيفة الروح, رخيمة الصوت, تقيّة وديعة, فأمالت إليها الأنظار. ثمّ حزمت أمرها على قرار اعتناق الحياة الرهبانية.
فذهبت إلى دير سيدة النجاة في بكفيّا لجمعية المريمات, حيث دخلت دير الإبتداء في أول كانون الثاني ١٨٥٣, وهي في ربيع العمر, ثم لبست ثوب الإبتداء يوم عيد مار مارون سنة ١٨٥٥. فبدت مبتدئة رصينة وناضجة, فوثق بها معلموها, وأرسلوها للسهر على فتيات موظفات في معمل حياكة في الشبّانية, ولتؤمّن لهنّ التعليم الديني. فأنجزت مهمتها خير إنجاز. ثم نقلتها السلطة إلى دير غزير, حيث نذرت النذور الرهبانية المؤقتة في العاشر من شباط سنة ١٨٥٦. ومكثت الأخت بطرسيّة في دير غزير سبع سنوات, حيث عُهِدتْ إليها خدمة المطبخ, وقد تعبت فيها كثيرا.
وحوالي سنة ١٨٦۰, قام بعض آباء الرهبانية اليسوعية بأعمال رسالة روحية في دير القمر, وكانت الأخت بطرسيّة, مع راهبة أخرى, تصحبانهم وتقومان بتعليم الأحداث التعليم الديني. وفي تلك الأثناء, حدثت مذابح دير القمر الشهيرة. وفي أحد الأيام, بينما كانت الأخت بطرسيّة قاصدة البلدة, شاهدت بعض الجنود البرابرة يطاردون بخناجرهم المسننة ولدا صغيرا ليذبحوه. فلمّا رآها هرع إليها ملتجئا, فخبأته على الفور بردائها الرهباني, وخلصته من وحشيتهم البربرية. وبسبب ذلك الإضطهاد, لم تطل إقامة الأخت بطرسية في دير القمر, فأرسلها رؤساؤها إلى مدرسة جبيل, فأقامت فيها سنة, فاكتشف أهل جبيل مواهبها, وانتشرت شهرتها في المدينة. فعلم بها السيد أنطون عيسى, وطلبها من رؤسائها مع راهبة معاونة لتعلما الأحداث في قريته مُعاد. أجابت الجمعية طلبه وأرسلت إليه الأخت بطرسّية مع رفيقة لها, ففتحتا مدرسة في القرية المذكورة ضمّت ستين بنتا. ومكثت الراهبتان تمارسان التعليم هناك سبع سنوات, وكانت رسالتهما ناجحة جدا.
وحدث أن حُلـّت جمعية المريمات, فألهمها تعالى أن تدخل في الرهبانية اللبنانية المارونية, في دير مار سمعان القرن, قرب أيطو, وهو دير مخصص للراهبات اللبنانيّات المحصنات. فقـُبلت الأخت بطرسيّة على الفور في الدير, ولبست ثوب الإبتداء في الثاني عشر من تمّوز سنة ١٨٧١. ثم نذرت نذورها المؤبدة في الخامس والعشرين من آب سنة ١٨٧٢, واتخذت لها اسم الأخت رفقا في الرهبانيّة الجديدة, تيمنا باسم والدتها المتوفاة.
وبعد أن عاشت الأخت رفقا أربع عشرة سنة في دير مار سمعان القرن, وهي تتمتع بصحّة جيّدة, وكانت مثالا حيّا لأخواتها الراهبات في حفظ القوانين والصلاة المتواترة والعمل الصامت, شعرت في قرارة نفسها, وبإلهام من الروح القدس, أنّ العناية الإلهية تدعوها إلى المزيد من التضحية وبذل الذات, فدخلت كنيسة الدير في يوم أحد الوردية الكبير, وهو الأحد الأول من تشرين الأول سنة ١٨٨٥, وجثت أمام القربان الأقدس وأخذت تصلي وتقول: "إلهي, لماذا تركتني؟ إلهي, لماذا أنت بعيد عني؟ لماذا لا تزورني وتفتقدني بمرض أظهر لك به كامل محبتي, وبه أكفر عن ذنوبي وخطاياي وخطايا الآخرين؟" والله, الغنيّ بكل رحمة, استجاب سؤْلها للحال. فمنذ ليل الأحد الأول من تشرين الأول سنة ١٨٨٥, شعرت الأخت رفقا بوجع أليم في رأسها أخذ يمتد فوق عينيها كشهب نار ويستقرّ في محجريهما, ورافقها وجع العينين أكثر من اثنتي عشرة سنة, وانتهى بها إلى العمى, لازمها ست عشرة سنة أخرى. ولمّا أرسلتها رئيستها إلى بيروت للمعالجة برفقة المرحوم صالح ضومط من معاد, عرّجت على أنطوش الرهبانية في جبيل, فالتقت هناك طبيبا أميركيا, عرضت عليه عينها اليمنى. فحكم بإجراء عملية جراحيّة لها. وفي أثناء العملية, كان حاضرا الاب اسطفان من بنتاعل, فطلب أن يبنج لها الطبيب عينها تخفيفا للألم, أما هي فلم ترضَ, وحدث أنه خلال العملية, اقتلع عينها برمتها, ووقعت أمامها على الأرض وهي تختلج. فقالت الأخت رفقا: "مع آلام المسيح. سَلـُمَتْ يداك أيها الطبيب. آجرك الله". ولمّا انتهت العملية, سألت الأب اسطفان: هل أعطيت الطبيب أجرته؟ فأجابها: "أتريدين أن تدفعي له أجرته لقاء قلع عينك؟"
ومكثت الأخت رفقا في دير مار سمعان القرن ستا وعشرين سنة متواصلة. وعندما قررت السلطة العليا في الرهبانية تأسيس دير مار يوسف جربتا - البترون, سنة ١٨٩٧, فصَلـَتْ ستَّ راهبات من جمهور دير مار سمعان, وأرسلتهنّ إلى الدير الجديد, وكانت الأخت رفقا إحداهنّ, وكانت عينها اليسرى في آخر عهدها بالنور. وبعد سنتين من وصولها, انطفأ هذا النور نهائيا, فأمست الأخت رفقا عمياء, وبدأت, على عِماها, مرحلة أخرى جديدة من مراحل جلجلة آلامها الفادحة.
وفي ذات يوم, قالت الأخت رفقا لرئيستها الأم أرسلا ضموط: "إني أشعر بوجع مؤلم في جنبيّ, كأنّ رؤوس حراب تـُغرز فيهما, وبوجع أيضا في أصابع رجليّ أشعر كأنها تتقطع". وبدأ جسمها, من جراء هذا الألم, يضعف ويهزل رويدا رويدا ما عدا لون وجهها, فقد بقي مشرقا وضّاحا. ومنذ ذلك الحين, عجزت عن الوقوف ولازمت الفراش. وانفكّ وركها الأيمن وحاد عن مركزه, فأصبحت لا تستطيع تحريك رجلها اليمنى, ولا طيِّها. وانفكَّ عظم رجلها الأخرى. وشهدت إحدى الراهبات حين قالت: "لم تكن تتحرك في فراشها دون أن تحركها الراهبات. وأذكر اني ساعدت يوما رفيقاتي في إنهاضها لتغيير ثيابها, فانفكَّ جنبها. فقالت بلطف ودون تذمّر: يا أختي, وجّعني جنبي. فنظرنا, فإذا بجنبها مخلوع عند زرّ الورك, وقد نفر من مكانه, وعظم كتفها شكّ في رقبتها وخرج من موضعه. وكانت تشعر من هذا التفكك بألم شديد. وكانت خرزات ظهرها منظورة, ويمكن عدّها واحدة فواحدة. ولم يبقَ عضو صحيح في جسمها, غير يديها اللتين كانت تحوك بهما جوارب وملبوسات بالصنارة, وهي تشكر الله لإبقائه يديها سليمتين لتشتغل بهما هربا من البطالة".
وسألتها يوما الرئيسة: "ماذا يوجعكِ؟" فأجابت: "وجعي في جسمي كله, وهو داخل عظامي وفي نخاعها. وقد صارت عظامي نخرة كإسفنجة, وبعد موتي ترون صدق ما أقول".
رقدت رفقا برائحة القداسة في ٢٣ آذار سنة ١٩١٤, ودًفِنت ببساطة في مقبرة الراهبات بين أشجار السنديان. وعلى عكس ما حدث لجثمان القدّيس شربل الذي حُفِظ سليما, فإنّ جثمانها ذاب وهي لا تزال حيّة. لذا وُجدَ حين كـُشِفَ عليه عظاما نخرة كالإسفنجة. فقوّة الله التي حَفَظت جثمان شربل بعد وفاته, خِلافا لسُنـّة الطبيعة, هي نفسها سمحتْ بأنْ يَتلفَ جسم رفقا في حياتها, فيما أبقته صالحا لاتحاد النفس به. وكانت حياته فيه على خلاف نظام الطبيعة.
إنّ صيتَ القداسة الساطع, الذائع, الذي شُرِّفت به رفقا في حياتها, زاد انتشارا بعد وفاتها, قد أثبتته مع الأيام, الآيات العلويّة المتعدِّدة والمتنوعة. لذلكَ, فـُتِحَتْ دعوى تطويبها, وبوشرت التحقيقات بإشراف السلطة الكنسيّة سنة ١٩٢٦. ووقع البابا بولس السادس بيده افتتاح الدعوى, في الأول من حزيران سنة ١٩٦٨.
ولمّا انتهت مراسيم المرحلة الثانية من الدعوى, أمر البابا يوحنا بولس الثاني بإصدار قرار حول بطوليّة فضائلها, في الحادي عشر من شباط سنة ١٩٨٢. وفي نهاية المرحلة الثالثة, أصدر قداسته قرارا بتعيين يوم ١٧ تشرين الثاني سنة ١٩٨٥ لتطويبها, ومن أعلنها قدّيسة في العاشر من حزيران سنة ٢۰۰١. صلاتها معنا. آمين.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تذكار القدّيسة رفقا المعترفة / 23 آذار.
» تذكار القدّيسة رفقا المعترفة / 23 آذار.
» تذكار القدّيسة فرنشيسكا الرومانيّة، الراهبة / 9 آذار.
» تذكار القديسة فروسيا / 14 آذار.
» تذكار القديسة فروسيا / 14 آذار.
» تذكار القدّيسة رفقا المعترفة / 23 آذار.
» تذكار القدّيسة فرنشيسكا الرومانيّة، الراهبة / 9 آذار.
» تذكار القديسة فروسيا / 14 آذار.
» تذكار القديسة فروسيا / 14 آذار.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى