عظة الأحد الخامس عشر لزمن العنصرة.
صفحة 1 من اصل 1
عظة الأحد الخامس عشر لزمن العنصرة.
عظة الأحد الخامس عشر لزمن العنصرة.
خطاياها الكثيرة مغفورة لها, لأنها أحبت كثيراً ( لوقا ٧ : ٣٦ - ٥۰ ).
إنجيل الأحد :
قال لوقا البشير: سَألَ يسُوع واحِدٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ أَنْ يَتَناوَلَ الطَّعامَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ الفَرِّيسيِّ واتَّكأ. وإِذا امْرَأَةٌ، وهِيَ الَّتي كانَتْ في المَدينَةِ خاطِئَة، عَلِمَتْ أَنَّ يَسوعَ مُتَّكِئٌ في بَيْتِ الفَرِّيسيّ، فَجاءَتْ تَحْمِلُ قارورَةَ طِيب. وَوَقَفَتْ باكَيةً وراءَ يَسوع، عِنْدَ قَدَمَيْه، وبَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّموع، وتُنُشِّفُهما بِشَعرِ رأَسِها، وتُقبِّلُ قَدَمَيْهِ، وتَدْهُنُهُما بِالطِّيب. ورأَى الفَرِّيسيّ، الَّذي دَعا يَسوع، ما جَرى، فَقالَ في نَفْسِه: "لَو كانَ هَذا نَبِيَّاً لَعَلِمَ أَيَّ امْرَأَةٍ هِيَ تِلكَ الَّتي تَلْمُسُهُ! إِنَّها خاطِئَة". فَأَجابَ يَسوعُ وقالَ لَهُ: "يا سِمْعان، عِنْدي شَيءٌ أَقولُهُ لَكَ". قالَ الفَرِّيسيّ: "قُلْ، يا مُعَلِّم". قالَ يَسوع: "كانَ لِدائِنٍ مَدْيونان، أَحَدُهُما مَدْيونٌ بِخَمْسِمِئَةِ دينار، والآخَرُ بِخَمْسين. وإِذا لَمْ يَكُنْ لَهُما ما يوفيان، سامَحَهُما كِلَيْهِما. فأَيُّهُما يَكونُ أَكْثَرَ حُبَّاً لَهُ؟". أَجابَ سِمْعانُ وقال: "أَظُنُّ، ذاكَ الَّذي سامَحَهُ بِالأَكْثَر". فَقال لَهُ يَسوع: "حَكَمْتَ باِلصَّواب". ثُمَّ التَفَتَ إلى المَرْأَةِ وقالَ لِسْمْعان: "هَلْ تَرى هَذِهِ المَرْأَة؟ أَنا دَخَلْتُ بَيْتَكَ فَما سَكَبْتَ عَلى قَدَمَيَّ ماء، أَمَّا هِيَ فَقَدْ بَلَّتْ قَدَمَيَّ بِالدُّموع، ونَشَّفَتْهُما بِشَعْرِها. أَنْتَ لَمْ تُقَبِّلْني، أَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبيلِ قَدَمَيَّ. أَنْتَ ما دَهَنْتَ رأَسي بِزَيْت، أَمَّا هِيَ فَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ قَدَمَيَّ. لِذلِكَ أَقولُ لَكَ: خَطاياها الكَثيرَةُ مَغْفورَةٌ لَها، لأَنَّها أَحَبَّتْ كَثيراً. أَمَّا الَّذي يُغْفَرُ لَهُ قَليلٌ فَيُحِبُّ قَليلاً". ثُمَّ قالَ لِلمَرْأَة: "مَغْفورَةٌ لَكِ خَطاياكِ!". فَبَدَأَ المُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقولونَ في أَنْفُسِهِم: "مَنْ هُوَ هَذا الَّذي يَغْفِرُ الخَطايا أَيْضاً؟". فَقالَ يَسوعُ لِلمَرْأَة: "إِيْمانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبي بِسَلام!"
تفسير الإنجيل:
حين كان يسوع مدعوا إلى وليمة في بيت سمعان الفريسيّ, اقتربت منه امرأة خاطئة تطلب مغفرة خطاياها. فبلـّت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعرها. أغاظ هذا الموقف الفرّيسيّ المضيف, فشرح الرّب معنى تصرّفه بواسطة مثل المديونين.
أولا: حبّ مرتبط بالغفران - يربط لوقا في هذا المقطع بين الحبّ الذي أظهرته المرأة من خلال تصرّفها التائب وبين الغفران الذي منحها إياه الرّب: إنّ المرأة الخاطئة أظهرت ندامتها وحبّها, فمنحها الرّب الغفران. غير أنّ مثل المديونين الذي أورده الإنجيليّ لوقا يؤكد أن الدائن غفر للمديونين أولا, وبعدها أظهر له المديونان الحبّ.
السؤال المطروح هو التالي: هل أراد لوقا أن يعلمنا, من خلال خبر العفو عن الخاطئة, أنّ الحبّ يسبق الغفران؟ بل أراد لوقا أن يركـّز انتباهنا إلى التعليم القاسي الذي وجهه يسوع إلى سمعان الفريسيّ الذي اعترض على موقفه المتسامح تجاه إمرأة خاطئة جاءت تطلب الغفران. نلاحظ أن لوقا دمج خبر العفو عن الخاطئة ومثل المديونين في خبر واحد ليعطي قرّاءه تعليما عن رحمة يسوع اللامتناهية نحو الخطأة الذين يدنون منه! من الواضح أنّ لوقا يريد التشديد على إيمان الخطأة بيسوع, في حين أنّ الذين يظنون أنهم أبرار ظللوا بعيدين عنه, لذلك أنهى الإنجيليّ خبره بقوله يسوع للمرأة: "إيمانك خلـّصك, إذهبي بسلام". هكذا أصبحنا في خبر لوقا أمام إيمان يمنح الغفران للخطأة.
ثانيا: هويّة يسوع في نظر سمعان والخاطئة - يكشف هذا النص اختبارين متمايزين لشخصية المعلم الإلهي, فالفريسيّ استقبل يسوع في بيته مثلما يستقبل أي إنسان آخر, إذ لا نراه يميّزه في الضيافة ولا في طريقة الإستقبال. هذا يعني أنّ الفريسيّ لا يعرف شخصية يسوع الحقيقيّة بالرغم من اعترافه أنّ ضيفه نبيّ, فيسوع, بحسب اعتقاده, لا يملك المعرفة الحقيقيّة لأنه لم يكتشف أنّ المرأة التي تدنو منه هي خاطئة, والشريعة توصي بالابتعاد عنها. غير أنّ الخاطئة جاءت تطلب من يسوع الغفران حين بلـّت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعرها. فهذا دليل على أنها نادمة على خطاياها السابقة. ويعبّر تصرّفها عن إيمانها بألوهية يسوع, لأن لا أحد يستطيع أن يغفر الخطايا إلا الله وحده. إن إيمان المرأة بشخص يسوع الحقيقي هو الذي منحها الخلاص.
نلاحظ إذا, أنّ الإنجيليّ يعرض لنا اختبارين متمايزين لشخصية يسوع, عبّر عنهما الفريسيّ والخاطئة أثناء مأدبة العشاء. أراد يسوع أن يُعلـّم سمعان الفريسيّ أنّ البحث عن الخلاص لا يكون من خلال التقيّد الحرفي بالشريعة, بل بواسطة الإيمان بيسوع المسيح. ونستنتج من هذا النصّ أن المُعلـّم الإلهي لا يلوم سمعان الفريسيّ على كيفيّة استقباله المتحفظة له, بل على عدم اعترافه بشخصيته الإلهيّة.
لا أستطيع أن أعيش إن كنت لا أغفر! هذا ما قالته إمرأة لبنانية رأت أفراد أسرتها يُذبحون أمامها. لا تستطيع أن تنسى, ولكنها تريد أن تعيش. لقد اكتشفت شيئا فشيئا أنّ البغض يُولـّد الشرّ. وقرأت الإنجيل فانتزع منها البغض. هي تغفر لكي تستطيع أن تحيا, لأن الحياة أقوى من الموت.
هل اختبرنا يوما أنّ المغفرة تقتل فينا سمّ البغض الذي يقتلنا قبل أن نصبح قتلة بدورنا؟ الغفران يشفي ذاك الذي يغفر ويُخلـّص من يناله. حين تبدو لنا المغفرة مستحيلة, فلنفكـّر بنفوسنا ولنقل: إغفر لنا يا ربّ, كما نحن غفرنا!
خطاياها الكثيرة مغفورة لها, لأنها أحبت كثيراً ( لوقا ٧ : ٣٦ - ٥۰ ).
إنجيل الأحد :
قال لوقا البشير: سَألَ يسُوع واحِدٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ أَنْ يَتَناوَلَ الطَّعامَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ الفَرِّيسيِّ واتَّكأ. وإِذا امْرَأَةٌ، وهِيَ الَّتي كانَتْ في المَدينَةِ خاطِئَة، عَلِمَتْ أَنَّ يَسوعَ مُتَّكِئٌ في بَيْتِ الفَرِّيسيّ، فَجاءَتْ تَحْمِلُ قارورَةَ طِيب. وَوَقَفَتْ باكَيةً وراءَ يَسوع، عِنْدَ قَدَمَيْه، وبَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّموع، وتُنُشِّفُهما بِشَعرِ رأَسِها، وتُقبِّلُ قَدَمَيْهِ، وتَدْهُنُهُما بِالطِّيب. ورأَى الفَرِّيسيّ، الَّذي دَعا يَسوع، ما جَرى، فَقالَ في نَفْسِه: "لَو كانَ هَذا نَبِيَّاً لَعَلِمَ أَيَّ امْرَأَةٍ هِيَ تِلكَ الَّتي تَلْمُسُهُ! إِنَّها خاطِئَة". فَأَجابَ يَسوعُ وقالَ لَهُ: "يا سِمْعان، عِنْدي شَيءٌ أَقولُهُ لَكَ". قالَ الفَرِّيسيّ: "قُلْ، يا مُعَلِّم". قالَ يَسوع: "كانَ لِدائِنٍ مَدْيونان، أَحَدُهُما مَدْيونٌ بِخَمْسِمِئَةِ دينار، والآخَرُ بِخَمْسين. وإِذا لَمْ يَكُنْ لَهُما ما يوفيان، سامَحَهُما كِلَيْهِما. فأَيُّهُما يَكونُ أَكْثَرَ حُبَّاً لَهُ؟". أَجابَ سِمْعانُ وقال: "أَظُنُّ، ذاكَ الَّذي سامَحَهُ بِالأَكْثَر". فَقال لَهُ يَسوع: "حَكَمْتَ باِلصَّواب". ثُمَّ التَفَتَ إلى المَرْأَةِ وقالَ لِسْمْعان: "هَلْ تَرى هَذِهِ المَرْأَة؟ أَنا دَخَلْتُ بَيْتَكَ فَما سَكَبْتَ عَلى قَدَمَيَّ ماء، أَمَّا هِيَ فَقَدْ بَلَّتْ قَدَمَيَّ بِالدُّموع، ونَشَّفَتْهُما بِشَعْرِها. أَنْتَ لَمْ تُقَبِّلْني، أَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبيلِ قَدَمَيَّ. أَنْتَ ما دَهَنْتَ رأَسي بِزَيْت، أَمَّا هِيَ فَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ قَدَمَيَّ. لِذلِكَ أَقولُ لَكَ: خَطاياها الكَثيرَةُ مَغْفورَةٌ لَها، لأَنَّها أَحَبَّتْ كَثيراً. أَمَّا الَّذي يُغْفَرُ لَهُ قَليلٌ فَيُحِبُّ قَليلاً". ثُمَّ قالَ لِلمَرْأَة: "مَغْفورَةٌ لَكِ خَطاياكِ!". فَبَدَأَ المُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقولونَ في أَنْفُسِهِم: "مَنْ هُوَ هَذا الَّذي يَغْفِرُ الخَطايا أَيْضاً؟". فَقالَ يَسوعُ لِلمَرْأَة: "إِيْمانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبي بِسَلام!"
تفسير الإنجيل:
حين كان يسوع مدعوا إلى وليمة في بيت سمعان الفريسيّ, اقتربت منه امرأة خاطئة تطلب مغفرة خطاياها. فبلـّت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعرها. أغاظ هذا الموقف الفرّيسيّ المضيف, فشرح الرّب معنى تصرّفه بواسطة مثل المديونين.
أولا: حبّ مرتبط بالغفران - يربط لوقا في هذا المقطع بين الحبّ الذي أظهرته المرأة من خلال تصرّفها التائب وبين الغفران الذي منحها إياه الرّب: إنّ المرأة الخاطئة أظهرت ندامتها وحبّها, فمنحها الرّب الغفران. غير أنّ مثل المديونين الذي أورده الإنجيليّ لوقا يؤكد أن الدائن غفر للمديونين أولا, وبعدها أظهر له المديونان الحبّ.
السؤال المطروح هو التالي: هل أراد لوقا أن يعلمنا, من خلال خبر العفو عن الخاطئة, أنّ الحبّ يسبق الغفران؟ بل أراد لوقا أن يركـّز انتباهنا إلى التعليم القاسي الذي وجهه يسوع إلى سمعان الفريسيّ الذي اعترض على موقفه المتسامح تجاه إمرأة خاطئة جاءت تطلب الغفران. نلاحظ أن لوقا دمج خبر العفو عن الخاطئة ومثل المديونين في خبر واحد ليعطي قرّاءه تعليما عن رحمة يسوع اللامتناهية نحو الخطأة الذين يدنون منه! من الواضح أنّ لوقا يريد التشديد على إيمان الخطأة بيسوع, في حين أنّ الذين يظنون أنهم أبرار ظللوا بعيدين عنه, لذلك أنهى الإنجيليّ خبره بقوله يسوع للمرأة: "إيمانك خلـّصك, إذهبي بسلام". هكذا أصبحنا في خبر لوقا أمام إيمان يمنح الغفران للخطأة.
ثانيا: هويّة يسوع في نظر سمعان والخاطئة - يكشف هذا النص اختبارين متمايزين لشخصية المعلم الإلهي, فالفريسيّ استقبل يسوع في بيته مثلما يستقبل أي إنسان آخر, إذ لا نراه يميّزه في الضيافة ولا في طريقة الإستقبال. هذا يعني أنّ الفريسيّ لا يعرف شخصية يسوع الحقيقيّة بالرغم من اعترافه أنّ ضيفه نبيّ, فيسوع, بحسب اعتقاده, لا يملك المعرفة الحقيقيّة لأنه لم يكتشف أنّ المرأة التي تدنو منه هي خاطئة, والشريعة توصي بالابتعاد عنها. غير أنّ الخاطئة جاءت تطلب من يسوع الغفران حين بلـّت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعرها. فهذا دليل على أنها نادمة على خطاياها السابقة. ويعبّر تصرّفها عن إيمانها بألوهية يسوع, لأن لا أحد يستطيع أن يغفر الخطايا إلا الله وحده. إن إيمان المرأة بشخص يسوع الحقيقي هو الذي منحها الخلاص.
نلاحظ إذا, أنّ الإنجيليّ يعرض لنا اختبارين متمايزين لشخصية يسوع, عبّر عنهما الفريسيّ والخاطئة أثناء مأدبة العشاء. أراد يسوع أن يُعلـّم سمعان الفريسيّ أنّ البحث عن الخلاص لا يكون من خلال التقيّد الحرفي بالشريعة, بل بواسطة الإيمان بيسوع المسيح. ونستنتج من هذا النصّ أن المُعلـّم الإلهي لا يلوم سمعان الفريسيّ على كيفيّة استقباله المتحفظة له, بل على عدم اعترافه بشخصيته الإلهيّة.
لا أستطيع أن أعيش إن كنت لا أغفر! هذا ما قالته إمرأة لبنانية رأت أفراد أسرتها يُذبحون أمامها. لا تستطيع أن تنسى, ولكنها تريد أن تعيش. لقد اكتشفت شيئا فشيئا أنّ البغض يُولـّد الشرّ. وقرأت الإنجيل فانتزع منها البغض. هي تغفر لكي تستطيع أن تحيا, لأن الحياة أقوى من الموت.
هل اختبرنا يوما أنّ المغفرة تقتل فينا سمّ البغض الذي يقتلنا قبل أن نصبح قتلة بدورنا؟ الغفران يشفي ذاك الذي يغفر ويُخلـّص من يناله. حين تبدو لنا المغفرة مستحيلة, فلنفكـّر بنفوسنا ولنقل: إغفر لنا يا ربّ, كما نحن غفرنا!
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» عظة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الخامس عشر لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الخامس عشر لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى