هل أنت مسيحى حقيقى ؟ مقال اعجبني -منقول

هل أنت مسيحى حقيقى ؟

--------------------------------------------------------------------------------

هل أنت مسيحى حقيقى ؟

ليست هذه الرسالة للشرير المستهتر المستخف بالله وبالأيدية .. بل هى لك ايها المسيحى المهذب والمتدين .. حسن السيرة والسمعة .. الذى تؤدى واجباتك الدينية كما تعرفها .. بل ويمدحك غالبية الناس .

ربما تتعجب انى أوجه لك هذا السؤال بينما اعترف لك بهذه المزايا التى تعتقد انها كل المطلوب منك .. لا تتعجب ولا تغضب لأن فكر الناس ولو اجمعوا عليه .. ليس هو فكر الله " توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبها طرق الموت " ( أمثال 14: 12) .. والمهم هو فكر الله الذى إليه مآلنا وأمامه سنقف .. ولا نستطيع ان نعرف فكر الله الإ من كتاب الله .. ولكن المصيبة هى ان الكثيرين لا يقرأون كلام الله بانتباه وتمعن .. ويكتفون بما يتلقنوه ودرج عليه الفكر العام .

وهذا الموضوع على اقصى درجة من الاهمية والخطورة لأنك قد تخدع نفسك وتستريح راحة وهمية على انك مسيحى حقيقى وتعتبر هذه القضية مسلماً بها .. ثم تفاجأ فى النهاية بأنك مرفوض لأنك لم تكن مسيحياً حقيقياً حسب فكر الله .. وحينئذ تكون الفاجعة الكبرى التى لا علاج لها الى الأبد .. بينما كان يمكن ان تعالج بكل سهولة ويسر .. كما سترى لو انتبهت اليها قبل فوات الاوان .

وهذه الحقيقة يوضحها لنا الرب يسوع نفسه بتشبيهات كثيرة فى الانجيل فيقول ان هناك أغصاناً منتسبة الى الكرمة ولكنها غير ثابتة فيها اى ليست فيها حياة الكرمة وعصارتها .. وهذه الاغصان ربما تكون قريبة الشبه بالاغصان الحقيقية ولكنها ستقطع وتلقى فى النار ( يوحنا 15: 6 ) .

ويتكلم الرب يسوع ايضاً عن عشر عذارى مشابهات لبعضهن تماماً فى المظهر الخارجى .. فجميعهن عذارى خرجن للقاء العريس .. وفى ايديهن مصابيح متشابهة تماماً .. ( اى اعتراف واحد بالايمان المسيحى ) .. ولكن هناك نقطة خلاف واحدة غير ظاهرة وهى آنية بعضهن من الزيت .

هذا الفرق البسيط حسب الظاهر غير المصير تغييراً تاماً – من الوجود مع العريس فى العرس الى الوقوف خارجاً مرفوضات ونائحات وبائسات .. بينما كان يمكن معالجة الأمر لو انتبه الجاهلات الى حقيقة حالهن قبل فوات الأوان فان الحصول على الزيت ليس امراً عسيراً ولكنه يباع مجاناً فى كل مكان حيث تقدم بشارة الانجيل وتعطى هبة الحياة الأبدية وعطية الروح القدس مجاناً .

لذلك أتوسل اليك بكل محبة صديقى العزيز ان لا تستمر فى تفكيرك الدارج .. بل قف وأعد التفكير فى الموضوع كله باهتمام فى نور كلمة الله .

من هو المسيحى الحقيقى بحسب فكر الله ؟ .. هو شخص قد نال حياة جديدة من الله .. حياة إلهية .. عنصراً جديداً لم يكن فيه من قبل .. كياناً أدبياً جديداً جعله انسان آخر بخلاف الإنسان الطبيعى العادى .. قد صار " انسان فى المسيح " " خليقة جديدة " كان ميتاً روحياً " انتقل من الموت الى الحياة "

ان كل مساعى التدين البشرى هى لإصلاح وتهذيب الانسان الطبيعى الجسدى .. ولكن المسيحية الحقيقية تلغى الانسان الطبيعى تماماً من نظر الله لأنه لا نفع فيه يرتجى إذ " المولود من الجسد جسد هو " مهما تعلم وتهذب وتدين ( يوحنا 3: 6) .

اما المسيحى الحقيقى فهو شئ آخر تماماً .. لقد ولد ولادة ثانية " لا من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله " ( يوحنا 1: 13 ) وهذا ما شدد عليه الرب فى كلامه مع نيقوديموس حين قال له " ينبغى ان تولدوا من فوق " .. هذا الأمر لا يوجد فى الديانات البشرية .. وهو الشرط الوحيد لدخول ملكوت الله .. لا يمكن للانسان الطبيعى ان يساكن الله القدوس .. ولكن يجب ان ينال حياة جديدة ويصنع من جديد صنعاً يتوافق مع الوجود فى حضرة الله .. لذلك يقول الرسول ا " لأننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكى نسلك فيها " ( افسس 2: 10) .

كيف يمكن الحصول على هذه الحياة الجديدة ؟ .. اذا كنت تشتاق فعلا من قلبك ان تنال الولادة الثانية والحياة الإلهية فالطريق الى ذلك فى منتهى اليسر والسهولة .. وقد جعله الله سهلاً هكذا لأنه يحبنا ويريد ان يأتى بنا كأبناء سعداء الى مجده الأبدى ..

ان الله هو المصدر الوحيد لهذه الحياة .. والمسيح هو الموصل الوحيد لها " بهذا اظهرت محبة الله فينا ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكى نحيا به " ( 1يوحنا 4: 9 ) " وهذه هى الشهادة ان الله اعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هى فى ابنه ." من له الابن فله الحياة . ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة " ( 1يو 5: 11، 12 )

وشرطها الوحيد هو الايمان القلبى بشخص المسيح وبعمله الكفارى الكامل على الصليب . " الذى يؤمن بالابن له حياة ابدية . والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله " ( يوحنا 3: 36 )

اما كيفيتها فهى ان الروح القدس يستخدم كلمة الله كبذار حية ويغرسها فى قلب التائب المؤمن ( كأرض جيدة ) فتنتج الولادة الثانية " مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية الى الأبد ( 1 بطرس 1: 23 ) وايضا " شاء ( الله ) فولدنا بكلمة الحق لكى نكون باكورة من خلائقه " ( يعقوب 1: 18 ) .. والعامل هو الروح القدس لذلك يقول الرب يسوع " المولود من الروح هو روح " ( يو 3: 6 ).

الخلاصة العملية صديقى .. هى انك تستطيع الآن ان ترفع قلبك الى الله او تحنى ركبتيك امامه .. اذا كنت فى مكان يمكنك من ذلك وتسلم له قلبك لكى يطهره من كل العوائق التى تحول دون غرس كلمة الله الحية فيه .. مؤمناً من كل قلبك بكفاية عمل المسيح لأجلك على الصليب .. وفى الحال تحصل على الحياة الأبدية تحقيقاً لقول الرب الصادق " من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فله حياة ابدية ولا يأتى الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة " ( يوحنا 5: 24 ) وايضا " من يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً " ( رؤيا 22: 17 ) وحينئذ يمتلئ قلبك بسلام الهى عجيب " وفرح لا ينطق به ومجيد " ( 1 بطرس 1: 8 ) .

هل يمكن ان تتأكد من أنك مخلص وذاهب الى السماء ؟

نعم بكل يقين وذلك إستناداً على كلمة الله الصادقة ومواعيده المدونة فى شواهد لا حصر لها فى العهد الجديد .. قد يرى البعض فى ذلك إدعاء او افتخاراً ولكن هذا غير صحيح ..

اذا كنت اقول انى اضمن دخول السماء لاستحقاقى واعمالى فأنا فعلا مدع ومفتخر افتخاراً باطلاً .. ولكن اذا كنت اقول انى اضمن دخولى السماء على حساب عمل المسيح ودمه المسفوك لأجلى على الصليب .. ولأن كلمة الله تؤكد لى ذلك .. فهذا ايمان يمجد ربنا " واما من يفتخر فليفتخر بالرب " ( 1كورنثوس 1: 31 )

صديقى .. ليست هذه نظريات بل ان آلافاً وملايين من البشر فى كل الاجيال قد نالوا فعلاً الحياة الابدية بهذه الطريقة الوحيدة .. وتغيرت حياتهم فى لحظة .. ومضوا فى طريقهم فرحين متهللين .. وسيجمعهم جميعاً بيت الآب فى السماء حيث يهتف كل واحد منهم " أنا مخلص بالنعمة " ويهتفون جميعاً معاً لا باستحقاق لهم بل باستحقاق دم حمل الله " مستحق انت .. لانك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وامه وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنة " ( رؤيا5 : 9، 10 ) .

ان غرضى من تقديم هذه الرسالة اليك بل وحنين قلبى ان تكون انت بين هؤلاء المفديين السعداء .

الرب يسوع معك

سلام المسيح يكون معك
اشكرك على هذه المساهمه التي تذكر كل انسان مسيحي حقيقي بمعنى مسيحيته وبماقاله المسيح ليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت السماوات شكرا لك

سلام المسيح.مقال جميل وبناءجدا.ربنا يبارك خدمتكم.امين