تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإنتقال إلى الإنسان الجديد.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإنتقال إلى الإنسان الجديد.
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الإنتقال إلى الإنسان الجديد.
يحدث الإنتقال إلى الإنسان الجديد من خلال شخص يسوع المسيح. فبه انبلج في الواقع مستقبل الإنسان الحقيقي، بما يمكن ويجب أن يكون. ويقدّم شخص يسوع وجوهره، كما يُصوَّر لنا على مدى حياته وأخيراً في تضحيته بذاته على الصليب، مقياساً ونموذجاً عن مستقبل الإنسانية. فنحن لا نتحدث هباءً عن اتباع يسوع والسلوك على خطاه. بل هي مسألة تماثل داخلي مع يسوع – تماماً كما هو حاكى طبيعتنا. وهذا هو بالفعل ما يصبو إليه الإنسان. نقرأه في الروايات العظمى لمن اختاروا التتلمذ له والتي تمتدّ على مدى القرون، فينكشف لناظرينا للمرة الأولى ما هو خفيّ في صورة يسوع. فلا يصحّ إذاً القول إن ثمة نموذجاً منمطاً يُفرَض في كل هذه الحالات، بل إن في ذلك كل إمكانيات تطور الوجود البشري الحقيقي. فنرى كيف أن القديسة تيريزا من ليزيو والقديس دون بوسكو وإديت شتاين والرسول بولس وتوما الأكويني قد تعلموا من يسوع كيفية عيش إنسانيتهم. جميع هؤلاء الأشخاص قد أصبحوا حقيقةً على مثال يسوع –مع أن كلاً منهم له خصائصه وسماته الخاصة التي تجعله مختلفاً عن الآخر. إن الخلاص الذي يُقدَم لنا ليس عملية أوتوماتيكية تلقائية أو مسألة خارجة عنا. فقد عُهدَ إلى حريتنا وجُعلَ بالتالي رهن هشاشة الحرية البشرية والطبع البشري. إن الخلاص يولد من جديد في كل إنسان، فهو ليس قائماً كأمر واقع بكل بساطة. فليس لك أن تدعّمه وتحصّنه من الخارج أو تسيطر عليه باستخدام السلطة والقوة، بل لك أن تدخل دائماً إلى الحرية التي تنبثق منك. ولكن فوق الكل وفي الكل، هناك الوحيد الأحد الذي يأتي إلى لقائنا فيعطينا رجاء أقوى من كل أشكال الدمار والخراب التي قد يحدثها الإنسان.
يحدث الإنتقال إلى الإنسان الجديد من خلال شخص يسوع المسيح. فبه انبلج في الواقع مستقبل الإنسان الحقيقي، بما يمكن ويجب أن يكون. ويقدّم شخص يسوع وجوهره، كما يُصوَّر لنا على مدى حياته وأخيراً في تضحيته بذاته على الصليب، مقياساً ونموذجاً عن مستقبل الإنسانية. فنحن لا نتحدث هباءً عن اتباع يسوع والسلوك على خطاه. بل هي مسألة تماثل داخلي مع يسوع – تماماً كما هو حاكى طبيعتنا. وهذا هو بالفعل ما يصبو إليه الإنسان. نقرأه في الروايات العظمى لمن اختاروا التتلمذ له والتي تمتدّ على مدى القرون، فينكشف لناظرينا للمرة الأولى ما هو خفيّ في صورة يسوع. فلا يصحّ إذاً القول إن ثمة نموذجاً منمطاً يُفرَض في كل هذه الحالات، بل إن في ذلك كل إمكانيات تطور الوجود البشري الحقيقي. فنرى كيف أن القديسة تيريزا من ليزيو والقديس دون بوسكو وإديت شتاين والرسول بولس وتوما الأكويني قد تعلموا من يسوع كيفية عيش إنسانيتهم. جميع هؤلاء الأشخاص قد أصبحوا حقيقةً على مثال يسوع –مع أن كلاً منهم له خصائصه وسماته الخاصة التي تجعله مختلفاً عن الآخر. إن الخلاص الذي يُقدَم لنا ليس عملية أوتوماتيكية تلقائية أو مسألة خارجة عنا. فقد عُهدَ إلى حريتنا وجُعلَ بالتالي رهن هشاشة الحرية البشرية والطبع البشري. إن الخلاص يولد من جديد في كل إنسان، فهو ليس قائماً كأمر واقع بكل بساطة. فليس لك أن تدعّمه وتحصّنه من الخارج أو تسيطر عليه باستخدام السلطة والقوة، بل لك أن تدخل دائماً إلى الحرية التي تنبثق منك. ولكن فوق الكل وفي الكل، هناك الوحيد الأحد الذي يأتي إلى لقائنا فيعطينا رجاء أقوى من كل أشكال الدمار والخراب التي قد يحدثها الإنسان.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - السعادة وألم الإنسان.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - البداية الجديدة, الخلق الجديد.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - نسب يسوع.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الوصايا.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - البداية الجديدة, الخلق الجديد.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - نسب يسوع.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الوصايا.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى