تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الافخارستيّا كإتحادٍ وجوديّ.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الافخارستيّا كإتحادٍ وجوديّ.
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الافخارستيّا كإتحادٍ وجوديّ.
إن المكنون الأعمق للتقوى القربانية المسيحية يتم التعبير عنه كطريقة تصرف... فهو يرتكز على "السر"، أي على تنازل وهبة ذات الله الذي نتلقاه في السر... بحسب 1 كور 6، 12 – 19، قبول الافخارستيا يعني أن يتحد كيان الإنسان بالله، وهو قريب رمزيًا وروحيًا، مما يحدث عندما يضحي الرجل وامرأته واحدًا على الصعيد الجسدي-الفكري-الروحي. إن حلم مزج الألوهة بالبشرية، وتحطيم حدود الخليقة – هذا الحلم الذي يستمر على مدى تاريخ البشرية؛ وبشكل خفي، في أشكال دنيوية، تحلم به من جديد حتى إيديلوجيات عصرنا الملحدة، كما هو الحال في السكر المفرط في عالم من دون الله – هذا الحلم يتحقق هنا. إن محاولة الإنسان التحرر من قيود ذاته من تلقاء ذاته، ولبناء برجٍ انطلاقًا من قواه الشخصية بغية الارتقاء صوب الألوهة، تبوء قسرًا ودومًا بالفشل والبؤس – لا بل، باليأس. هذا المزج، هذا الاتحاد، صار ممكنًا لأنه الله نزل في المسيح، وأخذ على عاتقه محدودية الوجود البشري، وتحمل آلامها حتى المنتهى، وبحب المصلوب اللامتناهي فتح أبواب اللامتناهي. إن غاية الخلق الحقة، وهدفها المكنون – وبالتالي غاية الوجود البشري كما أرادها الله – هي هذا الاتحاد بالذات، "أن يكون الله كلاً في الكل".
إن المكنون الأعمق للتقوى القربانية المسيحية يتم التعبير عنه كطريقة تصرف... فهو يرتكز على "السر"، أي على تنازل وهبة ذات الله الذي نتلقاه في السر... بحسب 1 كور 6، 12 – 19، قبول الافخارستيا يعني أن يتحد كيان الإنسان بالله، وهو قريب رمزيًا وروحيًا، مما يحدث عندما يضحي الرجل وامرأته واحدًا على الصعيد الجسدي-الفكري-الروحي. إن حلم مزج الألوهة بالبشرية، وتحطيم حدود الخليقة – هذا الحلم الذي يستمر على مدى تاريخ البشرية؛ وبشكل خفي، في أشكال دنيوية، تحلم به من جديد حتى إيديلوجيات عصرنا الملحدة، كما هو الحال في السكر المفرط في عالم من دون الله – هذا الحلم يتحقق هنا. إن محاولة الإنسان التحرر من قيود ذاته من تلقاء ذاته، ولبناء برجٍ انطلاقًا من قواه الشخصية بغية الارتقاء صوب الألوهة، تبوء قسرًا ودومًا بالفشل والبؤس – لا بل، باليأس. هذا المزج، هذا الاتحاد، صار ممكنًا لأنه الله نزل في المسيح، وأخذ على عاتقه محدودية الوجود البشري، وتحمل آلامها حتى المنتهى، وبحب المصلوب اللامتناهي فتح أبواب اللامتناهي. إن غاية الخلق الحقة، وهدفها المكنون – وبالتالي غاية الوجود البشري كما أرادها الله – هي هذا الاتحاد بالذات، "أن يكون الله كلاً في الكل".
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الافخارستيّا كإتحادٍ وجوديّ.
» تأملات للبابا بندكتس السادس عشر/ الافخارستيّا والتّحوّل
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الأنانية.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - شلل الخطيئة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الوصايا.
» تأملات للبابا بندكتس السادس عشر/ الافخارستيّا والتّحوّل
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الأنانية.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - شلل الخطيئة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الوصايا.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى