تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - إكتشاف الله في عذابنا.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - إكتشاف الله في عذابنا.
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - إكتشاف الله في عذابنا.
من الملفت للنظر فعلاً كيف أن الإدّعاء بأن لا مجال لوجود الله بعد اليوم، والإدّعاء بأن الله قد اختفى كليّاً هو الإستنتاج السريع والمستعجل الذي خَلُص إليه مشاهدو الرعب وأولئك القوم الذين ينظرون الفظائع التي تحصل من رخائهم الحريري لثرائهم وازدهارهم فيحاولون التنويه والتعبير عن إعجابهم بها ويدفعونها عنهم بالقول: "إن أمكن حدوث هكذا أمور، فليس من إله!". ولكن من بين هؤلاء الغائصين أنفسهم في الواقع الرهيب المخيف، غالباً ما تكون النتيجة مناقضة تماماً: فهناك بالتحديد يكتشفون الله. ففي عالم العذاب هذا، استمرّت العبادة تطلع من وسط نيران أتون المحارق الملتهبة وليس من الناظرين إلى أعمال الرعب. وليس عرضياً أن الأشخاص الذين في تاريخ حياتهم كانوا الأكثر عرضةً للعذاب ولم يضطرّوا لانتظار الحقبة الممتدة بين العامين ١٩٤۰ و١٩٤٥ ليكونوا في معتقل "أوشفيتز"، ليس عرضياً أن هؤلاء أصبحوا أيضاً شعب الوحي، والشعب الذي عرف الله وجعله منظوراً للعالم. وليس عرضياً أن يكون الإنسان الذي تعرّض لأقبح أنواع العذابات وأفظعها - يسوع الناصريّ - كان ولا زال الوحي بذاته. ليس عرضياً أن يتدفق الإيمان بالله من "جبين متقرّح بالجروح"، من رجل مصلوب، وأن يكون أبيقورس هو أب الإلحاد الذي نشأ في عالم المشاهد الذي يعيش في عالمه المخمليّ... كذلك علينا أن نعرف أنه إلى الحضور الحقيقي ليسوع في الكنيسة وفي السرّ، هناك حضور آخر ليسوع في أصغر إخوتنا، في المضطهَدين في هذا العالم؛ وهو يريدنا أن نجده في كل واحد من هؤلاء.
من الملفت للنظر فعلاً كيف أن الإدّعاء بأن لا مجال لوجود الله بعد اليوم، والإدّعاء بأن الله قد اختفى كليّاً هو الإستنتاج السريع والمستعجل الذي خَلُص إليه مشاهدو الرعب وأولئك القوم الذين ينظرون الفظائع التي تحصل من رخائهم الحريري لثرائهم وازدهارهم فيحاولون التنويه والتعبير عن إعجابهم بها ويدفعونها عنهم بالقول: "إن أمكن حدوث هكذا أمور، فليس من إله!". ولكن من بين هؤلاء الغائصين أنفسهم في الواقع الرهيب المخيف، غالباً ما تكون النتيجة مناقضة تماماً: فهناك بالتحديد يكتشفون الله. ففي عالم العذاب هذا، استمرّت العبادة تطلع من وسط نيران أتون المحارق الملتهبة وليس من الناظرين إلى أعمال الرعب. وليس عرضياً أن الأشخاص الذين في تاريخ حياتهم كانوا الأكثر عرضةً للعذاب ولم يضطرّوا لانتظار الحقبة الممتدة بين العامين ١٩٤۰ و١٩٤٥ ليكونوا في معتقل "أوشفيتز"، ليس عرضياً أن هؤلاء أصبحوا أيضاً شعب الوحي، والشعب الذي عرف الله وجعله منظوراً للعالم. وليس عرضياً أن يكون الإنسان الذي تعرّض لأقبح أنواع العذابات وأفظعها - يسوع الناصريّ - كان ولا زال الوحي بذاته. ليس عرضياً أن يتدفق الإيمان بالله من "جبين متقرّح بالجروح"، من رجل مصلوب، وأن يكون أبيقورس هو أب الإلحاد الذي نشأ في عالم المشاهد الذي يعيش في عالمه المخمليّ... كذلك علينا أن نعرف أنه إلى الحضور الحقيقي ليسوع في الكنيسة وفي السرّ، هناك حضور آخر ليسوع في أصغر إخوتنا، في المضطهَدين في هذا العالم؛ وهو يريدنا أن نجده في كل واحد من هؤلاء.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الله الإله الحيّ.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الكنيسة هي شعب الله.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الحميميّة مع الله.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الله يعانقنا من العلاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - العيش كما لو أنّ الله موجود.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الكنيسة هي شعب الله.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الحميميّة مع الله.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الله يعانقنا من العلاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - العيش كما لو أنّ الله موجود.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى