منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ماء الحياة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
اهلآ" بكم في منتدى ماء الحياة داعين الله ان يتقبل عملنا هذا كقربان عنا
منتدى ماء الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عظة الأحد الثالث بعد القيامة.

اذهب الى الأسفل

عظة الأحد الثالث بعد القيامة. Empty عظة الأحد الثالث بعد القيامة.

مُساهمة من طرف ندى الور 2011-05-08, 3:55 am

عظة الأحد الثالث بعد القيامة.

إنجيل الأحد:
قال لوقا البشير: وفي اليَوم ِعَيْنِهِ، كانَ اثْنان ِمِنْهُم ذاهِبَيْن ِإلى قَرْيةٍ تُدْعى عِماوُس، تَبْعُدُ نَحْوَ سَبْعَةِ أمْيال ٍعَنْ أورَشَليم. وكانا يَتَحادَثان ِبِكُلِّ تِلْكَ الأمورِ الَّتي حَدَثتْ. وفيما هُما يَتَحادَثان ِويَتَساءَلان، إذا يَسوعُ نَفْسَهُ قَدْ اقْتَرَبَ مِنْهُما، وراحَ يَسيرُ مَعَهُما. ولَكِنَّ أعْيُنَهُما أمْسِكَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ. أمَّا هُوَ فَقالَ لَهُما: "ما هَذا الكَلامُ الَّذي تَتَحادَثان ِبِهِ، وأنْتُما تَسيران؟". فَوَقَفا عابِسَين. وأجابَ أحَدُهُما، واسْمُهُ كِليوباس، فَقالَ لَهُ: "هَلْ أنْتَ وَحْدَكَ غَريبٌ عَنْ أورَشَليم، فَلا تَعْلَمَ ما حَدَثَ فيها هَذهِ الأيَّام؟". فَقالَ لَهُما: "وماذا حَدَثَ؟". فَقالا لَهُ: "ما يَتَعَلَّقُ بِيَسوعَ النَّاصِريّ، الَّذي كانَ رَجُلاً نَبياً قَديراً بِالقَول ِوالفِعْل، قُدَّامَ الله والشّعْبِ كُلِّهِ. وكَيْفَ أسْلَمَهُ أحْبارُنا ورؤساؤنا لِيُحْكَمَ عَلَيْهِ بِالمَوت، وكَيْفَ صَلَبوه! وكُنَّا نَحْنُ نَرْجو أنْ يَكونَ هُوَ الَّذي سَيَفْدي إسْرائيل. ولَكِنْ مَعَ هَذا كُلِّهِ، فَهَذا هُوَ اليَومُ الثالِثُ بَعْدَ تِلْكَ الأحْداث. لَكِنَّ بَعْضَ النِّساءِ مِنْ جَماعَتِنا أدْهَشْنَنا، لأنَّهُنَّ ذَهَبْنَ إلى القَبْرِ عِنْدَ الفَجْر، ولَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ يَسوع، فَرَجَعْنَ وقُلْنَ إنَهُنَّ شاهَدْنَ مَلائِكَةً تَرَاءوا لَهُنَّ وقالوا إنَّهُ حَيّ! ومَضى قَومٌ مِنَ الَّذينَ مَعَنا إلى القَبْر، فَوَجَدوهُ هَكَذا كَما قالَتِ النِّساء، وأمَّا يَسوعُ فَلَمْ يَروه". فَقالَ لَهُما يَسوع: "يا عَديمي الفَهْم، وبَطيئي القَلْبِ في الإيْمان ِبِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِهِ الأنْبياء! أما كانَ يَجِبُ عَلى المَسيح ِأنْ يُعانيَ تِلْكَ الآلام، ثُمَّ يَدْخُلَ في مَجْدِهِ؟". وفَسَّرَ لَهُما ما يَتَعَلَّقُ بِهِ في كُلِّ الكُتُبِ المُقَدَّسَة، مُبْتَدِئاً بِموسى وجَميع ِالأنْبياء. واقـتَرَبا مِنَ القَرْيَةِ الَّتي كانا ذاهِبَيْن ِإلَيْها، فَتَظاهَرَ يَسوعُ بِأنَّهُ ذاهِبٌ إلى مَكان ٍأبْعَد. فَتَمَسَّكا بِهِ قائِلَين: "أمْكُثْ مَعَنا، فَقَدْ حانَ المَساء، ومالَ النَهار". فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُما. وفيما كانَ مُتَكِئاً مَعَهُما، أخَذَ الخُبْزَ، وبارَكَ، وكَسَرَ، وناوَلَهُما. فانْفَتَحَتْ أعْيُنُهُما، وعَرَفاهُ، فَإذا هُوَ قَدْ تَوارى عَنْهُما. فَقالَ أحَدُهُما لِلآخَر: " أما كانَ قَلْبُنا مُضْطَرِماً فينا، حينَ كانَ يُكَلِّمُنا في الطَريق، ويَشْرَحُ لَنا الكُتُب؟". وقاما في تِلْكَ السَّاعَةِ عَيْنِها، ورَجَعا إلى أورَشَليم، فَوَجَدا الأحَدَ عَشَرَ والَّذينَ مَعَهُم مُجْتَمِعين، وهُم يَقولون: "حَقاً إنَّ الرَّبَّ قام، وتَراءى لِسِمْعان!. أمَّا هُما فَكانا يُخْبِران ِبِما حَدَثَ في الطَّريق، وكَيْفَ عَرَفا يَسوعَ عِنْدَ كَسْرَ الخُبْز.

تفسير الإنجيل:
في هذا الأحد الثالث من زمن القيامة، تضعنا ليتورجية كنيستنا، أمـام نص مـن إنجيل لوقا (٢٤/١٣-٣٥)، غني بالمعاني وواسع للتأمّل، ممّا يساعدنا على الولوج في سر المسيـح.

فنحن مدعوون الى السّير مع تلميذي عمّاوس، لكي نستقبل معهما، " الضيـف الغريب"، لكيما تضطرم قلوبنا وتنفتح أعيننا مع كسر الخبز.

فإذاً نحن أمام تلميذين يتركان أورشليم - والتي سيعودان اليها لاحقاً ( وهذا ما يميّز إنجيل لوقا الذي تبدأ أحداثه في مدينة أورشليم وتنتهي فيها) – قاصدين قرية تُدّعى عمّاوس، والجدير بالذكر، أنهما كانا خائبين، يائسين، لما حلَّ بمعلّمهما ، فهما حزينين لأنَّ آمالهما تبدّدت بموت يسوع، ولم يصدقا كثيراً ما سمعاه حول قيامته ( هذه حالة كل الرسل والتلاميذ على ما يبدو).

وإذ "بيسوع نفسه" – وهنا يود الانجيلي أن يقول أن يسوع شخصياً ظهر، وليس طيفاً أو خيالاً اعترى التلميذين – يدخل على الخط، يبادر الى لقاء التلميذين، يسير معهما ويسألهما عمّا يتحدثان، فيعتبرانه " غريباً عن أورشليم" ، عن هذه المدينة التي من المفترض حسب النبوءات، أن يتمّ فيها الخلاص عندها استفاضا بالكلام عن قدرة يسوع الناصري وأعماله، ودوره النبوي، واعتباره فادياً لاسرائيل، ولكن هذا تبدّد عندما أُسلم الى الموت، رغم بعض الاصداء المُدهشة التي تردّد : أنه حيّ.

يسوع يترك التلميذين يعبران عن صدمتهما، ثم يشرع كمعلّم فيشرح لهما حدث القيامة: منطلقاً من الكتب المقدسة، متّبعاً ترتيب التوراة بأقسامها الثلاث الكبرى، والتي تُشير الى تألّم المسيح، وموته، دون أن تقف هنا، بل تصل الى المبتغى والاساس، أي القيامة، والتي على ضوئها تفهم كل الكتب، وبالتالي كل أعمال وأقوال المسيح ونبوءاته.

إذاً ففي تصميم الله أن يتألّم المسيح وأن يموت ومن ثمَّ "يدخل في مجده" أي يقوم.

وبعد ذلك الشرح الكتابي المستفاض والعميق، يمرّ الوقت مسرعاً، مع رفيق درب التلميذين، فيدعوانه الى المكوث معهما، طالما حلّ المساء، كيف لا وقد أُخذا كلّياً بهذا "الرفيق" ؟!

وهنا ندخل من جديد، مع الانجيلي لوقا، بحدث أساسي يكمّل كل ما رأيناه سابقاً ، وهو فعل الكسر، الذي يتخطّى اللقاء العائلي اليهودي، الى اللقاء الاسراري المسيحي، ولذا توقف عند ذكره لوقا في هذا النص مرتين، الاولى عندما قام به يسوع نفسه، والثانية، عندما أخبر التلميذين الرسل ومن معهم عمّا جرى معهما.

إن حدث " كسر الخبز" يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعشاء الأخير، إذ في كليهما يقوم يسوع بأربع أفعال: أخذ الخبز، وبارك (شكر)، وكسر وناول.

و"كسر الخبز" ، ليس مجرّد ذكرى عابرة ووقوف على الاطلال، بل هو شراكة واتحاد مع القائم من بين الاموات.

فكل هذه العملية، أزاحت البرقع عن عيون التلميذين، فعرفا الرب، وبالتالي تغلّبا على يأسهما، وعادا إلى أورشليم، وأخبرا اخوتهم بما جرى، وكيف عرفاه عند كسر الخبز فلم يستطيعا البقاء في عمّاوس، رغم هبوط الظلام، إذ إن نور الرب القائم، كشف لهما عتمة ايمانهما، وأنار قلبيهما فزادهما إيمانا وأضرم قلبيهما بالنار، فهرعا ليحملا البشارة الى الرسل والاخوة.

إن ظهور الرب يسوع للتلميذين السائرين، من أورشليم نحو عمّاوس، وشرحه الكتب المقدسة لهما، مشعلاً قلبيهما، وانتهاء الظهور بكسر الخبز، يجسّد الاحتفال الليتورجي.

ففي " مشوارهما" مع يسوع، وايضاحه لهما ما يقوله موسى والانبياء عنه، يضعنا أمام ليتورجية الكلمة، التي نتأمّل فيها في القسم الأول من القداس الالهي.

أما كسر الخبز، فيحملنا الى ليتورجية وليمة الافخارستيا، التي نعيشها في القسم الثاني من القداس، غائصين في سر موت المسيح وقيامته، مصغين الى كلماته التي قالها في العشاء الأخير ولم يزل يردّدها: "خذوا كلوا، هذا هو جسدي - واشربوا، هذا هو دمي". وبالتالي نتغلّب على اليأس والقنوط، لنصبح مبشرين بقيامة الرب، فنكون عندها في ليتورجية الحياة والرسالة وتصحّ عندها هذه المقولة: " إن القداس يبدأ عندما ينتهي".

فالكلمة والخبز، الانجيل والافخارستيا، مائدتان (ضمن وليمة واحدة) يأتي اليهما تلميذ المسيح ليستمدّ القوة والحياة لكل كيانه وللعالم من حوله، ويقول المجمع الفاتيكاني الثاني: " لقد احترمت الكنيسة دوماً الكتب الالهية كما فعلت أيضاً نحو جسد الرب بالذات وهي لا تنفكّ، ولا سيّما في الليتورجية المقدّسة، تأخذ خبز الحياة على مائدة الكلمة وعلى مائدة جسد المسيح، لتقدّمه للمؤمنين".

هذا ما نعيشه في كل قداس فنحن عندما نذهب الى الكنيسة، إنّما نكون بأقدامنا البشرية حاضرين فيها، وتكون عقولنا وقلوبنا الملتهبة بنار حب الله، حاضرة أمام القبر الفارغ وذلك يتمّ دون أية أزدواجية في حياتنا، لأنّنا في حضرة الله القدّوس، الذي يخضع له الزمن، فالماضي والحاضر والمستقبل هم كطرفة عين أمامه.

فالذبيحة الالهية تأخذنا الى "طريق عمّاوس"، لنسير مع يسوع ونفهم من خلاله الكتب المقدّسة، ونمكث معه؛ وبالتالي نسافر روحياً لنلتقي به متألّماً ومائتاً، ومنتصراً على الموت بقيامته.

فالافخارستيا هي العلامة الكبرى لقيامة الرب، وهي سر الدخول في ملكوت الله، دخول عالم السماء في عالم الارض، لكي تدخل الكنيسة التي في الارض في عالم السماء، الافخارستيا هي تذكار ( وليست ذكرى من الماضي) لحضور يسوع الدائم في كنيسته بعد غيابه الجسدي، وصدى صوته يتردّد في أعماق قلوبنا قائلاً : " إصنعوا هذا لذكري" (لو 22/19).

ففي القداس " نندمج " مع الرب القائم، لكي نُدحرج عن قلوبنا حجر الخطيئة، ونقوم منتصرين ("بقوّة الذي يقوّينا ")، ونردّد بافتخار هذا النشيد الرائع من ليتورجيتنا: " وحدّت يا رب لاهوتك بناسوتنا وناسوتنا بلاهوتك، حياتنا بموتك وموتنا بحياتك. أخذت ما لنا ووهبتنا ما لك لتُحيينا وتُخلّصنا, لك المجد الى الابد".

وختاماً، نطلب من ربنا يسوع المسيح، رفيق الدرب الأمين، أن يُبقي قلوبنا مضطرمة بحبه، ومهما "حان المساء ومال النهار" ، نمكث معه في كنيسته، ضمن الأسرار المقدّسة، لنظل شهوداً صادقين لقيامته.
ندى الور
ندى الور
مساعد المشرف العام
مساعد المشرف العام

عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى