عظة الأحد السابع لزمن العنصرة.
صفحة 1 من اصل 1
عظة الأحد السابع لزمن العنصرة.
عظة الأحد السابع لزمن العنصرة.
إن الحصاد كثير, أما الفعلة فقليلون (لوقا١۰: ١ -٧)
إنجيل الأحد:
قال لوقا البشير: وبَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ اثْنَينِ وسَبْعينَ آخَرين، وأرْسَلَهُم اثنينِ اثْنَيْنِ أَمامَ وَجْهَهِ إلى كُلِّ مَدينَةٍ ومَوضِعٍ كانَ مُزْمِعاً أنْ يَذْهَبَ إلَيْه. وقالَ لَهُم: "إنَّ الحِصادَ كَثير، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَليلون. أُطْلُبوا إذاً مِنْ رَبِّ الحِصادِ أنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إلى حِصادِهِ. إذْهَبوا. ها إنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُملانِ بَيْنَ الذِّئاب. لا تَحْمِلوا كيساً، ولا زاداً، ولا حِذاءً، ولا تُسَلِّموا عَلى أَحَدٍ في الطَريق. وأيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُموه، قولوا أَوَّلاً: ألسَّلامُ لِهَذا البَيْت. فإنْ كانَ هُناكَ ابْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيْه، وإلاَّ فَيَرْجِعُ إلَيْكُم. وأقيموا في ذلِكَ البَيْتِ تأكُلونَ وتَشْرَبونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأنَّ الفاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. ولا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إلى بَيْت.
تفسير الإنجيل:
في هذا الأحد السابع من زمن العنصرة, تتأمل الكنيسة بدعوة التلاميذ الإثنين والسبعين, وإرسالهم أمام الرب يسوع ليهيئوا أمامه الطريق. فنقرأ من رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس: "لقد اتضح أنكم رسالة المسيح التي خدمناها نحن, وهي مكتوبة لا بالحبر بل بروح الله الحي". ونسمع يسوع يقول للتلاميذ في إنجيل القديس لوقا: "إن الحصاد كثير, أما الفعلة فقليلون. أطلبوا من ربّ الحصاد أن يُخرجَ فـَعَلـَة إلى حصاده".
تذكرنا الكنيسة اليوم أننا بدورنا أصبحنا رُسُلا للربّ. اختارنا ودعانا لنعمل في حقله. فهل شعرنا يوما, بأننا فعلة في كرمه؟ وهل نتمتعُ بروح البشارة وخدمة الإنجيل؟ يكرر الرب دعوته لكلّ واحد منا, ويوصينا أن نحمِل السلام لكلّ بيت ندخله, وأن نكون حملانا لا ذئابا.
سبق يسوع وأرسل الإثني عشر في مهمة رسولية أولى. أما الآن فهو يرسل إثنين وسبعين تلميذا. تقوم مهمة هؤلاء التلاميذ على تهيئة البشر لاقتراب ملكوت الله. أرسلهم الرب "إثنين إثنين" أمامه حيث سيصل. وأوصاهم بما أوصى به الإثني عشر: أوصاهم أولا بالصلاة لربّ الحصاد, أن يرسل فعلة لحصاده. ثم أوضح لهم كيفية تصرّف الرسل في الطريق: تخلِّ وسرعة, وفي البيوت: نقل سلام المسيح إلى أهل البيت, وقبول الضيافة. كما طلب منهم الدخول إلى المدن التي تقبل البشارة, وتلك التي لا تقبل البشارة, وذلك قبل أن يؤكد لهم حكم الله القاسي على هذه الأخيرة, وسلطة الرسل المستمدة من الله ذاته.
- يتقدمونه إلى حيث يذهب: كلّ مسيحيّ رسول من هذه الأمم ولكلّ الأمم. عمله أن يمهّد لدخول الربّ إلى كلّ بيت وقرية ومدينة. فالرسالة لا تخص الرسل الإثني عشر وخلفاءهم فقط, إنها واجب كلّ مُعَمّدٍّ معترفّ بالربّ يسوع.
- الحصاد كثيرٌ والفعلة قليلون: العمل الذي يوكله الربّ للتلاميذ عمل قيّم جدا, في حين أن العملة قليلون. العالم بأسره حقل ناضج لإعلان البشرى, والمهمّة مستعجلة لا تنتظر, لأن أوانها قد آن. بيدَ أنّ قلة العملة لا تدعو إلى الخوف أو اليأس, بل إلى الصلاة لربّ العمل: فهو وحده القادر على إرسال عمّال قديرين, وجعل كل مؤمن عاملا نشيطا في هذا الكرم.
- كالحملان بين الذئاب: غالبا ما يخاف المؤمن من قوة غير المؤمنين وعنفهم. لكن ليس عليهم أن يتراجعوا, بل أن يكونوا على مثال الرب الذي عاش كحمل وديع وبقي شاهدا للحقيقة. فالمسيح هو راعي الخراف, وهو ضمانتهم وقوتهم, فلا خوف عليهم من الذئاب وعنفها.
- لا تحملوا: يمنع الربّ تلاميذه والرسل من أربعة أشياء: الإتكال على الدراهم, والإطمئنان إلى الزاد, وحذاء يحملونه خوفا على أقدامهم, والتوقف في الطرقات لسلام وكلام مضيعة للوقت. كما يوصيهم بكيفية التصرّف في البيوت: دخول البيت بسلام, دون الإهتمام بالنتيجة لأنها تخص أصحاب البيت فقط, فهم المستفيدون من قبولهم, والخاسرون من رفضهم. ويبقى الإستقرار عنصرا ضروريا, كما هو الحال في مشاركة الآخرين بكلّ شيء.
حمل الرسالة المسيحيّة هو في صلب جوهر الحياة في المسيح. إنه عمل كلّ تلميذ ليسوع وواجبه. به تتحول الأرض إلى ملكوت الله. أما الرسالة, فلا حدود لها. فلا يقول أحد: لقد أتممت واجبي, فيمكنني أن أنتقل إلى ما أريده الآن. إن الحياة الرسولية تحمل صفة الإستمرارية بنقل بشرى الإنجيل إلى كلّ بيت حيثما وُجد.
نسألك أيها الربّ يسوع أن تحفظ كنيستك وتوحدها في الشهادة لاسمك, وتغنيها دائما بالرسل والمبشرين ليعلنوا بشراك الجديدة ويهدوا الناس إلى درب الملكوت. حررنا يا ربّ من كل ما يعيق أو يعطل عمل الروح فينا, فلا نعمل إلا ما هو حق وخير وصلاح, ونمجدك في أعمالنا وأقوالنا مع أبيك وروحك القدوس إلى الأبد. آمين.
إن الحصاد كثير, أما الفعلة فقليلون (لوقا١۰: ١ -٧)
إنجيل الأحد:
قال لوقا البشير: وبَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ اثْنَينِ وسَبْعينَ آخَرين، وأرْسَلَهُم اثنينِ اثْنَيْنِ أَمامَ وَجْهَهِ إلى كُلِّ مَدينَةٍ ومَوضِعٍ كانَ مُزْمِعاً أنْ يَذْهَبَ إلَيْه. وقالَ لَهُم: "إنَّ الحِصادَ كَثير، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَليلون. أُطْلُبوا إذاً مِنْ رَبِّ الحِصادِ أنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إلى حِصادِهِ. إذْهَبوا. ها إنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُملانِ بَيْنَ الذِّئاب. لا تَحْمِلوا كيساً، ولا زاداً، ولا حِذاءً، ولا تُسَلِّموا عَلى أَحَدٍ في الطَريق. وأيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُموه، قولوا أَوَّلاً: ألسَّلامُ لِهَذا البَيْت. فإنْ كانَ هُناكَ ابْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيْه، وإلاَّ فَيَرْجِعُ إلَيْكُم. وأقيموا في ذلِكَ البَيْتِ تأكُلونَ وتَشْرَبونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأنَّ الفاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. ولا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إلى بَيْت.
تفسير الإنجيل:
في هذا الأحد السابع من زمن العنصرة, تتأمل الكنيسة بدعوة التلاميذ الإثنين والسبعين, وإرسالهم أمام الرب يسوع ليهيئوا أمامه الطريق. فنقرأ من رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس: "لقد اتضح أنكم رسالة المسيح التي خدمناها نحن, وهي مكتوبة لا بالحبر بل بروح الله الحي". ونسمع يسوع يقول للتلاميذ في إنجيل القديس لوقا: "إن الحصاد كثير, أما الفعلة فقليلون. أطلبوا من ربّ الحصاد أن يُخرجَ فـَعَلـَة إلى حصاده".
تذكرنا الكنيسة اليوم أننا بدورنا أصبحنا رُسُلا للربّ. اختارنا ودعانا لنعمل في حقله. فهل شعرنا يوما, بأننا فعلة في كرمه؟ وهل نتمتعُ بروح البشارة وخدمة الإنجيل؟ يكرر الرب دعوته لكلّ واحد منا, ويوصينا أن نحمِل السلام لكلّ بيت ندخله, وأن نكون حملانا لا ذئابا.
سبق يسوع وأرسل الإثني عشر في مهمة رسولية أولى. أما الآن فهو يرسل إثنين وسبعين تلميذا. تقوم مهمة هؤلاء التلاميذ على تهيئة البشر لاقتراب ملكوت الله. أرسلهم الرب "إثنين إثنين" أمامه حيث سيصل. وأوصاهم بما أوصى به الإثني عشر: أوصاهم أولا بالصلاة لربّ الحصاد, أن يرسل فعلة لحصاده. ثم أوضح لهم كيفية تصرّف الرسل في الطريق: تخلِّ وسرعة, وفي البيوت: نقل سلام المسيح إلى أهل البيت, وقبول الضيافة. كما طلب منهم الدخول إلى المدن التي تقبل البشارة, وتلك التي لا تقبل البشارة, وذلك قبل أن يؤكد لهم حكم الله القاسي على هذه الأخيرة, وسلطة الرسل المستمدة من الله ذاته.
- يتقدمونه إلى حيث يذهب: كلّ مسيحيّ رسول من هذه الأمم ولكلّ الأمم. عمله أن يمهّد لدخول الربّ إلى كلّ بيت وقرية ومدينة. فالرسالة لا تخص الرسل الإثني عشر وخلفاءهم فقط, إنها واجب كلّ مُعَمّدٍّ معترفّ بالربّ يسوع.
- الحصاد كثيرٌ والفعلة قليلون: العمل الذي يوكله الربّ للتلاميذ عمل قيّم جدا, في حين أن العملة قليلون. العالم بأسره حقل ناضج لإعلان البشرى, والمهمّة مستعجلة لا تنتظر, لأن أوانها قد آن. بيدَ أنّ قلة العملة لا تدعو إلى الخوف أو اليأس, بل إلى الصلاة لربّ العمل: فهو وحده القادر على إرسال عمّال قديرين, وجعل كل مؤمن عاملا نشيطا في هذا الكرم.
- كالحملان بين الذئاب: غالبا ما يخاف المؤمن من قوة غير المؤمنين وعنفهم. لكن ليس عليهم أن يتراجعوا, بل أن يكونوا على مثال الرب الذي عاش كحمل وديع وبقي شاهدا للحقيقة. فالمسيح هو راعي الخراف, وهو ضمانتهم وقوتهم, فلا خوف عليهم من الذئاب وعنفها.
- لا تحملوا: يمنع الربّ تلاميذه والرسل من أربعة أشياء: الإتكال على الدراهم, والإطمئنان إلى الزاد, وحذاء يحملونه خوفا على أقدامهم, والتوقف في الطرقات لسلام وكلام مضيعة للوقت. كما يوصيهم بكيفية التصرّف في البيوت: دخول البيت بسلام, دون الإهتمام بالنتيجة لأنها تخص أصحاب البيت فقط, فهم المستفيدون من قبولهم, والخاسرون من رفضهم. ويبقى الإستقرار عنصرا ضروريا, كما هو الحال في مشاركة الآخرين بكلّ شيء.
حمل الرسالة المسيحيّة هو في صلب جوهر الحياة في المسيح. إنه عمل كلّ تلميذ ليسوع وواجبه. به تتحول الأرض إلى ملكوت الله. أما الرسالة, فلا حدود لها. فلا يقول أحد: لقد أتممت واجبي, فيمكنني أن أنتقل إلى ما أريده الآن. إن الحياة الرسولية تحمل صفة الإستمرارية بنقل بشرى الإنجيل إلى كلّ بيت حيثما وُجد.
نسألك أيها الربّ يسوع أن تحفظ كنيستك وتوحدها في الشهادة لاسمك, وتغنيها دائما بالرسل والمبشرين ليعلنوا بشراك الجديدة ويهدوا الناس إلى درب الملكوت. حررنا يا ربّ من كل ما يعيق أو يعطل عمل الروح فينا, فلا نعمل إلا ما هو حق وخير وصلاح, ونمجدك في أعمالنا وأقوالنا مع أبيك وروحك القدوس إلى الأبد. آمين.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» صلاة الأحد السابع لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد السابع عشر لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الرابع لزمن العنصرة.
» صلاة الأحد السابع عشر لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الثالث لزمن العنصرة.
» عظة الأحد الرابع لزمن العنصرة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى