تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - إنقلاب القيم في نشيد التعظيم.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - إنقلاب القيم في نشيد التعظيم.
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - إنقلاب القيم في نشيد التعظيم.
بالنسبة للفكر القديم، كان الخصب بركة والعقر لعنة. أما هنا فكل شيء مقلوب على رأس عقب: فالعاقر تظهر كالمباركة حقًا، بينما تتراجع الخصبة إلى مراتب الاعتيادي، لا بل حتى يجب عليها أن تناهض ضد لعنة الطلاق، وخسران الحب. يتضح المعنى اللاهوتي لانقلاب القيم بشكل تدريجي فقط؛ فمنها أنشأ بولس لاهوته المتعلق بالولادة الروحية: ابن ابراهيم الحقيقي ليس ذلك الذي تعود أصوله الجسدية إليه، بل هو ذلك الذي حبل به بواسطة القوة الخلاقة التي تزخر بها كلمة وعد الله، بنوع يتجاوز الولادة الجسدية البحتة. ليست الحياة الجسدية بحد ذاتها غنىً حقًا؛ بل هو هذا الوعد الذي يستمر بعد الحياة، والذي يجعل الحياة حياةً بالفعل (رو ٤؛ غلا ، ١ – ١٤). في مرحلة أولية من تطور العهد القديم، نشأ صنف من لاهوت النعمة من انقلاب القيم هذا في نشيد حنة، الذي يتردد صداه في نشيد تعظيم مريم: الرب يرفع المتواضعين من التراب، ويرفع الفقراء من الرماد (١ صم ٢، ٨). الرب ينحني نحو المتواضعين، والضعفاء، والمنبوذين، وفي هذا التنازل يتألق حب الله، الذي يخلص فعلاً، في حنة وفي مريم، عبر الظاهرة اللافتة: ظاهرة المرأة غير المباركة-المباركة في آن. إن سر المقعد الأخير (لو ١٤، ١۰)، والتبادل بين المقام الأول والأخير (مر ١۰، ٣١)، وانقلاب القيم في عظة الجبل، وانقلاب القيم الأرضية المبنية على التناسل، كل هذه الأمور مكنونة هنا. كما ويجد لاهوت البتولية هنا صيغته الأولى بشكل مستتر: عدم الخصب الأرضي يضحي الخصب الحق.
بالنسبة للفكر القديم، كان الخصب بركة والعقر لعنة. أما هنا فكل شيء مقلوب على رأس عقب: فالعاقر تظهر كالمباركة حقًا، بينما تتراجع الخصبة إلى مراتب الاعتيادي، لا بل حتى يجب عليها أن تناهض ضد لعنة الطلاق، وخسران الحب. يتضح المعنى اللاهوتي لانقلاب القيم بشكل تدريجي فقط؛ فمنها أنشأ بولس لاهوته المتعلق بالولادة الروحية: ابن ابراهيم الحقيقي ليس ذلك الذي تعود أصوله الجسدية إليه، بل هو ذلك الذي حبل به بواسطة القوة الخلاقة التي تزخر بها كلمة وعد الله، بنوع يتجاوز الولادة الجسدية البحتة. ليست الحياة الجسدية بحد ذاتها غنىً حقًا؛ بل هو هذا الوعد الذي يستمر بعد الحياة، والذي يجعل الحياة حياةً بالفعل (رو ٤؛ غلا ، ١ – ١٤). في مرحلة أولية من تطور العهد القديم، نشأ صنف من لاهوت النعمة من انقلاب القيم هذا في نشيد حنة، الذي يتردد صداه في نشيد تعظيم مريم: الرب يرفع المتواضعين من التراب، ويرفع الفقراء من الرماد (١ صم ٢، ٨). الرب ينحني نحو المتواضعين، والضعفاء، والمنبوذين، وفي هذا التنازل يتألق حب الله، الذي يخلص فعلاً، في حنة وفي مريم، عبر الظاهرة اللافتة: ظاهرة المرأة غير المباركة-المباركة في آن. إن سر المقعد الأخير (لو ١٤، ١۰)، والتبادل بين المقام الأول والأخير (مر ١۰، ٣١)، وانقلاب القيم في عظة الجبل، وانقلاب القيم الأرضية المبنية على التناسل، كل هذه الأمور مكنونة هنا. كما ويجد لاهوت البتولية هنا صيغته الأولى بشكل مستتر: عدم الخصب الأرضي يضحي الخصب الحق.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - سر الإرتداد.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - شلل الخطيئة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - هذا هو جسدي.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الأنانية.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - شلل الخطيئة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - هذا هو جسدي.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الأنانية.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى