تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - تعلّم المحبّة.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - تعلّم المحبّة.
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - تعلّم المحبّة.
لسنا بمنأى عن الليالي المظلمة. فمن الواضح أنها ضرورية كيما نتعلّم من خلال العذاب ونتمكّن من كسب الحرية والنضج وقبل ذلك كلّه قدرةً على التعاطف مع الآخرين... إن جزءً من كل حبّ بشري هو أنه يكون عظيماً بحقّ ومصدر غنى حقيقي فقط حين أكون مستعداً لنكران ذاتي من أجل هذا الشخص الآخر الذي أحبّ، وأخرج من ذاتي وأعطي من ذاتي. وهذا يصحّ بالتأكيد في علاقتنا مع الله التي منها يجب أن تنبثق كل علاقاتنا الأخرى وتتفتّق. يجب أن أبدأ بالكفّ عن النظر إلى ذاتي لكي أتساءل عمّا يريد هو. يجب أن أبدأ بتعلّم الحبّ. ويكمن ذلك بالتحديد في أن أشيح بنظري عن نفسي لأحوّله إليه. وبهذا التصرف لا أعود أسأل عمّا يمكنني أن أحصل عليه لنفسي، بل أترك نفسي بين يديه ليوجّهني هو، وأخسر نفسي في المسيح؛ وعندما أتخلّى عن ذاتي، وأتفلّت من ذاتي، حينئذٍ أرى، نعم أرى، أن الحياة صائبة في نهاية المطاف، لأنه في خلاف ذلك أكون متقوقعاً إلى أبعد الحدود على ذاتي. وعندما أخرج إلى الملأ، إذا صحّ التعبير، عندئذٍ تبدأ الحياة وتبلغ قمّة عظمتها. طبعاً هذه ليست رحلة يمكنك القيام بها بين ليلة وضحاها. فإن كنتَ تطمح إلى السعادة السريعة فالإيمان لا يفلح في هذه الحالة. ولعلّ هذه إحدى الأسباب وراء أزمة الإيمان التي نشهدها في أيامنا هذه، أننا نريد متعتنا وسعادتنا في الحال، من دون أن نخاطر في خوض مغامرة على مدى العمر –مغامرة نقوم بها مع الثقة بأن هذه الخطوة لن تنتهي إلى عدم، بل إنها بطبيعتها فعل المحبة الذي من أجله خُلقنا والذي وحده يعطيني ما أصبو إليه: أن أحِبَّ وأُحَبَّ فأجد إذذاك السعادة الحقيقية.
لسنا بمنأى عن الليالي المظلمة. فمن الواضح أنها ضرورية كيما نتعلّم من خلال العذاب ونتمكّن من كسب الحرية والنضج وقبل ذلك كلّه قدرةً على التعاطف مع الآخرين... إن جزءً من كل حبّ بشري هو أنه يكون عظيماً بحقّ ومصدر غنى حقيقي فقط حين أكون مستعداً لنكران ذاتي من أجل هذا الشخص الآخر الذي أحبّ، وأخرج من ذاتي وأعطي من ذاتي. وهذا يصحّ بالتأكيد في علاقتنا مع الله التي منها يجب أن تنبثق كل علاقاتنا الأخرى وتتفتّق. يجب أن أبدأ بالكفّ عن النظر إلى ذاتي لكي أتساءل عمّا يريد هو. يجب أن أبدأ بتعلّم الحبّ. ويكمن ذلك بالتحديد في أن أشيح بنظري عن نفسي لأحوّله إليه. وبهذا التصرف لا أعود أسأل عمّا يمكنني أن أحصل عليه لنفسي، بل أترك نفسي بين يديه ليوجّهني هو، وأخسر نفسي في المسيح؛ وعندما أتخلّى عن ذاتي، وأتفلّت من ذاتي، حينئذٍ أرى، نعم أرى، أن الحياة صائبة في نهاية المطاف، لأنه في خلاف ذلك أكون متقوقعاً إلى أبعد الحدود على ذاتي. وعندما أخرج إلى الملأ، إذا صحّ التعبير، عندئذٍ تبدأ الحياة وتبلغ قمّة عظمتها. طبعاً هذه ليست رحلة يمكنك القيام بها بين ليلة وضحاها. فإن كنتَ تطمح إلى السعادة السريعة فالإيمان لا يفلح في هذه الحالة. ولعلّ هذه إحدى الأسباب وراء أزمة الإيمان التي نشهدها في أيامنا هذه، أننا نريد متعتنا وسعادتنا في الحال، من دون أن نخاطر في خوض مغامرة على مدى العمر –مغامرة نقوم بها مع الثقة بأن هذه الخطوة لن تنتهي إلى عدم، بل إنها بطبيعتها فعل المحبة الذي من أجله خُلقنا والذي وحده يعطيني ما أصبو إليه: أن أحِبَّ وأُحَبَّ فأجد إذذاك السعادة الحقيقية.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - سر الإرتداد.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - قوة الحقيقة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - هذا هو جسدي.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الأنانية.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - قوة الحقيقة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - هذا هو جسدي.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الأنانية.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى