تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - سر الإرتداد.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - سر الإرتداد.
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - سر الإرتداد.
إن الخروج المسيحي يدعو إلى ارتداد يقبل بوعد مجيء المسيح بكليّته ويكون مستعداً لفقدان حياته كلها من أجل هذا الوعد. وبالتالي، فإن الإرتداد دعوة إلى أن نذهب إلى أبعد من الإعتماد على الذات ونَكل أنفسنا إلى السر، في شركة الكنيسة، الذي من خلاله يدخل الله حياتي ليعمل فيها ويحررها من عزلتها. ويستلزم الإرتداد إلى جانب الإيمان أن نخسر حياتنا بمحبة، وهذه قيامة باعتبارها وجهاً من أوجه الموت. إن الإرتداد صليب يُحمل لدخول سرّ الفصح، مع أن ذلك لا يعني أنه أقل ألماً منه بالضرورة. فالقديس أوغسطينس، وبعد أن يتلو كلمات المزمور "أثقب جسدي بمسامير رهبتك" (مزمور ١١٩: ١٢۰)، يعمد إلى التعبير عنه بأسلوبه المنقطع النظير، يقول: "إن المسامير هي وصايا العدالة: بها تسمِّر مخاوف الرب الجسد (الشهوات الجسدية) وتصلبنا ذبيحةً مرضيّة عنده". وبذلك، تكون الحياة الأبدية حاضرة دائماً أبداً وسط هذه الحياة ويضيء الخروج في عالم يشبه اليوم بحدّ ذاته كل ما يمكن تصوّره ما عدا "أرض الميعاد". إذذاك، يصبح المسيح الطريق- هو نفسه، لا كلماته وحدها؛ وإذذاك، يصبح حاضراً بحقٍ "اليوم"… وبالنظر إلى الأمور من زاوية مختلفة، نرى مرة جديدة أن الحرية والبرّ صنوان لا يفترقان. فإذا ما تعذّر علينا أن نعرف شيئاً عن الله، وإذا لم يرد الله أن يعرف عنا أمراً، فلسنا بشعب حرّ في خليقة منفتحة على الحرية، بل عناصر في نظام من الضروريات حيث تأبى الصرخة من أجل الحرية أن تموت وتتلاشى لأسباب يستحيل تفسيرها. إن الحديث عن الله هو بشكل متزامن وفي آنٍ معاً الحديث عن البرّ والحرية.
إن الخروج المسيحي يدعو إلى ارتداد يقبل بوعد مجيء المسيح بكليّته ويكون مستعداً لفقدان حياته كلها من أجل هذا الوعد. وبالتالي، فإن الإرتداد دعوة إلى أن نذهب إلى أبعد من الإعتماد على الذات ونَكل أنفسنا إلى السر، في شركة الكنيسة، الذي من خلاله يدخل الله حياتي ليعمل فيها ويحررها من عزلتها. ويستلزم الإرتداد إلى جانب الإيمان أن نخسر حياتنا بمحبة، وهذه قيامة باعتبارها وجهاً من أوجه الموت. إن الإرتداد صليب يُحمل لدخول سرّ الفصح، مع أن ذلك لا يعني أنه أقل ألماً منه بالضرورة. فالقديس أوغسطينس، وبعد أن يتلو كلمات المزمور "أثقب جسدي بمسامير رهبتك" (مزمور ١١٩: ١٢۰)، يعمد إلى التعبير عنه بأسلوبه المنقطع النظير، يقول: "إن المسامير هي وصايا العدالة: بها تسمِّر مخاوف الرب الجسد (الشهوات الجسدية) وتصلبنا ذبيحةً مرضيّة عنده". وبذلك، تكون الحياة الأبدية حاضرة دائماً أبداً وسط هذه الحياة ويضيء الخروج في عالم يشبه اليوم بحدّ ذاته كل ما يمكن تصوّره ما عدا "أرض الميعاد". إذذاك، يصبح المسيح الطريق- هو نفسه، لا كلماته وحدها؛ وإذذاك، يصبح حاضراً بحقٍ "اليوم"… وبالنظر إلى الأمور من زاوية مختلفة، نرى مرة جديدة أن الحرية والبرّ صنوان لا يفترقان. فإذا ما تعذّر علينا أن نعرف شيئاً عن الله، وإذا لم يرد الله أن يعرف عنا أمراً، فلسنا بشعب حرّ في خليقة منفتحة على الحرية، بل عناصر في نظام من الضروريات حيث تأبى الصرخة من أجل الحرية أن تموت وتتلاشى لأسباب يستحيل تفسيرها. إن الحديث عن الله هو بشكل متزامن وفي آنٍ معاً الحديث عن البرّ والحرية.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - قوة الحقيقة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - هذا هو جسدي.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الأنانية.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - شلل الخطيئة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - هذا هو جسدي.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الأنانية.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - شلل الخطيئة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى