اليصابات التي ارادت ان يكون لها ما امر الله به

اليصابات التي ارادت ان يكون لها ما امر الله به..

لما ولدت أليصابات العجوز هذا النبي الأفضل من جميع الأنبياء. وأعظم مواليد النساء المشهود له من الله (متى11: 9-11) وذلك بعد استيفاء أيام حبلها أوعبت جميع الأقرباء والجيران فرحاً ودهشة. إلا أنه يوم ختانه وتسميته وهو اليوم الثامن من ولادته ظهر امر عجيب جداً. فإن الحاضرين إذ ذاك سمّوه بإسم أبيه زكريا وأما أمه فبإلهام من الله لا محالة أجابت قائلة "لا بل يسمّى يوحنا". وإذ سُئل أبوه عن ذلك بالإيماء ولم يكن يمكنه أن يتكلم طلب لوحاً وكتب عليه "يكون إسمه يوحنا". وللحال انحلّ لسانه الذي كان مربوطاً من مدة تسعة أشهر وانفتح فمه. وإذ امتلأ من الروح القدس رتّل التسبحة من تسابيح العهد الجديد ممجّداً إله إسرائيل الذي أنجز المواعد التي أعطاها لآبائه وافتقد الجالسين في الظلمة وظلال الموت وأرسل لهم النور الخلاصي، ثم تنبأ عن الصبي أنه يكون نبي العلي وسابق يسوع المسيح (لوقا1: 57-79).
وأما الصبي يوحنا الذي معنى إسمه "المملوء نعمة" فكان ينمو ويتقوّى بالروح، وكان في البراري الى يوم ظهوره لإسرائيل كما يخبرنا لوقا (لو1: 80) البشير عنه فكان يبشر بالمسيح الذي هو كمال النبؤات، لأن الذي تقدمت فكرزت به الأنبياء، قد وضع هو يده عليه في الأردن، فظهر نبيّاً كارزاً بكلمة الله وسابقاً له.