عظة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
صفحة 1 من اصل 1
عظة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
عظة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
سلامي أعطيكم, لا كما يعطيه العالم (يوحنا ١٤ : ٢١ - ٢٧).
إنجيل الأحد:
قالَ الربّ يسوع: مَنْ كانتْ لديهِ وصاياي ويحفظها، هو الَّذي يحبُّني. ومَنْ يحبُّني بحبُّهُ أبي، وأنا أحبُّهُ وأظهرُ لهُ ذاتي". قالَ لهُ يهوذا، لا ذاكَ الإسخريوطيّ: "يا ربّ، ماذا جرى حتَّى تظهرَ ذاتك لنا، لا للعالم؟". أجابَ يسوعُ وقالَ لهُ: "مَنْ يحبُّني يحفظُ كلمتي، وأبي يحبُّهُ وإليهِ نأتي، وعندهُ نجعلُ لنا منزلاً. مَنْ لا يحبُّني لا يحفظُ كلمتي. والكَلِمَةُ الَّتي تسمعونها ليستْ كلمتي، بلْ كلمةُ الآبِ الَّذي أرسلني. كلمتكم بهذا، وأنا مقيمٌ عندكم. لكنَّ البرقليط، الرُّوحَ القُدُس، الَّذي سيرسلهُ الآبُ باسمي، هو يعلِّمكم كلَّ شيء، ويذكِّركم بكلِّ ما قلتهُ لكم. ألسلامَ أستودعكم، سلامي أعطيكم. لا كما يُعطيهِ العالمُ أنا أعطيكم. لا يضطربْ قلبكم ولا يخفْ!
تفسير الإنجيل:
في الأحد الثالث من زمن العنصرة, وبعد إيماننا بالثالوث الأقدس في الأحد المنصرم, يدعونا الرب في إنجيل يوحنا, إلى محبته وحفظ وصاياه, لنصبح مسكنا للثالوث الأقدس, مستنيرين بإرشاد الروح القدس البرقليط الذي يعلمنا ويذكرنا بكل ما قاله لنا الربّ يسوع.
ويؤكد بولس الرسول في رسالة اليوم إلى أهل كورنثوس, أنه لم يشأ أن يعرف شيئا غير يسوع المسيح المصلوب, معتمدا في تبشيره على أدلة الروح القدس, كي لا يستند إيمان المؤمنين إلى حكمة بشرية, بل إلى حكمة الله التي أعدّها قبل الدهور في سبيل مجدنا.
ويطرح علينا إنجيل هذا الأحد أسئلة عدّة: ما هي وصايا الله التي يريد يسوع أن نحفظها؟ وكيف نحفظها ونعمل بها, وكيف نجسّد محبة الله في حياتنا؟ وكيف يُظهرُ لنا ذاته؟ لنترك الروح يعمل فينا, يشجعنا في مسيرتنا, فنكون أهلا لاستقبال الثالوث فينا.
يتكون نصّ إنجيل هذا اليوم من ثلاثة أقسام:
١- من يحفظ الوصايا يُظهر الله له ذاته ويأتي الآب والإبن إليه (٢١ - ٢٤): حفظ الوصايا هو الإعتراف بحضور من أعطاها, ولو كان غائبا. وصيّة يسوع هي كلمته, وهي بالأحرى ذاته, لأنه هو الكلمة. من حفظ الوصيّة, حفظ حضور يسوع الدائم, وكان مطيعا له في تفاصيل حياته اليوميّة. وهنا أيضا نجد أن المحبّة تترافق مع الطاعة, إذ يكرّر يسوع مرّتين: "من أحبني يحفظ وصاياي". فالمحبة والطاعة يكونان جزئين مترابطين من وصايا وتعليم الرب يسوع, حيث تتمركز حياتنا اليومية. إن الربّ يظهر نفسه اليوم في مكاننا هذا وزماننا الحاضر, لأنه الكلمة المُتجسِّد والفادي المُطيع المُمَجّد.
٢- من يحفظ الوصايا, يسانده الروح, فيعلمه ويذكـِّره بتعاليم الربّ يسوع (٢٥ - ٢٦): يقوم دور التلاميذ على نقل الكلمة السماوية. فهل يستطيعون القيام بذلك؟ هنا يأتي دور الروح ليعلمهم ويذكرهم بما قاله الربّ. فعمل الروح القدس يجعلهم قادرين على تطبيق إرادة الربّ في ظروف وأحوال تتغير مع الزمان والمكان. فليس علينا نحن التلاميذ, الخوف من المستجدات لأن الروح هو من يساندنا.
٣- إعلان مجيء يسوع يشيع السلام والفرح: لا يُخلق ذهاب يسوع فراغا في كنيسته, كما أنّ مجيئه لا يلغي ذهابه. فالأمر لا يتعلق بعودة إلى نقطة البدء. إنّ ذهاب الرب يترافق مع حضور ومجيء. غيابه الجسدي يملؤه حضورٌ بالكلمة والروح. هكذا يترك يسوع تلاميذه بسلام. نحن أيضا, لا نحيا في زمن غياب الربّ بل في حضوره, لأن الآب والإبن يأتيان إلى من يسمع وصيّة يسوع, ويطيعها بحسب همسات الروح. لكلّ أقنوم من الأقانيم الثلاثة دورٌ في عمل الخلاص. فالروح البرقليط يكمل عمل يسوع ويعلم التلاميذ وينيرهم ويرشدهم ويثبتهم في جميع ما قاله لهم يسوع. وهو المحامي عن الضعفاء. فهل أعرف موضعي في قلب الثالوث؟ وهل أصغي إلى الروح المتكلم فيّ؟ همسات الروح هي تذكيرا لكلام المسيح, يلامس بصوته آذاننا فيزيل الإضطراب والقلق والخوف من قلوبنا, ويمنحنا السلام الحقيقي الدائم, لا السلام المزيّف الذي يعطينا اياه العالم ويتلاشى مع كلّ تجربة أو فشل في العلاقات الإنسانية والإجتماعية, ولا ذلك السلام الذي نسمع عنه في وسائل الإعلام.
يا ربّ, نطلب سلامك من أجل كنيستك المنتشرة في الأرض كلها, لتجعل الرجاء ينبثق وسط الإضطرابات والقلق. نطلب السلام من أجل الشعوب التي تمزقها الحروب. لتشرق عليها شمس المحبة والأخوّة. نطلب السلام من أجل رجال ونساء وأطفال لا يعرفون سوى الجوع والألم. ساعدهم أن لا ينسوا أنك إله قريب من الألم والمتألمين. نطلب سلامك للمنغمسين في ملذات العالم يعبدونها بدلا عنك. انتشلهم يا ربّ من السلام المزيّف إلى السلام الحقيقي ليعودوا إلى أبيهم كالإبن الضال, ويرثوا مع مختاريك الحياة الأبدية.
سلامي أعطيكم, لا كما يعطيه العالم (يوحنا ١٤ : ٢١ - ٢٧).
إنجيل الأحد:
قالَ الربّ يسوع: مَنْ كانتْ لديهِ وصاياي ويحفظها، هو الَّذي يحبُّني. ومَنْ يحبُّني بحبُّهُ أبي، وأنا أحبُّهُ وأظهرُ لهُ ذاتي". قالَ لهُ يهوذا، لا ذاكَ الإسخريوطيّ: "يا ربّ، ماذا جرى حتَّى تظهرَ ذاتك لنا، لا للعالم؟". أجابَ يسوعُ وقالَ لهُ: "مَنْ يحبُّني يحفظُ كلمتي، وأبي يحبُّهُ وإليهِ نأتي، وعندهُ نجعلُ لنا منزلاً. مَنْ لا يحبُّني لا يحفظُ كلمتي. والكَلِمَةُ الَّتي تسمعونها ليستْ كلمتي، بلْ كلمةُ الآبِ الَّذي أرسلني. كلمتكم بهذا، وأنا مقيمٌ عندكم. لكنَّ البرقليط، الرُّوحَ القُدُس، الَّذي سيرسلهُ الآبُ باسمي، هو يعلِّمكم كلَّ شيء، ويذكِّركم بكلِّ ما قلتهُ لكم. ألسلامَ أستودعكم، سلامي أعطيكم. لا كما يُعطيهِ العالمُ أنا أعطيكم. لا يضطربْ قلبكم ولا يخفْ!
تفسير الإنجيل:
في الأحد الثالث من زمن العنصرة, وبعد إيماننا بالثالوث الأقدس في الأحد المنصرم, يدعونا الرب في إنجيل يوحنا, إلى محبته وحفظ وصاياه, لنصبح مسكنا للثالوث الأقدس, مستنيرين بإرشاد الروح القدس البرقليط الذي يعلمنا ويذكرنا بكل ما قاله لنا الربّ يسوع.
ويؤكد بولس الرسول في رسالة اليوم إلى أهل كورنثوس, أنه لم يشأ أن يعرف شيئا غير يسوع المسيح المصلوب, معتمدا في تبشيره على أدلة الروح القدس, كي لا يستند إيمان المؤمنين إلى حكمة بشرية, بل إلى حكمة الله التي أعدّها قبل الدهور في سبيل مجدنا.
ويطرح علينا إنجيل هذا الأحد أسئلة عدّة: ما هي وصايا الله التي يريد يسوع أن نحفظها؟ وكيف نحفظها ونعمل بها, وكيف نجسّد محبة الله في حياتنا؟ وكيف يُظهرُ لنا ذاته؟ لنترك الروح يعمل فينا, يشجعنا في مسيرتنا, فنكون أهلا لاستقبال الثالوث فينا.
يتكون نصّ إنجيل هذا اليوم من ثلاثة أقسام:
١- من يحفظ الوصايا يُظهر الله له ذاته ويأتي الآب والإبن إليه (٢١ - ٢٤): حفظ الوصايا هو الإعتراف بحضور من أعطاها, ولو كان غائبا. وصيّة يسوع هي كلمته, وهي بالأحرى ذاته, لأنه هو الكلمة. من حفظ الوصيّة, حفظ حضور يسوع الدائم, وكان مطيعا له في تفاصيل حياته اليوميّة. وهنا أيضا نجد أن المحبّة تترافق مع الطاعة, إذ يكرّر يسوع مرّتين: "من أحبني يحفظ وصاياي". فالمحبة والطاعة يكونان جزئين مترابطين من وصايا وتعليم الرب يسوع, حيث تتمركز حياتنا اليومية. إن الربّ يظهر نفسه اليوم في مكاننا هذا وزماننا الحاضر, لأنه الكلمة المُتجسِّد والفادي المُطيع المُمَجّد.
٢- من يحفظ الوصايا, يسانده الروح, فيعلمه ويذكـِّره بتعاليم الربّ يسوع (٢٥ - ٢٦): يقوم دور التلاميذ على نقل الكلمة السماوية. فهل يستطيعون القيام بذلك؟ هنا يأتي دور الروح ليعلمهم ويذكرهم بما قاله الربّ. فعمل الروح القدس يجعلهم قادرين على تطبيق إرادة الربّ في ظروف وأحوال تتغير مع الزمان والمكان. فليس علينا نحن التلاميذ, الخوف من المستجدات لأن الروح هو من يساندنا.
٣- إعلان مجيء يسوع يشيع السلام والفرح: لا يُخلق ذهاب يسوع فراغا في كنيسته, كما أنّ مجيئه لا يلغي ذهابه. فالأمر لا يتعلق بعودة إلى نقطة البدء. إنّ ذهاب الرب يترافق مع حضور ومجيء. غيابه الجسدي يملؤه حضورٌ بالكلمة والروح. هكذا يترك يسوع تلاميذه بسلام. نحن أيضا, لا نحيا في زمن غياب الربّ بل في حضوره, لأن الآب والإبن يأتيان إلى من يسمع وصيّة يسوع, ويطيعها بحسب همسات الروح. لكلّ أقنوم من الأقانيم الثلاثة دورٌ في عمل الخلاص. فالروح البرقليط يكمل عمل يسوع ويعلم التلاميذ وينيرهم ويرشدهم ويثبتهم في جميع ما قاله لهم يسوع. وهو المحامي عن الضعفاء. فهل أعرف موضعي في قلب الثالوث؟ وهل أصغي إلى الروح المتكلم فيّ؟ همسات الروح هي تذكيرا لكلام المسيح, يلامس بصوته آذاننا فيزيل الإضطراب والقلق والخوف من قلوبنا, ويمنحنا السلام الحقيقي الدائم, لا السلام المزيّف الذي يعطينا اياه العالم ويتلاشى مع كلّ تجربة أو فشل في العلاقات الإنسانية والإجتماعية, ولا ذلك السلام الذي نسمع عنه في وسائل الإعلام.
يا ربّ, نطلب سلامك من أجل كنيستك المنتشرة في الأرض كلها, لتجعل الرجاء ينبثق وسط الإضطرابات والقلق. نطلب السلام من أجل الشعوب التي تمزقها الحروب. لتشرق عليها شمس المحبة والأخوّة. نطلب السلام من أجل رجال ونساء وأطفال لا يعرفون سوى الجوع والألم. ساعدهم أن لا ينسوا أنك إله قريب من الألم والمتألمين. نطلب سلامك للمنغمسين في ملذات العالم يعبدونها بدلا عنك. انتشلهم يا ربّ من السلام المزيّف إلى السلام الحقيقي ليعودوا إلى أبيهم كالإبن الضال, ويرثوا مع مختاريك الحياة الأبدية.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» عظة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الرابع لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الرابع لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الخامس لزمن العنصرة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى