تذكار القديس غريغوريوس اسقف نيصص / 10 كانون الثاني.

تذكار القديس غريغوريوس اسقف نيصص / 10 كانون الثاني.

وُلِدَ هذا القديس العظيم في مدينة نيصص في الكبادوك من أسرة دُعيت بحق أسرة القديسين. فأبوه باسيليوس وأمه إميليا وشقيقته ماكرينا وأخوه باسيليوس الكبير أسقف قيصرية, امتازوا بالقداسة. فنشأ هو أيضا بروح التقوى. ولكنه مال إلى حب الدنيا فتزوج وأخذ يسعى وراء جمع المال, متغاضيا عما ورثه من فضيلة وتقوى.

لكنه أفاق من غفلته, إذ كتب إليه القديس غريغوريوس النزينزي يحثه على قراءة الكتاب المقدس. فانكبّ على قراءته وتفهمه بما فيه من المعاني والتعاليم السامية.

اتفق مع زوجته, فذهبت إلى الدير, ودخل هو السلك الاكليريكي وارتسم كاهنا. رسمه أخوه باسيليوس اسقفا سنة ٣٧٢ للميلاد. فقام يتفانى في خدمة رعيته بالوعظ والمثل الصالح. وانكبّ على تأليف الكتب المفيدة لمقاومة بـِدَع عصره, ولا سيما الآريوسية. فأبغضه الآريوسيون وسعوا به لدى زعيمهم الملك فالنس, فخلعه عن كرسيه ونفاه. وبعد موت فالنس أرجعه غراسيان إلى مركزه. زار شقيقته ماكرينا الرئيسة قبل وفاتها وترأس حفلة دغنها. ومات أخوه باسيليوس في ميدان الجهاد ضد الآريوسيين, فقام هو يحمل علمه ويواصل جهاده.

وفي السنة ٣٨١ حضر غريغوريوس المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية, فأيد بالبراهين الفلسفية واللاهوتية حقيقة لاهوت الروح القدس وحرّم مكدونيوس وأتباعه الذين أنكروها. وفي عام ٣٩٤ حضر مجمعا آخر في القسطنطينية, حيث رقـّاه الآباء, تقديرا لعلمه وفضيلته, إلى مقام المتروبوليت.

هكذا قضى القديس الكبير حياته المثالية بالدفاع عن الإيمان القويم, وبإرشاد النفوس في طريق الخلاص. وانتقل إلى الأمجاد السماوية سنة ٣٩٤.

وقد أغنى الكنيسة بتآليفه في العلوم الإلهية وتفاسير الكتب المقدسة. ويعتمد الآباء والعلماء على الكثير من تحديداته اللاهوتية في ما يتعلق بالأقنوم والجوهر. صلاته معنا. آمين.