شروحات حول القدّاس الالهي /ج 2

شروحات حول القدّاس الالهي /ج 2

))لبس الحلّة لكهنوتيّة((
الكاهن: إنسان عادي، ينتقل عند تقديمه الذبيحة ويكون في يد الله وذو طابع إلهي، لذلك فالأفعال التي يقوم بها والملابس التي يرتديها تتخذ معنى سماوي معيّن. إنّه يلبسُ ثياب المسيح ليقوم بخدمة كهنوتيّة هي في الأساس من مهام السيد له المجد.
الكاهن الأعظم:
القميص: مشترك بين كل خدمة الهيكل ويكون مزركشاً في أسفله وعلى ظهره صليب، ويرمز إلى ألوهيّة سيدنا يسوع المسيح، كما يدلّ على ثوب النور والخلاص والطهارة التي يجب أن يتحلّى بها خدمة الهيكل.
زنّار الشماس (الأوراريون): وهو عُصابة طويلة من القماش مرسوم عليها ثلاث صلبان وكلمة "قدّوس" ثلاثاً، وهي العلامة الخاصة بالخدمة التي يقوم بها الشماس، ويرمز إلى النعمة، ويمثّل أجنحة الملائكة المحيطين بعرش الحمل يسبّحون الله بالنشيد المثلّث التقديس، يرفعه الشماس بيده اليمنى ليوجّه به الشعب.
البطرشيل: ومعناه ما يُوضع على العنق، وهو محفوظ للأساقفة والكهنة، ويمثّل نير المسيح الخفيف والعذب، كما يرمز إلى الحبل الذي سيقَ به المخلّص أمام رؤساء الكهنة إلى الجلجلة.
ويرمز أيضاً للنعمة الإلهيّة المفاضة على الكاهن ومن الكاهن على الشعب.
الزنّار: ويستعمل لشدّ القميص حول الخصر ويستعمله الأساقفة والكهنة، ويرمز إلى التمنطق بالقوّة استعداداً للعمل والخدمة.
الأكمام: وتُستعمل لشد أكمام القميص حول الذراعين لئلاّ تتلوّث أو تمسّ القرابين المقدّسة، وهي ترمز إلى ذراع الله القويّة التي صنعت الإنسان وجبلته من تراب، والتي تسند المحتفل في خدمته وحياته.
الحجر: وهو قطعة نسيج مربّعة الزوايا في وسطها صليب أو أيقونة، ويلبسه أصحاب الرتب الكنسيّة كعلامة لحقّهم بالوعظ والتعليم. ويرمز للسيف الروحي، سيف الحق والقوّة والشجاعة الذي يقهر أعداء الإيمان.
المعطف (الفيلونيون): وهو معطف واسع يغطّي الكاهن من الأكتاف إلى القدمين. ويرمز للثوب القرمزي الذي جعله الجنود على كتفي السيّد وقت آلامه. كما يرمز إلى البرّ الإلهي والبهجة والعدل.
الصاكوس: وهو ثوب قصير مفتوح من جانبيه عريض الأكمام، يلبسه الأسقف بدلاً من معطف الكاهن، ويرمز إلى ثوب الرب غير المخيط الذي اقترع عليه الجنود، ويذكّر بواجب سهلا الأساقفة على التعليم القويم ضدّ الهرطقات التي تمزّق ثوب المسيح.
المشلح (الأوموفوريون): وهي عصابة قماش عريضة يضعها الأسقف حول عنقه متدلّية على كتفيه من الأمام ومن الوراء، ويشير إلى دور الأسقف الرعائي، إذ يرمز إلى الخروف الضال الذي يحمله الراعي الصالح ليعيده إلى الحظيرة، كما يرمز للصليب الذي حمله السيّد وصعد به إلى الجلجلة.
التاج: ويوجد في رأسه صليب وعلى جوانبه أيقونات تمثّل عادةً الإنجيليين الأربعة أعمدة الكنيسة، وهو يرمز إلى رأس الكنيسة المحليّة.
العصا الراعويّة: وتكون عادة من معدن في أعلاها حيّتين ملتفّتين حول الكرة الأرضيّة، برأسها صليب. الحيّتان ترمزان إلى الفطنة والحكمة اللتين تميّزان الأسقف بنوع خاص، وإلى الحيّة التي رفعها موسى قديماً، وتشير العصا إلى سلطة الرعاية التي يتمتّع بها الأسقف.

تهيئة الذبيحة:
ـ إنّ لتهيئة الذبيحة دلالة كبيرة، فنحن فيها نستحضر الحياة الخفيّة للسيّد المسيح، إذ يكون هيكل التقدمة بمثابة المغارة، والصينيّة بمثابة المزود، والقربانة بمثابة العذراء التي منها يرفعُ الحمل ويُوضع داخل الصينيّة التي هي المزود، ثمّ يُؤتى بالنجم ليوضع على الصينيّة دالاً على النجم الذي أتى من المشرق ليدلَّ على المكان الذي كان فيه الصبي. ثمّ نرى تذكيراً بسرّ الفداء أثناء تهيئة الذبيحة:فالحملُ يُذبح ويُطعن ومن هذه الطعنة ينبع الدم والماء اللذان يُجهّزان داخل الكأس، رمز للطعنة التي وُجّهت إلى جنب يسوع على الصليب، أمّا البخور المقدّم أثناء التقدمة فيشير إلى التقدمة التي قُدّمت من قبل المجوس عند زيارتهم للمغارة، كذلكَ يشيرُ إلى الطيوب التي قد كفّن بها جسد المسيح عند وضعه في القبر.
ـ ويكون ترتيب القرابين داخل الصينيّة على الشكل الآتي: ذاكراً الكاهن بعد السيّد المسيح والعذراء مريم والقدّيسين من يشاء من الأحياء والأموات لتكون الصينيّة جامعة لكنيستي السماء (الكنيسة الظافرة) والأرض (الكنيسة المجاهدة).
ـ رسم الصينيّة.