تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الله يعانقنا من العلاء.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الله يعانقنا من العلاء.
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الله يعانقنا من العلاء.
شركة الحياة مع الله، الحياة الأبدية في صلب الحياة الزمنية، هي ممكنة لأن الله يعيش معنا: المسيح هو الله الكائن هنا معنا. في المسيح يكرس لنا الله وقتًا؛ المسيح هو وقت الله المكرس لنا وبالتالي في الوقت عينه، هو انفتاح الزمن على الأبدية. لم يعد الله الإله البعيد والمجهول الذي لا يمكن الوصول إليه؛ لقد بات الله في متناولنا: جسد ابنه هو الجسر لنفوسنا؟ من خلاله، تمتزج علاقة كل إنسان بالله بعلاقة المسيح بالآب، بحيث لا تصبح التفاتتنا إلى الله مسألة إشاحة طرفنا عن الآخرين وعن العالم، بل عبارة عن اتحاد نظرتنا وكياننا بنظرة الابن الفريدة وبكيانه الواحد. بما أنه انحدر إلى أعماق الأرض (أف ٤، ٩)، لم يعد الله الإله المتسامي بعيدًا في العلاء، بل أضحى الإله الذي يعانقنا من العلاء، من أسفل، ومن الداخل: هو كل في الكل، وبالتالي كل الكل هو خاصتنا: "كل ما هو لي هو لكم". بدأ كيان الله "كلاً في الكل" مع تخلي المسيح في الصليب عن كل ما هو خاصته. وسيصل هذا الأمر إلى التمام عندما سيسلم الابن الملكوت أخيرًا إلى الآب، أي البشرية التي جمعها في ذاته والخليقة بأسرها (١ كور ١٥، ٢٨). لهذا السبب، فإن البعد الفرداني المحض في النفس المفردة لا يعود موجودًا، لأن "كل ما هو لي هو لكم".
شركة الحياة مع الله، الحياة الأبدية في صلب الحياة الزمنية، هي ممكنة لأن الله يعيش معنا: المسيح هو الله الكائن هنا معنا. في المسيح يكرس لنا الله وقتًا؛ المسيح هو وقت الله المكرس لنا وبالتالي في الوقت عينه، هو انفتاح الزمن على الأبدية. لم يعد الله الإله البعيد والمجهول الذي لا يمكن الوصول إليه؛ لقد بات الله في متناولنا: جسد ابنه هو الجسر لنفوسنا؟ من خلاله، تمتزج علاقة كل إنسان بالله بعلاقة المسيح بالآب، بحيث لا تصبح التفاتتنا إلى الله مسألة إشاحة طرفنا عن الآخرين وعن العالم، بل عبارة عن اتحاد نظرتنا وكياننا بنظرة الابن الفريدة وبكيانه الواحد. بما أنه انحدر إلى أعماق الأرض (أف ٤، ٩)، لم يعد الله الإله المتسامي بعيدًا في العلاء، بل أضحى الإله الذي يعانقنا من العلاء، من أسفل، ومن الداخل: هو كل في الكل، وبالتالي كل الكل هو خاصتنا: "كل ما هو لي هو لكم". بدأ كيان الله "كلاً في الكل" مع تخلي المسيح في الصليب عن كل ما هو خاصته. وسيصل هذا الأمر إلى التمام عندما سيسلم الابن الملكوت أخيرًا إلى الآب، أي البشرية التي جمعها في ذاته والخليقة بأسرها (١ كور ١٥، ٢٨). لهذا السبب، فإن البعد الفرداني المحض في النفس المفردة لا يعود موجودًا، لأن "كل ما هو لي هو لكم".
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الكنيسة هي شعب الله.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الحميميّة مع الله.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - إكتشاف الله في عذابنا.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - العيش كما لو أنّ الله موجود.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الله الإله الحيّ.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الحميميّة مع الله.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - إكتشاف الله في عذابنا.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - العيش كما لو أنّ الله موجود.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الله الإله الحيّ.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى