عظة الاحد الأول بعد الدنح.
صفحة 1 من اصل 1
عظة الاحد الأول بعد الدنح.
عظة الاحد الأول بعد الدنح.
شهادة ولقاء وهويّة جديدة.
إنجيل الأحد:
قال يوحنَّا الرسول: في الغدِ رأى يُوحنَّا يَسُوعَ مُقبِلا ً إليهِ فقال:" هَا هوَ حَمَلُ الله الذي يَرْفَعُ خَطِيئَةَ العالم. هَذَا هُوَ الذي قُلتُ فيه: يأتي ورائي رَجُلٌ قَدْ صارَ قُدَّامي, لأنَّهُ كانَ قَبْلي. وأنا ما كُنْتُ أعرِفُهُ, لكنِّي جئتُ أعمِّدُ بالماء لكَي يَظهَرَ هوَ لإسرائيل". وشهدَ يوُحنَّا قائلا ً:" رأيتُ الرُّوحَ نَازلا ً كحَمَامَةٍ منَ السَّماء, ثُمَّ استقرَّ عليْه. وأنا مَا كُنتُ أعرفُهُ, لكنَّ الذي أرسَلني أعمدُ بالماءِ هُوَ قَالَ لي: مَنْ تَرَى الرُّوحَ يَنزلُ ويستقرُّ عَليْه, هوَ الذي يُعَمِّدُ بالروح ِ القُدُس. وأنا رأيتُ وشَهِدتُ أنَّ هَذَا هُوَ ابنُ الله".
تفسير الإنجيل:
كان أول ظهور علنيّ ليسوع يوم اعتمد على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن. لقد ملأ الروح القدس بشريّته واستقرّ عليه بشبه حمامة, وأعلن الآب من السماء, بنوّته الإلهية والرضى عن رسالة ابنه. وشهد له يوحنا: "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم ... ويُعمّد بالروح القدس".
بإعتماد يسوع في نهر الأردن على يد يوحنا, بدأت حياته العلنيّة. يحسب نفسه بين الخطأة, ويسير معهم نحو يوحنا لقبول "معموديّة الماء للتوبة", لا كشريك للخطأة في معاصيهم, بل كحامل خطاياهم ومتشفع من أجلهم بوصفه عبد الله المتألم, كما تنبّأ أشعيا قبل ٧۰۰ سنة: "هوذا عبدي ... كحمل سيق إلى الذبح ولم يفتح فاه ... أسلم نفسه للموت, وأحصي مع الخطأة, وحمل خطايا الكثيرين, وشفع في معاصيهم". في غداة اعتماده جاءت شهادة يوحنا تحقق النبوءة: "هذا هو حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم". لقد انتهى معه الفصح القديم الذي كانت تقرّب فيه ذبيحة حمل من البهائم كفارة عن الخطايا, ليصبح فصح العهد الجديد, يسوع ابن الله فادي الإنسان. وانفتحت السماوات, التي كانت قد أغلقتها خطيئة آدم, لتعلن تقديس الجنس البشريّ بمعموديّة الماء والروح, بآدم الثاني, يسوع المسيح, الذي أطاع أباه السماوي حتى الموت على الصليب.
بالمعموديّة يظهر مجد الله بأقانيمه الثلاث, مؤكدا عقيدتنا المسيحية بالثالوث الأقدس: الإبن المتجسد يتأنس لخلاص البشرية بسر الفداء. صوت الآب الأزلي يدوي من السماء معلنا رضاه عن ابنه الوحيد. والروح القدس المعزي يرفرف كحمامة على يسوع. كما يدلنا هذا الحدث على طبيعتي يسوع المسيح: الإلهيّة والبشريّة, طبيعتان متحدتان في شخص المسيح.
بالمعموديّة نولدُ الولادة الثانية أبناءً لله بالإبن الوحيد, ونندمج في سرّ الكنيسة أعضاءً حيّة في جسد المسيح, ونستعيد بهاء صورة الله والشبه الإلهيّ. ويشرح بولس الرسول أبعاد مسيرة يسوع نحو معموديّة التوبة متضامنا مع الشعب الخاطئ: "جعله الله خطيئة من أجلنا, هو الذي لم يعرف الخطيئة, لكي نصبح به برّ الله". في الواقع, تجسّد ابن الله آخذا ضعف طبيعتنا الساقطة والسائرة نحو الموت بسبب خطيئة آدم وخطايا جميع الناس, وظهر بصورة عبد, "الخادم المتألم", وأطاع إرادة الآب الخلاصيّة موتا على الصليب فداءً عن الجنس البشريّ وخلاصا له, على ما يقول بطرس الرسول: "لم تـُفتدوا بالفاني من الفضة أو الذهب من سيرتكم الباطلة, بل بدم كريم, دم الحمل الذي لا عيب فيه ولا دنس, دم المسيح".
كان نداء يوحنا المعمدان في البرّية: "توبوا فقد اقترب ملكوت السماء. أثمروا ثمرا يليق بالتوبة. كلّ شجرة لا تثمر ثمرا صالحا تـُقطع وتـُرمى في النار". وما زال يتواصل النداء عينه في برّية المجتمع, في بريّة العقول والضمائر والقلوب. النداء إيّاه وجّههُ الرّب يسوع: "لقد تمّ ملء الزمان, واقترب ملكوت الله. توبوا وآمنوا بالإنجيل".
تنمو "الخليقة الجديدة" المولودة من المعموديّة, متقدّسة بالروح القدس والميرون, ومُتجدّدة بالتوبة, تقتات على الافخارستيّا حيث "الحمل" يعدّ للكنيسة عروسته, ولجماعة المؤمنين وليمة عرسه الخلاصيّ على الأرض وفي ملكوت السماء, وقد افتداها وأحبّها وأسلم نفسه من أجلها.
بما أن هويّتنا المسيحيّة القائمة على سرّ التجسّد, وهي أنّ في المسيح طبيعتين كاملتين, إلهيّة وإنسانيّة, فإنّ المجمع البطريركيّ يوصي بالعيش بموجب هويّتنا المسيحيّة حسب ما يلزمنا أن نعمل مع شركائنا في المواطنيّة والمصير من أجل ترقـّي الإنسان, لكي يستعيد, بيسوع المسيح, كرامته وصورة الله فيه. هذه الهويّة تـُترجم "بالحضور المُتجسّد", بحيث نطبع شؤوننا الزّمنيّة بقِيَم الانجيل, ونجعل من كلّ إنسان محورا لهذه الشؤون.
شكر وصلاة:
نشكرك أيها الآب القدّوس, لأنك كشفت لنا وجهك بالابن الوحيد يسوع المسيح, وبه خلّصتنا, فصرنا لك أبناءً بالمعموديّة, وأفضت علينا بواسطته روحك القدّوس الذي جعلنا بالميرون هياكلا له.
أعطنا أيها النور الحقيقيّ, يسوع المسيح, أن نسير كأبناء النور في الحقيقة والنعمة والمحبّة.
نسألك أيها الروح الحيّ والمحيي, أن تـُجَدّد فينا الإنسان الجديد المتغيّر بثمار الروح, فنلبسَ المسيح, نحن الذين اعتمدنا بالمسيح, لمجد الله وبهاء صورته فينا وفي المجتمع البشريّ. آمين.
شهادة ولقاء وهويّة جديدة.
إنجيل الأحد:
قال يوحنَّا الرسول: في الغدِ رأى يُوحنَّا يَسُوعَ مُقبِلا ً إليهِ فقال:" هَا هوَ حَمَلُ الله الذي يَرْفَعُ خَطِيئَةَ العالم. هَذَا هُوَ الذي قُلتُ فيه: يأتي ورائي رَجُلٌ قَدْ صارَ قُدَّامي, لأنَّهُ كانَ قَبْلي. وأنا ما كُنْتُ أعرِفُهُ, لكنِّي جئتُ أعمِّدُ بالماء لكَي يَظهَرَ هوَ لإسرائيل". وشهدَ يوُحنَّا قائلا ً:" رأيتُ الرُّوحَ نَازلا ً كحَمَامَةٍ منَ السَّماء, ثُمَّ استقرَّ عليْه. وأنا مَا كُنتُ أعرفُهُ, لكنَّ الذي أرسَلني أعمدُ بالماءِ هُوَ قَالَ لي: مَنْ تَرَى الرُّوحَ يَنزلُ ويستقرُّ عَليْه, هوَ الذي يُعَمِّدُ بالروح ِ القُدُس. وأنا رأيتُ وشَهِدتُ أنَّ هَذَا هُوَ ابنُ الله".
تفسير الإنجيل:
كان أول ظهور علنيّ ليسوع يوم اعتمد على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن. لقد ملأ الروح القدس بشريّته واستقرّ عليه بشبه حمامة, وأعلن الآب من السماء, بنوّته الإلهية والرضى عن رسالة ابنه. وشهد له يوحنا: "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم ... ويُعمّد بالروح القدس".
بإعتماد يسوع في نهر الأردن على يد يوحنا, بدأت حياته العلنيّة. يحسب نفسه بين الخطأة, ويسير معهم نحو يوحنا لقبول "معموديّة الماء للتوبة", لا كشريك للخطأة في معاصيهم, بل كحامل خطاياهم ومتشفع من أجلهم بوصفه عبد الله المتألم, كما تنبّأ أشعيا قبل ٧۰۰ سنة: "هوذا عبدي ... كحمل سيق إلى الذبح ولم يفتح فاه ... أسلم نفسه للموت, وأحصي مع الخطأة, وحمل خطايا الكثيرين, وشفع في معاصيهم". في غداة اعتماده جاءت شهادة يوحنا تحقق النبوءة: "هذا هو حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم". لقد انتهى معه الفصح القديم الذي كانت تقرّب فيه ذبيحة حمل من البهائم كفارة عن الخطايا, ليصبح فصح العهد الجديد, يسوع ابن الله فادي الإنسان. وانفتحت السماوات, التي كانت قد أغلقتها خطيئة آدم, لتعلن تقديس الجنس البشريّ بمعموديّة الماء والروح, بآدم الثاني, يسوع المسيح, الذي أطاع أباه السماوي حتى الموت على الصليب.
بالمعموديّة يظهر مجد الله بأقانيمه الثلاث, مؤكدا عقيدتنا المسيحية بالثالوث الأقدس: الإبن المتجسد يتأنس لخلاص البشرية بسر الفداء. صوت الآب الأزلي يدوي من السماء معلنا رضاه عن ابنه الوحيد. والروح القدس المعزي يرفرف كحمامة على يسوع. كما يدلنا هذا الحدث على طبيعتي يسوع المسيح: الإلهيّة والبشريّة, طبيعتان متحدتان في شخص المسيح.
بالمعموديّة نولدُ الولادة الثانية أبناءً لله بالإبن الوحيد, ونندمج في سرّ الكنيسة أعضاءً حيّة في جسد المسيح, ونستعيد بهاء صورة الله والشبه الإلهيّ. ويشرح بولس الرسول أبعاد مسيرة يسوع نحو معموديّة التوبة متضامنا مع الشعب الخاطئ: "جعله الله خطيئة من أجلنا, هو الذي لم يعرف الخطيئة, لكي نصبح به برّ الله". في الواقع, تجسّد ابن الله آخذا ضعف طبيعتنا الساقطة والسائرة نحو الموت بسبب خطيئة آدم وخطايا جميع الناس, وظهر بصورة عبد, "الخادم المتألم", وأطاع إرادة الآب الخلاصيّة موتا على الصليب فداءً عن الجنس البشريّ وخلاصا له, على ما يقول بطرس الرسول: "لم تـُفتدوا بالفاني من الفضة أو الذهب من سيرتكم الباطلة, بل بدم كريم, دم الحمل الذي لا عيب فيه ولا دنس, دم المسيح".
كان نداء يوحنا المعمدان في البرّية: "توبوا فقد اقترب ملكوت السماء. أثمروا ثمرا يليق بالتوبة. كلّ شجرة لا تثمر ثمرا صالحا تـُقطع وتـُرمى في النار". وما زال يتواصل النداء عينه في برّية المجتمع, في بريّة العقول والضمائر والقلوب. النداء إيّاه وجّههُ الرّب يسوع: "لقد تمّ ملء الزمان, واقترب ملكوت الله. توبوا وآمنوا بالإنجيل".
تنمو "الخليقة الجديدة" المولودة من المعموديّة, متقدّسة بالروح القدس والميرون, ومُتجدّدة بالتوبة, تقتات على الافخارستيّا حيث "الحمل" يعدّ للكنيسة عروسته, ولجماعة المؤمنين وليمة عرسه الخلاصيّ على الأرض وفي ملكوت السماء, وقد افتداها وأحبّها وأسلم نفسه من أجلها.
بما أن هويّتنا المسيحيّة القائمة على سرّ التجسّد, وهي أنّ في المسيح طبيعتين كاملتين, إلهيّة وإنسانيّة, فإنّ المجمع البطريركيّ يوصي بالعيش بموجب هويّتنا المسيحيّة حسب ما يلزمنا أن نعمل مع شركائنا في المواطنيّة والمصير من أجل ترقـّي الإنسان, لكي يستعيد, بيسوع المسيح, كرامته وصورة الله فيه. هذه الهويّة تـُترجم "بالحضور المُتجسّد", بحيث نطبع شؤوننا الزّمنيّة بقِيَم الانجيل, ونجعل من كلّ إنسان محورا لهذه الشؤون.
شكر وصلاة:
نشكرك أيها الآب القدّوس, لأنك كشفت لنا وجهك بالابن الوحيد يسوع المسيح, وبه خلّصتنا, فصرنا لك أبناءً بالمعموديّة, وأفضت علينا بواسطته روحك القدّوس الذي جعلنا بالميرون هياكلا له.
أعطنا أيها النور الحقيقيّ, يسوع المسيح, أن نسير كأبناء النور في الحقيقة والنعمة والمحبّة.
نسألك أيها الروح الحيّ والمحيي, أن تـُجَدّد فينا الإنسان الجديد المتغيّر بثمار الروح, فنلبسَ المسيح, نحن الذين اعتمدنا بالمسيح, لمجد الله وبهاء صورته فينا وفي المجتمع البشريّ. آمين.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» صلاة الاحد الأول بعد الدنح .
» صلاة الاحد الأول بعد الغطاس.
» عظة الاحد الأول بعد الغطاس - شهادة ولقاء وهويّة جديدة.
» عظة الأحد الثاني بعد الدنح.
» عظة الأحد الثالث بعد الدنح.
» صلاة الاحد الأول بعد الغطاس.
» عظة الاحد الأول بعد الغطاس - شهادة ولقاء وهويّة جديدة.
» عظة الأحد الثاني بعد الدنح.
» عظة الأحد الثالث بعد الدنح.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى