سبت الأسبوع الخامس من الصوم- سبت الأكاثسس.
صفحة 1 من اصل 1
سبت الأسبوع الخامس من الصوم- سبت الأكاثسس.
سبت الأسبوع الخامس من الصوم- سبت الأكاثسس.
نرنّم فيه بنشيد المدائح. أو الأكاثستوس الذي لا يجلس فيه، إكرامًا لوالدة الإله. وهو نشيد شكر لوالدة الإله نصيرة المسيحيين. ويذكرنا بالحروب التي فيها حوصرت مدينة القسطنطينيّة من قبل الفرس سنة 626 والأعراب سنة 677 و717.
شعوب الأرض والأقطار طرًّا لأمّ الله تشدو بالمديح
فمريم عونها في كل ضيقٍ بقدرة إبنها الربّ المسيح
فبشفاعة أمك القائدة التي لا تحارب، أيّها المسيح إلهنا أنقذنا من جميع المصائب وارحمنا بما أنّك محبّ البشر وحدك. آمين
يعود أصل هذا النشيد إلى أحداث تتعلق بتاريخ مدينة القسطنطينية.
اجتاح الفرس في العام 614 ميلادي بلاد المشرق والأراضي المقدسة خاصة، وما لبثوا أن أعادوا الكرة في سنة 626، فهاجموا القسطنطينية وبلغوا أسوارها وشددوا في حصارها، حتى قنط الشعب المسيحي فيها. وبالجهد استطاع الملك هرقل أن يخرج من المدينة ويجتاز صفوف المحاصرين لكي يذهب إلى الأقاليم ويجمع الجيوش ويقودها لفكّ الحصار عن العاصمة.
كان في أثناء غيابه قد سلّم القيادة والحكم للبطريرك المسكوني سرجيوس، الذي توكل على الله ولم يهمل وسائل الدفاع الحربي. وكانت ليلة السابع من آب سنة 626 الموعد الذي حدّده الفرس للهجوم على المدينة. فأمر البطريرك، وإذا بالجيش والشعب كلّه يجتمع فوق أسوار العاصمة يقضون الليل ساهرين، وقوفًا، شاكي السلاح. وعلت من صفوف المؤمنين بيوت "نشيد المدائح لوالدة الإله" المنسوبة إلى رومانوس الشاعر الحمصي البار(+ 560)0وإذا بالشعب كله يردد بعد كلّ بيت تلك اللازمة: "إفرحي يا عروسة لا عروس لها"، أو اللازمة الأخرى: "هللويا". وتنسب هذه البيوت أيضًا إلى البطر يرك سيرجيوس المذكور كما تنسب أيضا إلى جاورجيوس البيسيديّ أمين مكتبة الكنيسة العظمى في القسطنطينية معاصر البطريرك سرجيوس.
لم يكن هذا نشيد حرب، ولم تكن فيه أصلاً أي أشارة لجهاد أو معركة أو حصار. لكن تلك الأناشيد الملهمة التي تضمنت أجمل ما أبتكره الشعور المسيحي من مديح للعذراء والدة الإله، كانت في ساعات الخطر تندفع عفويآ على شفاه المؤمنين وتصعد إلى السماء متوسّلة خاشعة.
وإذا بصفوف الأعداء تتحرك تحت جناح الظلام. وعبثا انتقلت أبصار المؤمنين المحاصرين إلى مياه البوسفور لعلّها تبصر في ظلام الليل سفن الملك هرقل تحمل النجدة للعاصمة. وعبثًا نظر البطريرك إلى ما تبقى من الجيوش المسيحية، وقارنها بجيوش الفرس الوثنيين ولم يبق له من ملجإ إلا السماء...
وإذا بالأعجوبة المرتقبة تتمّ. فتظهر في السماء سيّدة عظيمة جميلة ترفع يدها وتدفع الجيوش البربرية إلى الوراء. وإذا بجحافل الفرس تتخاذل وتتراجع، وإذا بها تتخبّط في الظلام وتتحارب، وإذا بغوغائها يملأ الفضاء وما تطلع الشمس حق تبيد الرؤيا، ويبيد معها الأعداء المحاصرون. فهرع الشعب إلى الكنائس، وملأ الساحات والشوارع . وارتفعت أصوات المرنمين تشد من جديد "نشيد مدائح والدة الإله". ولهذه المناسبة وضع البطريرك لهذا النشيد التقليدي مقدمة جديدة تشير إلى أعجوبة إنقاذ العاصمة، وتعلن العذراء الطاهرة "قائدة لا تغلب" وسلطانة المدينة المالكة، فكان القنداق الشهير: "نحن عبيدك يا والدة الإله ..."، وقد جاء في أصله اليوناني : "أنا مدينتك يا والدة الإله"
وأمر البطريرك بإقامة عيد سنوي إحياءً لذكرى هذه الأعجوبة. فكا ن ما أمر، وكان عيد "الاكاثستوس" في السبت الخامس من الصوم. وقد دعي العيد بهذا الاسم، الذي يشير إلى "عدم الجلوس"، لأن نشيد المدائح منذ ذاك الحين إلى يومنا هذا يرنّم به وقوفا إكرامًا للعذراء، كما ترنّم به الشعب القسطنطيني في ليلة 7 آب سنة 626وهو واقف على أسوار مدينة القسطنطينيّة يحمي عاصمة الحضارة المسيحيّة الشرقية ضد هجمات البربر وتتجدد الأعجوبة مرة ثانية سنة 677، ومرة ثالثة سنة 717 وتتجدّد الأعجوبة عشرات المرّات، وفي كل مرة كانت العذراء القديسة تنجّي مدينتها من أذى المحاربين، وتصونها معقلا للدين والحضارة المسيحية.
وفي القرن الثامن أضيف إلى نشيد المدائح أي إلى الأربعة والعشرين بيتًا، "قانون" من تسع تسابيح من نظم "يوسف المنشئ"، حاول فيه الشاعر المحدّث تقليد النشيد الأصلي، فوفّق تمامًا. والقانون يرنّم به اليوم قبل البيوت.
إيقونات كثيرة ورسومات جدرانية شهيرة تمثل حصار القسطنطينية وصلاة المداثح ومريم القاثدة تنقذ المدينة المالكة من الأعداء. و إلى هذا يشير خاصة نشيد القنداق الشهير :"أنا مدينتك" أو"نحن عبيدك".
إن هذا النشيد مريميّ ولكنه أيضًا وخاصة "مسيحاني" إذ يرتبط بسر المسيح وبمراحل التدبير الخلاصي، خاصة بشارة العذراء مريم والميلاد الإلهي والأحداث المرافقة، والأشخاص الذ ين لهم علاقة بها (يوسف والملائكة والرعاة والمجوس والهرب إلى مصر وسمعان الشيخ). وهذا هو موضوع البيوت الاثني عشر الأولى.
أما البيوت الباقية (13 - 24) فهي تأمل كتابي شعري روحي لاهوتي،ولادة السيد المسيح وظهوره الإلهي والخلاص والفداء، والموقف اللاهوتي تجاهه. وهو موقف الإيمان والصمت والتعجب والذهول والقبول، مع الدعوة إلى التسبيح والسجود وتجديد الحياة. لأننا "إذ قد رأينا ولادة غريبة" فعلينا أن نصبح نحن " خليقة جديدة".
مريم عاشت سر المسيح بكل جوارحها. ولهذا فهي تستحق إكرامنا، كما أمرنا يسوع، وكما ورد في البيت الرابع : "إن مبدع السماء والأرض أعدّك يا طاهرة. وسكن في مستودعك وعلّم الجميع أن يهتفوا لك". يعني أن يكرموك ويعظموك بالصلوات والأناشيد المقدسة.
مع البيت الرابع والعشرين والأخير نطلب من السيدة والدة الإله "الأم الجديرة بكل مديح" أن تقبل هذا النشيد كتقدمة محبة وعربون شكر وطلب الحماية من كل الشدائد.
بشفاعة سيدتنا مريم والدة الإله الفائقة القداسة، أيها الرب يسوع المسيح إلهنا ارحمنا وخلصنا. آمين.
نرنّم فيه بنشيد المدائح. أو الأكاثستوس الذي لا يجلس فيه، إكرامًا لوالدة الإله. وهو نشيد شكر لوالدة الإله نصيرة المسيحيين. ويذكرنا بالحروب التي فيها حوصرت مدينة القسطنطينيّة من قبل الفرس سنة 626 والأعراب سنة 677 و717.
شعوب الأرض والأقطار طرًّا لأمّ الله تشدو بالمديح
فمريم عونها في كل ضيقٍ بقدرة إبنها الربّ المسيح
فبشفاعة أمك القائدة التي لا تحارب، أيّها المسيح إلهنا أنقذنا من جميع المصائب وارحمنا بما أنّك محبّ البشر وحدك. آمين
يعود أصل هذا النشيد إلى أحداث تتعلق بتاريخ مدينة القسطنطينية.
اجتاح الفرس في العام 614 ميلادي بلاد المشرق والأراضي المقدسة خاصة، وما لبثوا أن أعادوا الكرة في سنة 626، فهاجموا القسطنطينية وبلغوا أسوارها وشددوا في حصارها، حتى قنط الشعب المسيحي فيها. وبالجهد استطاع الملك هرقل أن يخرج من المدينة ويجتاز صفوف المحاصرين لكي يذهب إلى الأقاليم ويجمع الجيوش ويقودها لفكّ الحصار عن العاصمة.
كان في أثناء غيابه قد سلّم القيادة والحكم للبطريرك المسكوني سرجيوس، الذي توكل على الله ولم يهمل وسائل الدفاع الحربي. وكانت ليلة السابع من آب سنة 626 الموعد الذي حدّده الفرس للهجوم على المدينة. فأمر البطريرك، وإذا بالجيش والشعب كلّه يجتمع فوق أسوار العاصمة يقضون الليل ساهرين، وقوفًا، شاكي السلاح. وعلت من صفوف المؤمنين بيوت "نشيد المدائح لوالدة الإله" المنسوبة إلى رومانوس الشاعر الحمصي البار(+ 560)0وإذا بالشعب كله يردد بعد كلّ بيت تلك اللازمة: "إفرحي يا عروسة لا عروس لها"، أو اللازمة الأخرى: "هللويا". وتنسب هذه البيوت أيضًا إلى البطر يرك سيرجيوس المذكور كما تنسب أيضا إلى جاورجيوس البيسيديّ أمين مكتبة الكنيسة العظمى في القسطنطينية معاصر البطريرك سرجيوس.
لم يكن هذا نشيد حرب، ولم تكن فيه أصلاً أي أشارة لجهاد أو معركة أو حصار. لكن تلك الأناشيد الملهمة التي تضمنت أجمل ما أبتكره الشعور المسيحي من مديح للعذراء والدة الإله، كانت في ساعات الخطر تندفع عفويآ على شفاه المؤمنين وتصعد إلى السماء متوسّلة خاشعة.
وإذا بصفوف الأعداء تتحرك تحت جناح الظلام. وعبثا انتقلت أبصار المؤمنين المحاصرين إلى مياه البوسفور لعلّها تبصر في ظلام الليل سفن الملك هرقل تحمل النجدة للعاصمة. وعبثًا نظر البطريرك إلى ما تبقى من الجيوش المسيحية، وقارنها بجيوش الفرس الوثنيين ولم يبق له من ملجإ إلا السماء...
وإذا بالأعجوبة المرتقبة تتمّ. فتظهر في السماء سيّدة عظيمة جميلة ترفع يدها وتدفع الجيوش البربرية إلى الوراء. وإذا بجحافل الفرس تتخاذل وتتراجع، وإذا بها تتخبّط في الظلام وتتحارب، وإذا بغوغائها يملأ الفضاء وما تطلع الشمس حق تبيد الرؤيا، ويبيد معها الأعداء المحاصرون. فهرع الشعب إلى الكنائس، وملأ الساحات والشوارع . وارتفعت أصوات المرنمين تشد من جديد "نشيد مدائح والدة الإله". ولهذه المناسبة وضع البطريرك لهذا النشيد التقليدي مقدمة جديدة تشير إلى أعجوبة إنقاذ العاصمة، وتعلن العذراء الطاهرة "قائدة لا تغلب" وسلطانة المدينة المالكة، فكان القنداق الشهير: "نحن عبيدك يا والدة الإله ..."، وقد جاء في أصله اليوناني : "أنا مدينتك يا والدة الإله"
وأمر البطريرك بإقامة عيد سنوي إحياءً لذكرى هذه الأعجوبة. فكا ن ما أمر، وكان عيد "الاكاثستوس" في السبت الخامس من الصوم. وقد دعي العيد بهذا الاسم، الذي يشير إلى "عدم الجلوس"، لأن نشيد المدائح منذ ذاك الحين إلى يومنا هذا يرنّم به وقوفا إكرامًا للعذراء، كما ترنّم به الشعب القسطنطيني في ليلة 7 آب سنة 626وهو واقف على أسوار مدينة القسطنطينيّة يحمي عاصمة الحضارة المسيحيّة الشرقية ضد هجمات البربر وتتجدد الأعجوبة مرة ثانية سنة 677، ومرة ثالثة سنة 717 وتتجدّد الأعجوبة عشرات المرّات، وفي كل مرة كانت العذراء القديسة تنجّي مدينتها من أذى المحاربين، وتصونها معقلا للدين والحضارة المسيحية.
وفي القرن الثامن أضيف إلى نشيد المدائح أي إلى الأربعة والعشرين بيتًا، "قانون" من تسع تسابيح من نظم "يوسف المنشئ"، حاول فيه الشاعر المحدّث تقليد النشيد الأصلي، فوفّق تمامًا. والقانون يرنّم به اليوم قبل البيوت.
إيقونات كثيرة ورسومات جدرانية شهيرة تمثل حصار القسطنطينية وصلاة المداثح ومريم القاثدة تنقذ المدينة المالكة من الأعداء. و إلى هذا يشير خاصة نشيد القنداق الشهير :"أنا مدينتك" أو"نحن عبيدك".
إن هذا النشيد مريميّ ولكنه أيضًا وخاصة "مسيحاني" إذ يرتبط بسر المسيح وبمراحل التدبير الخلاصي، خاصة بشارة العذراء مريم والميلاد الإلهي والأحداث المرافقة، والأشخاص الذ ين لهم علاقة بها (يوسف والملائكة والرعاة والمجوس والهرب إلى مصر وسمعان الشيخ). وهذا هو موضوع البيوت الاثني عشر الأولى.
أما البيوت الباقية (13 - 24) فهي تأمل كتابي شعري روحي لاهوتي،ولادة السيد المسيح وظهوره الإلهي والخلاص والفداء، والموقف اللاهوتي تجاهه. وهو موقف الإيمان والصمت والتعجب والذهول والقبول، مع الدعوة إلى التسبيح والسجود وتجديد الحياة. لأننا "إذ قد رأينا ولادة غريبة" فعلينا أن نصبح نحن " خليقة جديدة".
مريم عاشت سر المسيح بكل جوارحها. ولهذا فهي تستحق إكرامنا، كما أمرنا يسوع، وكما ورد في البيت الرابع : "إن مبدع السماء والأرض أعدّك يا طاهرة. وسكن في مستودعك وعلّم الجميع أن يهتفوا لك". يعني أن يكرموك ويعظموك بالصلوات والأناشيد المقدسة.
مع البيت الرابع والعشرين والأخير نطلب من السيدة والدة الإله "الأم الجديرة بكل مديح" أن تقبل هذا النشيد كتقدمة محبة وعربون شكر وطلب الحماية من كل الشدائد.
بشفاعة سيدتنا مريم والدة الإله الفائقة القداسة، أيها الرب يسوع المسيح إلهنا ارحمنا وخلصنا. آمين.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» سبت الأسبوع الأوّل من الصوم: تذكارالأعجوبة التي أجراها القدّيس العظيم في الشهداء ثيوذورس اليروني بالقمح المسلوق.
» الصوم في المسيحية.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - دخول زمن الصوم.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - تجلّي الصوم.
» الأحد الثالث من الصوم: السجود للصليب الكريم.
» الصوم في المسيحية.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - دخول زمن الصوم.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - تجلّي الصوم.
» الأحد الثالث من الصوم: السجود للصليب الكريم.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى