تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الواجب الأخلاقي من كرامتنا.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الواجب الأخلاقي من كرامتنا.
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الواجب الأخلاقي من كرامتنا.
ليس الواجب الأخلاقي سجناً بشرياً يتعيّن على الإنسان أن ينعتق منه لكي يكون قادراً في نهاية الأمر على القيام بما يحلو له. فالواجب الأخلاقي هو ما يشكل كرامته، وهو لا يصير أكثر حريةً إن تنصّل منه، بل هو على العكس يتراجع إلى مستوى الآلة أو مجرّد شيء. وإن لم يعد من واجب بإمكانه أو عليه أن يؤديه بحرية، فهذا يعني أنه لم يعد من مكان للحرية على الإطلاق. والإعتراف بالأخلاقيات هو الجوهر الحقيقي للكرامة الإنسانية؛ ولكن لا يمكن لأحد التسليم بذلك ما لم يتزامن ذلك مع اختبار للموقف كواجب حرية. فالأخلاقيات ليست سجناً بشرياً بل العنصر الإلهي في الإنسان... ذلك أن الطبيعة ليست –كما يطيب للوضعية العلمية التوتاليتارية أن تؤكّد وتجزم- تركيباً ما أُوجدَ بالصدفة مع قواعد لعبته، بل الطبيعة خلقٌ. إنها خلقٌ يتجلى فيها روح الخالق. لذا، فليس ثمة قوانين وضعية بمعنى الوظائف الفيزيائية وحسب: فالقانون الوضعي الخاص هو قانون أخلاقي بذاته. والخليقة ذاتها تعلّمني كيف أكون إنساناً بالمعنى الصحيح. والإيمان المسيحي الذي يساعدنا على الإعتراف بالخلق كخلقٍ لا يشلّ المنطق منّا، بل هو يعطي المنطق العمليّ الحيّز المناسب الذي ينمو ويتطوّر فيه. إن المثل الأخلاقية التي تعلّمنا الكنيسة إيّاها ليست حملاً أو وزراً خاصاً بالمسيحي دون سواه: إنها وسيلة للدفاع عن الإنسان ضدّ محاولة إلغائه. وإن كانت المثل الأخلاقية - ليست استعباداً للإنسان بل تحريراً له، فإن الإيمان المسيحي هو الموقع المتقدّم في ساحة الحرية الإنسانية.
ليس الواجب الأخلاقي سجناً بشرياً يتعيّن على الإنسان أن ينعتق منه لكي يكون قادراً في نهاية الأمر على القيام بما يحلو له. فالواجب الأخلاقي هو ما يشكل كرامته، وهو لا يصير أكثر حريةً إن تنصّل منه، بل هو على العكس يتراجع إلى مستوى الآلة أو مجرّد شيء. وإن لم يعد من واجب بإمكانه أو عليه أن يؤديه بحرية، فهذا يعني أنه لم يعد من مكان للحرية على الإطلاق. والإعتراف بالأخلاقيات هو الجوهر الحقيقي للكرامة الإنسانية؛ ولكن لا يمكن لأحد التسليم بذلك ما لم يتزامن ذلك مع اختبار للموقف كواجب حرية. فالأخلاقيات ليست سجناً بشرياً بل العنصر الإلهي في الإنسان... ذلك أن الطبيعة ليست –كما يطيب للوضعية العلمية التوتاليتارية أن تؤكّد وتجزم- تركيباً ما أُوجدَ بالصدفة مع قواعد لعبته، بل الطبيعة خلقٌ. إنها خلقٌ يتجلى فيها روح الخالق. لذا، فليس ثمة قوانين وضعية بمعنى الوظائف الفيزيائية وحسب: فالقانون الوضعي الخاص هو قانون أخلاقي بذاته. والخليقة ذاتها تعلّمني كيف أكون إنساناً بالمعنى الصحيح. والإيمان المسيحي الذي يساعدنا على الإعتراف بالخلق كخلقٍ لا يشلّ المنطق منّا، بل هو يعطي المنطق العمليّ الحيّز المناسب الذي ينمو ويتطوّر فيه. إن المثل الأخلاقية التي تعلّمنا الكنيسة إيّاها ليست حملاً أو وزراً خاصاً بالمسيحي دون سواه: إنها وسيلة للدفاع عن الإنسان ضدّ محاولة إلغائه. وإن كانت المثل الأخلاقية - ليست استعباداً للإنسان بل تحريراً له، فإن الإيمان المسيحي هو الموقع المتقدّم في ساحة الحرية الإنسانية.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - قوة الحقيقة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - هذا هو جسدي.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الأنانية.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - شلل الخطيئة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - هذا هو جسدي.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الأنانية.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - شلل الخطيئة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى