عظة الأحد الثامن لزمن العنصرة.
صفحة 1 من اصل 1
عظة الأحد الثامن لزمن العنصرة.
عظة الأحد الثامن لزمن العنصرة.
سأجعل روحي عليه فيبشر الأمم بالحقّ (متى ١٢ : ١٤ - ٢١).
إنجيل الأحد:
قالَ متَّى الإنجيلي: خَرَجَ الفَرِّيسيُّونَ فَتَشاوَروا عَلَى يسوع لِيُهْلِكوه. وعَلِمَ يَسوعُ بِالأمْرِ فانْصَرَفَ مِنْ هُناك. وتَبِعَهُ كَثيرونَ فَشفاهُم جَميعاً، وحَذَّرَهُم مِنْ أنْ يُشْهِروه، لِيَتِمَّ ما قَيلَ بِالنَّبيِّ آشَعيا: "هُوَذا فَتايَ الَّذي اخْتَرْتُهُ، حَبيبي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسي. سأجْعَلُ روحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأمَمَ بِالحَقّ. لَنْ يُماحِكَ ولَنْ يَصيح، ولَنْ يَسْمَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ في السَّاحات. قَصْبَةً مَرْضوضَةً لَنْ يُكْسَر، وفَتيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفَئ، إلى أنْ يَصِلَ بِالحَقِّ إلى النَّصْر. وبِاسْمِهِ تَجْعَلُ الأمَمُ رَجاءَها".
تفسير الإنجيل:
يسوع المسيح فادي البشر هو قدوة لكلّ من يتقي الرب ويواصل عمل الفداء. يتجلّى سرّ الكنيسة المؤمنة على رسالة الفداء, تحملها إلى جميع الشعوب. وبما أنه خادم الرب, فقد دشّن خدمة الكنيسة التي يشترك فيها جميع المؤمنين به. وهي خدمة إنجيل الخلاص لجميع شعوب الأرض والأمم.
1- خادم الرب: "هوذا عبدي الذي اخترته" (متى ١٢ : ١٨) - هذه الآية هي بداية نشيد أشعيا الرباعي عن يسوع المسيح. ففي النشيد الأول يعلن الله رسميا عبده المختار الذي رضى عنه وملأه من الروح القدس وأرسله يعلن الحق للأمم. وفي الثاني, يُعرب عبد الرب عمّا يعاني من اضطهاد ورفض لدى الأمم, لكنّ الله يُجدد عهده معه ودعوته "ليكون نورا للأمم وخلاصا". وفي الثالث, يُسلم العبد نفسه للضرب والإهانة, لكنّ السيد الرب ينصره. أمّا في النشيد الرابع, فتظهر آلام الفداء التي يعانيها هذا العبد الذي اختاره الله.
تشكل هذه الأناشيد الأربعة رسالة فداء البشر التي سيتمّمها المسيح, وقد كتبت قبل مجيئه بستماية سنة. ونجد فيها ملامح وجه المخلص. ولا عجب, فإنّ اسم أشعيا يعني بالعبريّة "الله يُخلص", والقديس إيرونيموس يُطلق على أشعيا لقب "الإنجيليّ". فالعبد هو "عابد الله" أي خادمه الشريف, الذي ملأه من الروح ليُتمّم الرسالة الموكولة إليه, وهي أن يتألم ويموت, باذلا نفسه, ويقوم منتصرا انتصارا عظيما: إنه "يُبشر الأمم بالحق", ويسلك في التواضع والامحاء, "لا يُخاصم ولا يصيح", وبالصبر والثبات "يسير بالحق إلى النصر", ويصير رجاء لكلّ إنسان وشعب: "وعلى اسمه تتكل الأمم".
إنّ عبارة "هوذا عبدي الذي عنه رضيت" سيكرّرها الآب مرّتين عن المسيح ابنه: في المعموديّة في نهر الأردن (متى ٣ : ١٧) وفي التجلي على الجبل (متى ١٧ : ٥). وقيلت عن كلّ واحد منا يوم معموديّته.
لكنها تقال عن الكنيسة, شعب الله الجديد, المعروفة "بالمسيح الكلي", حسب تعبير القديس أغسطينوس, أي المسيح الرأس وأعضاء جسده المعمّدين. هذا يعني أنّ رسالة "العبد" هي رسالة الكنيسة وأبنائها المسيحيّين. إنها "خدمة العبادة" القائمة على اثنتين: خدمة الكلمة, ومضمونها إعلان سرّ الخلاص, وخدمة التقديس التي تحقق هذا الخلاص. إنها معروفة بالليتورجيّا, وذروتها الإفخارستيّا. فالقسم الأول من القداس هو خدمة إعلان سرّ الخلاص, والقسم الثاني خدمة التقديس أو الذبيحة.
لقب "عبد" بمعنى "خادم" هو لقب شرف, لكونه دعوة من الله للمساهمة في تحقيق تصميمه الخلاصيّ, في الذات وفي الآخرين. وهو في الوقت عينه واجب ومسؤوليّة, لأنه يقتضي الإلتزام بالخلاص الشخصيّ والشامل. إنّ عدم الإلتزام يعني رفض الخدمة, وهذا الرفض هو أساس كلّ خطيئة, لأنه رفض للفداء البشريّ ولتمجيد الله في الإنسان المفتدى.
2- الخدمة في الكنيسة: الكنيسة خادمة الخلاص في أبعاده الثلاثة المترابطة والمتكاملة: خدمة الكلمة بإعلان الانجيل, كرازة وتعليماً من أجل ولادة الإيمان في النفوس وتغذيته, وخدمة النعمة بتوزيع أسرار الخلاص من أجل شفاء النفوس من الخطيئة وتحريرها من العبوديّات وامتلائها من الحياة الإلهيّة, وخدمة المحبّة بتعزيز حياة الشركة بين الناس, القائمة على الأخوّة والتضامن, على العدالة والسلام, وعلى محاربة الشرّ والظلم.
هذه الخدمة المثلثة هي امتداد لرسالة خادم الربّ يسوع المسيح, الذي تنبأ عنه أشعيا, ومشاركة في خدمته النبويّة والكهنوتيّة والملوكيّة. بهذا المعنى قال يسوع عن نفسه للتلاميذ: "أنا بينكم كالخادم" (لوقا ٢٢ : ٢٧), ودعاهم لهذه الخدمة الشريفة: "ليكن المترئس فيكم كأنه الخادم" (لوقا ٢٢ : ٢٦). وأرسلهم لتأديتها: "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم (خدمة التعليم), وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس (خدمة التقديس), وعلّموهم أن يحفظوا كلّ ما أوصيتكم به (خدمة المحبّة), وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم" (امتداد خدمته والمشاركة فيها) (متى ٢٨ : ١٩ - ٢۰).
نسألك أيها الربّ يسوع أن تحفظ كنيستك وتوحدها في الشهادة لاسمك, وتغنيها دائما بالرسل والمبشرين ليعلنوا بشراك الجديدة ويهدوا الناس إلى درب الملكوت. حررنا يا ربّ من كل ما يعيق أو يعطل عمل الروح فينا, فلا نعمل إلا ما هو حق وخير وصلاح, ونمجدك في أعمالنا وأقوالنا مع أبيك وروحك القدوس إلى الأبد. آمين.
سأجعل روحي عليه فيبشر الأمم بالحقّ (متى ١٢ : ١٤ - ٢١).
إنجيل الأحد:
قالَ متَّى الإنجيلي: خَرَجَ الفَرِّيسيُّونَ فَتَشاوَروا عَلَى يسوع لِيُهْلِكوه. وعَلِمَ يَسوعُ بِالأمْرِ فانْصَرَفَ مِنْ هُناك. وتَبِعَهُ كَثيرونَ فَشفاهُم جَميعاً، وحَذَّرَهُم مِنْ أنْ يُشْهِروه، لِيَتِمَّ ما قَيلَ بِالنَّبيِّ آشَعيا: "هُوَذا فَتايَ الَّذي اخْتَرْتُهُ، حَبيبي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسي. سأجْعَلُ روحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأمَمَ بِالحَقّ. لَنْ يُماحِكَ ولَنْ يَصيح، ولَنْ يَسْمَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ في السَّاحات. قَصْبَةً مَرْضوضَةً لَنْ يُكْسَر، وفَتيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفَئ، إلى أنْ يَصِلَ بِالحَقِّ إلى النَّصْر. وبِاسْمِهِ تَجْعَلُ الأمَمُ رَجاءَها".
تفسير الإنجيل:
يسوع المسيح فادي البشر هو قدوة لكلّ من يتقي الرب ويواصل عمل الفداء. يتجلّى سرّ الكنيسة المؤمنة على رسالة الفداء, تحملها إلى جميع الشعوب. وبما أنه خادم الرب, فقد دشّن خدمة الكنيسة التي يشترك فيها جميع المؤمنين به. وهي خدمة إنجيل الخلاص لجميع شعوب الأرض والأمم.
1- خادم الرب: "هوذا عبدي الذي اخترته" (متى ١٢ : ١٨) - هذه الآية هي بداية نشيد أشعيا الرباعي عن يسوع المسيح. ففي النشيد الأول يعلن الله رسميا عبده المختار الذي رضى عنه وملأه من الروح القدس وأرسله يعلن الحق للأمم. وفي الثاني, يُعرب عبد الرب عمّا يعاني من اضطهاد ورفض لدى الأمم, لكنّ الله يُجدد عهده معه ودعوته "ليكون نورا للأمم وخلاصا". وفي الثالث, يُسلم العبد نفسه للضرب والإهانة, لكنّ السيد الرب ينصره. أمّا في النشيد الرابع, فتظهر آلام الفداء التي يعانيها هذا العبد الذي اختاره الله.
تشكل هذه الأناشيد الأربعة رسالة فداء البشر التي سيتمّمها المسيح, وقد كتبت قبل مجيئه بستماية سنة. ونجد فيها ملامح وجه المخلص. ولا عجب, فإنّ اسم أشعيا يعني بالعبريّة "الله يُخلص", والقديس إيرونيموس يُطلق على أشعيا لقب "الإنجيليّ". فالعبد هو "عابد الله" أي خادمه الشريف, الذي ملأه من الروح ليُتمّم الرسالة الموكولة إليه, وهي أن يتألم ويموت, باذلا نفسه, ويقوم منتصرا انتصارا عظيما: إنه "يُبشر الأمم بالحق", ويسلك في التواضع والامحاء, "لا يُخاصم ولا يصيح", وبالصبر والثبات "يسير بالحق إلى النصر", ويصير رجاء لكلّ إنسان وشعب: "وعلى اسمه تتكل الأمم".
إنّ عبارة "هوذا عبدي الذي عنه رضيت" سيكرّرها الآب مرّتين عن المسيح ابنه: في المعموديّة في نهر الأردن (متى ٣ : ١٧) وفي التجلي على الجبل (متى ١٧ : ٥). وقيلت عن كلّ واحد منا يوم معموديّته.
لكنها تقال عن الكنيسة, شعب الله الجديد, المعروفة "بالمسيح الكلي", حسب تعبير القديس أغسطينوس, أي المسيح الرأس وأعضاء جسده المعمّدين. هذا يعني أنّ رسالة "العبد" هي رسالة الكنيسة وأبنائها المسيحيّين. إنها "خدمة العبادة" القائمة على اثنتين: خدمة الكلمة, ومضمونها إعلان سرّ الخلاص, وخدمة التقديس التي تحقق هذا الخلاص. إنها معروفة بالليتورجيّا, وذروتها الإفخارستيّا. فالقسم الأول من القداس هو خدمة إعلان سرّ الخلاص, والقسم الثاني خدمة التقديس أو الذبيحة.
لقب "عبد" بمعنى "خادم" هو لقب شرف, لكونه دعوة من الله للمساهمة في تحقيق تصميمه الخلاصيّ, في الذات وفي الآخرين. وهو في الوقت عينه واجب ومسؤوليّة, لأنه يقتضي الإلتزام بالخلاص الشخصيّ والشامل. إنّ عدم الإلتزام يعني رفض الخدمة, وهذا الرفض هو أساس كلّ خطيئة, لأنه رفض للفداء البشريّ ولتمجيد الله في الإنسان المفتدى.
2- الخدمة في الكنيسة: الكنيسة خادمة الخلاص في أبعاده الثلاثة المترابطة والمتكاملة: خدمة الكلمة بإعلان الانجيل, كرازة وتعليماً من أجل ولادة الإيمان في النفوس وتغذيته, وخدمة النعمة بتوزيع أسرار الخلاص من أجل شفاء النفوس من الخطيئة وتحريرها من العبوديّات وامتلائها من الحياة الإلهيّة, وخدمة المحبّة بتعزيز حياة الشركة بين الناس, القائمة على الأخوّة والتضامن, على العدالة والسلام, وعلى محاربة الشرّ والظلم.
هذه الخدمة المثلثة هي امتداد لرسالة خادم الربّ يسوع المسيح, الذي تنبأ عنه أشعيا, ومشاركة في خدمته النبويّة والكهنوتيّة والملوكيّة. بهذا المعنى قال يسوع عن نفسه للتلاميذ: "أنا بينكم كالخادم" (لوقا ٢٢ : ٢٧), ودعاهم لهذه الخدمة الشريفة: "ليكن المترئس فيكم كأنه الخادم" (لوقا ٢٢ : ٢٦). وأرسلهم لتأديتها: "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم (خدمة التعليم), وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس (خدمة التقديس), وعلّموهم أن يحفظوا كلّ ما أوصيتكم به (خدمة المحبّة), وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم" (امتداد خدمته والمشاركة فيها) (متى ٢٨ : ١٩ - ٢۰).
نسألك أيها الربّ يسوع أن تحفظ كنيستك وتوحدها في الشهادة لاسمك, وتغنيها دائما بالرسل والمبشرين ليعلنوا بشراك الجديدة ويهدوا الناس إلى درب الملكوت. حررنا يا ربّ من كل ما يعيق أو يعطل عمل الروح فينا, فلا نعمل إلا ما هو حق وخير وصلاح, ونمجدك في أعمالنا وأقوالنا مع أبيك وروحك القدوس إلى الأبد. آمين.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» عظة الأحد الثامن لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الثامن لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الثامن لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الثامن لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الثامن لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى